< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الأصول

40/05/30

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الاقسام الثلاثة للشبهة المفهومیة

بالنسبة ‌الی جریان الاستصحاب فی الشبهة المفهومیة‌ کیف نحرز الموضوع مع کون الشبهة مفهومیة؟‌

فی اجراء الاستصحاب طبعا کما مر لابد ان نلتفت الی ان الشبهة المفهومیة ثلاثة اقسام: شبهة مفهومیة‌ بحطة -کما مر- فی العنوان الذی یؤخذ فی الدلیل مثل اللیل و النهار و ما شابه ذلک حیث ان حدودهما بدءا و انتهاءا فی مفهومها تردید و المفاهیم الاخری التی یکون فی مفهومها تردید فی اصل المفهوم و المعنی و حدود المعنی لغة فهذه من الشبهة المفهومیة الحکمیة.

طبعا الشبهة المفهومیة دائما شبهة حکمیة لان المفهومیة یعنی المفهوم الذی اخذه الشارع فی الدلیل فلامحالة سوف تکون حکمیة و لیس لدینا شبهة مفهومیة موضوعیة، فی بعد الموضوع الکلی نعم لکن بعد الموضوع الکلی لایعنی انه الشبهة الموضوعیة و فیه فرق بین الشبهة الموضوعیة و بین بعد الشک او کذا فی الموضوع الکلی الذی اخذه الشارع فی الدلیل فالشبهة المفهومیة دائما شبهة حکمیة‌، المفهوم الذی اخذه الشارع فی الدلیل و الحکم.

هناک مفهومیة‌ بحطة و هناک شبهة مفهومیة صدقیة کما مر، الصدقیة مثل صدق عنوان الماء علی الوحل، هل هو ماء متطین او طین مترطب؟ فمفهوم الوحل فیه اشکال ان هذه الماء یصدق علیه ام لا؟ شبهة صدقیة و ان الشک من جهة المفهوم و المصداق الکلی، صدق المفهوم علی المفهوم و ان فرض ان الماء لیس فیه اجمال لکن المصداق و هو المفهوم و لیس جزئیا خارجیا -مفهوم الوحل فیه تردید، او مفهوم ماء الورد وقع عند الاعلام فیه النزاع اما من جهة النص الخاص الذی ورد بجواز الوضوء به او لتشخیص حقیقة ماء الورد هو ماء اضیف الیه دهن الورد او دهن زید فیه ماء و ان کنا استغربنا التفصیل بین ماء الورد المرکز فیعتبر عرفا مضافا و بین کون ماء‌ الورد المتماءی فیجوز الوضوء به- علی ایة حال فهنا ایضا شبهة یعنبر عنه شبهة مفهومیة و ضابطته ان تکون صدقیة، صدق المفهوم علی المفهوم.

هناک شبهة مفهومیة لیست بحطة و لاصدقیة لکنها مصداقیة و هذه قسم ثالث من الشبهة المفهومیة مثالها مثل الفقاع هل یصدق علی ماء الشعیر الذی یباع فی الاسواق ام لا؟ هذه جملة من الاعلام و جل الاعلام یعتبرونها شبهة موضوعیة و یلاحظ فیها انها غفلة واضحة لانه طریقة العمل الخارجیة لماء الشعیر ما فیه الالتباس، لیس الالتباس فی النسب الموجودة اصلا الالتباس الخارجی لیس موجودا انما الالتباس فی نفس الفقاع، اصلا لیس اجزاء الکحولیة هی المأخوذة مدارا و میزانا الا بلحاظ عموم المسکر و الا بلحاظ نفس الفقاع لیست اخذت میزانا او ضابطة، لذلک بالدقة الشبهة لیس لها وجه لنقول انها شبهة موضوعیة فهذه شبهة مفهومیة لکنها مصداقیة یعنی بسبب اجمال المفهوم مصادیقها یصیر بها التردید فالتردید فی المصداق لیس لاجل الالتباس الخارجی مثل اللیل و النهار و الجهل بالنسب و اختلاط الوجودات الخارجیة مثل مال زید و مال عمروا اختلطا فبالتالی لیس الالتباس من منشأ خارجی. اصلا حتی کثیر من اسئلة السائلین من الاعلام یدققون له الموضوع کذا و کذا و کیت. اصلا لیس فیه الالتباس الخارجی بل الالتباس من جهة الشبهة المفهومیة و الشبهة المفهومیة لیس مجری البرائة بل مجری الفحص و الاحتیاط قبل نتیچة الفحص و هی مسئولیة علمیة علی الفقهاء ان ینقحوا بحث الفقاع و اقوال المتقدمین و نکات و دلالات الروایات و بعد تنقیحها یصیر مجری البرائة اما التعبیر بانها شبهة موضوعیة فانها غفلة و مسامحة واضحة سیما الموضوع الشدید باعتبار ان لسان الائمة اهل البیت علیهم السلام فی الفقاع لسان شدید جدا و عقوبتها شدید و حکمها حکم الخمر عینا، قتل بایعه و جلد شاربه و لیس فیه الفرق و فتوی محل اتفاق علی الآثار وهذه مزید مسئولیة علی الفحص و ماشابه ذلک فیسمی هذه شبهة مفومیة مصداقیة ‌یعنی الشک فی المصداق لکن بسبب المفهوم و المفهوم فیه اجمال و الالتباس من هذه الجانب.

