< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/07/12

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: تتمة البحث حول جبر الخسارة بالربح في أنواع التجارات:

بمناسبة مولد أمير المومنين الامام علي (ع) أقرأ حديثاً بشأن مفهوم نصرته التي وردت ضمن التوصية بمحبته: ٍ(عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ‌ الصَّادِقَ‌ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْماً لِأَصْحَابِهِ أَيُّكُمْ‌ يَصُومُ‌ الدَّهْرَ فَقَالَ سَلْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ فَأَيُّكُمْ يُحْيِي اللَّيْلَ قَالَ سَلْمَانُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَأَيُّكُمْ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقَالَ سَلْمَانُ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَغَضِبَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنَ الْفُرْسِ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَخِرَ عَلَيْنَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ قُلْتَ أَيُّكُمْ يَصُومُ الدَّهْرَ فَقَالَ أَنَا وهُوَ أَكْثَرَ أَيَّامِهِ يَأْكُلُ وقُلْتَ أَيُّكُمْ يُحْيِي اللَّيْلَ فَقَالَ أَنَا وهُوَ أَكْثَرَ لَيْلَتِهِ نَائِمٌ وقُلْتَ أَيُّكُمْ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقَالَ أَنَا وهُوَ أَكْثَرَ نَهَارِهِ صَامِتٌ فَقَالَ النَّبِيُّ ص مَهْ يَا فُلَانُ أَنَّى لَكَ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ سَلْهُ فَإِنَّهُ يُنَبِّئُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ لِسَلْمَانَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ رَأَيْتُكَ فِي أَكْثَرِ نَهَارِكَ تَأْكُلُ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ إِنِّي أَصُومُ الثَّلَاثَةَ فِي الشَّهْرِ وقَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ‌ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وأَصِلُ شَعْبَانَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ فَقَالَ أَ لَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تُحْيِي اللَّيْلَ فَقَالَ نَعَمْ- فَقَالَ أَنْتَ أَكْثَرَ لَيْلَتِكَ نَائِمٌ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ولَكِنِّي سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ مَنْ بَاتَ عَلَى طُهْرٍ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا اللَّيْلَ كُلَّهُ فَأَنَا أَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ فَقَالَ أَ لَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَأَنْتَ أَكْثَرَ أَيَّامِكَ صَامِتٌ فَقَالَ لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ولَكِنِّي سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لِعَلِيٍّ ع يَا أَبَا الْحَسَنِ مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ‌ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ومَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ ومَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثاً فَقَدْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثُ الْإِيمَانِ ومَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ فَقَدْ كَمَلَ ثُلُثَا الْإِيمَانِ ومَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وقَلْبِهِ ونَصَرَكَ بِيَدِهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ والَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا عَلِيُّ لَوْ أَحَبَّكَ أَهْلُ الْأَرْضِ كَمَحَبَّةِ أَهْلِ السَّمَاءِ لَكَ لَمَا عُذِّبَ أَحَدٌ بِالنَّارِ وأَنَا أَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَامَ وكَأَنَّهُ قَدْ أُلْقِمَ حَجَراً). [1]

تتمة البحث حول جبر الخسارة بالربح في أنواع التجارات:

کان البحث حول مسألة جبر الخسارة بالربح فيما اذا كان قد فرق رأس المال في التجارات المتعددة وأنواعها المختلفة في مركز واحد أو في شعب متعددة، وفي فرض استقلالية الشعب والمراكز التجارية أو عدم استقلاليتها فهل يجبر الخسارة بالربح أو لا؟

لقد بيّن السيد الإمام (ره) المسألة في أربع صور وقال في ثلاثة منها بالجبر وفي الرابعة بعدم الجبر، مستدلاً بعدم استقلالية الثلاثة الأول واستقلالية الرابعة.

لأن الملاك الأساس عند السيد الامام هو استقلال التجارة وعدم استقلالها فقط ولا اعتبار بتعدد أنواعها واختلاف أنواعها، كما لا اعتبار أيضا بتعدد مراكز التجارة أو وحدتها، ولا اعتبار كذلك بوحدة الإدارة أو تعدد الإدارة.

هذا واضح بالنسبة إلى رأي السيد الامام ره، ونحن نوافق جنابه ره في جهة ونخالفه في جهة أخرى.

أما الجهة الأولى وهي القول بالجبر في الصنوف الثلاثة فما قاله هو الحق ونخالفه في الرابعة.

فنحن نقول بأن الصنف الرابع أيضاً كالصنوف الثلاثة يجبر الخسارة بالربح، كما شرحنا القضية في مظان البحث عن المؤونة.

وهذه المسألة لا دليل عليها من النصوص لتشخيصها بل لا بد في تشخيصها من مراجعة العرف في صدق عنوان الربح وعدم صدقه.

ونقول في توضيح البحث بأن البحث هنا إما من جهة ملاحظة الأشخاص والمكلفين وإما من جهة الالتفات إلى العمل الذي يحصل الربح والخسارة من خلاله.

فتارة نتحدث عن ربح الانسان وفائدته ولا بد حينها من التوجه إلى المكلف، وأخرى نتحدث حول ربح العمل وفائدته، فيختلف النظر والتوجه وبالتالي تختلف الأقوال.

والسر في ذلك أن الربح مرة يستند إلى العمل والشغل ويقال ربح التجارة وربح الزراعة وربح الصناعة وغيرها، وأخرى يستند إلى الاشخاص ويقال: ربح فلان.

نعم لا شك في أن ربح العمل والشغل يتعدد بحسب تعدد العمل وبالتالي في فرض التعدد واستقلال الأعمال المخنلفة لايمكن القول بجبر الخسارة في عمل برح عمل آخر؛ لأنه لا ريب في اختلاف ربح التجارة عن ربح الزراعة، وكل واحد منها مستقل ولايوجد ربح بينهما.

وأما إذا قلنا ربح الأشخاص والمكلفين فلا يختلف بحسب الزمان والمكان والتعدد والوحدة وغيرها، بل ربح الشخص الفلاني يصدق بعد محاسبة جميع ما ربح وجميع ما تضرر وخسر، وضرب البعض على البعض وحصل النتيجة.

يُضف إلى ذلك أننا اذا ربطنا التجارة والربح والخسارة والوارد والصادر بالشخص الفلاني فلا يوجد استقلاية أصلا في مركز من مراكز التجارة أو في نوع من أنواع العمل حتى بين التجارة والزراعة والصناعة؛ وذلك لأن كل هذه الموارد والشعب والفروع مرتبطة بشخص واحد وهو يديرها كلها، فالكل ليس مستقلا بل يرتبط البعض بالبعض من جهة المالك والتاجر. يعني التجارة مختلفة ومستقلة من حيث العمل لكنها ليست مختلفة ولا مستقلة من حيث التاجر وشخص المكلف فالملاك هنا الاعتبار بالأشخاص لا بالأعمال.

ولا شك أن الأموال والأرباح والخسارات تُحسب بالنسبة إلى كل واحد منها مستقلاً عن الآخر ويقال: ربحت هذه الصفقة وخسرت تلك الصفقة وبعد ملاحظة ربح البعض وخسارة البعض يقال: ربح فلان أو خسر فلان.

ويضاف إلى ذلك أيضاً أن تعلق الخمس إنما يقع بعد تحقق الربح واستقراره وصدقه بالنسبة إلى شخص المكلف.

أي إن المكلف اذا ربح يجب عليه خمس ما ربح ولا يجب عليه خمس ما لم يربح.

وفي فرض الخسارة وربح البعض يمكن القول بأن الربح لم يتحقق الا بعد محاسبة جميع أنواع التجارات والزراعات والصناعات المرتبطة بهذا الشخص.

مضافاً إلى ذلك أيضاً أن الربح قبل ملاحظة الخسارة ولو في اختلاف نوع التجارة لا يُعدّ ربحاً مستقراً بل يعتبر ربحاً مزلزلاً، وبالتالي الربح المتزلزل لا يتعلق به الخمس إلا بعد ملاحظة الخسارة.

فالقول باستناد الربح إلى الأشخاص والمكلفين هو الحق لا إلى العمل ونوع العمل، وهذا هو المتعارف بين العقلاء في محاسبة الأرباح والفوائد .

وهذا هو مبنى السيد الامام ره ولكنه لم يطبق مبناه على هذا المورد وأما نحن فبهذا التوضيح والبيان نكون قد طبقناه على المورد الرابع.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo