< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/05/11

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

نواصل بقيت الروايات التي انتخبناها من البحار كي نختم حكم علم النجوم.

الرواية الثالثة عشر: - وقد رواها علي بن طاووس في كتابه علم النجوم بإسناده عن الامام موسى بن جعفر عليه السلام، وكان هارون السفيه العباسي على علم بأنَّ الامام موسى بن جعفر أعلم الناس بعلم النجوم فكان اعتراضه على موسى بن جعفر أو على أئمة أهل البيت يظهر من هذه الرواية أنَّ أحد مصادر علوم أهل البيت عليهم السلام هو علم النجوم ولكن ليس بمعنى المنجّم وإنما من جنبة الاحاطة الوحيانية بالنجوم، فيقول إن عامة الناس يطعنون عليكم أهل البيت وأنكم مستقى أخباركم قسم منها عن طريق علم النجوم فالإمام عليه السلام يجيب بأن هذا العلم وحياني في الأصل ولا يمتلكه المنجمون، كما ورد عندنا في الروايات، كما أنَّ أهل البيت عليهم السلام لا يعتمدون عليه رغم احاطتهم به كما يعتمد عليه المنجمون فإنَّ المنجمون لا يحيطون به كله ومع ذلك يعتمدون عليه كل الاعتماد أما أهل البيت عليهم السلام فهم يحيطون به كله ولكنهم لا يعتمدون عليه كل الاعتماد وإنما يبقى الأمر لله من قبل ومن بعد، هذه الآية ﴿لله الأمر من قبل ومن بعد﴾ [1] آية البداء، وهي نظير ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾[2] ، ولعل آية ( لله الأمر من قبل ومن بعد ) أعظم في المحو الاثبات، فجيبي الامام الكاظم عليه السلام بأنَّ هذا علم لدني وحياني أولاً مع أنه لا يعتمد عليه، يقول الامام عليه السلام في هذه الرواية:- ( والله تبارك وتعال قد مدح النجوم ولولا أن النجوم صحيحة ما مدحها الله عزّ وجل والأنبياء عليهم السلام كانوا عالمين بها وقد قال الله تعالى في حق إبراهيم خليل الرحمن وكذلك نري إبراهيم ملكوت الموات والأرض وليكون من الموقنين )[3] ، يعني خفاياً النجوم هي نوع من الملكوت الغيبي وأحد الأشياء التي أريها النبي إبراهيم عليه السلام هو شؤون النجوم والخفايا التي فيها، فهذه قسم من الملكوت ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكونن من الموقنين )، ( وقال في موضع آخر " فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم " فلو لم يكن عالماً بعلم النجوم ما نظر فيها وما قال إني سقيم وإدريس النبي كان أعلم أهل زمانه النجوم )، وطبعاً النبي إدريس لازال حياً ومن ضمن النبي إدريس من آباء أجداد النبي إبراهيم ولازال حياً وعمّر عمراً طويلاً، وعمّر يعني عاصر إبراهيم وعاصر موسى وعاصر عيسى، أما أنهم التقوا به أو لا فهذا بحث آخر ولكنه عاصرهم إلى يومنا هذا يعاصر صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه وما هو دوره المكوك الإلهي في الأرض فهذا بحث آخر، أربعة من الأنبياء وأربعة ليس أربعة وإنما الأربعة الذين نعرفهم أما الذين لا نعرفهم فإلى ما شاء الله فالأربعة هم إدريس وإلياس والخضر والنبي عيسى، وإدريس جدّهم وإدريس أيضاً جد إبراهيم وجد صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، ففي الروايات موجود هكذا، ( ورسل قد قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص )، فتوجد جملة من الأنبياء لم يذكروا ولكن جملة منهم لازالوا أحياء ضمن الدولة الإلهية الخفية، وفي روايات أهل البيت عليهم السلام أنَّ النبي عيسى ينزل من السماء كل سنة مرة، وهذه الرواية موجودة في نوادر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري فكلهم ضمن مسؤوليات ومهام وعمداً أمد الله تعالى في أعمارهم ليكونوا برهاناً على عمر صاحب العصر والزمان ووجودهم الفاعل في ضمن الخفاء برهان على الوجود الفاعل لصاح العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ضمن الخفاء فـ( لولا الحجة لساخت الأرض ) هو بهذا المعنى أي لولا قبضة ادارة الأرض ليست بيد الدول العظمى ولكن ليس بنحو الجبر ولا التفويض وإنما أمر بين أمرين.

وقال عليه السلام ( إدريس كان أعلم أهل زمانه )، ولماذا قال ( في زمانه )؟ يعني أنَّ إدريس النبي صاحب النجوم ليس بأعلم من صاحب الزمان بالنجوم فهو في زمانه أعلم أهل زمانه أما في زمان سيد الأنبياء فسيد الأنبياء هو الأعلم بها في زمانه، ورمت بنا أمس الرواية وهي أنَّ الجواد عليه السلام أو غيره من الأئمة عليهم السلام كان يتلو فقال لو أتى موسى لقال أنت أعلم بتلاوة التوراة مني أو يأتي داود فيقول أنت أعلم بتلاوة الزبور مني.... وهلم جرا، (وإدريس كان أعلم أهل زمانه بالنجوم والله تعالى قد أقسم بمواقع النجوم )، مع أنَّ مواقع النجوم فسّرت بأئمة أهل البيت ولكن تفسير الآية بعدة معاني لا تنافي في ذلك، في بحث التفسير ذكرناه مفصلاً وكذلك في علم الأصول، ( والله تعالى أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ) فإذاً هذا مدح لعلم النجوم وهذه عدة آيات، وقال في موضع آخر ( والنازعات عرقاً .... والمدبّرات أمراً ويعني بذلك اثني عشر برجاً والسبع سيّارات )،[4] والآن كما يقول الكثير من الأعلام منهم السيد الخوئي والشيخ البهائي تأثير القمر الآن في المد والجزر واضح فإنَّ المدّ والجزر أتعلمون ماذا يصنع في السمك وفي الصيد وفي البحار وفي الثروة البحرية؟ إنه الشيء الكثير، فإنَّ الثروة البحرية ليست مقتصرة على السمك وإنما اللؤلؤ والمرجان وغيرها فهذا المد والجزر هو يؤثر عليها كثيراً، المد والجرز وليلة محاق القمر وبدر القمر وتربيع القمر وتثليث القمر يؤثر حتى على زرع النباتات فهذه هي أسباب الفيض الإلهي، فالإمام عليه السلام لا يريد أن ينفيها ولكن لا نقول إنَّ الأسباب هي المؤثرة لا غير فإن هذا هو الشرك والكفر إنما اله من ورائهم محيط وهو مسبب الأسباب يعني أمر بين أمرين أمر خلقي وأمر خالقي، ( " فالمدبرات أمراً " ويعني بذلك اثنا عشر برجاً وسبع سيارات والذي يظهر بالليل والنهار بأمر الله عزَّ وجل وبعد علم القرآن ما يكون أشرف من علم النجوم )، ولماذا؟ لأنَّ علم القرآن هو ملكوت يهيمن على الملك فإنَّ الملكوت يهيمن على الملك فالنجوم هي من عالم الملك أو قل درجة من علم الملكوت ولكن القرآن الكريم من الملكوت الصاعد، ( وبعد علم القرآن ما يكون أشرف من علم النجوم وهو علم الأنبياء والأوصياء وورثة الأنبياء الذين قال الله عزَّ وجل " وعلامات وبالنجم وهم يهتدون" )[5] ، فربط بين المعنيين، فـ( وبالنجم هم يهتدون ) يعني يهتدون بالنجم والنجوم وأيضاً يهتدون بالأنبياء والأوصياء.

الرواية الرابعة عشر:- ابن أبي الحديد وقد قرأنا مضمونها ولكن لاحظ تتمتها فيها اضافة فهي واقعة واحدة وهي خروج أمير المؤمنين عليه السلام لحرب النهروان ، فلاحظ هذه الرواية واحد ربما رويت بأربع أو خمس متون مختلفة وبطرق مختلفة، يعني بحيث لو اراد شخص أن يلم بحادثة واحدة وبحادثة واحدة فعلية أن يرجع إلى موارد عديدة، وكما ذكرنا أنَّ التتبع في الروايات أمر ضروري في الاستنباط، فلاحظوا هذه الرواية نفسها وهي التي تذكر خروج أمير المؤمنين لحرب النهروان فيها تتمة، وهي:- ( ثم قال:- لو سرنا في هذه الساعة التي أمرنا بها المنجّم لقال الناس سار في الساعة التي أمر بها المنجّم وظفر )، فهنا الامام عليه السلام عمداً هو خالف حتى يبين أن الظفر ليس بالنجوم وإنما بالظفر بالله تعالى، وفيها كلام لأمير المؤمنين عليه السلام أيضاً لهذا المنجم:- ( أما والله إن بلغني أنك تعمل بالنجوم لأخلدنك السجن أبداً ما بقيت ) يعني أنَّ الذي يعتمد على هذا فهو يروج نوعاً من الكهانة وعقوبته السجن مثلاً، ( ولأحرمنَّك العطاء ما كان لي سلطان ثم في الساعة التي نهاه عنه المنجّم فظفر بأهل النهر وظهر عليهم، ثم قال لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها المنجم لقال الناس سار في الساعة التي أمر بها المنجّم وظفر )، أي بسبب الكواكب وليس بسبب النصر الإلهي وهذه مشكلة وهي أن نسند الأسباب إلى المخلوق دون الخالق، كما لو قال إن الدواء الفلاني هو الذي شافاني من الداء والحال أنَّ الصحيح أني قال إنَّ الله تعالى جعل شفائي في الدواء الفلاني، وهذا من الآداب الشرعية العقائدية فمن الخطأ الاسناد إلى الله على يد هذا، ( أما أنه ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله منجّم ولا لنا من بعد منجّم حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر )[6] ، وهذا دليل على أنَّ الذي أدار الفتوحات ف عهد الأول والثاني والثالث هو أمير المؤمنين عليه السلام وتوجد عندي مصادر كثيرة منها ابن أبي الحديد، وعجيب هذا ابن أبي الحديد فهو يروي رواية عن أمير المؤمنين فيقول:- ( إنهم ينسبون هذه الفتوحات بغيري وتعلم قريش أنها لي وذهب الذي يعلم أتى جيل لا يعلم )، وهذه رواية عن أمير المؤمنين من طرق العامة يرويها ابن أبي الحديد عن أمير المؤمنين عليه السلام بأن هذه الفتوحات التي قام بها كفتح بلاد فارس وفتح بلاد الروم هي من تخطيط أمير المؤمنين عليه السلام وما كانوا لينتصروا لولا خطط وتدبير أمير المؤمنين، ولربما أنا جمعت سبع قصاصات من مصادر مختلفة من العامة وهذا الأمر فتح مبين لأنه للأسف لقرون من الفريقين يسندون الفتوحات للأول والثاني والثالث وهذا خطأ كبير، والحمد لله بعد أن فتح هذا الباب بعض المتتبعين جزاهم الله خيرا واصلوا الدرب إلى ثلاث مجلدات ولكن أتصور أنَّ هذه الرواية لم يلتفت إليها أحد لا أنا ولا هم ونحن لأول مرة نلتفت إلهيا ( حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر )، وطبعاً تلك الروايات أصرح ولكن هذه الرواية فيها إشعار، ( حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي ممن سواء )، وموجود أنه في نهاوند أن الحرب أشرس من القادسية وقد وصل الخبر إلى الثاني في المينة المنورة وكاد أن يحدث على المنبر، في مصادرهم يقولون إنَّ أطيط اصطكاك أسنانه، لأنه كانوا أعدوا العدة ملوك الترك وملوك كسرى أن يهجموا على البصرة ثم الكوفة ثم المدينة ليقوضوا سلطان الثاني، فهو لا يعر ف كيف يدبرها فقام طلحة وعبد الرحمن بن عوف وعثمان وغيرهم فقال لهم اسكتوا فقالوا له يا أبا الحسن لا تبخل علينا فأشر علينا فأعطاه أمير المؤمنين عليه السلام خطة من أربع صفحات، هذا الذي يرويه الرواة عندهم، فقال له أنا لا أستطيع أن أنفذ هذا فعليك أن تعلمني كيف أنفذه فقال له دعني أصعد المنبر معك في نفس المكان فقال الآن في نهاوند قد هزم المسلمون فدعني أصعد وأكشف لك الستار ونادي سارية وسارية هو قائد الجيش يا سارية الجبل يعني لو رجعت إلى الجبل فسوف تصمد وهذا يعدونه كرامة للثاني أنه خاطب من المدينة المنورة إلى نهاوند يا سارية الجبل والحال أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام هو الذي كشف له عندما صعد المنبر فنادى هو فهو قال لأمير المؤمنين عليه أنت ناده فقال أمير المؤمنين عليه السلام كلا بل أنت ناده لأنك أنت الذي نصبته، فحصل الانتصار بتدبير امير المؤمنين عليه السلام، هذا غير قيادات الجيش التي عينها أمير المؤمنين عليه السلام في نهاوند وفي القادسية من حواريي أمير المؤمنين وأيضاً في جلولاء وقنسرين التي هي حرب الروم، مالك الأشتر لولا وجوده لما انتصر المسلمون ولما فتح الروح، هزم خالد ابن الوليد وهزم ابو عبيدة بن الجراح، خطة عسكرية أودعها أمير المؤمنين عند مالك الأشتر وقال له إن انكسروا وجاءوك فقل لهم لابد أن تضعوا قيادة الجيش بيدي وإلا من دون ذلك فهذا لا يمكن، فقال أبو عبيدة لخالد بن الوليد اعظ القيادة له وإلا سوف نهم فأعطاه القيادة فصنع خطة عسكرية ذكية أنهدَّ منها جيش الروم فإنَّ جيش الروم كان أربعمائة ألف وهو عشر اضعاف جيش المسلمين فإن جيش المسلمين أربعين ألفاً ولكنهم انكسروا فكل تدبير الفتوحات هو لأمير المؤمنين بالمصادر من عندهم لا من عندنا، وطبعاً هذا الجانب المشرق هو لأمير المؤمنين عليه السلام أما الجانب المخزي في الفتوحات من اللعب بالنساء والأغاني والخرم فهذا من جهة بني فلان، وهذه نكتة لطيفة موجودة في هذه الرواية.

الرواية السادسة عشر: - رواها الصدوق وقد افتى بها الفقهاء ولم يذكرها صاحب الوسائل وهي بإسناد الصدوق إلى ابن أبي عمير قال: - ( كنت أنظر في النجوم.. ) ولعله ليس هو إنما لعله كما مرّ راوٍ يروي عنه ابن أبي عمير فلاحظ أنَّ واقعة واحدة ولكن متون الروايات فيها متخلفة، فلا نقنع بالرواية الواحدة إذ لعل نفسها مروية بطرق أخرى ألفاظ اخرى بدلالة أوضح من زاوية أخرى، وهذا موجود في الروايات كثيراً، وهذه الرواية مرّت بنا بطريقين بألفاظ أخرى ولكن ليس بهذه الروح وطبعاً من هذه الزاوية أما من زوايا أخرى فقد تكون تلك الروايات أوضح، وهذه الرواية صحيحة السند إلى ابن أبي عمير ( كنت أنظر في النجوم وأعرفها واعرف الطالع فيدخلني من ذلك شيء فشكوت ذلك إلى ابي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام، فقال:- إذا وقع في نفسك شيء فتصدَّق على أول مسكين ثم امض )، فإنَّ الصدقة تدفع البلاء المبرم، وهذا استحباب افتلا به جملة من الأعلام في باب النجوم، مثلاً افترض أن شخصاً قال إن أخرجت لك بالجفر كذا وبالرمل أخرجت لك كذا والحال أنه هذه العلوم محللة فتقول له أنا اتوكل على الله تعالى فنفس التوكل على الله تعالى هو تبديل للقضاء قد مرّ بنا الحديث النبوي ( تفاءلوا بالخير تجدوه )، وهذه آلية كبيرة للتوكل مثل التصدق ومثل صلة الرحم فهذا استحباب، ( ثم امض فإن الله عزَّ وجل يدفع عنك )[7] ، فإنَّ هذه الأسباب هي ليست حتماً مبرماً وإنما حتى المحتوم لله فيه البداء، فإذاً الاشكال في علم النجوم أن تقول يد الله مغلولة والله تعالى لا يبدل القضاء والقدر، كلا بل يبدّل القضاء والقدر، وهذا من آداب التعاطي مع علم النجوم.

الرواية السابعة عشر:- وهي عن أبي عبد الله عليه السلام، وهي ينقلها المجلسي عن الكافي وفيها السائل يسأل الامام الصادق عليه السلام:- ( وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين )، فالإمام الصادق يقول لأحد الرواة عنده علم النجوم قال له اتفاقاً أنت عملت في بيع أو قسمة شراكة مع أحد شركائي في المال، والامام الصادق عليه السلام كانت عنده تجارة وعجيب الامام الصادق واقعاً فهو يدير أكبر حوزة علمية ويدير الوضع الشيعي كله والبشري كله ومع ذلك عنده تجارة يعني يدير عمّال مضاربة أو ما شاكل ذلك فالإدارة مهمة، ( وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمي فغضب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال ما رأيتك اليوم قط قلت ويل الآخر ماذا قال غني صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت في ساعة السعود فقسمنا فخرج لك خير قسمين فقال له الامام الصادق عليه السلام ألا أحدّثك بحديث حدّثني به أبي عليه السلام قال:- قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سرّه أن يدفع الله عنه نحس يومه ..... )، وهذا مفتى به، فإذاً ليس الكلام في أنَّ النجوم لها سببية ولكن الكلام أنك لا تقل هي لها نهاية المطاف وإنما نهاية المطاف إلى الله تعالى، فعليك أن تعمل حسناً وتصدق وتعمل حسناً وتفاءل بالخير وتوكل فيدفع بذلك عنك، وهذا من الآداب المهمة تجاه تفادي أمراض علم النجوم أو كيف التعاطي معها علم النجوم أو باقي العلوم التي فيها كشف المستقبليات، آداب فقيه وبالتالي عقائدية، ( قال:- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سره أن يدفع الله عنه نحس يومه فليفتتح يومه بصدقة )، فهو لا يقل إنَّ هذه السببية هي ليست سببية ولكن لا تقل هي نهاية المطاف، نعم قد أودع الله فيها السببية ولكن أنت لا تقل هذه هي نهاية المطاف، فهذا من الآداب الفقهية والعقائدية تجاه التعاطي مع هذه الأمور، ( فليفتتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحبّ أن يذهب الله به نحس ليلته فليفتتح ليلته بصدقة يدفع الله عنه نحس ليليته وإني افتتحت خروجي صدقتي فهذا خير لك من النجوم )[8] لأنها ليس نهاية المطاف.

الرواية الثامنة عشر: - وهي في معاني الأخبار بسند الصدوق عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين عليه السلام قال: - ( الذنوب التي تظلم الهواء السحر والكهانة والايمان بالنجوم والتكذيب بالقدر .... )، والايمان بالنجوم عني لا تجعلها نهاية المطاف كما مر.

الرواية التاسعة عشر: - وهي عن الامام الصادق عليه السلام أن الطيرة على ما تجعلها، فإن تتفاءل بالشر أو تتفاءل بالخير فخير، ليس باللسان فقط، الكثير ممن يتشاءم ويبتلي بمرض التشاؤم أعوذ بالله هو ينحس نفسه بنفسه، ولا تقل نعم أو لا فإنَّ الله فوق كل شيء، الطيرة هي التفاؤل، فالطيرة قد تستعمل في التشاؤم أما إذا أنت تطيرت بخير يعني تفاءلت بخير فأصل الطيرة التفاؤل والتمني فإذا تفاءلت بخير فخير وإن تفاءلت بشر فشر وهذا هو كلام سيد البشر صلى الله عليه وآله وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوه )، يعني التفاؤل بالخير كالمعجزة فهو يوجد الخير وهذا عجيب، بعض المؤمنين موفق في ذلك يقول إني أرى الشر أمامي لحظات ويصيبني وحين تفاءلت بالخير دفع الشر عني وهذا ليس مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع، وهذا كالقدرة الغيبية هذا هو التفاؤل بالخير، وعكسه التفاؤل بالشر فحتى لو كان الأمر خيراً ولكن عندما تتفاءل بالشر يصير شراً، من أحد خداع الشيطان والجن للإنسان أن يحارب الانيان حرب نفسية يشائمه يجعل عنده خوار نفساني بوسوسة الشر ولكن الخلاص من هذا يحتاج إلى عزيمة وارادة وإيمان قوي بإحاطة الله تعالى لأنه إذا حصرت توجهك إلى غير الله تعالى فأنت لم تقل وجهت وجهي وجهت قلبي فالقلب وجه كبير، فلاحظ تعبير الامام الصادق عليه السلام في رواية عظيمة ( إنَّ الطيرة على ما تجعلها عن هونتها تهوّنت إن شددتها تشددت )، وكأنما أنت تصنع الواقع، أنت الآن تتصرف في التكوين فالله تعالى جعل عندك رادار تتصرف من خلاله بالتكوين فهل تريد شيئاً أكثر من هذا؟!! وهذا غير الصدقة، ( إن هونتها تهوَّنت وإن شددتها تشددت وإن لم تجعلها شيئاً لم تكن شيئاً )[9] ، يعني تزال أصلاً فلا تعبأ بها، هذا نفس كلام جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم التفاؤل يؤثر، فهذه رواية عظيمة، ( وعنه عن آبائه عليهم السلام قال:- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:- أوحى الله عز وجل إلى داود كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها )، لا النجوم تضايق والقضاء ولا القدر ( وسعت رحمتي كل شيء ) ، ( كما لا تضر الطيرة من لا يتطير )، فأسباب البلاء موجودة ولكنه لا يتشاءم ولا يكترث فلا تضره، ( كذلك لا ينجو من الفتنة المتطيرون ) [10] فهذا انهزام نفسي وهذا عجيب لذلك المرجفون يحّذر القرآن المسلمين من خطرهم، فهم يقولون إن العدو سينتصر أو الدولة العظمي الفلانية أو غير ذلك فهذه حرب نفسية.

الرواية العشرون: - وأيضاً في قصص الأنبياء للراوندي بسنده عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق عليه السلام قال: - ( كان في كتاب دانيال .... )، وهذا ( في كتاب دانيال ) باب آخر عقده المجلسي غير الباب العاشر وهو الباب الثاني عشر ( وأنَّ السنة التي يكون فيها كذا فسوف يكون فيها كذا وكذا وأن والسنة التي يكون فيها كذا فسوف يكون فيها كذا وكذا )، فكتاب دانيال فيه هذا العلم ولكنه كتاب نبوي وحياني، فعلم النجوم كان عند دانيال في كتابه.

هذا ملخص للروايات الكثيرة وبحمد الله ختمنا بحث مسألة علم النجوم.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo