< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

42/04/29

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: كتاب الصيد والذباحة

القول: في الذباحة

مسألة (13): لا يعتبر في التسمية كيفية خاصّة وأن تكون في ضمن البسملة، بل المدار صدق ذكر اسم اللَّه عليها، فيكفي أن يقول: «بسم اللَّه»، أو «اللَّه أكبر»، أو «الحمد للَّه»، أو «لا إله إلّااللَّه»، ونحوها. وفي الاكتفاء بلفظ «اللَّه» من دون أن يقرن بما يصير به كلاماً تامّاً دالّاً على صفة كمال أو ثناء أو تمجيد، إشكال. نعم، التعدّي من لفظ «اللَّه» إلى سائر أسمائه الحسنى -كالرحمان‌ والبارئ والخالق وغيرها من أسمائه الخاصّة- غير بعيد، لكن لا يترك الاحتياط فيه. كما أنّ التعدّي إلى ما يُرادف لفظ الجلالة في لغة أخرى -كلفظة «يزدان» في الفارسية وغيرها في غيرها- لا يخلو من وجه وقوّة، لكن لا ينبغي ترك الاحتياط بمراعاة العربية[1]

 

أما قوله (قده): لا يعتبر في التسمية كيفية خاصّة وأن تكون في ضمن البسملة، بل المدار صدق ذكر اسم اللَّه عليها، فيكفي أن يقول: «بسم اللَّه»، أو «اللَّه أكبر»، أو «الحمد للَّه»، أو «لا إله إلّااللَّه»، ونحوها.

فهو ما عليه الدليل من اطلاق الكتاب العزيز والسُنة الشريفة الذي يشمل المورد بلا خلافومن الروايات صحيح محمد بن مسلم:

-(محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، قال: سألته عن رجل ذبح فسبّح أو كبّر أو هلّل أو حمد الله؟ قال: هذا كلّه من أسماء الله لا بأس به)[2] .

وغيره مما تقدم من أبواب.

وأما قوله (قده): (وفي الاكتفاء بلفظ «اللَّه» من دون أن يقرن بما يصير به كلاماً تامّاً دالّاً على صفة كمال أو ثناء أو تمجيد، إشكال).

ولعلّ سيدنا (رضوان الله عليه) استشكل في ذلك من جهة أن المنساق من الأدلة هو صفة الكمال والتمجيد لله تعالى، ولا أقل من الشك في تحقق الشرط فالاصل عدمه، ولكن الأقرب هو الإجزاء للتمسك بظاهر اطلاق الآية الكريمة (اذكرو اسم الله).

وأما قوله (قده): (نعم، التعدّي من لفظ «اللَّه» إلى سائر أسمائه الحسنى -كالرحمان‌ والبارئ والخالق وغيرها من أسمائه الخاصّة- غير بعيد، لكن لا يترك الاحتياط فيه).

فهو الأوجه وذلك لعدم الخلاف في إجزاء تمام الأسماء الخاصة، بالله تعالى، والاحتياط حسن على كل حال بالاقتصار على اسم الجلالة خاصة لانسياق الذهن إلى خصوص لفظ الجلالة من الأسماء دون غيره وإن قلنا بكون الانسياق والانصراف المذكور في المقام هو من الانصراف البدوي لا الفعلي المستقر.

وأما قوله (قده): (كما أنّ التعدّي إلى ما يُرادف لفظ الجلالة في لغة أخرى -كلفظة «يزدان» في الفارسية وغيرها في غيرها- لا يخلو من وجه وقوّة، لكن لا ينبغي ترك الاحتياط بمراعاة العربية).

فهو الأقوى وذلك لكون اللغة العربية –في هكذا موارد غير العبادات– إنما الواضح منها ههنا أنها ناظرة إلى خصوصيات المورد وليست ناظرة إلى خصوصيات ذات الحكم ولكن مع هذا فالاحتياط سبيل النجاة.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo