< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

41/03/27

بسم الله الرحمن الرحيم


الموضوع: كتاب الصيد والذباحة
القول: في الصيد

كما يذكّى الحيوان ويحلّ لحم ما حلّ أكله بالذبح الواقع على النحو المعتبر شرعاً، يذكّى أيضاً بالصيد على النحو المعتبر، و هو إمّا بالحيوان أو بغيره.

وبعبارة اخرى: الآلة التي يصاد بها: إمّا حيوانية أو جمادية. ويتمّ الكلام في القسمين في ضمن مسائل:[1]

 

كتاب الصيد والذباحة

كلمة لا بد منها، قبل البدء بالبحث عن الصيد والذباحة، والأطعمة والأشربة.

الإنسان ككيان من روح ومادة، وكل منهما يحتاج إلى غذاء لينمو ويحيا، فكما أن الروح تحيا بالإيمان بالله وما أرسل وبمن أرسل عليهم السلام، وتتكامل بالقيم والأخلاق الفاضلة. والمنهج القويم بطاعة الله تعالى ورسله والأئمة الهداة الميامين صلوات الله عليهم أجمعين.

فكذلك البدن، فإنه ينمو ويتقوى بما أعدّه الله تعالى له من غذاء الأطعمة والأشربة المحلّلة ويتصور الطعام بأنواعه الثلاثة:

1 – النبات، ويشتمل على ما نبت في الأرض برًا من الحبوب والخضار والفاكهة بأنواعها.

2 – الحيوان، ويشتمل على ما أحلّه الله خصوصًا أو عمومًا من بهائم الأرض، كالأنعام الثلاثة، من الإبل والبقر والأغنام.

3 – الأسماك، وهو كل ما كان له فلس من صيد البحر.

4 – الطيور، وهو كل ما كان له جناحان سواءً منه الذي يطير في السماء، أو ممّن لا يطير إلا قليلًا كالدجاج وما شابه، وهو المحلّل منه خصوصًا أو عمومًا، وسيأتي بيان ذلك كلّه في طي المسائل الآتية.

والمراد بالصيد ههنا هو الأعم من النحر والذباحة بالألة المعتبرة بذبح أو غير ذبح.

الألة والطريقة المستعملة في صيد الحيوان سواءً كانت بوضع اليد وأخذه حقيقة كما لو أخذه بقرنه أو برجله أو جناحه وغيرها.

أم كانت بآلة الصيد المتعارفة وغير المتعارفة، بل بأي وسيلة كالسهم والبندقية والشرك والشبكة وغيرها، أم كانت بالحيوان كالكلب المعلّم والفهد والباز والشاهين وغيرها، وسيأتي شرائط لكل ما ذكرنا.

وقد دلت الأدلة الشرعية على إباحة ذلك من الكتاب والسُّنة والاجماع (المحصّل منه والمنقول) بل يمكن القول بأن ذلك من ضروريات المذهب والدين إجمالًا.

ومنها قوله تعالى:

أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ[2] .

وقوله تعالى: في اللحية إذا حلقت فلم تنبت الدية كاملة.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[3] .

وقوله تعالى:

يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ[4] .

ومن السُّنة: وهي كثيرة بل متواترة، سيأتي بيانها إن شاء الله تعالى.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo