< قائمة الدروس

درس التفسير الاستاذ السند -

جلسه 58

بسم الله الرحمن الرحیم

58

اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين محمد وال بيته الطيبين الطاهرين...

كان الكلام والحديث عن قواعد منهاج التفسير منهاج امومة ولاية اهل البيت للمحكمات وامومة المحكمات لتفسير سور وايات القران الكريم في النظام الاستعمالي اللفظي وفي القاعدة الثانية.

القاعدة الاولى كانت التعريض أو الدلالات الخفية الكنائية المختلفة التي ربما تسمى بالتاويل في مقابل الدلالة الصريحة وهي الظهور القاعدة الاولى كانت تلك وهي قاعدة خطيرة ومهمة مر بنا الحديث عنها

القاعدة الثانية قاعدة الالتفات أي تنوع الخطاب القراني المخاطب والمتكلم المخاطِب لا بأس اقرأ هذا الحديث الشريف للباقر ذكرت ان هذه القاعدة اكد ونبه عليها اهل البيت في روايات عديدة والفاظ وببيانات عديدة هذه القاعدة الثانية في النظام الاستعمالي اللفظي.

في رواية عن الباقر عليه السلام رواية العياشي في تفسير العياشي في المجلد الاول الصحيفة 23 الحديث الثامن عن جابر قال سالت أبا جعفر عليه السلام:

عن شيء من تفسير القران فاجابني ثم سألته ثانية فاجابني بجواب اخر فقلت جعلت فداك كنت اجبت في هذه المسالة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال لي يا جابر ان للقران بطن وللبطن بطن وظهر وللظهر ظهرا يا جابر ليس شيء ابعد من عقول الرجال من تفسير القران.

اذن من اصعب الصعاب على البشر تفسير كلام الله زين منشا الصعوبة ما هي الان يبين عليه السلام يبين هذه القاعدة سبحان

الغفلة أو عدم الاحاطة العلمية الدقيقة العميقة بهذه القاعدة وتطبيقاتها هي السبب في بعد تفسير كتاب الله عن عقول الرجال أو عن عقول البشر يقول عليه السلام يا جابر وليس شيء ابعد من عقول الرجال من تفسير القران ان الاية أي لان الاية ان تفسيرية في مقام التفسير والتعليل لذلك:

ان الاية لتكون أو ليكون اولها في شيء واخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف على وجوه دقق هذا جدا حساس ودقيق نركز عليه شوية.

يقول عليه السلام: ان الاية اولها في شيء واخرها في شيء اخر وهو كلام متصل يعني وحدة سياق دائما هذه دعابة وحدة السياق هذا السرح الاسترسالي الذي قلنا شبيه المخدر أو شبيه المنوم يسرح غفلة البشر وعفوية صرحية استرسالهم بانه شيء متصل اذن شيء واحد والحال انه شيئان.

ان الاية لتكون اولها في شيء واخرها في شيء وهو كلام متصل واحد يعني وحدة الاتصال ووحدة السياق غير كاشف عن وحدة المعنى وهو كلام متصل ينصرف على وجوه مو وجهين فقط...

لاحظ ينصرف على وجوه يعني له عدة معاني تتكثر تتكاثر إلى ما شاء الله تترامى انطلاقا من ماذا كما يبين عليه السلام؟ انطلاقا من تعدد الخطاب القراني في كلام يوحي غفلة يوهم غفلة بوحدة الاتصال بوحدة السياق يوهم غفلة بانه خطاب واحد

وبعبارة اخرى يريد ان يقول عليه السلام أو نستظهر من كلامه عليه السلام: ان قاعدة الالتفات مفتاح وباب كبير لباب التاويل مفتاح وباب كبير لمعرفة حتى تعدد وتنوع بطون القران وتيميزها عن ظهورها..

وبعبارة ثالثة: يتبين من كلامه عليه السلام ان قاعدة الالتفات وتنوع وتلون وتعدد وتكثر الخطاب القراني قد يكون المتكلم متعدد في اية واحدة قد يكون المخاطب متعدد قد قد....

هذه الامور تفتح باب الدلالات المتعددة التي مرت بنا في القاعدة الاولى وهي قاعدة الدلالات الكنائية الدلالات الخفية باب التعريض الذي يعبرون هم عليهم السلام يعبر عليه اهل البيت القاعدة التي مرت كيفية الالتفات إلى الدلالات الخفية بابها ماذا؟ هي باب للتاويل بابها ماذا؟ في الحقيقة التنبه إلى قاعدة الالتفات التي ذكرت في علم البلاغة علم البديع هذا التنبه إلى قاعدة الالتفات وتعدد الخطاب سوف يفتح لك الباب على مصراعيه لتعدد مضامين الخطاب القراني وإذا تعددت مضامين الخطاب في الاية الواحدة سوف تقف على دلالات متعددة كما يقول عليه السلام:

وهو كلام متصل ينصرف يعني تستطيع ان تصرفه إلى اتجاهات متعددة ينصرف على وجوه.

احد آليات تعدد الخطاب وتلونه هناك احتجاج من سيد الانبياء صلى الله عليه واله وسلم مع الصابئة أو مع اليهود حيث احتجوا بان النبي ابراهيم خليل الله فاقام الاحتجاج هو صلى الله عليه واله وسلم عليهم بان الخلة اما معناها كذا أو معناها كذا

الخلة اما تاتي بمعنى المحبة والصداقة الوثيقة الوطيدة أو بمعنى كشف الاسرار باعتبار تخلل خلال أي نفذ فالخليل ينفذ في اسرار خليله ذكر معنيين وقال على كلا المعنيين وعلى كلا التقديرين تصبح النتيجة كيت وكيت.

هنا من فحوى احتجاج النبي صلى الله عليه واله وسلم يظهر من عنده لاحظوا حتى يمكن تنوع مضمون الخطاب من خلال كلمة واحدة أي تعدد مضمون الخطاب القراني من كلمة واحدة يعني يمكن ان يكون هناك اسنادين لكلمة واحدة لان الخلة بالمعنى الاول اسنادها يختلف عن الخلة بالمعنى الثاني...

بعبارة اخرى تتذكرون مر بنا ان الوصف مثلا وصف الاشتقاق مثلا تقول زيد ضارب أو تقول زيد قائم قائم هي صحيح كلمة ولفظة ولكن هذه اللفظة وهي قائم في الحقيقة عبارة عن جملة مكبوسة مكبسة قائم يعني القيام اسند له هو وهو زيد مثلا ففعل فاعل كلمة واحدة لكن هي جملة تتذكرون بحث الجملة كلما تعدد الاسناد تعدد الخطاب مر بنا هذا البحث

فيمكن ان يتعدد الخطاب من خلال كلمة هذا هو مراده عليه السلام ان الكلام متصل واحد وهو ينصرف على وجوه ويبين عليه السلام ان من خلال قاعدة الالتفات وقاعدة التنوع في الخطاب القراني ينفتح باب معرفة تكثر بطون القران لم البطن؟ لان البطن شيء خفي ظهر يعني تجلى جلى وبرز تلك الدلالات الخفية على عقول البشر لانه لا يلتفت إلى قاعدة الالتفات يعني دوما يؤكد النبي نكتة مهمة جدا هامة في الحديث الشريف يؤكد ان المعاني والدلالات الخفية الباطنة الباطنية ذات الترامي المتعدد في الحقيقة الغوص والانطلاق فيها مفتاح موجود في السطح الظاهر من كلام القران

اعمق بطون خفية في دلالات القران له راس خيط حبل ممدود من السماء الى الارض سماء الخفاء والغيب إلى ارض الظاهر وعالم المشاهدة طرف منه عند الناس وطرف منه عند الله طرفين للحبل

هذه الدلالات الخفية الغائرة التي ابطنت خفاء نعم لها راس خيط تستطيع ان تنطلق إليها من الظاهر يمكن.

ولكن كيف تضمن المفتاح وراس الخيط كي تنطلق منها وهذه قاعدة مهمة دوما يؤكد عليها اهل البيت ان الدلالات الخفية ليس الطريق مقطوع فيها بينها وبين الظاهر.

الكثير من المفسرين الجم الكثير يظنون ان الدلالات الخفية بطون القران هي جواهر خزائنها مقفولة لا طريق إليها إلاّ بقدرة معجز هو صحيح تحتاج إلى قدرة المعصوم

المعصوم غاية الامر من النبي واهل بيته عندهم القدرة على معرفة الطريق من الظاهر إلى الباطن من المعنى الجلي إلى المعاني الخفية لا انهم يصنعون الطريق الطريق موجود إلى الله لا يعلمه بقدرة غير محدودة إلاّ هم وما يعلم تاويله ما يعلم ليس ما يوجد تاويله خوب ما يعلم يعني هو موجود الطريق موجود الاوْل موجود المآل والميسر موجود..

لا اجد من دونك موئلا احد معاني المآل والاول هو السبيل والطريق الطريق موجود لكن لا يعلمه إلاّ الله والراسخون في العلم لكن عندما يقول لا يعلمه لا يعني انهم يختلقون الطريق الطريق هو موجود

اذن بالنسبة إلى غيرهم يستطعيون بتعليم مهمه عليهم السلام وبهداية وارشاد يستطيعون ان يسلكوا بعض درجات ذلك الطريق العبقري...

اذن في الحقيقة اذن هذا خطا هذه النظرة القديمة القائلة ان المعاني التاويلية والمعاني الباطنة والبطون في معاني القران الكريم لا صلة لها بالظاهر هذا معنى خاطيء لا صلة لها بقواعد علوم اللغة والادب هذا معنى خاطيء لا صلة...

من يقتدر على فك لغزها وابهامها من قواعد اللغة شبيه مباريات النقد الادبي ذكرناه مرارا الناقد الادبي اللوذعي الذكي الماهر المتوقد يكتشف نكات في الكلام لا يستطيع غيره ان يكتشفها لا انه يختلقها موجودة اكتشافها عند البشر ليس على درجة وقدرة واحدة..

اذن ففرق بين ان نقول الدلالات الخفية عبارة عن دلالات هلوسية استحسانية مزاجية قراءة ذاتية لا... ليست قراءة ذاتية للقران الكريم بل موضوعية منهجية قواعدية منظومية ضمن نظام انما القدرة على اكتشاف ذلك النظام قدرات البشر تختلف. ويجب ان يكون تحت ارشاد وكنف وتعليم النبي صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته

( هو الذي بعث في الاميين رسولا يتلوا عليهم اياته ويزكيهم ويعلمه الكتاب ) يحتاج إلى تعليم نبوي ويعلمهم الكتاب والحكمة معلم الكتاب المعلم الاول للكتاب الذي نصبه الله تعالى سيد الانبياء ويعلمهم الكتاب والحكمة اذن لاحظ الفرق بين مدرسة الحداثويات الحديثة هرمونيطقيا الالسنيات ان كنتم سامعين عنها او قراءة من الفلسفة التعددية درامانتيك الالسنيات عموما كيف تقول قراءات شتات ركام تكاثر كثرة بس بلا منهج بلا ميزان ما يمكن خطا.

هناك ميزان مدرسة التاويل للقران الكريم في مدرسة اهل البيت منهاج التاويل تاويل ولكن منضبط ضمن نظام ضمن طريق منهاج اكتشاف تحت تعليم المعصوم وجهد من فطنة عموم البشر

(افلا يتدبرون القران أم على قلوب اقفالها)

(ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر) يعني طريق مفتوح للذهاب إلى صفوف مدرسة اهل البيت انت ايها المتعلم اذهب وضع نفسك في الصف المناسب ابتدائي متوسطة اعدادي جامعي مستويات في صفوف مدرسة اهل البيت عليهم السلام لكي يتلقى الانسان ويلقن التعليم والعلم كي يواصل

فاذن مدرسة التاويل عند اهل البيت عليهم السلام ليست بنحو مزاجي هلوسي شوف العرفاء ربما عندهم كل الشعر دوار بلا نظم... لا هناك نظام هناك منهاج هناك قواعد ومفتاح وراس الخيط والبداية لهذا المسار ينطلق من ماذا؟ من الظاهر...

هذا شيء كم بديع وصف النبي النبي اوتي جوامع الكلم يصف كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض طرف منه عند الناس الظاهر وطرف منه عند الله

طبعا احد معاني ذاك الطرف اذن هناك مسير هكذا يبين عليه السلام في هذه الرواية الشريفة ان تعدد وتنوع وتلون الخطاب القراني مفتاح الانطلاق إلى البطن وبطن البطن وظهر الظهر اللطيف ظهر الظهر هم موجود وظهر البطن موجود وبطن البطن موجود يعني عملية التعدد في الدلالات لكن كلها لها دروب لها طرق لها سبل شايفين الالياف البصرية الالياف النورية في الزجاج الاسلاك هكذا بمعادلات رياضية معقدة هكذا شبيه على اية حال.

علم البيان واللغة علم بمعنى ابداع الهي (الرحمن علم القران خلق الانسان ) هو الله علمه البيان. البيان منظومة عظيمة والان البشرية حتى الغرب في صدد انه هذا البيان ظاهرة تكوينية فلسفية لذلك يعبرون عنها فلسفة الالسنيات.

الخوض الذي يخوضوه هسا على كل منضبط فيه اخطاء مؤاخذات كثيرة بحث اخر صحيح لكن اصل ان التفاتهم إلى ان البيان ظاهرة تكوينية اعجازية من خلقة الله الكلام في محله صحيح لذلك يعبرون عنها فلسفة الالسنيات فلسفة يعني جانب تكويني السنيات يعني جانب بياني البيان فيه جلبة تكوينية عظيمة غيبية واسرار وقضايا وهو الصحيح...

فاذن بحسب بيان الروايات يدل على ان دلالات الباطن والظهور تنضبط تبرهن بان تاتي لها شواهد من الظاهر قد يقول قائل يشكل إذا كان للدلالات الخفية المبطنة المترامية في الابطان والخفاء لها شواهد من الظاهر عاد الباطن والخفي ظاهر

نقول له طبعا عندما يبرز يظهر يتحول من خفاء إلى جلاء لكن هذا نسبي بحسب قدرة الاشخاص في الاستجلاء هذا البروز مثل شبيه المعادلات العلمية في علم من العلوم معادلات رياضية كيمياوية فيزيائية كذا

هذه المسالة المجهولة قبل الوقوف على طريق الحل فيها تكون غامضة احجية لغز معقد لكن عندما يستطيع عالم أو نابغة ان يجد الحل في اكتشاف ذلك المجهول يبينه ويجليه ويبرزه للاخرين يصبح الطريق جلي..

كيف ان المسالة غامضة تصبح جلية طبعا المسألة لها طرق حل ولعل طريق الحل قصير ويسير لا يكتشفه إلاّ البصير قصير يسير لا يكتشفه إلاّ البصير فلا مانع من ذلك

هذا نظام مهم يبينه عليه السلام ان الانطلاق إلى الدلالات الخفية في الخطاب ينطلق من الظاهر لا ان الطريق مقطوع بين الظاهر والباطن هذا سر لباب انحراف الصوفية يعني جملة من الصوفية لا كلهم أو انحراف بعض العرفاء أو انحراف الفرق والملل انه هذا باطن تركته صحيح دعني لم اخض في هذا الباطن ما هو شاهدك من الظاهر؟

لابد من شاهد لا ان الامر مخترع صريحي هلوسي مزاجي حسب الراي لا يصير تفسير بالراي ميزة تفسير الحق عن التفسير بالراي ان يعتمد التفسير الحقاني على ماذا؟

على شواهد تنطلق من الظاهر يعني ان الطريق مقطوع بين الظاهر والباطن هذه كل عروبة يضحك بها المنحرفون في تاويلات القران على السذج أو في تاويل الشريعة أو في تاويل الدين على السذج البسطاء أي تاويل عند غير المعصوم المعصوم بحث اخر...

عند غير المعصوم لا ياتي عليه بشاهد من ظاهر الشريعة من ظاهر القران من ظاهر الادلة اعلموا بانه خلط عشوائي اهوج تلاعب بالدين صحيح ان الباب مفتوح للتفسير التاويلي ولكن منضبط بشواهد تنطلق من قواعد الظاهر وهذا فيه رد على جماعتين:

الجماعة التي تتلاعب بالتاويل والجماعة التي تخشى من التاويل خوف التلاعب وخوف انمحاء ثوابت الدين جواب على كل الافراط والتفريط جواب عنه انه لا ما دامت الشواهد تنطلق من الظواهر لا خوف في ذلك وأيضاً الجواب عن من يتلاعب فمن ينكفيء ويجحد تفسير الباطن هذا جوابا عنه انه لماذا تجحد خوفا؟ هناك طريق امان وهو شواهد الظاهر وانت من تفرط بلا شاهد سوف يكون هذا أيضاً خطا لابد ان تنطلق من الشاهد...

وصلى الله على محمد واله الطاهرين...

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo