< فهرست دروس

الأستاذ السيد ابوالفضل الطباطبائي

بحث الفقه

41/05/26

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : يوم القيامة:

أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ابن الحسن بن الوليد ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن صباح الحذاء ، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) ، عن آبائه ، عن رسول اللّه‌ (ص) : إِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جَمَعَ اللّه‌ُ الخَلائِقَ فِي صَعِيدٍ واحِدٍ ، وَيُنادِي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه‌ِ ، يُسمِعُ آخِرَهُم كَما يُسمِعُ أَوَّلَهم ، يَقُولُ : أَينَ أَهلُ الصَّبرِ؟

فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ ، فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ ، فَيَقُولُونَ لَهُم : ما كانَ صَبرُكُم هذا الَّذِي صَبَرتُم؟ فَيَقُولُونَ : صَبَّرنا أَنفُسَنا عَلى طاعَةِ اللّه‌ِ ، وَصَبَّرناها عَن مَعصِيَةِ اللّه‌ِ . قالَ: فَيُنادِي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه‌ِ : صَدَقَ عِبادِي ، خَلُّوا سَبِيلَهُم لِيَدخُلُوا الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . قالَ : ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ آخَرَ ، يُسمِعُ آخِرَهُم كَما يُسمِعُ أَوَّلَهُم ، فَيَقُولُ : أَينَ أَهلُ الفَضلِ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ ، فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ ، فَيَقُولُونَ : ما فَضلُكُم هذا الَّذِي نُودِيتُم بِهِ؟ فَيَقُولُونَ : كُنّا يُجهَلُ عَلَينا فِي الدُّنيا فَنَحتَمِلُ، وَيُساءُ إِلَينا فَنَعفُو. قالَ : فَيُنادِي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه‌ِ تَعالى : صَدَقَ عِبادِي ، خَلُّوا سَبِيلَهُم لِيَدخُلُوا الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ . قالَ : ثُمَّ يُنادِي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه‌ِ عز و جل ، يُسمِعُ آخِرَهُم كَما يُسمِعُ أَوَّلَهُم ، فَيَقُولُ : أَينَ جِيرانُ اللّه‌ِ جَلَّ جَلالُهُ فِي دارِهِ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النّاسِ ، فَتَستَقبِلُهُم زُمرَةٌ مِنَ المَلائِكَةِ ، فَيَقُولُونَ لَهُم : ماذا كانَ عَمَلُكُم فِي دارِ الدُّنيا فَصِرتُم بِهِ اليَومَ جِيرانَ اللّه‌ِ تَعالى فِي دارِهِ؟

فَيَقُولُونَ : كُنّا نَتَحابُّ فِي اللّه‌ِ عز و جل وَنَتَباذَلُ فِي اللّه‌ِ، وَنَتَوازَرُ فِي اللّه‌ِ، فَيُنادِي مُنادٍ مِن عِندِ اللّه‌ِ : صَدَقَ عِبادِي ، خَلُّوا سَبِيلَهُم لِيَنطَلِقُوا إِلى جِوارِ اللّه‌ِ فِي الجَنَّةِ بِغَيرِ حِسابٍ . قالَ: فَيَنطَلِقُونَ إِلَى الجَنَّةِ بِغَيرِ حِسابٍ[1] .

نقاط هامة في الحديث:

1 – يوم القيامة أصعب الأيام وأعظمها وأدقها.

2 – يوم القيامة يوم جمع الناس كلهم في مكان واحد وهو المحشر.

3 – يوم القيامة كل النداءات عامة يسمعها جميع الخلاق.

4 – يوم القيامة يوم تفضيل البعض على البعض بسبب أعمالهم لا بحسب شأنهم ومقامهم وقوميتهم.

5 – يوم القيامة يوم الحساب والبعض لا يحاسب.

6- ما هو المقصود من عدم محاسبة البعض؟

7 – الحساب التكويني والحساب التدويني.

يستفاد من القرآن الكريم و روايات أهل البيت (ع) أن الحساب والمحاسبة عند الله عز وجل وفي يوم القيامة مسلّم وقطعي وعام وشامل للجميع.

و لكنه شهدنا في هذه الروايات أن بعض الطوائف يأمرهم الله تعالى بأن يدخلوا الجنة بغير حساب، فما هو الحل في ذلك؟

الحل فيه هو الالتفات الى أن الحساب يُصنّف إلى صنفين: تكويني وتدويني.

والمراد من الأوّل أنّ عالم الكون خلق على نظم خاص لا يتخلف ، كحركة الشمس والقمر ، و بزوغ النجوم وأفولها ، ومهبّ الرياح وهبوط الأمطار ، واخضرار الأشجار ... إلى غير ذلك من الآيات الكونية ، وقد خلقت على نظام معين، يقول سبحانه : ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ*[2] وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾[3]

و هذا القسم يتعدّى إلى الحوادث الاجتماعية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحياة الإنسان والمجتمع، والقرآن يعبر عنها بسنة الله تعالى: قال سبحانه: ﴿سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً. ﴾ ولأجل ذلك يفترق الإنسان إلى أصحاب اليمين وأصحاب الشمال. لأجل جزاء أعماله ولا يأتي التخصيص إلى المحاسبة التكوينية ، لأن التكوين لا يقبل التخصيص.

هذا كلّه حول الحساب التكويني، وأمّا الثاني وهو الحساب التدويني فهو أمر راجع إلى الأفراد والحكومات، فكلّ فرد يوازن بين دخله ومصرفه كما هو المتعارف في جميع الدوائر والمؤسسات، فان الله عز وجل في الحساب التدويني الذي يكتبه الملك الموكل به ، يحاسب حسابا تدوينياً كمحاسبة الدوائر.

﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾[4]

﴿وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ﴾[5]

فالخلاف في شمولية الحساب وعدمها راجع إلى الحساب التدويني ، وأمّا الحساب التكويني فشموليته أمر لا خلاف فيه.

 

الحمد لله ربّ العالمين


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo