< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/10/30

بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرة: - 303 - بحث الفقه – لسماحة الاستاذ الشيخ محمد السند - 30 / شوال / 1441هـ - ليوم الاثنين.

الموضوع: - درجات الأخوة والولاء - المسألة التاسعة ( حرمة السب ) - المكاسب المحرمة.

قبل أن نواصل بقية الروايات في المسألة هناك جهة صناعية فقهية مهمة أخرى وحساسة لم نتطرق إليها: - وهذه المسألة يقع الخلط فيها كثيراً، وهذه الجهة الصناعية ما هي؟ هذه مسألة حرمة السب وحرمة الغيبة وحرمة اللمز والهمز والسخرية والاستهانة والهتك والهجر والهجاء وغيرها من الأحكام والذي مرَّ بنا أنها نابعة من الحرمة والاحترام كما أنه مرت بنا واجبات هي نابعة من الحرمة والاحترام، فهنا يجب الالتفات إلى أنَّ الحرمة هي أدنى مراتب الاحترام، يعني مع اختلاف مرتب الحرمة حرمة القذف مر بنا انها عامة لكل الناس وإن لم يكن مسلماً فلا يسوغ قذفه، وكذلك حرم الفحش عامة لكل الناس، وحرمة البذاء كذلك، بعد ذلك إلى أن تتصاعد الحرمة فإنه حرمة هذه الأفعال كما مرَّ هي درجات ولكن كل مجموعة من حرمة الأفعال هي دون الواجبات الناشئة من الحرمة والاحترام مثل تجهيز الميت وما شاكله، لأنَّ الفعل الوجودي هو نوع مزيد من الرعاية عن الكف، فالمحرمات هي كف عن التجاوز التطاول بدرجاتها المختلفة، وأشد منها الأفعال الواجبات مثل تجهيز الميت وهي أفعال وجودية ناشئة من حرمة الاحترام فإن تلك درجة أكبر في الاحترام من المحرمات، وهذا يجب الالتفات إليه، إذاً الاحترام تارة يمنع عن فعل يزجر عن فعل أو مجموعة افعال وهي من باب طبقات ودرجات وهذا درجة من الاحترام وتارة الاحترام يملي عليك أن تقوم بفعل وهذا درجة اشد من الكف، الآن من باب المثال صلة الرحم للأبوين أو غيرهما لا سيما الأبوين مثلاً ﴿ ولا تقل لهما أف ﴾ أو أن العقوق حرام، وتارة يجب أن تقوم بصلتهما فهذه درجة من الاحترام أشد من العقوق ولو أن العقوق حرمته أشد ولكن اقصد كفعل أن تقوم بصتهما وبالإنفاق عليهما ومصاحبتهما بالمعروف فهذه الأفعال الوجودية مسؤولية أكثر من أصل العقوق أو المحرمات تجاه الأبوين أو تجاه الأرحام، إذاً يوجد فرق بين المحرمات المزجور عنها والكف عنها وبين الواجبات التي يحرك تجاهها فإنه يوجد فيها احترام وحرمة أكثر، ومن باب المثال في الأرحام مفسدة العقوق أكبر من الكبائر بينما ذاك قد لا يكون من الكبائر فهذا صحيح ولكن من جهة الاحترام قد يكون ذاك أكثر احتراماً، فالمقصود هو هذا المطلب، أن تنفق عليهما وأنه وصاحبهما بالمعروف فهذا أشد احتراماً من العقوق، فإنَّ ترك العقوق شيء وأنك تبدي لهما احترام ورعاية فهذا شيء آخر، وهذه طبقة ثانية فيجب ان لا نوحد بينها وبين الطبقة الأولى فإنَّ الطبقة الأولى أيضاً هي غير محة من جهة الاحترام ومن جهة أنواع الناس من الملل والنحل فكيف بك بالطبقة الثانية.

هناك خلط عند جملة من الباحثين وربما حتى عند الأعلام بين الطبقتين كأنهما في عرضٍ واحد، وهذا بصحيح، المؤاخذة التي سجلّها الكثير من الأعلام كصاحب الجواهر وصاحب الحدائق وغيرهما من الكبار على المقدس الأردبيلي فإنَّ المقدس الأردبيلي جعل الطبقتين في طبقة واحدة وهذا غير صحيح.

والكلام ليس في جمع الأوامر والنواهي لأنَّ هذا أمرر ولأنه هذا نهي، وإنما كلام الأعلام في نفس ماهية الاحترام، فليس قصّة نواهي أو غيرها وإنما قصة هذا المطلب وهو أنه في ماهة الاحترام النواهي درجة الاحترام فيها درجة أما الأوامر ففيها رعاية أكثر وكأنما لم تطلب منك الشارع فقط أن تترك الهتك والتجاوز وغير ذلك وإنما يطلب رعاية أكثر، فهذا كله نابع من الاحترام لكن الاحترام درجات فتارة لا تفحش ولا تعقه ولا تقذفه وتغتابه فـ( لا ) يعني فقط درجة من الاحترام مع أنها متفاوتة هذه كلها درجات في الاحترام ولكنها ترجع إلى الزجر، وتوجد درجات من الاحترام أعلى فهو لا يكتفي بأن تكف نفسك عن التطاول بدرجاته المختلفة، وهنا خلط المقدس الأردبيلي، وكيف الرعاة الوجودية؟ فإنَّ الرعاية الوجودية هي مرتبة من الاحترام أشد من الزجر والكف، فهي مرتبة أكثر من الرعاية، وهو سجلت مؤاخذة على نفس الكف الذي هو درجات وليس درجة واحدة، والآن يصير خلط عند الباحثين بين الدرجات الوجودية مع الدرجات العدمية والحال أنَّ الدرجات الوجودية أو قل الكف درجات من الاحترام هذه لا تسري على درجات الاحترام ولذلك أنَّ القدماء عندهم تجهيز الميت أي وجوبه - أما مشروعيته ورجحانه فهذا بحث آخر - خاص بالمؤمن وهذا ما قال به الشيخ الطوسي والمرتضى والمفيد فهم فكّكوا، وغير جملة من الأعلام، لأنّهم رأوا أن الأفعال الوجودية هي رعاية أكبر وأكثر من الأفعال العدمية - الحرمة - فإنَّ الكف شيء والرعاية وإيجاد الرعاية فهذا طبقة اخرى، وهذه نكتة مهمة جداً، كي نأتي إلى الطبقة الثالثة، وألان في زماننا صار خلط فيها وليس في زماننا فقط وإنما صاحب الحدائق نبَّه على الشيء وكذلك الكثير من الأعلام حتى صاحب المكاسب والسيد الخميني وغيرهم من الأعلام.

أما الطبقة الثالثة والتي صار خلط بينها وبين البقتين الأوليين، الطبقة الثالثة هي الولاء والموالاة والمودة، وهذه الطبقة الثالثة لا محالة هي للمؤمن، وليس فقط للمؤمن وربما بقيد العدالة أو بقيد التقوى أو بغير ذلك وطبعاً الموالاة درجات وليست درجة واحدة، هناك إذاً صار خلط، الموالاة والمودة هي درجة تختلف حتى عن الرعاية الوجودية، فإن الموالاة لها أثر وفعل يختلف عن الرعاية الوجودية، وهذه طبقة ثالثة، هذه الطبقة الثالثة وطبعاً لماذا نقول توجد طبقات ثلاث طبقة المحرمات وبقة الواجبات الوجودية والطبقة الثالثة هي المودة القلبية، الموالاة أشد رعاية، الموالاة تتخذ طابع اجتماعي سياس عقدي وهلم جرا، فإذاً هذه ثلاث طبقات وليست طبقة واحدة، وطبعاً نفس المقدس الأردبيلي لم يخلط بين هذه الطبقة الثالثة مع الطبقات الأخرى.

في القانون الوضعي العصري الحديث هناك يحاول أن يصير خلط بين هذه الطبقات الثلاث، مثلاً أصحاب الأديان المختلفة يتعايشون، الآن يتعايشون سلمياً، الآن توجد دعوى بشرية مادية وهي أنه لا تبني في فكرك ورأيك ورؤيتك على خطى دين معين، وهذا ما هو ربطه بالتعايش السلمي فأيّ ربط له بالتعايش السلمي؟!! وأي ربط له الكف عن التشنج الاجتماعي واي ربط له بالتعايش، فهم عنهم دعوى في القانون الوضعي الحديث وإن كانت هي شعار وليست عملاً أنه معنى التعايش السلمي أنه في قرارة فكرك وقلبك يجب أن يكون لديك نظر بيضاوية تجاه الملل والنحل كافة، فأي ربط بين الطبقة الثالثة والبقة الأولى، فلاحظ أنَّ هذه بحوث فقهية قانونية عصرية ابتلائية في يومنا هذا وحتى في الوسط الاسلامي الكلام هو الكلام، فهناك نظرة انه معنى التسامح والتعامل والتعايش السلمي أن يجب عليك أن تعتقد في رؤيتك وفكرك أنَّ الجميع صحيح، يعني مثلاً المدرسة الاخلاقية الجنسية المثلية صحيح والأخرى صحيح ايضاً وهدم الأسرة صحيح وبناء الأسرة صحيح أنَّ الاباحية الجنسية صحيح واللا اباحية الجنسية صحيح، وكيف يكون هذا وبأيّ معنى؟!!، أو أنَّ الرأسمالية صحيح والاستئثار صحيح واللا استئثار أيضاً صحيح، وكيف يكون هذا، يعني يجب أن نجعل كل الأفكار بيضاوية وهذا لا معنى له، وأي ربط بين اتعايش وبين تصحيح الأفكار في بعضها البعض؟!!، وهذا تحت ذريعة أننا إن خطأنا بعضنا البعض سينجم من عنده سفك الدماء، فهذا أي تلازم وأي ترابط؟!!، والامام الصادق والأئمة عليهم السلام يدحضون هذه الذريعة حيث يقول لو كان تفاوت الرؤية يؤدي إلى عدم التعايش لكان حتى المؤمنين في درجات إيمانهم وعلمهم يجب أن يطيح بعضهم ببعض، فإنَّ ما عند سلمان ليس عند ابي ذر وأبي ذر، وما عنده ليس ما عند المقداد، وما عند المقداد ليس ما عند عمار ... وهكذا، وهل معنى هذا أنه يستبيح بعضهم دم بعض أو لا يحترك بعضهم البعض الآخر؟!!، فإنَّ مجرد الاختلاف في الرؤية لا يعني عد الاحترام من الطبقة الأولى ولا يعني عدم الاحترام عن الطبقة الثانية وهذا فرقه عن الطبقة الثالثة، الآن أهل الايمان نفسهم وأهل العلم والايمان نفسهم يخطئ بعضهم بعضاً على صعد الطبقة الثالثة ولكن هذا لا يعني أنهم لا يراعون الطبقة الثانية والطبقة الأولى أو درجات الطبقة الثالثة فإن الطبقة الثالث أيضاً درجات في المودة والولاء، فهنا هكذا ادعوا وهي أن الكراهية الكراهة أي درجة؟ الكراهية أو البعض يعني تشنج حتى في الطبقة الأولى أو تشنج حتى في الطبقة الثانية والحال أنَّ الأمر ليس كذلك، أليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام يكرهون من المؤمنين ارتكابهم أموراً ولكن هذا لا يعني أنَّ المؤمنين ولاءهم بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام سوف يذهب، والعجيب أنَّ الامام الصادق عليه السلام يقول إنه حتى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام يوجد فاصل، فهو يقول إنَّ ما عند رسول الله ما ليس عندنا فهل يتبرأ رسول الله منه؟ كلا وإنما هي درجات، وما عند الله عزَّ وجل ليس ما عند رسول الله فهل يتبرأ الله من رسوله؟! كلا، فإن الكمال درجات، إذاً هذه الطبقة الثالثة وهي الولاء والمودة ترتبط بدرجة الكمال، وإذا لم نثبتها بدرجة الكمال فلاظ أنه م بنا أن الاحترام له منشأ فكلما يزداد رصيد الانسان من الصفات والعناوين يزداد احترامه، وكلما يقل رصيده من هذه العناوين يقل احترامه، ومعنى يقل احترامه ليس معنى ذلك أنه ينسف كل احترامه فإنه ليس هذا معناه، كما أصر على ذلك الكثير من الأعلام وفاقاً لصاحب الحدائق أن الطبقة الثالثة وهي المودة والولاء هذا منشؤه الايمان محضاً ولا يمكن تقرير لغير المؤمن فإن منشأه ديني محض وليس منشأه تكويني، وهو منشأ ديني من معيار خاص.

ولأجل تبيان هذه الطبقات الثلاث وهذا موجود في زيارة عاشوراء، فإنَّ زيارة عاشوراء هي نظام اجتماعي عجيب معجز وكذلك بقية زيارات أهل البيت، فلاحظ ( ولي لمن والاكم ) فإن الموالاة شيء، و ( عدو لمن عاداكم ) هذه درجة، فإنَّ العداوة لا تعني نفي الطبقة الأولى، و( حرب لمن حاربكم )، فهذه تنفي الطبقة الأولى، يعني أنَّ المحارب غير المعادي، نعم المعادي ليس له الطبقة الثانية أو بعض الطبقة الأولى، فلاحظ زيارة عاشورة أليس هذا تقنين معجز، وهو يطابق الآن حتى البنود القانونية التي توصل إليها البشر؟!!، فيوجد عداء ويوجد ولاء يوجد حرب وكذلك يوجد في زيارة الجامعة ( مبغض لمن أبغضكم ) فإنَّ البغض هو درجة رابعة وقسم رابع، وكذلك ( سلم لمن سالمكم ) هذه الطبقة ألأولى، فتوجد ستة أقسام، وبين السلم والموالاة بون كبير، فلاحظ أن القرآن الكريم يقول ﴿ ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلم لست مؤمناً ﴾، ومنعى السلم هل هو الاسلام أو المسالمة؟ كلا الفريقين فسّروها بكلا المعنين، فلاحظ السلم والصلح، الآن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما صالح المشركين أو صالح غيرهم فهل هذا يعني أنه صحح صلح المشركين؟!! كلا بل هو أصل منهاجه هو تخطئة المشركين ولكن مع ذلك بعض الطبقة الأولى أعاها الني صلى الله عليه وآله وسلم للمشركين الذين سالموه وصالحوه، وهذه وثيقة مهمة جداً ودائماً الوثاق النبوية هي نبراس عجيب للدين، فأول وثيقة كتبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة فيها اسس التشريع مع المسلمين ومع اليهود ومع المشركين الذين صالحوه والموه وهي وثيقة نبوية عظيمة، في حين أنه ينزل القرآن أن المشركين لهم في الآخرة كذا وكذا، وطبعاً حتى هذه الدعاوى العصرية في التساهل والتسامح والمحبة هم نفسهم الآن من يمثل الكراهية، فإن الكراهية بمعنى التخطئة او بمعنى آخر هي درجا هذه لا يمكن نفيها من منهاج فكر البشر بل هي تبقى، أوليس يخطئون من يبث الكراهية فإذاً هذا نوع تخطئة، أوليس تحكمون بالإرهاب على من فعل كذا وكذا فهذه بالتالي إدانة.

إذاً لغة الادانة ولغة الكراهية لا يمكن لا يمكن رفعها من قاموس البشر نعم يجب وضعها في الموضع الصحيح فهذا صحيح، أما أن ندعي حبّ مطلق فهذا غير ممكن، طبعاً الصوفية وبن عربي من الأمور التي انحرفوا فيها عن الجادة القويمة هو هذا فإن حب المطلق لا معنى له وكذلك تصحيح مطلق لا معنى له لأنه يصير تناقضاً، نعم الكراهية درجات فهذه نكتة ينفرون عنها، فهم يظنون أن كل كراهية معناها أنها درجة قصوى شديدة، وهذا غير صحيح، ولذلك ينبه على ذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام بشدة، وهي أنَّ الكراهية ليست بدرجة واحدة، البغض ليس درجة واحدة، وحتى المؤمن إذا صدر منه فسق فيقال لا تبغض ذاك المؤن وإنما ابغض عمله فلا أنه فكك بين المؤمن وبين العمل بين ذات العامل وبين ذات العمل، فإذاً هذه درجات من الكراهة ومن المحبة درجات ومن الاحترام درجات إذا لم نفكك بيها فهذا يؤدي إلى الخلط، فهي في الطبقة الواحدة فيها درجات وقد سجل الأعلام الكبار بعد الأردبيلي مؤاخذة على الأردبيلي أو على الشهيد الأول والشهيد الثاني حسب ما نسب إليهم، فكيف بالطبقات الثلاثة فإنه توجد عندنا ثلاث طبقات، وهذه كنظرة قانونية وكلغة وضعية هي أمر مهم للأبحاث الفقيه.

فإذاً يوجد عندنا في المحرمات طبقات وليست رجة واحدة، فلا يمكن أن يكون ميزانها ويكيلها بكيل واحد وإنما لها مكاييل وموازين وضابط الطبقة الواحدة الأولى ولذلك فرقوا بين حرمة القذف وحرمة الفحش وغير ذلك، فإذاً الطبقة الأولى فيها درجات وليست درجة واحدة وهذه مؤاخذة سجلوا على المقدس الأردبيلي وغيره، وكذلك الطبقة الثانية وهي احترام الأفعال أيضاً هي درجات فكيف نخلط بين الطبقة الثانية والطبقة الأولى، فلاحظ أن المتقدمين في بعض الطبقة الأولى ربما التزموا بها بعنوان المسلم ولو الظاهري أما في الطبقة الثانية عند المتقدمين عندهم عنوان الايمان فضلاً عن درج الثالثة في الطبقة الأولى أو الطبقة الثانية والحال أن الولاء هو شيء آخر، فإنه في الولاء يوجد عندك اصطفاف سياسي معه وعندك اصطفاف اجتماعي معه وعندك اصطفاف فكري وديني معه وغير ذلك فهذا مطلب آخر.

وكم توجد الآن في الزيارات ست عناوين وأيضاً توجد عناوين أخرى في زيارة الجامعة وزيارة عاشوراء، مثلاً البراءة فما هي البراء؟ إن البراءة درجات، وهي مثل المحبة مقابل العداوة وما هو الفرق بينهما، فإن العداوة لا يعني التشنج وإنما الحذر، فصار الآن سبعة عناوين، كيف الآن يسوغ لباحث فقهي أو قانوني أن يخلط بين هذه السبعة عناوين والسبع درجات فإنَّ هذا غير صحيح، فإنَّ هذه العناوين مختلفة عن بعضها البعض، ولذلك إذا نظرنا نظر جمعية إلى المسائل لا نخلط بيناه بشكل غوغائي فإن هذا غير صحيح فإن هذه أبواب مختلفة عن بعضها البعض، هي الطبقة الأولى ذات درجات كما أصر على ذلك الأعلام.

وأنا لم أقرأ لكم الكلمات وإنما أحببت أن أذكر لكم زبدة وخلاصة هذا الكلام وإلا فإني دونت ذلك ولو قرأناها لطال المقام ولكن لخصتها بلغة عصرية وليست تقليدية نذلك أفضل، فالمقصود أنَّ الطبقة الأولى ذات درجات فضلاً عن الطبقة الثانية، يعني بلغة قانونية عصرية فإن اللغة العصرية القانونية أكثر فهما، فضلاً عن الطبقة الثانية والطبقة الثانية هي عبارة عن الفعل الوجودي والفعل الوجودي هو شيء آخر، فضلاً عن الطبقة الثالثة وهي الولاء والمودة، وإنصافاً قبل صاحب الجواهر قد بنه القدماء على هذا الشيء ولكن من المتأخرين صاحب الحدائق نقّح هذا المطلب جيداً وحتى أنه أسس قاعدة فإنَّ من تتبرأ منه لا يصح أن تواليه، نص على التبرؤ، ولكن التبرؤ والبراءة معناه نسف الطبقة الأولى أو الطبقة الثانية وإنما البراءة هي رؤية فكرية، الآن مثل كل العلم الأخرى هذا يؤمن بهذه الرؤية العلمية وذاك يؤمن بتلك الرؤية العلمية ونتائجها، الآن المحافظة على البيئة دولة ترى أن النظام يلزم أن يكون هكذا وأدلة أخرى ترى أنَّ النظام يلزم أن يكون هكذا ولكن النتائج تكون وخيمة، فهنا هل معنى ذلك أنه في الفيزياء يصحح بعضنا البعض أو في الكيمياء أو في النظريات السياسية أو الاجتماعية فهل هناك معنى لهذا؟ كلا لا يسوغ هذا المعنى، فإنَّ التصحيح هو شيء آخر، والتعددية التي يرفعون شعارها هو هذا معناها، فهنا الذي لا يؤمن بتلك الرؤية هل يتبناها ويسعى لتحقيقها أو أنه يسعى لتحقيق ما يراه صحيحاً؟ شيء طبيعي أنه يسعى لما يراه صحيحاً ولكن هذا ليس بمعنى أنه يجر حرباً أوك العرض والدم والمال فإن هذا شيء آخر، فإذاً هذه ثلاث طبقات، وسنقرأ الروايات التي تبه على هذه الطبقات الثلاث، فكل طبقة ذات درجات، يوجد عندنا في الروايات أن سلمان عنده تقية وحذر أمني من أبي ذر وهل هذا أن سلمان يتبرأ من أبي ذر؟!! كلا حاشاه ذلك، كما أنه توجد عندنا روايات أنَّ المقداد يحذر من سلمان وهذا ليس معناه عداوة، فإن المقداد عنده ملف معن أعطاه الله إياه لا يتحمله سلمان مع أن سلمان أرقى درجة، لأنَّ الله عزَّ وجل أعطى هذا الشيء إلى المقداد ولم يعطه لسلمان، وهذا لا يستطيع أن يستوعبه ابن عربي والعرفاء والصوفية، بينما سلمان يحذر ولماذا، لأنَّ كل واحد منهم له شؤون مع أن سلمان في الكسر والانكسار هو أرقى، فصحيح نه أرقى ولكن ليس معنى ذلك أنه يؤتى كل شيء وإنما هي طبقات وليست طبقة واحدة، ونفس الكلام العصري الذي يزوق له هو موجود عند العرفاء فهو يقولون لابد من حب الكل، وهذا ليس بصحيح فإنَّ الكراهة موجودة ولكن الكراهة في محلها صحيح ( وأشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة )، فليس كل موضع هو نكال، و ( وأرحم الراحمين في موضع العفو والرحمة )، فلاحظ كيف هو بيان صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، و ( وأعظم المتكبرين في موضع الكبرياء والعظمة )، فحتى الكبرياء لها موضع، وإذا أراد الله عزّ وجل أن يدلل العبد فهل يستخدم اليأس والكبرياء؟!!، فشأن الله عزَّ وجل هو هكذا فكيف بشأن المخلوقات؟!!، فإنَّ هذا اشتباه كبير يناقض فيه العرفاء والصوفية أنفسهم.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo