< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/06/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - حرمة حلق اللحية - المكاسب المحرمة.

إلى حد ما وصلنا صفت عندنا رويتان أو ثلاث معتبرات الصدور ولو بتظافر الطرق على حرمة حلق اللحية وقد نقول هي أربع روايات فهذه رواية شرطة الخميس الآن غفلنا عن راجعة مصادر أخرى لها ولكن ببالي أنها منقول معروفة عن امير المؤمنين عليه السلام، يعني لو تلاحظون حتى أبواب الطعمة والأشربة عندما يلعن أمير المؤمنين بياعي المسوخ من السك كالجري والمارماهي وجند بني مروان يذكر أن أقوام بني مروان ( أقوام حقوا اللحى وفتلوا الشوارب فمسخوا )[1] فهذه قضية بني مروان تدل على أنه ليس نسباً وإنما هو منهج أكثر مما هو نسب، كما لو قلت فلان أموي فلا تقصد أنه النسب فقط وإنما بالمنظور الجدي هو منهج اموي، مثل الجبت والطاغوت فهو منهج وليس المراد منه فقط مصاديق أشخاص، أو واللات والعزى فمع أنهما من أصنام قريش ولكن في بيانات أهل البيت عليهم السلام ان المراد بذلك منهج معين، يعني يلزم أن يدرس الانسان ما هو منهج عبادة اللات والعزى وما هو فرقها عن الجبت والطاغوت وهذه المناهج تتكرر على طول التاريخ، كما أن العباسية في مصطلح أهل البيت ليس المراد به فقط نسب بني العباس وإنما المراد به منهج معين، ولا يبعد أن لا يظهر الصاحب عجل الله تعالى فرجه الشريف ألا ودولة بني العباس قائمة المراد به ليس النسل، كذلك الزيدية هي منهج، بل في روايات أهل البيت ورد ذلك بصورة عجيبة وهي أنَّ اليهودية ليست للنسب فقط وإنما توجد عدة روايات في سورة الاسراء وغيرها أنَّ اليهود منهج ينطبق حتى على بني أمية، مثلاً التعبير في الروايات ( يهود هذه الأمة )، وكأن اليهودية تحصل في كل أم وليس فقط هم بني اسرائيل وإنما اليهودية منهج فطبيعة الانسان يتهوّد، والنصراني منهج ليس فقط من ادعوا ثالث ثلاثة وإنما يوجد منهج يسمى الترصّع وبولس أحدهم وهودا هو أول من هوّد اليهود، فهذا منهج، وهذه نكتة مهمة في القرآن وفي الروايات مثل بني مروان فليس المقصود نسل بين مروان وإنما هو منهج، ( الوزغ بن الوزغ )، ادرسوا في علم اللغة وعلم الأخلاق ما هي خاصية الوزغ كأخلاق، وفرق أخلاق الوزغ عن أخلاق الحية، وأخلاق الحيّة فرقها عن أخلاق العقرب، وأخلاق العقرب عن خلاق الذئب، وبتعبير الكثير من كلمات علماء الأخلاق أو القرآن الكريم في الأصل أو روايات أهل البيت وهو أن أحد حكم خلقة الحيوانات أنها أخلاق متجسدة والانسان يرى ذلك فهل يريد أن يصير بهذا النموذج أو ذاك النموذج أو ذاك النموذج، فزر حديقة الحيوانات اختر أي لباس من ألبسة الحيوانات، في كيانك أيها الانسان إمكاني هذه الألبسة وهذا يفتح باب كبير للتأويل الصحيح والمراد الجدي الحقيقي من آيات الله تعالى ، ما المراد باليهود؟، إنها عبرة، فإذاً في هذه الأمة يقع التهوّد كما عبر أهل البيت عليهم السلام ( القدرية يهود هذه الأمة )، يعني في كل أمة يوجد تهوّد وتنصّر، بني مروان والعباسة والزيدية ما شئت فعبر فهذه كلها أمثال نمرودية لات وعزّى وجبت وطاغوت وفراعنة هذه الأمة وجوابيت هذه الأمة فهي حالات ظواهر بشرية من الانحراف وهي منهج وتحصل دائماً وهي موجودة في النفس الانسانية إذا لم يهذبها الانسان او يستمسك بها، فيجب الالتزام إلى هذا التأويل فإنه مهم جداً، ( فقال يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان؟ فقال له أقوام..... )[2] ، معرفة الصفات الرذيلة يعطي بصيرة كمعرفة الصفات الفضيلة، لكي لا ( ولم تلبسك الجاهلية بلباسها ولم تدنسك بلباسها ) فكل هذه الأخلاق ألبسة يعني هي هيأة إنسانية تتزين بها النفس والروح، فما هي خاصية الوزغ فلماذا يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن بني مروان وبني العاص ( الوزغ بن الوزغ ) فما هو فرقه عن بني أمية؟ إنه يوجد أخلاقي خاص ببني مروان وبني العاص يختلف عن غيرهم، فادرسوا هذا دراسة اخلاقية ودراسة روحية ودراسة فقهية حتى، فرق هذا النهج عن النهج الأموين وعندنا نهج سقيفي، وأحد المحققين كتب اربع مجلدات عن أوصاف الأول والثاني التي وردت في روايات أهل البيت عن الأول والثاني، وهذا ليس قصة تعصب وإنما أنت تدرس مدرسة من الانحراف حتى لا يبتلي بها الانسان وحتى تصير عنك بصيرة لمن يتحلى بهذه الصفات، مثلاً حبتر أو زريق وغيرهما ما هي معانيها وليس المسالة قصة سباب وإنما هي قصة صفات رذيلة خطرة إياك أيها الانسان أن تتحلى بها، يعني تتصور أن معرفة الانحراف السقيفي كذا وكذا هو مدرسة ولكنها في الرذائل فيجب عليك أن تعرفها كي تسبب عندك بصيرة، حذيفة اليماني سألوه لماذا أنت أعلم الصحابة - من غير المعصومين - بالمنافقين؟ فقال إنهم داماً يسألن النبي عن الصلاح والصالحين وأنا دائماً اسأله عن المنافقين والضالين وفعلاً هذه بصيرة وهي أمر ضوري فيقول أنا أعرف المنافقين من الأولين إلى الآخرين إلى يوم القيامة وهذا علمني به رسول الله صلى الله عليه وآله لأنها ضوابط فهذا المحقق كتب أربع مجلدات وردت في روايات اهل البيت ترسم لك المنهج الأخلاقي النفساني والسلوكي لفلان وفلان، وهذا ليس قصة تعصب وبراءة وإنما هي قصة أنه في تعرف هذه المدرسة في المعرفة الضالة، فكما يجب علينا معرفة النور يجب علينا أيضاً معرفة الظلام والظلمات، كما هو الحال في الطب، فكما أنَّ الطب يعلمون أسباب الصحة أيضاً يعلمّون أساب بالمرض لأنَّ هذا هو الذي يقي الانسان ولا يكفي أن يعرف الانسان أسباب الصحة فقط لأن هذا لا يقيه من المرض وإنما يجب أن يعرف أسباب المرض أيضاً، فهذا مبحث مهم جداً وهو أخلاقي وتفسيري وعقائدي وفقهي، حتى أنَّ تنقيح الموضوعات الفقهية له دخل فيها، فلاحظ تعبير الرواية هنا ( فقال وما جند بني مروان؟ قال:- أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب فمسخوا )[3] ، فإن الوزغ له خاصية وهو يختلف عن بني أمية بخاصية معينة مذكورة، فإذاً هذه الرواية نتابع مصادر أخرى لها، لأنَّ هذه الرواية ثابتة فإما يراجع أبواب الطعمة والأشربة فهي ايضاً معاضدة للحرمة.

الرواية الخامسة: - وفيها تبيان أنَّ الفطرة والحنيفية هي إعفاء اللحى، وقد قرأناها أمس.

بقيت بعض الروايات في بعض الأبواب نقرؤها في قضية حلق اللحية.

ففي الجعفريات، وهذه الرواة موجودة في مستدرك الوسائل، والجعفريات هو كتاب نفس الأشعريات لمحمد بمن محمد بن الأشعث، ومحمد بن محمد بن الشعث لعله معاصر للكليني وهو نقل ألف رواية من أحفاد الامام الكاظم والصادق، وحيث توجد هناك حوزة روائية شيعية في مصر بتدبير خفي من الامام الصادق والكاظم فالمهم هذه الحوزة العلمية الشيعية في مصر وهي غير الحوزة الفاطمية، فالمهم هذه الحوزة في مصر لها قصاصات وبصمات كثيرة ومهمة ونحن لسنا في صددها وحتى النجاشي والكشي يذكرونها وأنهم علماء رواة وكيف هاجروا إلى مصر، إلا أنَّ أزمة نسخة هذا الكتاب فإنَّ هذه النسخة ضاعت كم قرن ووجدت بعد ذلك في أحد المكتبات ففيها قطع، صحيح أنها من الكتب المشهورة ولكن صارت فترة قطع يعني ليست على منوال الكتاب المشهورة الأخرى لذلك تصلح كمؤيد تطابق مع روايات أخرى، فالهم هي تسمى الجعفريات لأن الرواة كلهم من نسل الامام الصادق والكاظم وهو نفسه كتاب الأشعثيات لأن الراوي لهذا الكتاب هو محمد بن محمد بن الأشعث بسنده عن علي بن أبي طالب ، يعني بنفس السند، والسند هو سند واحد لكل الكتاب يعني ألف رواية، ( بسنده عن علي بن أبي ) يعني عن الكاظم عن الصادق ... عن علي بن ابي طالب ( أنه كان يقول خذوا من شعر الصدغين ومن عارضي اللحية وما جاوز القبضة من مقدم اللحية فجزّوه )[4] يعني قصّوه فاستخدم الجزّ بمعنى القص، فالاحتياط يكون في إطالة اللحية أما أنه يقصها كثيراً فهذا يكون مشكلاً بناءً على لسان الرايات فضلاً عن الرقم واحد أو اثنين من الحلق، ( وعن الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أنَّ البني صلى الله عليه وآله وسلم كان يأخذ من لحيته من عرضها طولها )، وهي من كتاب الترمذي وهي عامية ولكن لا أقل تنفعنا في الاستعمال اللغوي أو تعاضد الروايات.

وأيضاً رواية توحيد المفضّل، وسند الكتاب مشهور ومعروف ولكن بشكل تفصيلي غاب عني، عن الصادق عليه السلام في خلقة الانسان قال ( فإذا أدرك وكان ذكراً طلع الشعر في وجهه فكان ذلك علامة الذكر وعزّ الرجل الذي يخرج به من حد الصبا وبه النساء وإن كانت انثى يبقى وجهها نقياً من الشعر لتبقى لها البهجة والنضر...... ولو لم يخرج الشعر في وجهه في وقته ألم يكن سيبقى في هيأة الصبيان والنساء فلا ترى له جلالة ولا وقاراً )[5] ، وفعلاً يوجد في أحاديث أخرى وربما تمر علينا أنَّ الله عزّ وجل خلق اللحية وتعجب منها النبي إبراهيم وكأنما قبل النبي إبراهيم لم تخرج اللحية هذا حسب هذه الروايات ولكن في زمن إبراهيم عليه السلام من تكامل سنن الانسان أنها حصلت على يد إبراهيم عليه السلام، ففي عدّة من الروايات أنَّ البشر كان يرون ملائكة الأرض والجن إلى زمن النبي إبراهيم ثم أخفوا عنهم وتوجد عندنا روايات أنه في الرجعة سيعود ما كان، فأياً ما كان توجد جملة من السنن التكوينية تبدلت في زمن النبي إبراهيم -الأحكام التكوينية للأرض أو البشر -، وكذلك قرأنا الآيات الكريمة وفي تفسير علي بن إبراهيم لهذه الآيات التي مرت بنا ( ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين، قال:- وهي الحنفية العشرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام خمسة في الدبن وخمس في الرأس )، وقد ذكرنا أن هذا المضمون في روايات الفريقين مستفيض متطابق يقطع بصدوره من النبي وأنه من الحنيفية الختان وغسل الجنابة وحلق العانة و... وإعفاء اللحى وأخذ الشارب، فالرواية قالت ( خمسة في البدن وخمسة في الراس فأما التي في البدن فالغسل من الجنابة والهور بالماء وتقليم الأظافر وحلق الشعر من البدن والختان وأما التي في الرأس فطم الشعر وأخذ الشارب واعفاء اللحى والسواك والخلال فهذه لم تنسخ إلى يوم القيامة )[6] ، هذا هو متن الرواية وإن يذكر سندها، وربما لو راجع الباحث يجد لها سند لكن المضمون مستفيض على أية حال فلا نتحسس لخصوص سند معين لاستفاضة الطرق.

وأيضاً في تفسير عيل بن إبراهيم عن الصدق عليه السلام في قوله تعالى ( "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" أنه ما ابتلاه اله في نومه من ذبح ولده إسماعيل وعزموا عليها ..... ثم انزل عليه الحنيفية )، فبعد الامامة أنل الله تعالى عليه الحنيفية، وهذا لطيف وهو أن الملة الحنيفية لإبراهيم هي بعد الامامة، وقد مر بنا في سورة البقرة ( إني جاعلك للناس إماماً )، توجد واهد عجيبة في الآيات التي بعدها على أن الملة هي ولاية خاتم الأنبياء وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، هذه هي حقيقة الملة الحنيفية وهي تولي النبي إبراهيم لخاتم الأنبياء وآله ولكن ظاهرها هو هذه الأشياء العشرة وهي اعفاء اللحى وطم الشعر وغيرها، فلها ظاهر ولها باطن، ولذلك ذكر في الرواية أن الحنيفية أنزلت على النبي إبراهيم بعد الامامة فيصير لها ربط بهذا المطلب وهذا هو سطح ظاهر حتى سورة البقرة ونبَّه على ذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام.

وهناك رواية أخرى ورادة في الجعفريات أيضاً بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسن عن أبيه عن علي بن أبي طالب - فلاحظ أنه توجد استفاضة في هذا المضمون ولا يوجد تلكؤ في هذه الحرمة، قال:- ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حلق اللحية من المثلة )[7] ، وهذه من ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله )، فهذا ينبه على أنَّ أصل تحريم المثلة الذي ورد في الروايات وأنه حرمة مغلّظة في سد الميت ولو كان كافراً فأصل تشريع حرمة المثلة لأنه تغيير لخلقة الله وبدن الكافر هو فعل الله وليس فعل الكافر فإذاً هو محترم من هذه الجهة أي لأنه فعل الله، فهو كافر ولكن في جنبة فعل الله يحتر أما من جنبة فعله هو فلا يحترم، وهذه نكتة لطيفة في تشريع الدين حتى في الكافر، مثل قول العقيلة عليها السلام حينما قال لها زيد ( كيف رأيت صنع الله بأخيك ) يعني نفس حادثة عاشوراء من اولها إلى آخرها هيا صفحتان صفحة فعل الله وهي ( ما رأيت إلا جميلاً )، وصفحة فعل الأشرار ففيها مصاب وعيول من فعلهم فهي صفحتان فلا تختلط على الباحث هذا في واقعة واحدة في وجود واحد ولكنهما حيثيتان وليس حيثية واحدة، هذه نكتة مهمة، ومشكلة الصوفية أو الباطنية أو العرفاء الكثير منهم يخلطون بين الصفحتين، حتى الجبرية يخلطون بين الصفحتين بين فعل الله وفعل البشر وهذا خطر محدق بالإنسان في تفكيره، لذلك هنا لاحظ كيف يكون ترابط الاستدلال الفقهي مع بعضه البعض وهو أن نكتة حرمة المثلة هي من جهة تغيير الخلقة، أي نفس ما ذكرته الآية الكريمة وهذا يعزز أن مفاد الآية إلزامي وهي أيضاً ظاهر مفادها أنه إلزامي وكذلك لها تطبيقات عديدة وهي قاعدة فقهية وليست مسالة واحدة كما مر بنا في الآيتين او الثلاث وإلا روايات حرمة المثلة فهي روايات عديدة مسندة ولست واحدة أو اثنين وقد ذكروها في باب الديات وباب الجهاد وهي مرتبطة بنفس المسألة والقاعدة الفقهية الموجودة في الآية الكريمة، عن علي بن أبي طابل قال:- ( حلق اللحية من المثلة ومن مثّل فعليه لعنة الله )، لو أنَّ الحي يمثّل بنفسه وعنى هذا أنه أيها الانسان أن تثقب خدّك أو تفعل غير ذلك كما في عبدة الشياطين يقطعون أنفهم حتى يتشبهون باللجن والشياطين، وهذه التسريحة التي يفعلها الشباب هي تسريحة جن، أصلاً قنازع أي تبقي شيئاً من الشعر ثم تحلق الباقي كل هذا من صور الجن والشياطين، فالتشبه باليهود حرام فكيف يكون التشبه بالجن والشياطين، وقد عقد الكليني باباً في الكافي في كراه القنازع حث رفض أن يؤذن النبي في أذن طفل لأنهم حلقوه على شكل قنازع فقال لهم احلقوه بشكل صحيح ثم اتوا به، فلاحظ صرامة القضية عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فالمهم حلق اللحية من المثلة فإذا التمثيل لا يختص بالميت وإنما يشمل حتى تمثيل الحي بنفسه، ( حلق اللحية من المثلة ومن مثّل فعليه لعنة الله )، هذا وشم الجلد يملأ بدنه كلّه دوماً فواقعاً أنت تراه فتشمئز منه فهو عبث بخلقة الله وكأنها هو وحش وليس إنسان، فحتى أنَّ الوشم وإن كان جائزاً ولكن بهذا المقدار هو تمثيل وتغيير للخلقة، فعلى كلٍّ هذه الأمور كلها مرتبطة بنفس البحث ، فتغيير الخلقة منها حلق اللحية ومنها لمثلة ومنها غير ذلك، ولذلك صدّر جملة من الأعلام البحث بتلك الآيات الكريمة لأنها منطلقة من قواعد أعم لا خصوص مسالة حرمة حلق اللحية.

وأيضاً توجد رواية أخرى في البحار عن علل الصدوق في حديث ( إنَّ جبرئيل عليه السلام خاطب آدم عليه السلام فقال إني رسول الله إليك وهو يقرؤك السلام فيقول يا آدم حياك الله وبيّاك قال أما حياك الله أعرفها فما بيّاك؟ قال:- أضحكك، قال فسجد آدم فرفع آدم رأسه إلى السماء فقال ربّ زني جمالاً فأصبح وله لحية سوداء كالحمم، فضرب بيده إليها فقال يا ربِّ ما هذه؟ فقال:- هذه زينتك زيّنتك بها أنت وذكور ولدك إلى يوم القيامة )[8] ، يعني أنَّ هذه طبيعة الخلقة وأخذها خلاف لها.

وفي الكامل لابن الأثير:- ( أنَّ رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وآله من بل كسرى المجوس وقد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما فكره النظر إليهما )[9] ، فواضح أنَّ هذا شيء مستبشع تشريعياً عند النبي صلى الله عليه وآله ( فكرِه النظر إليهما وقال ويلكما )، فإذاً هذه حرمة وإلا كيف يقول ويلكما ولو أنَّ هذا المصدر عامي ولكن روايات العامة أيضاً كثيرة وهي متطابقة مع رواياتنا فتشكل استفاضة أو ما يعبرون عنه بالتواتر اجمالي، ( فكره النظر إليهما وقال ويلكما من أمركما بهذا؟ قالا:- ربنا يعنيان الملك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:- لكن ربي أمرني أن أعفي لحيتي وأقص شاربي )[10] ، فهذه سنة أكيدة إلزامية.

هذا مجمل الكلام في روايات الباب وقد أتضح أن الحكم إلزامي ولكن قد يلتبس بعض العناوين فيصير ما ذكره الشيخ البهائي من أنه يصير كبيرة له وجه كما لو كان تشبهاً أو مثلة، فإنَّ المثلة عنده من الكبائر أي من بداية الكبائر، هذا تمام الكلام في حلق اللحية، وإن شاء الله تعالى يبدأ الكلام في الرشوة.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo