< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

40/08/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: باب التعارض و التعادل و التراجيح، علل الحديث و اختلاف الحديث

كان الكلام علی أية حال علی أن النقطة الأولی في بحث تعارض الأخبار هي علل الحديث -كما يعبر عنه في الإصطلاح- يعني نفس متن الحديث و طريق الحديث هو الخطوة الأولی والحجر الأساس في حلحلة كثير من التعارض في الروايات و يلمس ذلك بآلية عظيمة و أحد آليات عظيمة مجربة و نشاهده عند الكبار و الأعلام يمارس، هي عملية مقابلة الحديث بالحديث يعني المقابلة و المقارنة ما شئت فعبر، عملية مقارنة الحديث بالحديث. مثلا حديث رواه الصدوق، أنظر رواية التهذيب و رواية الكافي، ليس المقصود الحديث الذي يتفق مع هذا الحديث متنا فقط و طريقا بل حتی ما يقرب اليه ثمانين بالمأة أو سبعين بالمأة أو ستين بالمأة و هذا باب واسع عجيب و واقعاً عجيب و من يمارسه يری أن الحديث بلحاظ مصادره الواردة في كتب الحديث مثل الشجرة التي منتشرة في كتب الحديث و لذلك مشهور العلماء، علماء الرجال أو علماء الحديث أو الأصول أو الفقه أو الأخباريون أو الأصوليون عندهم تسالم -عدا السيد الخويي رحمه الله تنظيرا لامبنیً و تلاميذه- علی أن صحة الكتاب أعظم من صحة الطريق، كتاب مشهور معتبر و معتمد عليه و السند فيه ضعيف عندهم أقوی هذه الرواية من رواية صحيحة السند في كتاب غير مشهور حتی لو كان صحيحا أعلائيا. هذا دأب النجاشي و المفيد و المرتضی و الطوسي و كلهم، يعني كلما ازداد اعتبار الكتاب يعبترونها هي البنية الأساسية في اعتبار الحديث و هي صحة الكتاب، طبعا في الدرجة الأولی صحة المضمون حتی عند النجاشي و الغضائري و الطوسي و المفيد و المرتضی يعني عدا السيد الخويي -تنظيرا لكن عملا يغفل عن تنظيره و يمشي بارتكازه و ارتكازه نفس ارتكاز المشهور- حتی السيد احمد بن طاوس يمشي علی خلاف السيد الخويي يعني خالف المشهور في الجملة لكن ليس بدرجة مخالفة السيد الخويي رحمه الله و تلامذته، فالمقصود عند المشهور بعد صحة المضمون عندهم صحة الكتاب أعظم من صحة الطريق.

إذاً دققوا، هذا يعني أن علم الحديث مقدم علی علم الرجال.لأن الكتاب إذا لم يكن معتبرا و مشهورا و كان غير متداول عند علماء الطائفة فهذا القليل الشهرة فيه احتمالات كثيرة في نساخه أو انتشاره أو طرقه يمكن أن يشتبه فيه و هلم جرا، لأن من الواضح أن علم الحديث كالقرآن هي المادة الأساسية لكل العلوم الدينية. (ثبت العرش ثم انقش) «إذا جاءكم فاسق بنبأ» لازم أن يتحقق النبأ و بعده يقال معتبر أو غير معتبر فلاحظ إذاً علم الحديث هو موضوع لكل العلوم الدينية و هذا الموضوع لابد أن يتثبت و يدقق فيه، لذلك بحث علل الحديث و إختلاف الحديث بسبب علل الحديث، مقدم علی أي علاج، علاج موضوعي أو علاج محمولي. ثبت العرش ثم انقش.

أحد تلاميذ السيد الخويي و هو متبحر في علم الحديث و هو من تلاميذ آغا بزرگ تهراني إكتشف رواية موجودة في كتاب العلامة الحلي إلی كتاب المستمسك هذه الرواية نصفها كلام الشيخ الطوسي و نصفها كلام الإمام، بينما أدرجت كأنما هو كلام الإمام، للظهور و الاستظهار يعني سبعة قرون و ستة قرون هذه الرواية محل بحث للأعلام و فيه بحث حساس. هذا هو البحث ثبت العرش ثم انقش. إذا ليس في المتن سلامة و سداد و مصونية أين تروح؟ و هلم جرا يعني قضية حساسة جدا. هذا العالم المتبحر في علم الحديث و المجاز في الإجتهاد -لكن قضی كثير من عمره الشريف في علم الحديث و كان أستاذنا السيد محمد الروحاني يجلله كثيرا و كان يقول هو خندق متروك في الحوزة- المقصود أن علم الحديث شيء حساس جدا وهذا لايعرف إلا بالممارسة. أنا أذكر، أمام هذا المتبحر في الحديث المراجع و أصحاب الرسالة كانوا يسئلونه عن مصدر الرواية عجزوا عن معرفة أنه كيف شبكتها و هو بالسهولة يجيبهم أو أنه هل في الكافي رواية في الخمس و العجب أن الكليني لم يفتح بابا في الخمس في الفقه لكن هو أعقد في أصول الكافي و من هذا القبيل حتی إذا لم تعرف فهرسة الكليني و منهجة الكليني كيف تأخذ الرواية؟ مثلا التهذيب ماذا منهجته؟ و كيف نعرف سلامة الحديث الذي يرويها الشيخ الطوسي؟ أحد التلاميذ الكبار للسيد الخويي أشكل علی السيد الخويي بأنه كيف السيد الخويي يصف الرواية بالصحة و هي ضعيفة؟ بل هو وجد عدة طرق لنفس الحديث في الكتب الأربعة و أحدها صحيح و لايراجع الوسائل فقط. هذا من علم الحديث.

الشيخ الطوسي أصولي محض لكن محدث و عنده تبحر في علم الحديث و الشيخ المفيد أصولي و متكلم متبحر لكن عنده تبحر في علم الحديث. علم الأصول لاينافي علم الحديث و لايوجب أن تأخذ دينك من غير الأئمة علیهم السلام. إتفاقا الوحيد البهبهاني مع تشدده ضد صاحب الحدائق تبحره في علم الحديث و تراث الحديث أشد بأضعاف من صاحب الحدائق. علم الحديث لاله ربط بقضية المنهج، المنهج الأصولي أو المنهج الأخباري، الإنساداي أو الإنفتاحي، لأن مصدر الدين هو الثقلين.

الميرزا النوري استدرك علی الوسائل يعني استدرك علی الاحاديث و السيد الخويي و السيد البروجردي أرادا أن ينظمان بين مستدرك الحديث و الوسائل، أنظر السيد البروجردي هو المرجع الأعلی و متبحر في علم الأصول و الفقه و الفلسفة و الأخلاق و العقائد و متبحر في علم الرجال عجيب و كان تلميذ الشيخ الشريعة، نفس السيد البروجردي جمع بين مسترك الوسائل و الوسائل و بعدُ كان دورة ثالثة، هي دورة حديثية في البحار، عشرين مجلد من مجلد ثمانين إلی المجلد مأة دورة كاملة فقهية و بينها و بين الوسائل و بينها و بين المستدرك عموم و خصوص من وجه و الأسانيد الصحيحة أيضا فيه و من المصادر القديمة و غفل عنها صاحب الوسائل و الميرزا النوري. ثلاثة دورات حديثية أقلا و السيد البروجردي حاول أن يجمع و أنا اعجب من كلمات تطلق.

صاحب الكفاية أصولي مرارا ذكر في درسه و مذكور في ترجمته و أنا انقل بواسطة أو واسطتين، ينقل: أنه من يراجع الوسائل بدون مراجعة المستدرك ليس مجزئا و يصر علی كتاب المستدرك و أنا أعجب ممن قال: أن روايات المستدرك كلها ضعيفة. من يقول أن الروايات الضعيفة لاتتراكم في الطرق و يسوي الوثوق بالصدور أو التواتر؟ علی كل للأسف هذه غفلات غير صناعية وغير علمية. مع ان السيد الخويي و هو متشدد في هذا الجانب لكن هو يدمج بين الكتاب الوسائل و المستدرك. ياأخي إفتح كتاب جامع أحاديث الشيعة و ارجع المصادر.

جامع احاديث الشيعة و السيد الخويي هدفهما الجمع بين الدورتين و دورة البحار. الثلاثة من الأعلام أو الخمسة يعني صاحب الوسائل و صاحب البحار و الميرزا النوري و السيد حسين البروجردي و السيد الخويي قاموا بهذا الأمر و شيء عظيم و غفلوا عنه

مستدرك الاحاديث يعني جئ بالحديث و تستدركه. في أي باب؟ جاء فيه مستدرك للأسانيد للوسائل لا المستدرك للاحاديث يعني نفس المتن جاء به صاحب الوسائل من الكتب الأربعة و غيرها جاء بالسند أو ثلاثة أو أربعة و هو بشر له ضيق الوقت أو النسيان أو الغفلة، ماشئت فعبر، نفس هذا متن الحديث يجيء في الكتب الأربعة لها عدة طرق أخری سواء صحيحة أو ضعيفة، ما أتی بها صاحب الوسائل.

هذا المتبحر في علم الحديث كنا في درس الميرزا هاشم الآملي يبحث عن هذه الرواية، رواية هي العمدة «إقرئوا كما يقرء الناس» كي يجوز القراءة في الصلوة لا في الإستنباط و في الإستنباط لايؤول إلی القراءات. كيف يجوز في الصلوة قراءات القوم؟ سيما المتأخرو الأعصار عندهم القراءات لاهي متواترة و لاهي صحيحة السند، بخلاف قراءة أهل البيت، كثير يقولون أنها صحيحة السند بخلاف القراءات العشرة أو سبعة، فكيف يجوز القراءة بها؟ فيعتمدون علی الروايات الواردة و العمدة هي هذه الرواية الواحدة. هذه الرواية نسخة سندها في الوسائل تختلف عن الكافي في الكافي تختلف عن كتب الرجال. أيهما صحيح؟ كانما فيها تشويش. لانسخة الكافي الطبوعة صحيحة و لانسخة الوسائل المطبوعة صحيحة و طبعنا في الرجال أن الطريق إلی الراوي فلان طريق معتبر هذه بحسب الطبعة الموجودة في الكافي يصير الطريق غير معتبر و بحسب الموجودة في الوسائل غير معتبر و بحسب علم الرجال... أنظر هنا الإشتباه في النسخة صارت في الإسم و اللقب و الكنية. قال هذا المتبحر: جئ بالوسائل المجلد السادس، ربع كتاب الوسائل الجزء السادس، ثلاثين طريقا غفل عنها صاحب الوسائل. يعني هذا نفس الوسائل لها إستدراك الأسانيد. مستدرك الاحاديث شيء و مستدرك الأسانيد شيء آخر. هذا البعد في علم الحديث و عدم التمرس في هذا البعد في علم الحديث يأتينا المواد بشكل خاطئ غير قياسي و التدقيق في المواد إلی ماشاءالله و يحتاج إلی الحوصلة و التتبع في المادة. هذا المتن واردة في كم طريق و كم مصدر؟ ثبت العرش ثم انقش. حتی مراجعة الآية في القرآن، في هذه الآية أو غيرها؟ كم تكرر في القرآن؟ في هذه السورة أو غيرها ؟ بحرف جر أو عطف أو غيره؟ نفس المادة التي تستدل بها يجب التحقيق و التثبت بها و شيء ضروري.

رحمة الله علی الراوندي في فقه القران يحاول أن ينتزع ببركة روايات أهل البيت عليهم السلام، كل الأحكام في كل الباب الفقهي من ألفاظ الآيات، كل الأحكام الواردة في الروايات و هذا شيء بديع و واقعا عجيب و مغفول عنه، كتابه فقه القرآن للرواندي إذاً مهم التثبت في الرواية و التثبت في القرآن فالمقصود أن قضية علم الحديث باب واسع.

كما قال صاحب الكفاية: الرجوع إلی كتاب الوسائل غير مجزئ و لازم أن تراجع المصادر الأخرى وتحقق المصدر الذي نقل عنها صاحب الوسائل يمكن أن غفل و غيرها من الإشتباهات. كرارا قاله صاحب الكفاية و كرارا ينقل الميرزا كاظم التبريزي و هو من المقدمين من تلامذة السيد الخويي في الدورة الأولی عن السيد ابوالحسن الإصفهاني و هو ينقل عن الآخوند و هو كان في مجلس استفتاء الآخوند أكثر من عشرين سنة فعلی كل، خبرويته في الفقه أيضا من هذا المراس، فالمقصود هو ينقل عن السيد ابوالحسن أنه كرارا صاحب الكفاية مااكتفی بالوسائل بل بالمستدرك و المصادر الأخرى. ربما يقال: هذا ليس شأنا علميا و الشأن العلمي هو التحقيق و التدبر و الغير، صحيح لكن ثبت العرش ثم انقش.

ربما قريب خمس قواعد و ليست خمس مسائل، في شرح العروة طبع الآن، المتاخري هذا العصر يقولون إن هذا إجماع و ليس فيه نص، لكنا مع قليل من التتبع في أبواب الوسائل وجدت روايات عديدة يستند إليها القدماء و غفل عنها متأخرو هذا العصر و صاحب الوسائل ماجاء بها في مكان مناسب بل جاء بها في مكان آخر، روايات عديدة. من هذا القبيل كثير جدا.

رحمة الله علی العلامة طباطبايي صاحب تفسير الميزان حضر خمس دورات أصولية دورتين أصوليتين عند الميرزا الناييني و دورتين أصوليتين عند الكمباني و كتبا فقهية عند الناييني و الكمباني و الدورة الأصولية عند السيد ابوالحسن كاملة أو غير كاملة المهم ليس واحدا عاجزا و السيد الخويي لمّا سمع انه تصدی للتفسير و تدريس التفسير و كذا قال: فدی بنفسه و الا لو أنه تصدی المرجعية لايقل عنا نبوغا و ذكاءا، هذا العلامة الطباطبايي في حوزة النجف مع نابغة آخر من نوابغ علم الأصول و هو السيد هادي الميلاني و كان من أنبغ تلاميذ الناييني في علم الأصول و كانت علاقة عجيبة و غريبة بين السيد هادي ميلاني و العلامة طباطبايي من بداية حضوره في النجف إلی المشهد علاقة شديدة جدا، حتی السيد تقي القمي ذكر أن اليوم الذي توفی السيد هادي الميلاني في المشهد السيد الخويي في النجف قال: اليوم توفي أنبغ وأذكر واحد في الترك. هذا السيد هادي الميلاني إذا أتی واحد يطلب إجازة الإجتهاد من الميرزا الناييني، أن الميرزا الناييني يجعل السيد هادي الميلاني و السيد محمود الشاهرودي ليمتحناه. هذا السيد هادي الميلاني و العلامة الطباطبايي تباحثا في الوسائل من الجلد إلی الجلد متنا و سندا و نسختا. هكذا يعتنون في الحديث.

كتاب الكافي طبع أول طبعة حروفية دار الكتب الإسلامية، قالوا راجعنا نسخ العلامة الطباطبايي. أنظر كيف عند العلامة الطباطبايي اهتمام في الحديث و التبحر في الحديث. العلامة الطباطبايي قرء البحار في أيام حياته من الجلد إلی الجلد مرتين و لخص البحار. ثبت العرش ثم انقش. لازم أن تكون المواد سليمة هذا الضعف في علم الحديث موجود.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo