< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ يوسف السبيتي

بحث الفقه

38/07/14

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: القول في قسمته ومستحقيه

مسألة (7): النصف من الخمس الذي للأصناف الثلاثة المتقدمة أمره بيد الحاكم على الأحوط، فلا بد إما من الايصال إليه أو الصرف بإذنه وأمره على الأحوط لو لم يكن الأقوى، كما أن النصف الذي للإمام عليه السلام أمره راجع إلى الحاكم، فلا بد من الايصال إليه حتى يصرفه فيما يكون مصرفه بحسب نظره وفتواه، أو الصرف بإذنه فيما عين له من المصرف، ويشكل دفعه إلى غبر من يقلده إلا إذا كان المصرف عنده هو المصرف عند مقلده كما وكيفا، أو يعمل على طبق نظره[1] .

تابع1 مسالة (7):

وأخيرًا وبعد كل ما تلوناه عليك فإن ما يقوى في نفسي وليس مجانبًا للإحتياط فيما لو لم نقل بسقوطه في زمن الغيبة، أن يدفع كصدقة نيابة عن مولانا (روحي فداه) وإني لأخجل أن أطلق عليه عنوان مال مجهول المالك فإنه (عليه السلام) وإن كان معلومًا ومتسالماً عليه كما هو مما لا شك فيه بتًا وجزمًا ولكن بما أنه لا يمكن الوصول إليه وتسليمه ماله المختص به لكونه مجهول المكان والبقعة الذي هو فيها. فالمقام يكون في حكم المال المجهول صاحبه وهذا ما قواّه صاحب الجواهر (قده) ولكن لم يذكر الدليل على ذلك، وربما يستدل على ذلك برواية يونس بن عبد الرحمان:

-(محمد بن الحسن بإسناده عن الصفّار، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، قال: سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) ـ وأنا حاضر ـ إلى أن قال: فقال: رفيق كان لنا بمكّة، فرحل منها الى منزله، ورحلنا الى منازلنا، فلمّا أن صرنا في الطريق أصبنا بعض متاعه معنا، فأيّ شيء نصنع به؟ قال: تحملونه حتّى تحملوه الى الكوفة، قال: لسنا نعرفه، ولا نعرف بلده، ولا نعرف كيف نصنع قال: إذا كان كذا فبعه، وتصدّق بثمنه، قال له: على من جعلت فداك؟ قال: على أهل الولاية)[2] .

إذا المال الذي لا يمكن إيصاله إلى مالكه فحكمه حكم مال المجهول مالكه بإعتبار أن الرفيق الذي كان معهم في مكة معلوم عند السائل ولكنه لا يعرف بلده ومسكنه وأين يعيش وعليه يجب التصدق بسهم الإمام (عليه السلام). على الأولى فالأولى من المرجحات الواردة في النصوص كأهل الصلاح والسداد والرشاد وللفقراء والمساكين وأهل الحاجة والفاقة والعوز والدعاة إلى سبيل الله تعالى ورفع رايته وإحقاق الحق وإزهاق الباطل ونشر كتب الهدى وتقوية الحوزات العلمية والمراكز الدينية ومحاربة الأعداء والتصدي لأهل الفسق والجور والباطل. وكما ذهب إليه البعض من الفقهاء حيث قالوا: ومن أهم مصارفه في هذا الزمان الذي قل فيه المرشدون والمسترشدون إقامة دعائم الدين ورفع أعلامه، وترويج الشرع المقدس، ونشر قواعده واحكامه ومؤنة أهل العلم الذين يصرفون اوقاتهم في تحصيل العلوم الدينية الباذلين أنفسهم في تعليم الجاهلين، وإرشاد الضالين، ونصح المؤمنين ووعظهم، وإصلاح ذات بينهم، ونحو ذلك مما يرجع إلى إصلاح دينهم وتكميل نفوسهم، وعلو درجاتهم عند ربهم تعالى شأنه وتقدست أسماؤه.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo