الموضوع: بقية الأقوال في مدلول حديث رفع القلم عن الصبي:

بيّنا القول الأول والثاني في مدلول حديث رفع القلم ولكن هناك بعض الأقوال الأخرى في تبيين المراد من رفع القلم عن الصبي والصبية لتصل إلى خمسة أقوال، فقد قال بعض الفقهاء بأن المرفوع هو قلم التكليف الإلزامي.

ويمكن القول بأنه هو القول الثاني للسيّد الخوئي كما صرّح به في بعض كلماته‌ في مصباح الفقاهة.

كما قال بعض الفقهاء إنّ معنى رفع القلم رفع قلم التكليف والوضع الثقيل على الصبيّ، وكذلك التكليف الإلزاميّ الذي يؤاخذ به المكلّف، لأنّ الرفع يتعلّق بأمر ثقيل‌ على الشخص، وهو المؤاخذة الأخروية أو الدنيويّة. كما اختاره المحقّق الفقيه الأصفهاني.

وقال بعض آخر بأن المرفوع ليس قلم الجعل، بل الظاهر أنّه قلم السيّئة المكتوب بأيدي الكرام الكاتبين، و هو يستلزم رفع الإلزام و الثقل، سواء كان موجبهما حكما تكليفيّا أم وضعيّا.

ولكن بما أنه يمكن إرجاع هذه الأقوال إلى القولين الأولين وليس كل واحد منها قولا مستقلا في قبالهما بل الاختلاف في البيان واختلاف العبارات واختلاف كيفية الاستفادة من الأدلة فلذلك لم نتحدث عنها بالتفصيل بل اكتفينا بذكرها إجمالا فقط.

و نشير هنا إلى ما ذكره السيد الإمام في كتاب البيع من الاحتمالات في حديث رفع القلم.

قال السيد الإمام: >ربّما يقال: إنّ المراد برفع القلم، هو التعبير المعروف في الألسنة: «إنّ فلاناً رُفع القلم عنه، و كانت أعماله كأعمال المجانين، لا يترتّب عليها الأثر، ووجودها كعدمها، ربّما يقال: إنّ المراد برفع القلم، هو التعبير المعروف في الألسنة: «إنّ فلاناً رُفع القلم عنه، وكانت أعماله كأعمال المجانين، لا يترتّب عليها الأثر، و وجودها كعدمها<[1] .

الحمد لله ربّ العالمين