فاذن عندنا شبهة مفهومیة بحطة و شبهة مفهومیة‌ صدقیة صدق المفهوم علی المفهوم و الشبهة‌المفهومیة المصداقیة و لیس لاجل الالتباس الخارجی بل لاجمال المفهوم

الاقوال فی اجراء الاستصحاب فی الشبهة المفهومیة بثلاثة اقسامها

اجمالا الشبهة المفهومیة ‌بثلاثة‌ اقسامها، المعروف لدی الاعلام اصلا لایجری الاستصحاب و المعروف و المشهور عند الاعلام و متاخری الاعصار المعروف لدیهم مدرسة‌ الوحید انه لایجری الاستصحاب فی الشبهة المفهومیة الحکمیة مثلا اذا کنا متیقنین من اللیل، لانستطیع ان نستصحب اللیل او اذا کنا متیقنین بالنهار لانستطیع ان نستصحب النهار او هذا الماء قبل ان توحل کنا متیقنین بانه ماء، لانستطیع ان نستصحب انه الماء بعد اختلاطه بالطین بالتالی عند متاخری الاعصار المشهور شهرة عظیمة انه لایجری الاستصحاب.

ما السبب فی ذلک؟السب فی ذلک هو تبدل الموضوع و الخلل فی احراز بقاء الموضوع، یقولون ان هذه الوجود فی البقاء بهذه الاوصاف و هذه الحالة کنا متیقنین من الاول بصدق العنوان علیه کی نستصحبه و ما کنا متیقنین بصدق العنوان علیه الان زال، اصلا فی الشبهة المفهومیة ‌الیقین السابق بهذا الوجود البقاءی و الصورة البقاءیة ما موجود، اصل العنوان و اصل المفهوم ضیق و الیقین به بدائرة‌ ضیقة فلیس لدینا یقین سابق لنستصحبه، هذا الوحل مثلا من الاول، من قال انه الماء کی نستصحب بقاء وجوده؟ او هذه القطعة علم انها من اللیل من الاول لم یکن لنا یقین بلیلیته او نهاریة هذه القطعة و من الاول ما کان عندنا یقین بلیلیة هذه القطعة او هذا ماء الورد من الاول مشکوک ماءیته فسبب عدم اجراء الاستحصاب فی الشبهة‌المفهومیة، هذا ماء الشعیر من الاول ما کان عندنا یقین بکونها فقاع کی نستصحب وجوده فاذن فی موارد الشبهة المفهومیة الخلل عفوا اصلا من جهة الیقین السابق او قل تبدل الموضوع یعنی زاویتان علی سواء من الخلل بالاستصحاب فی موارد الشبهة ‌المفهومیة.

هذا تقریر اعلام المتاخری الاعصار، ما ان تکون الشبهة مفهومیة یرفعون الید عن الاستصحاب، نعم اذا کان الشبهة الحکمیة ‌غیر المفهومیة‌ یجری الاستصحاب اما اذا کانت الشبهة‌ حکمیة ‌مفهومیة ما ان تصل الی زاویة الشبهة فی المفهوم فلایجری الاستصحاب معروف هذا و هذا خصوص عدم جریان الاستصحاب.

هذا الاستصحاب الذی بدء به من اول التنبیهات الی آخرها هذا غیر الشبهة المفهومیة ‌و الشبهة المفهومیة لیست قلیل الابتلاء بها فی الابواب بل کثیر بخلاف الشبهة الحکمیة‌ البحطة یجری الاستصحاب فیها و ایضا الشبهة الموضوعیة -لیس لدینا شبهة موضوعیة مفهومیة و کل شبهات الموضوعیة غیر المفهومیة و ما وصفت به الشبهة المفهومیة فی القسم الثالث بالمصداقیة لیس المراد به الشبهة المصداقیة کما مر و لا منشا الشک من المصداق الخارجی بل المنشأ هو المفهوم بلحاظ ان المفهوم ینطبق علیه ام لا؟-

بینما القدماء یفصلون -و هو الصحیح- فی الشبهة‌الحکمیة المفهومیة: یفصلون بین ما اذا کان اجمال المفهوم او قل الشبهة المفهومیة ان کان فیه ما هو رکن فی الموضوع نعم لایجری الاستحصاب اذا کان الشک فی الشبهة فیما هو رکن قوامی فی الموضوع لایجری الاستحصاب مثل تقریب بیان متاخری الاعصار فی محله اما اذا کان الشک فی الشبهة المفهومیة‌ باقسامها لیس فیما هو الرکن فی الموضوع بل انما هو من اطناب الموضوع مثل ما اذا کانت خیمة علی عمود و اطرافها یشد بالاطناب اذا فتح طناب من الاطناب تبقی الخیمة علی حاله فاجزاء الموضوع و قیود الموضوع التی یمکن ان تکون فیها اجمال فی المفهوم لیس ضروریا ان تکون کل قیود الموضوع قوام الموضوع و رکن الموضوع مثل التغیر اذا تغیر الماء نجس هذا التغیر کیف هو؟ التغیر -حتی فی الشبهة المفهومیة- لکن هذا التغیر فی الشبهة‌ المفهومیة التی هی شبهة‌ حکمیة لیس عنوانا قوامیا فی موضوع النجاسة بل العنوان القوامی لموضوع النجاسة هو الماء و التغیر حیثیة تعلیلیة و لیست حیثیة تقییدیة. فلیس قواما و رکنا عنوان التغیر فاذن لیس کل شک فی المفهوم فی الموضوع الکلی للحکم یسبب تبدل الموضوع الاستصحابی او عدم الیقین السابق. لماذا؟ فیه یقین سابق هذه الحالة فی هذه القید طلعت علیه الطوارء لکن لیس معناها انا لسنا محرزین او متیقنین بل عندنا کان یقین سابق بالماء الان وقع علیه وحل او طین نشک بان الماء باقی او لا؟ تبقی و لیس المانع فی ذلک، نعم اذا کان الوحل بشدة و صار الشک فی اصل عنوان الماءیة هذا ممکن و تفاوت فیه شبیه ما فصلنا فی ماء الورد.

مر بنا ان موضوع الاستصحاب یختلف عن موضوع الدلیل الخاص الفقهی، صحیح لم نستبعد ضابطیة موضوع الدلیل الخاص، دلیل الحکم الفقهی لم نستبعده و اخذنا دوره فی الجملة مع موضوع الاستصحاب و انه النقض و عدم النقض فبالتالی لیس کل شک فی مفهوم الموضوع الماخوذ فی الحکم یستلزم عدم الیقین السابق و تباین الموضوع، انما ذلک فی ما هو عنوان رکنی قوامی فی الموضوع حینئذ یستلزم تبدل المضوع او عدم الیقین السابق بهذا الموضوع الجدید فعلی کل هذا مثل النهار و انه محل نص الروایات استصحاب النهار و استصحاب اللیل اجراءها.

المقصود هذا المطلب و هذا المبحث طبعا حساس و هو اجراء الاستحصاب فی الشبهة الحکمیة المفهومیة طبعا هذا بیان عام و له تطبیقات فی موارد کلیة دقیقة لکن اجمالا سبق تعرضنا علیه اما فی تنبیهات الاستحصاب او بدایة الاستصحاب او تنبیهات البرائة المهم اذن الشبهة المفهومیة باقسامها الثلاثة ان کان الشک فی عنوان قوامی نعم لایجری الاستصحاب. عرفا لایصدق النقض و الشک فی صدق النقض و هو تبدل عنوان قوامی اما اذ کان العنوان القوامی محفوظا و عناوین اخری مجملة‌ ماخوذا کهامش فی الموضوع لایسبب تبدل الموضع فی نظر العرف بلحاظ عنوان لاتنقض و یجری الاستصحاب و لیس فیه ای مانع لانه فرض ان الطوارء انها حدثت فی الهوامش لا فی اصل الرکن و عماد الموضوع.

هذا هو التفصیل المتبع وفاقا للقدماء و المتقدمین و ما کان یمنعون جریان الاستصحاب فی الشبهة الحکمیة المفهومیة مطلقا.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo