الموضوع : السعادة:

عن الامام علي(ع): ثلاثٌ مَن حافَظَ علَيها سَعِدَ : إذا ظَهَرَتْ عليكَ نِعمَةٌ فاحمَدِ اللّهَ ، و إذا أبطَأ عنكَ الرِّزقُ فاستَغفِرِ اللّهَ ، و إذا أصابَتكَ شِدَّةٌ فَأكثِر مِن قَولِ : لا حَولَ و لا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه. [1]

نقاط مهمة في فهم الحديث:

1 – مفهوم السعادة:

السعادة مفهوم إيجابي وضدها الشقاوة واستعملت في القرآن والأحاديث ولها مصاديق متعددة ومتنوعة ولها أسباب وآثار وتشمل السعادة الدنيوية والأخروية.

الملا صالح المازندراني في شرح الكافي يقول:

السعيد من يدخل الجنّة وإن أردت زيادة توضيح فنقول: السعادة والشقاوة حالتان متقابلتان للإنسان ولهما أثر وسبب قريب وسبب بعيد أمّا الأثر فهو استحقاق الثواب والعقاب. وأمّا السبب القريب فهو الإتيان بالخيرات الّتي أشرفها الايمان والاتيان بالشرور الّتي أخسُّها الكفر وقد يطلق السعادة والشقاوة على نفس هذا السبب أيضا قول الإمام الصادق عليه السلام لما سئل: فما السعادة وما الشقاوة؟ قال: السَّعادَةُ سَبَبُ خَيرٍ تَمَسَّكَ بِهِ السَّعيدُ فَيَجُرُّهُ إلَى النَّجاةِ ، وَالشَّقاوَةُ سَبَبُ خُذلانٍ تَمَسَّكَ بِهِ الشَّقِيُّ فَيَجُرُّهُ إلَى الهَلَكَةِ ، وكُلٌّ بِعِلمِ اللّهِ.

2 – السعادة تحتاج الى الحفاظ على أسبابها.

كما قاله الامام علي (ع): ثلاثٌ مَن حافَظَ علَيها سَعِدَ....

وواضح أن الحفاظ على الأسباب يستلزم تهيئة الأسباب ولايمكن تهيئة الأسباب الا بالعمل وبالسداد والسعي نحو المقصد والمقصود فالسعيد من عمل لا من جلس وترك العمل.

3 – هذه النقاط الثلاثة التي أمر الامام بالحفاظ عليها هي المحاور الأساسية لنيل السعادة و ليست السعادة منحصرة في الحفاظ على هذه النقاط والأسباب.

4 – النقطة الأساسية في الحديث وفي تأمين سعادة الانسان التوجه الى الله تعالى.

انظر االى الحديث وإلى ما يقوله الامام في المحاور الثلاثة، كل التوجه الى الله تعالى....فاحمَدِ اللّه ، ...فاستَغفِرِ اللّه َ ، ....لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّه.

5 – إن التوجه الى الله تعالى ونيل السعادة لا بد وأن يكون في جميع الحالات حال الرخاء وحال الشدة.

يقول في حال أصابتك نعمة أو أصابك إبطاء في الرزق أو أصابتك الشدة.

6 – كما قلنا إن السعيد عنوان عام وشامل يشمل الفرد والمجتمع، فإذا أراد المجتمع أن يسعد فعليه أن يتوجه الى الله تعالى.