< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/07/02

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: فضائل شهر الرجب:

عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله(ص): أَلاَ إِنَّ رَجَبَ شَهْرُ اللهِ الأَصَمّ وَهُوَ شَهْرٌ عَظِيْمٌ، وَإِنّمَا سُمِّيَ الأَصَمُّ لأَنّهُ لاَ يُقَارِبُهُ شَهْرٌ مِنَ الشُّهُوْرِ حُرْمَةً وَفَضْلاً عِنْدَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَكَانَ أَهْلُ الجَاهِلِيَّةِ يعُظِّمُوْنَهُ فِيْ جَاهِلِيَّتِهَا، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ لَمْ يَزْدَدْ إِلاَّ تَعْظِيْمَاً وَفَضْلاً.

أَلاَ إِنَّ رَجَبَ وَشَعْبَانَ شَهْرَايَ ، وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ أُمَّتِيْ.أَلاَ فَمَنْ صَامَ مِنْ رَجَبَ يَوْمَاً إِيْمَانَاً وَاحْتِسَابَاً اسْتَوْجَبَ رُضْوَانَ اللهِ الأَكْبَرِ، وَأَطْفَأَ صَوْمُهُ فِيْ ذَلِكَ اليَوْمِ غَضَبَ اللهِ، وَأُغْلِقَ عَنْهُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ، وَلَوْ أُعْطِىَ مِلْء الأَرْضِ ذَهَباً مَا كَانَ بَأَفْضَلَ مِنْ صَوْمِهِ ، وَلاَ يَسْتَكْمِلُ أَجْرَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا دُوْنَ الحَسَنَاتِ، إذَا أَخْلَصَهُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ،.......قِيْلَ : يَا نَبِيَّ اللهِ، فَمَنْ عَجِزَ عَنْ صِيَامِ رَجَبَ لِضَعْفٍ أَوْ لِعِلَّةٍ كَانَتْ بِهِ، أَوْ امْرَأَةٍ غَيْرُ طَاهِرٍ، يَصْنَعُ مَاذَا لِيَنَالَ مَا وَصَفْتَهُ؟ قَالَ(ص) : يَتَصَدَّقُ كُلَّ يَوْمٍ بِرَغِيْفٍ عَلَىْ المَسَاكِيْنِ ، وَالذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ إِنّهُ إِذَا تَصَدَّقَ بِهَذِهِ الصَّدَقَةِ كُلَّ يَوْمٍ نَالَ مَا وَصَفْتُ وَأَكْثَرَ، إِنَّهُ لَوْ اجْتَمَعَ جَمِيْعُ الخَلاَئِقِ كُلُّهُمْ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ عَلَىْ أَنْ يَقْدِرُوْا قَدْرَ ثَوَابِهِ مَا بَلَغُوْا عُشْرَ مَا يُصِيْبُ فِيْ الجِنَانِ مِنَ الفَضَائِلِ وَالدَّرَجَاتِ .قِيْلَ : يَا رَسُوْلَ اللهِ فَمَنْ لَمْ يَقْدِرُ عَلَىْ هَذِهِ الصَّدَقَةِ، يَصْنَعُ مَاذَا لِيَنَالَ مَا وَصَفْتَ؟ قَالَ(ص): يُسَبِّحُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبَ إِلَىْ تَمَامِ ثَلاَثِيْنَ يَوْمَاً بِهَذَا التَّسْبِيْحِ مِائَةَ مَرَّةٍ: سُبْحَانَ الإِلَهِ الجَلِيْلِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْبَغِيْ التَّسْبِيْحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ الأَعَزِّ

الأَكْرَمِ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ. [1]

في الحقيقة إن شهر رجب هو مصداق من مصاديق لطف الله تعالى بهذه الأمّة، لأنه عزَّ وجلَّ قد خصّنا بمحطّاتٍ مكانيّة للطاعات، وفصولٍ زمنيّةٍ للعبادات.

فالمرحومُ من استفاد من تلك الفُرَص الذهبيّةَ، كي ينالَ القربةَ والعفوَ والغفرانَ من ربِّ البريّة.

والمحرومُ من ضيَّعَها متغافِلاً ولاهِياً، ليندمَ على ما كان فيها واهياً.

نعم! إنّه شهر رجب الذي بدأنا نتنشَّقُ مع حلول غرّة أيّامه عِطرَه الفَوّاحَ بالعفو والمغفرة، ويترقّب حلولَه أهلُ الإيمان كلَّ عامٍ كي يعمُروا أوقاتَهم فيه بالدعاء والتوبة والاستغفار.

فهذا رسولنا محمد (ص) الذي كان إذا رأى هلال رجب قال : "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا شهر رمضان، وأعنا على الصيام والقيام وحفظ اللسان وغض البصر، ولا تجعل حظنا منه الجوع والعطش".

هذا الدعاء الذي كان رسول الله يقرأه في أول لحظة من شهر رجب يدل على أن رجب لا يختص بالأعمال العبادية الفردية بل لا بد من استثماره لاصلاح الأوضاع الاجتماعية.

ومن جملة الأوضاع الاجتماعية التي لابد من الاهتمام بها هي الأوضاع الجديدة و الأمراض الحديثة التي انتشرت في أوساط الأمة الانسانية والإسلامية.

نعم لعلاج مثل هذه الأمراض لا بد من الاستفادة والالتزام بتوصيات الأطباء والمتخصصين ولا علاقة لنا بأن نتدخل في مثل هذه الأمور لأنه خارج عن اختصاصاتنا.

ولكنه نعلم أنه يوجد خلف هذه الأسباب الظاهرية ، أسباب معنوية لا بد من الالتفات اليها وعدم التغافل عنها ولا شك في أن من جملة أسباب دفع البلاء التوجّه الى الدعاء.

روى العلامة المجلسي حديثاً و دعاء عن الإمام علي (ع) لدفع البلاء

وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي رحمة الله عليه ، قال : وجدت بخط الشهيد قدس الله روحه : روي عن مولانا أمير المؤمنين قال : من قرأ هذه الآيات الست في كل غداة كفاه الله تعالى من كل سوء ولو ألقى نفسه إلى التهلكة وهي[2] :

﴿قُل لَّن يصِيبَنَا إِلاَّ مَا کَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.﴾ [3]

﴿وَإِن يمْسَسْکَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ کَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يرِدْکَ بِخَيرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يصَيبُ بِهِ مَن يشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [4]

﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا کُلٌّ فِي کِتَابٍ مُّبِينٍ﴾[5]

﴿وَکَأَين مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يرْزُقُهَا وَإِياکُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾[6]

﴿مَا يفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِکَ لَهَا وَمَا يمْسِکْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَکِيمُ.﴾ [7]

﴿قُلْ أَفَرَأَيتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ کَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِکَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيهِ يتَوَکَّلُ الْمُتَوَکِّلُونَ﴾.

﴿حَسْبِي اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيهِ تَوَکَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.﴾ [8]

وأمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم ، وأستشفع برب الفلق من شر ما خلق ، وأعوذ بما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo