< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

40/10/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب التعارض، الاقوال في مقتضی القاعدة في التعارض

أهمية الالمام بالتتبع في الاحاديث و علم الحديث

كنا في مبحث التعارض و أن مقتضی القاعدة في التعارض ماهو؟ مبحث التعارض كما ذكر الشيخ الطوسي في أول التهذيب في مقدمة كتاب التهذيب هو من أهم بحوث علم أصول الفقه و من أهم مباحث الصناعات، فلذلك التدقيق فيه و التضلع في مبحث التعارض في غاية الأهمية و الخطورة و التوسع و يعطي أفقا واسع للمجتهد و الفقيه والمتكلم والمفسر علی كل باحث في العلوم الدينية و واقعا هكذا، هذا المبحث بالغ الأثر و الأهمية جدا.

خلال شهر رمضان كان عندي بحث مرتبط بكتاب الرجعة و كنت تتبعت في الروايات و أقابلها بين المصادر فوجدت إلی ماشاءالله من أوهام الراوي والرواة و واقعا عجيب. في هذا الطريق لفظ الرواية هكذا و في ذاك الطريق لفظها غيره و واقعا كما مر بنا في النقاط السابقة في مبحث التعارض، التتبع و التضلع في علم الحديث يوفر خطوات كثيرة في علاج التعارض للباحث في العلوم الدينية، مثلا الزيارة الجامعة ربما مع بعض الأخوة في السنين السابقة وجدنا لها عشرة متون و عشرة مصادر و في نفس هذه الأيام مع التتبع في كتب الحديث وجدت لها مصدرا آخر عجيبا تعد من زيارة النبي صلی الله علیه و آله بزيارة الجامعة، للأسف كتاب جامع لزيارة النبي قليل. أحد الزيارات الخاصة للنبي هي الزيارة الجامعة.

من باب المثال أذكر للاخوة أن المجلسي يقول ان هذه الزيارة وجدتها في كتاب عتيق و الكتاب العتيق الذي يشير اليه المجلسي ( انظروا هذا علم بمصادر الحديث مرتبط بعلم الحديث و الآن علم الحديث الأكثر لااطلاع له بها و هذا خطر لأن أصل المصادر و مصادر الأدلة و توفر الأدلة و السند الضعيف و الغير الضعيف و كم طريق عندك و كم حديث عندك اذا لم يكن تتوفر كيف تحصل النتيجة) فوجدت في هذا الكتاب العتيق يذكره المجلسي أحد الأخوة المتخصص في طباعة الحديث و المصحح و المحقق جزاه الله خيرا راسلت عبره و قلته: كيف هذا في الكتاب العتيق و الكتاب العتيق المطبوع المناقب ما موجودة فيه؟ أنت المفروض كل النسخ تلم بها قال في الكتاب العتيق الذي يذكر المجلسي معنيين، هذا الكتاب و الكتاب الآخر في الأدعية للغروي و أصل كتاب الغروي لابن تلعكبري و تلعكبري أحد زعماء الشيعة في أواخر الغيبة الصغری و بداية الغيبة الكبری من أعلم علماء الشيعة و فقيه و محدث متبحر جمع بين الفقاهة و التبحر في الحديث. ملاشريف الفتوني جد صاحب الجواهر كان يعد من رموز فقهاء زمانه و متبحر عجيب في الحديث و بعض من الاعلام عندهم جمع بين الامرين.

فقال هذا هو تلعكبري. أنظر التتبع بين الأحاديث و المنظومة بين مصادر الحديث إلی ماشاءالله يعني جزما نستطيع أن نقر علی انفسنا أننا لانلم الآن بأسماء الكتب الحديث المطبوعة فعلا و لانلم بأسماءها و رؤيتها فضلا عن تفقهها و تتبعها.

اليوم في المسئلة الفقهية المرتبطة ببحثنا السيد الخويي ذكر روايتين أو ثلاثا، لكني بحثت عنوانه في المصادر وجدت أكثر مما ذكره السيد الخويي و بحثت عنوانا آخر -ذلك عنوان الجنس مثلا و هذا عنوان الصنف- فرأيت سبحان الله هذا الصنف فيه نكات أخری.

واقعا أن الإلمام بالتتبع و علم الحديث أمر يكاد أن يقال أنه أمر لايقوم أحد بعملية البحث فيه في المصادر الموجودة. ثبت العرش ثم انقش ،كم رواية وقفت عليه في كم مصدر و كم طريق فهذه الخطوة من أوائل خطوات الإستنباط في الفقه و الأخلاق و السيرة و الكلام و التفسير، هذه الخطوة يعني إنجازها بشكل شامل و عام حتی المحدثين فاتهم في ذيل آية معينة أو مبحث معينة مرتبطة بالفقه أو الكلام. يعني هذه العملية، الإلمام بالأحاديث يظن أنه أسهل ما يمكن و الحال أنه أصعب مايمكن. سبحان الله كيف أن الحديث يفسر بعضه بعضا أن الإمام في مورد يبسط و في مورد يوجز و في مورد يجمل و في مورد يشرح و هذه المشكلة موجودة علی بصيرة كل العلوم الدينية. أن طبيعة الروايات شبكية و منظومية و مترابطة.

أبواب التتبع في الروايات عجيبة. ربما يخطئ الانسان و يظن أن هذا المصادر تمام ما هو موجود لكن ما هكذا، مثلا مسوخ و مسخ من حيث التتبع في التطبيقات كم تتوفر علی الروايات. المقصود عالم التتبع في الحديث عالم عجيب و غريب و لايدركه إلا من يتورط فيه و يعرف أن أكثر التتبعات الموجودة عند اغلب البحوث كلها ليست كاملة و تامة و دائما ناقصة مهما كان.

علی كل الأمر واسع في الوقوف علی الروايات المرتبطة بأي بحث علمي. هذه نكتة نخاعية في مبحث التعارض و في مبحث أصل الإستنباط. و هذا امر أساسي و ليس أمرا إستطراديا و أول خطوة في الإستنباط و العلامة الطباطبايي مع أنه فيلسوف و عارف لكن مرتين قرأ البحار لافقط القرائة بل التلخيص و التمحيص و حسب قول بعض تلاميذه ثلاث مرات لامرتين. كتاب تفسيره المسمی بالبيان دليل علیه لأنه نوع من تلخيصات البحار و مر بنا أن العلامة الطباطبايي مع أنه متوغر في العقليات و الفلسفيات أيضا باحث مع السيد الميلاني الوسائل من الجلد إلی الجلد سندا متنا و نسختا. دار الكتب الإسلامية يراجعون العلامة الطباطبايي في النسخ الحجرية لتفسير العياشي أو تفسير القمي أو الأصول الكافي مع أن السيد البروجردي كان متضلعا في علوم الحديث لكن مع هذا يراجعون العلامة لأنه كان أشد تضلعا في الكتب و نسخ الكتب.

كتاب وسائل الشيعة عند أحد المتبحرين في علم الحديث هذه الأسانيد للروايات في الكتاب، عليها الإستدراك الكثير يعني يذكر في المتن ثلاث روايات في الباب و يذكر مثلا عشرة طرق و أكثريا هذه الطرق ليست عشرة بل قد يصل إلی العشرين أو الثلاثين لكن صاحب الوسائل ذكر عشرة طرق. هذا غير إستدراك متون الحديث. في خلال المجلد الواحد من الوسائل ربع المجلد أحد المتبحرين في علم الحديث مجلد السادس إستدرك ثلاثين طريقا علی صاحب الوسائل و هذا أيضا ليس تتبعا كاملا.

السيد التقي قمي الله يرحمه أشكل علی أستاذه السيد الخويي بأنه كيف يقول ان هذه الرواية صحيحة و تلميذه راجع إلی هذا المتبحر في علم الحديث و قال هذه الرواية لها طريق ثاني و ثالث و رابع في مواضع أخری في التهذيب. أصل كتاب معجم الرجال للسيد الخويي كان كتاب الحديث و بعده يبدله السيد الخويي إلی الرجال. و كان يستدرك علی الوسائل النسخ والمتون والطرق. لذا الطبقات و الراوي عنه و المروي عنه كلها شبكة للاستدراك علی الوسائل. فمن هذا القبيل إلی ما شاءالله و ما يتمرس و لايتدرب الإنسان إلا بالممارسة المستمرة.

الاقوال في مقتضی القاعدة في التعارض

فما ذكره الأعلام في مقتضی القاعدة في التعارض بغض النظر عن الأدلة الخاصة ربما يقال خمسة أقوال أو سبعة أقوال.

القول الأول و هو المشهور عند المعاصرين بدءا من الناييني هو التساقط و سنشرح وجهه.

القول الثاني قول الشيخ الأنصاري و جماعة كثيرة من القدماء المشهور هو التوقف و ماذا معنی التوقف و المعنی الصناعي للتوقف؟

القول الثالث هو التخيير و ماذا مرادهم من التخيير و المعنی الصناعي لها؟ التفسير الصناعي للأقوال خطير و مر بنا أن بحث التعارض من أهم و أخطر الأبحاث في الإستنباط.

القول الرابع هو الترجيح و الترجيح لها عدة معان صناعية و الإلمام بهذه المعاني الصناعية للترجيح مهم جدا.

القول الخامس القول بالإحتياط و أيضا لها معان صناعية و قدرة الباحث في الاستنباط في فهم المعاني الصناعية للاقوال مهم و أهم من إختيار الاقوال. طبعا قضية الجمع مهما أمكن اولی من الطرح هل يعد من الاقوال أو لا بحث آخر، التزاحم ربما قول من الاقوال السابقة مع أن الاقوال السابقة كل قول لها عدة تفسيرات و بالدقة الأقوال لايصل إلی الخمسة و السبعة بل يصل إلی عشر أو اثناعشر قولا.

الذي يقوی في المبحث التعارض يصير قويا في مبحث القضاء و بالعكس من يقوی في القضاء يصير قويا في التعارض لأن في القضاء أصعب شيء في القضاء هو تدافع الدلالات و الأدلة و بيهما إرتباط وتيد حتی بعضهم أخذ شيئا من تعريف التعارض في القضاء و شيئا من تعريف القضاء في التعارض هذه صلة صناعية ماهوية يجيء ان شاءالله.

فاذا ً هذه جملة الأقوال و كل قول يشتمل علی التفاصيل.

فنبدأ بمدعی الميرزا الناييني و ماذا الوجه في إصرار كثير من تلاميذه خلافا للمشهور من القدماء و وفاقا للقليل منهم. قبل الدخول في الاقول أشرنا سابقا و نشير إليها لأنها مهم، هذه الحلحلة علی هذه المبحث ماهو المقتضی في التعارض بدون الإلمام بمراحل الحجية كحكم وضعي و مراحل الحكم الشرعي الوضعي خصوص الحجية لايحل. عندنا مراحل الحكم التكليفي السبع أو أكثر و مراحل الحكم الوضعي و خصوص الحجية من بين الأحكام الوضعية فيها زيادة من الصعوبة و التعقيد. الحجية لها إنشاءية و الفعلية و التنجيز والامتثال و قابل للتصوير. عدم الإلمام بهذه المراحل للحجية يورط الباحث في أن أي القول من الأقوال هو المعتمد في التعارض فهم هذه الاقوال بغض النظر عن اختيارها بدون فهم مراحل الحجية كالممتنع.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo