< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/10/17

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - العرف والمشروعية - المكاسب المحرمة.

ملخص ذلك الفرع في الاصطفاف والنوبة على المتجر عن صاحب القطاع الخاص أن قاعدة السبق أو قاعدة المشارطة أو قاعدة الصلح المركوز بهذه الوجوه وربما تجد وجوه أخرى بالتالي تكون منشأ حق النوبة بحسب ما هو مركوز عند كل عرف بحسبه، لأن مر بنا أن الوجه الثالث وحتى الوجه الثاني يرتبط بما هو مقرر ومتعارف فهذا العرف الذي يعرفن يؤخذ به وبالتالي يشكل نوعاً من الاستحقاق.

ونذكر هذه الكلمة وننهي هذا الفرع وندخل إلى مسألتنا هي حرمة السب: - قضية دور العرف والعرفنة في المشروعية ما هو؟

هذا بحث فقهي وأصولي معقد ومهم، ومقصود من معقد أنه يوجد فيه نوع من الغموض، وقد ذكرنا هذا المثال عدة أيام، وقد وردت حوله عدة أسئلة، ونحن لم نبسطه، إنَّ الروايات تشير إلى أن ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف الآن اعتقادياً والمسلمون يعتقدون بالمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ولكن هذا كاعتقاد خطوط عامة كلية معرفية شيء وبين قبوله العرفي الاجتماعي السياسي أمراً ليس هيناً، شبيه دولة ذهبت وجاءت دولة جديدة وأتى نظام جديد ويأتي نظم تعليمي علمي جديد، بعض الأحيان وهذا من باب المال أتذكر أنه توجد صلاة جماعة في مسيرة المشي في أربعينية الامام الحسين عليه السلام كما أن بعض المستحبات المنصوصة أتيت بها في صلاة الجماعة مع جماعة المؤمنين وقد أطلت فيها فاطلت في التشهد أو غير ذلك فقال أحد المصلين أنا كان لدي ستين سنة مع العلماء فما هي هذه الصلاة التي أتيتي بها؟ فقلت له:- إنَّ هذه كلها منصوصة، فتعجب من ذلك، فلاحظ أن نفس تغير مستحبات آداب الصلاة يصير كأنما هذا الشيء شاذ وبدعة، هكذا التلقّي، ولذلك من الحكمة أن الانسان أن لا يفاجئ العرف بشيء ليس معرفناً، لأن هذا بناءه أن ما يأتي من صلاة هو المشروع أما غيره فليس مشروعاً، يعني في الارتكاز الخطأ الموجود عند العرف هو هكذا، فالمقصود أن هذا يعبرون عنه بالعرفنة يعني عرفية الشيء فلا يكفي مشروعية الشيء وإنما لابد من عرفيته، ولذلك الوصية من الله تعالى حمية لسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ﴿ خذ العفو وأمر بالعرف ﴾[1] يعني عليك ان ترعفن قليلاً قليلاً ولذلك سيد الانبياء في الكثير من الموارد يأخذ جانب التروي في عرفنة الحي النازل عليه من الله تعالى ليس تمرداً وحاشاه عن ذلك أو تباطؤاً، ﴿ يا أيها النبي ببلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رساله والله يعصمك من الناس ﴾[2] أي في علي، ولو كنت في وجلٍ من الناس وأنهم يتقبلون ذلك أو أنه تردون فإنَّ الله تعالى سيعصمك منهم، فحينما نزلت ضمانة من الله تعالى على ذلك مضى النبي في ذلك، وحاشى النبي أن يتباطأ عن الأمر الإلهي أو يتخلف، يعني لم يضيق على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ يتروى في كيفية تبليغ هذا الأمر وسببه كما يقول النبي ( إنَّ قومك حديثي عهد بالإسلام )[3] فلولا أنهم حديثي عهد بالإسلام لحصل ذلك، يعني أنَّ العرف في تقبل حتى فيما هو مشروع ليس من الضروري أن يقبله رأساً، شبيهه أن يتوفى مرجع ويأتي مرجع جديد فإنه قد يحثل ارباك عملي، فالمقصود من العرفية وجانب العرفنة أمر مهم، الآن ما هو دوره في الشرعية ودوره في الأحكام، فهذا بحث أصولي طويل الذيل ومهم ومن بحوث الأبواب المستجدة في علم الأصول، نعم هو مبحوث في علم الأصول ولكن بشكل ارتكازات، هذا يمكن للمراكز الحوزوية التي تعني بالدراسات المهدوية أن يعتنوا بهذا المجال فإن شيء مهم، فإنه في حين أن هناك في ظهور صاحب العصر والزمان بحجج مفلجة ومبطلة للدجالين ولكن لجل تقبل هذه المعاجز والدلائل من وسط المؤمنين ومن وسط خاصة خاصة المؤمنين كما تشير إليه الروايات تقبله ليس بهذه السهولة فإنسان خفي وفجأة يصير جلياً لنا فيسأل عنه من هو هذا الشخص ومن أين أتى وهذه هي طبيعة البشر، نعم نحن نؤمن بخطوط عامة، وكذلك حتى في روايات الرجعة، فإن الحسين عليه السلام حينما يرجع لولا أن الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف يكشف للناس بأن هذا هو الحسين الذي تؤمنون به هو الآن رجع وهو ليس بكاهن وليس بساحر وليس بدجّال وهكذا هي معجزاته، فدائماً الأمر يحتاج إلى هذا، لأنَّ سيد الشهداء الآن في البرزخ بالنسبة لنا هو غيب أما مجيئه فجأة في الحس يجعل شيئاً من الارباك حتى مع المعاجز، وكذلك سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وحتى بقية الأنبياء عليهم السلام في بداية نبوتهم لماذا يواجهون عدم التقبلظ، وهذا غير الدجالين فإنه يوجد دجالين ويوجد سحرة ويوجد كذابين فهذا بحث آخر اما الانبياء فتوجد عندهم دلائل ومعاجز تشهد بها العقول ولكن مع لك تقبّل خيرة أممهم ليست بهذه السهولة، فأنت لاحظ يوم الدار ، فيوم الدار من تقبل سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم بنحو لا تلكؤ فيه ولا شك؟ إنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقط، فهذا شيء ليس بالسهل، يعني نوع من عرفنة الغيب بمعجزاته بدلائله وليس بدجله، وطبعاً هو أمر بين أمرين، فهو أمر غيبي مع دلائله وليس تدليساً ولا دجلاً ولكن مع ذلك أنت تجعله في عالم الشهادة فالبشر يحتاج إلى مخاض في التزام به وهذا شيء طبيعي، ولذلك هذا اصعب شيء يوجهه سيد الانبياء، وهذا يعبرون عنه بدور العرف، بعده الفرار عن الحجج والدلائل البرهانية والمعجزات، وفي الحقيقة هذه توصية من الروايات إلى المراكز الدراسية التي تعتني بالبحوث المهدوية أن يقوموا بهذا الجانب فإنه أمر مهم هو عرفنة مشروع الامام المهدي وعرفنة دلائل الامام المهدي وعرفنة نهج الامام المهدي وعرفنة النظام السياسي للإمام المهدي وعرفنة النظام التعليمي للإمام المهدي وعرفنة المهدي عدل الله تعالى فرجه الشريف من كل شؤونه، لا أنه يصير غريباً، عرفنته لا أنه في الوسط الداخلي ففقط وإنما عرفنته حتى في الوسط البشري الدولي، وكما يقول الشهيد المطهري كم من سيتعجب أن فطرة البشرية هي تنبض بنداء وتنادي بنداءات مشروع الامام المهدي ولكنها لا تشعر، الآن هذه المظاهرات التي حصلت في كل العالم هم لم يرفعوا شعار الديمقراطية ولا الوطنية ولا الشعب مصدر السلطات والصلاحيات ولا غير ذلك وإنما رفعوا العدالة وأن الشر سواء، ومن الذي نبض في فطرتهم هذا فلا هم رجال دين ولا هم حوزويين وإنما هي فطرة إلهية ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ﴾[4] ، فهم يقولون دعنا من الديمقراطية أو الانتخابات ألاعيبها أو غير ذلك وإنما نحن نريد واقع العدالة وواقع عدم العنصرية وواقع عدم القومية وواقع عدم تناحر الشعوب، فإنه توجد مصالح مشتركة بين الشعوب ومصالح قومية موجودة بين الشعوب، فلاحظ أين هذا المنطق وبين أن نقول شعاراً آخر، فهذا الشعار فطرة إلهية، فحينما يقول لك إنَّ المهدي فطري يعني مشروع كله فطري، فالرضا فطري والحسين فطري الجواد فطري وكل أئمة أهل البيت عليهم السلام أنوارهم فطرية تنبض بها الفطرة وليست حروف الحاء والسين والياء والنون وإنما نفس مشروع الحسين عليه السلام وهو إباء الظلم مثلاً تنبض به الفطرة، لا سلامة مع عدم العدالة، فلاحظ هذه الشعارات الآن يرفعونها، يعني السلم في العدالة وليس السلم في العلمانية ولا في الانتخابات ولا في غير ذلك، وإنما السلم هو في واقع العدالة، أوليس هذا نبض مهدوي كما يقلو الشهيد مطهري، فإنَّ البشرية من حيث لا تشعر هي تزحف نحو المشروع المهدية لا بتدبير من عندنا أو معاوقة فكل معاوقة لا تنجح فإن فطرتهم تنبض وتنمو، فمثلاً ( يا لثارات الحسين ) نفس هذا المطلب، وحتى المناداة بنداء المظلوم هي كذلك، فأصل فكرة باب سيد الشهداء هو المظلومية وأنَّ المظلوم يجب أن يسترد حقوقه وهذه هي مدرسة الحسين عليه السلام وليست مدرسة أخرى، ونحن ربما الآن نستعيب أن نأتي باسم الحسين في المحافل الدولية، ولكن الحسين ليس هو مجرد حروف حاء وسين وياء ونون وإنما هو مدرسة ومنهاج، فأيضاً يرفعون نداء مشروع الامام المهدي وأيضاً يرفعون نداء الامام الحسين عليه السلام، فالعرفنة هي شيء آخر، ولا اقل دور الحوزات العلمية وجور الخطباء هو ذلك، وطبعاً يوجد هناك جفاء كبير، وقد ينفتح باب الدجالين بتقصير الحوزات العلمية، أو الخطباء أو غيرهم كيف أننا ننسى ذكر مشروع الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ودلائله فإنَّ هذا لا يبرره شيء، ودجل الدجالين لا يسبب الانكفاء عنه وإنما بالعكس فإنه سبب مسؤولية أكبر في أن نقوم بتوضيح ما هو حق حتى لا ينخدع الكثير من المسلمين أو المؤمنين أو البشر بما هو مزيف، وهذا بحث خطير وهو عرفنة الشيء المشروع، وهذا دور خطير وهو غير أصل الحجية وغير أصل المشروعية بل نفس العرفنة شيء آخر، وتشير الروايات إلى أنَّ الأزمات التي يوجهها صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشرف غفي زمن الظهور هي قضية العرفنة، فغن العرفنة لها دور مهم، كما أن سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم كذلك وكل الأنبياء عليهم السلام وكل الأمة كذلك، مشروع سيد الشهداء من قبل ابن عباس لم يستطع أن يتقبله وابن الحنفية لم يستطع أن يتقبله وعبد الله بن جعفر كذلك، فكلهم لم يتقبلوه لأن عرفنته صعب ( من لحق بنا استشهد ومن تخلف عنا لم يدرك الفتح )[5] ، فأين يدرك ابن عباس أنَّ قضية المشروع الحسيني هي فتح الفتوح؟!!، وكذلك الامام الحسن في دوره، فلاحظ أن كل الغيبيات للأمة مع وجود الدلائل والمعجزات قبول الطرف الآخر لها أمر صعب، فإنَّ الامام الحسن عليه السلام لم يقبل أحد بصلحه فإنَّ عرفنته أمر صعب، وحتى أمير المؤمنين عليه السلام مرّ بذلك حتى في السقيفة أو في صفين أو في الجمل، تعال إلى طرف آخر يمتلك قلائد من المشروعية ولكن أمير المؤمنين عليه السلام في الجمل حاربهم، وهذا ليس بالشيء السهل، ولذلك هو لم يبادر بسرعة إلى الحرب وإنما رويداً رويداً لأن عرفنة الشيء مهم، وظلوا يألون الأمة حتى في زمن الباقر عليه السلام عن أنه كيف قاتل أمير المؤمنين عليه السلام الأطراف الأخرى وهو يسميهم اخواننا لأنه إذا كان اخونا فكيف يقاتله؟!، السقيفة قالت عن المسلمين الذين تمردوا على السقيفة أنهم كفار فكفروهم ثم قاتلوهم، فإنَّ الكثير من حروب الردّة لم تكن ردّة وإنما هي تمرد على السقيفة، نعم بعضها كانت ردّة ولكن الكثير منها ليست كذلك فهم لم يعطوا الزكاة فسموها ردّة ولكن كيف أمير المؤمنين عليه السلام يخاطب الطرف الآخر بأنهم اخوة ولكن مع ذلك يجب قتالهم؟ وذلك حتى المذاهب الأربعة الشافعي يقول لو لم يبين علي بن أبي طالب أحكام البغاة لما عرف أحد هذه الأمور، فعرفنتها ليس بالشيء السهل، وكما يقول أمير المؤمنين عليه السلام ( أنا فقأت عين الفتنة )، فهذا دور العرف فيما هو مشروع فيما هو حجة ليس بالشيء السهل، الآن بحسب القانون الوضعي أي قانون مقر برلمانياً أو وزارياً او دستورياً لا يصير فاعلاً إلا بعد الأرضية العرفنية له، فآليات العرفنة هي عالم آخر وهذا بحث مهم، ﴿ خذ العفو وأمر بالعرف ﴾، فالمقصود مما يعد نصرة لصاحب العصر والزمان في مقابل الدجالين والكذابين وفي مقابل المقصرين والجافين والمتخاذلين هو عرفنة المشروع المهدوي وعرفنة المعرفة المهدوية على كل الأصعدة، وجعله ليس غريباً وغنما مأنواً وهذا لم نقم به بصراحة، قلياً ما يذكر الخطباء الامام الهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وإذا ذكره قيل إنه كذا وكذا، والشيخ محمد الكعبي كان يلهج بذكر صاحب العصر والزمان وكان محل دعم من العلماء، فالمقصود أنَّ هذا تقصير وتخاذل كبير جداً، فنحن نجعله غريباً، فنحن بجفائنا وتقصيرنا نجعله غريباً، وهذه ليست قصة جدران أو غير ذلك بل لابد أن يقبله العرف البشري ويأنس به، ففي دعاء الندبة ( من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنّا )، فكل هذه تشير إلى هذا المطلب العلمي وهو دور العرف والعرفنة، فهذا الجانب مراكز الدراسات وكل الخطباء والعلماء يجب أن يقوموا بهذا وايضاً يحصل تقصير في قلة ذكره وقلة تداول الشؤون المهدوية.

هذا هو بحث العرف.

مسألة حرمة السب: -

والشيخ الأنصاري عنون هذا الحكم بحرمة السب، والشيخ راعى الحروف الأبجدية في المحرمات في المكاسب المحرمة، فجاء بالسب بعد السحر، ولكن كان من الأولى جمع الأحكام والأفعال التي هي المتقاربة في موضع واحد، مثلاً حرمة الغيبة لها صلة وطيدة بحرمة السب، وحرم الهجاء لها صل وطيدة وحرمة الهجر والفحش والهمز واللز لها صلة وطيدة وليس كلها عنونها الشيخ وإنما عنون بعضها، فالمفروض أن مجمل هذه الأمور تجمع في مكانٍ واحد، لأنه كلها لها بحوث مشتركة وأدلة مشتركة وقواعد مشتركة، فتوزيعها وبعثرتها قد يكون فيه تكرار او نقص في البحث، فعلى أية حال فعل ذلك، ونحن سنصنع هكذا فإنه بعد حرمة السب نتعرض إلى حرمة الغيبة ثم نتعرض إلى حرمة الهجاء ولا نراعي ترتيب المكاسب، لأن هذه بحوث متقاربة فلماذا نثير هذا البحث ثم ثير بحثاً آخر، ولذلك سنعالج هذه المسائل المتعددة التي تعرض لها الشيخ بشكل موزع لكن نحن نستعرض إليها بشكل مجمّع ونتعرض إلى القواعد المشتركة فيها، وهكذا سيكون الأمر في بحث السحر مثلا السحر والشعبذة والكهانة والتسخير فإن الشيخ فرخا ولكن كان الأولى جمعها لأنه يوجد تقرب بين هذه العناوين، فهي افعال أو علوم متقاربة مع بعضها البعص فالأولى بحثها متارباً كما سنقوم بذلك، وكذلك توجد مجمعة ثالثة الشيخ بعثرها حسب الحروف الأبجدية وكان الأولى أن نجمعها وهي قضية حرمة اللهو وحرمة الغناء وحرمة الموسيقى وآلات الموسيقى فهذه متقاربة مع بعضها البعض ولا أقول هي نفسها، فالأولى الأفعال المحرمة المتقاربة تجمع مع بعضها البعض أو لا قل تجمع ولو تعاقباً لا أنها تجمع بحثاً، لأنه سوف نبقى في نفس الأجواء ونفس النكات ونفس الخطوط ونفس القواعد، فهذه ثلاث مجموعات، وتبقى مجموعة رابعة تواجها وهي قضية فقه الدولة كالخراج والمقاسمات والولاية للجائر وغير ذلك، فإما هذه مجموعة رابعة أو تكون خامسة والرابعة قبلها هي مسألة الأجرة على الوجبات ويقترب منها عدة مسائل أخرى ربما وزعها الشيخ اضاً فتريباً عندنا خمس مجموعات في كل بحث المكاس بالمحرمة والمفروض أنَّ هذه مباحث متقاربة من بعضها البعض.

الآن نبدأ في المجموعة الأولى:- وهي مجموعة حرمة السب وحرمة الهجاء وحرمة الغيبة وحرمة الهمز واللمز الايذاء والهُجر - الفحش - وهلم جرا، فهذه المجموعة من الأفعال مع اختلاف عناوينها وماهياتها وحتى درجة الحرمة فيها ولكنها متقاربة المأخذ في الأدلة والقواعد، ومن المهم كما نبه على ذلك الفقهاء في أثناء بحوثهم وكلماتهم من المهم الالتفات إلى أصول تشريعية لهذه المسائل فإن كل مجموعة لها اصول تشريعية، فهي تنطلق من قواعد تشريعية أو عمومات فوقية في الحقيقة تتنزل كأدلة متعددة خاصة ولكن بالدقة هي متولدة من أصول أو عمومات فوقية تشريعية واحدة، وهذه نكتة مهمة، ولذلك جعل هذه المجموعة مع بعضا البعض من عناوين المسائل ينفع وينبه الباحث إلى هذه النكتة.

الآن نبدأ بشكل استرسالي سطحي لكلمات الأعلام في حرمة السب وشيئاً فشيئاً نغوص في الوجوه التي ستبين منها أنَّ الوجوه والأصول التي تنطلق منها حرمة السب تشترك مع حرمة الهجاء وحرمة الغيبة وحرمة البذاء وحرمة الفحش وحرمة الهجر وحرمة والقذف وغير ذلك من الحرمات ولكن في البداية نستعرض كلمات الأعلام ولو بنحو سطحي أو ظاهري ثم شيئاً فشيئاً نتلمس من الوجوه والكلمات التي ذكروها الجهات المشتركة في مجموع هذه المسائل، ودعونا نقرأ عبارة الشيخ في حرمة السب، قال ( سبّ المؤمنين )، فهو قيده بالمؤمنين، وحينما يقيده بالمؤمنين فهل هذا الفعل في نفسه حرام أو أنه ليس حراماً مطلقاً وإنما هو حرام بلحاظ قيود معينة في بيئة معينة؟، وفرقٌ بين أن يكون الشيء في نفسه حرام مطلقاً وبين كونه حرام في بيئة معينة، يقول الشيخ:- ( سبّ المؤمنين حرام في الجمل للأدلة الأربعة لأنه ظلم وإيذاء إذلال )، فإذا كان ظلما وإيذاءً فلا يكون خاصاً بالسب، بل هناك الاستهزاء والهمز واللمز والغيبة والقذف والكذب على الطرف الآخر وغير ذلك من الأمور، فإذاً هذا الدليل الذي ذكره الشيخ الأنصاري ليس مختصاً ببحث السب، فأنا أبعثر الأفعال الأخرى فهذا ليس بصحيح، بل كنهجٍ استدلالي لابد من جمع هذه الأمور المتقاربة معاً.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo