< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/06/24

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: علاقة الانسان بالدنيا و الآخرة.

محمد بن يعقوب عن مُحَمَّد بْن يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمّد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ وَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ «مَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسى وَ الدُّنْيَا أَكْبَرُ هَمِّهِ، [1] جَعَلَ اللّهُ تَعَالَى الْفَقْرَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَ شَتَّتَ أَمْرَهُ، وَ لَمْ يَنَلْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَا مَا قُسِمَ لَهُ؛ وَمَنْ أَصْبَحَ وَ أَمْسى وَ الْاخِرَةُ أَكْبَرُ هَمِّهِ، جَعَلَ اللّهُ الْغِنى فِي قَلْبِهِ، وَ جَمَعَ لَهُ أَمْرَهُ.

هذا الحديث قد ورد بألفاظ متنوعة و مضمون واحد في مصادر الحديث و موضوعه تبيين علاقة الانسان بالدنيا و الآخرة.

النقاط الهامة في الحديث:

1 – لايليق بالانسان أن يجعل أكبر همه الدنيا.

2 – هذه الآثار لمن جعل الدنيا أكبر همه و لا من جعل جزءاً من همه.

3 – ليس المقصود من الحديث العمل في الدنيا لأن العمل في الدنيا قد يكون مرتبطا بالآخرة.

بيان العلامة المجلسي:

فاعلم أن الذي يظهر من مجموع الآيات والأخبار على ما نفهمه أن الدنيا المذمومة مركبة من مجموع أمور تمنع الانسان من طاعة الله وحبّه، وتحصيل الاخرة ، فالدنيا والآخرة ضرتان متقابلتان ، فكلما يوجب رضى الله سبحانه وقربه فهو من الآخرة ، وإن كان بحسب الظاهر من أعمال الدنيا كالتجارات والصناعات والزراعات التي يكون المقصود منها تحصيل المعيشة للعيال، لأمره تعالى به وصرفها في وجوه البر، وإعانة المحتاجين والصدقات، وصون الوجه عن السؤال وأمثال ذلك، فإن هذه كلها من أعمال الآخرة، وإن كان عامة الخلق يعدونها من الدنيا.

والرياضات المبتدعة، والأعمال التي فيها رياء، وإن كانت مصحوبة بأنواع المشقة فإنها من الدنيا لأنها مما يبعد عن الله ولا يوجب القرب إليه، كأعمال الكفار والمخالفين، فرب مترهب متقشف يعتزل الناس ويعبد الله ليلا ونهاراً، وهو أحب الناس للدنيا ، وإنما يفعل ذلك ليخدع الناس ويشتهر بالزهد والورع وليس في قلبه إلا جلب قلوب الناس، ويحب المال والجاه والعزة، وجميع الأمور الباطلة أكثر من سائر الخلق، وجعل ترك الدنيا ظاهراً مصيدة لتحصيلها ، وربَّ تاجر طالب للأجر لا يعده الناس شيئا وهو من الطالبين للآخرة لصحة نيته وعدم حبه للدنيا.

4 – يقول : جعل الله الفقر بين عينيه. و لم يقل جعله الله فقيراً.

وهذا يعني أن الانسان الذي يهمّه الدنيا ينظر الى الحياة بنظر قليل وبما أنه ليست الدنيا شيئا مهما، ينظر دائماً إلى فناء هذا القليل ويشعر بأنه سيكون فقيرا، لأنه لم يمتلك شيئا ثمينا وما عنده شيء باقٍ ، بل ينظر إلى ما امتلكه ويشعر بأنه سيفنى وسيصبح فقيراً.

5 – (شتت أمره) لماذا؟ لأن الدنيا متاع قليل وفيها جوانب متفرقة ومنحرفة فلذلك لا يستقيم أمر الإنسان حتى في الدنيا، بل دائما يشعر بأن حياته متشتة ومتفرقة ولايشعر بأنه يمشي في صراط مستقيم ولايطمئن قلبه.

6 – الآخرة بعكس الدنيا تماماً.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo