< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/11/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: حكم الاستقراض عن ولي الأمر:

بمناسبة مولد الإمام الرضا (ع) أحببت أن أشير إلى نقاط مرتبطة بولادته (ع).

إنّ قصّة ولادة الإمام الرضا تشتمل على عجائب وغرائب كما هو الحال في مولد بعض الأنبياء كمولد عيسى بن مريم وموسى بن عمران وسائر حجج الله تعالى.

عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِيثَمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أُمِّي تَقُولُ‌ سَمِعْتُ نَجْمَةَ أمَّ الرِّضَا تَقُولُ لَمَّا حَمَلْتُ بِابْنِي عَلِيٍّ لَمْ أَشْعَرْ بِثِقْلِ الْحَمْلِ وَ كُنْتُ أَسْمَعُ‌ فِي‌ مَنَامِي‌ تَسْبِيحاً وَ تَهْلِيلًا وَ تَمْجِيداً مِنْ بَطْنِي فَيُفْزِعُنِي ذَلِكَ وَ يَهُولُنِي فَإِذَا انْتَبَهْتُ لَمْ أَسْمَعْ شَيْئاً فَلَمَّا وَضَعْتُهُ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعاً يَدَهُ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فَدَخَلَ إِلَيَّ أَبُوهُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع فَقَالَ لِي هَنِيئاً لَكِ يَا نَجْمَةُ كَرَامَةُ رَبِّكَ فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَ أَقَامَ فِي الْيُسْرَى وَ دَعَا بِمَاءِ الْفُرَاتِ فَحَنَّكَهُ بِهِ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَيَّ وَ قَالَ خُذِيهِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَرْضِهِ.[1] .

ومعنى ذلك أنّ كيفية حمله ومدّة حمله ليس أمراً عادياً كسائر الناس، بل إنّه كان كحمل أمّ موسى به، لا تظهر آثاره لأحد.

قالت: وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني فيُفزِعني ويَهولني فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً.

وهو قولٌ يحكي لنا أنّ حَمله أيضاً أنه كان كحمل جدّته فاطمة الزهراء بالحسين (ع)، فهي حين حملت به كانت تسمع من بطنها کلماتٍ عجيبةً، وهو كذلك كحمل خديجة حيث كانت تحدثها وتسليها ابنتها الزهراء (ع) أيضا حين كانت جنيناً في بطنها.

قالت السيدة "نجمة" أُمّ الرضا: (فَلَمَّا وَضَعْتُهُ وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَى الْأَرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ‌ إِلَى‌ السَّمَاءِ يُحَرِّكُ‌ شَفَتَيْهِ‌ كَأَنَّهُ يَتَكَلَّمُ فَدَخَلَ إِلَيَّ أَبُوهُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ لِي: هَنِيئاً لَكِ يَا نَجْمَةُ كَرَامَةُ رَبِّكِ فَنَاوَلْتُهُ إِيَّاهُ فِي خِرْقَةٍ بَيْضَاءَ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ اليمنى وَأَقَامَ فِي اليسرى وَدَعَا بِمَاءِ الْفُرَاتِ فَحَنَّكَهُ بِهِ ثُمَّ رَدَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ خُذِيهِ فَإِنَّهُ بَقِيَّةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَرْضِهِ)

وأما النقطة الأخيرة في قصة ولادة علي بن موسى الرضا (ع) أن أمّه نجمة قالت: فدخل إليّ أبوه موسى بن جعفر فقال لي: هنيئاً لك يا نجمة كرامة ربك !

وقد لقَّب الإمام ابنه بأنه كرامة الربّ لأمّه نجمة، وبأنّ أيام ولادته هي أيام الكرامة من الله تعالى على الناس وعلى المؤمنين.

أما البحث الفقهي وهو:

حكم الاستقراض عن ولي الأمر فقد بقي القسم الأخير مما تعرض له السيد الإمام (رض) في المسألة الواحدة والعشرين، وهو الدَّين الحاصل من الاستقراض عن ولي الأمر من مال الخمس.

يقول الإمام:

(وأما الدَّين الحاصل من الاستقراض عن ولي الأمر من مال الخمس المعبّر عنه ب‌ "دستگردان" فلا يعدّ من المؤونة حتى لو أداه في سنة الربح، أو كان زمان أدائه في تلك السنة وأدّاه، بل يجب تخميس الجميع ثم أداؤه من المخمس، أو أداؤه واحتسابه حين أداء الخمس وردّ خمسه). [2]
ويستفاد مما قاله الإمام (رض) أن هذا القسم من الدَّين أي الدَّين بسبب الاستقراض من مال الخمس هو خارج عن موارد الاستثناء من الربح، وخارج عن مؤونة السنة لذلك يجب تخميس الكل.

بناء على ذلك إن هذا القسم يختلف تماما عن القسمين الآخرين.

و لعل الوجه في ذلك

أولاً أن هذا القسم من الاستقراض لا يعد من المؤونة لأن المفروض عدم كونه لمؤونة السنة وعدم كونه لتحصيل الاكتساب.

و ثانيا: إن الاستقراض من ولي الأمر من مال الخمس ليس مصداقا من مصاديق الدَّين، وبالتالي أداؤه أيضا ليس من مصاديق أداء الدَّين، بل من موارد جواز التأخير في مقام أداء الخمس.

في الحقيقة يمكن القول بأن هذا المال بعد صرفه في أداء الدَّين الحاصل من الاستقراض عن ولي الأمر قد صُرف في أداء الخمس فلا يكون من المؤونة مطلقاً.

فلا يستثنى من الربح.

مضافاً إلى ذلك أنّه لا إلزام على المكلّف شرعاً أن يستقرض من ولي الأمر شيئاً عند عدم التمكّن من أداء تمام الخمس، بل هو مجاز من أوّل الأمر أن يؤخّر دفعه إلى زمان التمكّن، وعليه فلا يكون من قبيل الدَّين القهري ولا من المؤونة حتّى يشمله دليل الاستثناء. هذا كل ما يمكن أن يقال في المسألة.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo