الموضوع : القرب من رسول الله^{صلی‌الله علیه و آله} يوم القيامة:

حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن إسحاق التاجر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله ....

و فی البحار عن جعفر ‌بن ‌محمّد عليهما ‌السّلام عن أبيه عن جدّه عليهم ‌السّلام قال قالَ رَسولُ‌ اللّهِ صَلَّی‌ اللّهُ ‌عَلَیِ وَ‌آلِهِ:" أَقْرَبُكُمْ مِنِّي غَداً فِي الْمَوْقِفِ أَصْدَقُكُمْ لِلْحَدِيثِ ، وَ آدَاكُمْ لِلْأَمَانَةِ ، وَ أَوْفَاكُمْ بِالْعَهْدِ ، وَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً ، وَأَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ.[1]

هذا اليوم هو اليوم الأول من العام الدراسي الجديد و لا بد أن نبتهل إلى الله عز وجل بالشكر؛ لأننا بفضله وعنايته وفقنا للدرس، ولو لا عناية الله تعالى لما كنا وصلنا إلى مثل هذا التوفيق الإلهي العظيم.

ولذلك لا بد أن نفتتح أول يوم من درسنا بذكر رواية وحديث عن أهل البيت (ع) للتبرك وكي يكون سلوكنا في خط شكرنا لله عز وجل.

وهذا الحديث لا إشكال فيه من حيث السند لأنه فضلا عن رواية الشيخ الصدوق والطوسي له في أماليهما فهو مشتمل على الثقات من الرواة.

وأما من حيث المحتوي والمتن فهو مشتمل على الموضوعات المهمة وعلى رأسها موضوع يوم القيامة وقرب الإنسان من رسول الله (ص) في موقف هو من أصعب المواقف.

ولا شک في صعوبة يوم القيامة للخلق أجمعين، وللإنسان خاصة، من دون فرق بين المؤمن وغيره.

﴿يومَ يَفِرُّ المَرءُ مِن اَخيـهِ * وَ اُمِّه؛ وَاَبيهِ * وَ صاحِبَتِه؛ وَ بَنيهِ ‌* لِکُلِّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يغنيه﴾[2]

وفي موضع أخر يقول: إن زلزلة الساعة شي عظيم.

و بالتالي في تلك الأيام الصعبة يسعى الإنسان ويبذل جهده كي يحصّل لنفسه الاطمئنان والأمان.

يقول رسول الله (ص): أَقرَبُکُم غَداً مِنّي فِي المَوقِفِ...»[3]

هذا التعبير يؤكد على أن الاطمئنان والأمان في الموقف ينحصر بالقرب من رسول الله (ص) لأنه هو الملتجأ والمأمن.

و كل إنسان يوم القيامة وفي الموقف يسعى لنيل القرب من حضرته فيه.

وكذلك يحكي لنا: أن الأمان والاطمئنان في الموقف ينحصر بالقرب من الولي في كل زمان، بعبارة أخرى إن المنقذ الحقيقي في ذلك اليوم المخيف هو الولي وصاحب الولاية وصاحب الرسالة المحمدية.

و أما الأصناف التي توجب الأقربية من مقام الرسالة والولاية فهي خمسة حسب ما روي في الحديث:

الصدق من النقاط المهمة في المجتمع الإنساني وخصوصا لكمال المجتمع ولإصلاحه وحركته نحو مصالحه.

إن مفهوم الصدق يتحقق في الخارج بعد وجود شرطين أساسيين: مطابقة الاعتقاد ومطابقة الواقع.

أي إن القول الذي تقوله لا بد من إحرازه للواقع والخارج ولاعتقادك، يعني لا بد أن تعتقد بما تقوله قبل الكلام.

فلذلك يعتبر المنافق في كلامه كاذباً كما يقوله القرآن في سورة المنافقين:

﴿نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ﴾[4]

أي إن الله تعالى صدقهم في المشهود به وكذبهم في الشهادة.

الأمانة في الحقيقة صدق العمل كما أن الصدق أمانة في القول.

والأمانة مفهوم يشمل كل شيء يجعله الناس عند الآخرين من المال وسر الحياة و موارد الاستشارة مع المستشار والمناصب والمسؤوليات وحتى موضع العلم عند العلماء أمانة من الله تعالى لتعليم الناس وتعليم الأمة وكذلك أن الدين الذي يتعلمه الناس منا هو أمانة من الله تعالى عندنا وأداء الأمانة يشمل كلها.

العهد كذلك يشمل الكل

إن الأقربية إلى الناس في الأخلاق والسلوكيات ومستوى العيش الذي يعيشه المؤمن ومستوى الإمكانيات التي يستفيد منها الإنسان المؤمن وخصوصاً العالم والمبلغ ورجال الدين.

و أما المباحث التي تحدثنا حولها في العام الماضي في موضوع الخمس فهي عبارة عن:

تعريف الخمس وبيان الفرق بينه وبين الزكاة.

اتفاق المسلمين في مسألة الخمس واختلافهم وتعيين مورد الخلاف بين المسلمين.

هل الخمس من الضروري في الإسلام؟ وضروري المذهب؟ أم لا؟

و لو قلنا بأنه من الضروري فهل إنكاره يوجب الكفر؟

علة تشريع الخمس في الإسلام .

هل الخمس حق أو ملك؟ و الفرق بينها.

الخمس في الشرائع السابقة

تحقيق في ضروري الدين والمذهب مفهوما و ملاكاً و معياراً

و البحث حول بعض ما يتعلق به الخمس.