< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/05/10

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

الرواية السابعة:- التي نقلها المجلسي عن كتاب فرج المهموم أو سعد السعود - فعدة أسماء لهذا الكتاب - للسيد بن طاووس وكأن ابن طاووس خصصه للروايات الواردة في علم النجوم، فالسيد علي بن طاووس رضي الدين حفظ تراث كبير من تراث أهل البيت عليهم السلام، ( روِّيتُ بعدة طرق إلى يونس بن عبد الرحمن ) فلاحظ ان كتب يونس بن عبد الرحمن إلى السيد بن طاووس مستفيضة، والمحقق الحلي صاحب الشرائع المعاصر للسيد رضي الدين بن طاووس، ولو أنَّ ابن طاووس توفي قبل الحلي المحقق الحلي في كتابه المعتبر في المقدمة الرابعة من مقدمة كتاب المعتبر أنه كان يذكر المصادر التي كان يرجع إليها في الفقه فهو يذكر المصادر الروائية التي يرجع إليها وكأنما هذا هو المشهور في زمانه، فالمحقق الحلي في القرن السابع يقول في مقدمة المعتبر في المقدمة الرابعة عن مصادر كتب الحديث التي ينقل عنها فيذكر مصادر فيجعل الكتب الربعة في ذيل تلك المصادر، وما هي تلك المصادر التي هي غير الكتب الأربعة ؟ يقول إنه يرجع إلى المصادر التي اعتمد عليها أصحاب الكتب الأربعة، يعين إلى الرقن السابع المشهور عند علماء الامامية في كتب الحديث كثير أو قل نصف أو جل مصادر نفس الشيخ الطوسي فإن الشيخ الطوسي يرجع إلى مصادر وهي مثلاً كتب زرارة وكتب اصحاب الاجماع من أصحاب الأئمة كالحسن بن محبوب وابن أبي عمير، فنفس المحقق المحلي يذكرها، فلنعطي هذه المعلومة حقها من التدبر، فلذلك حينما يكون ابن إدريس متقدم على المحقق الحلي بنصف قرن تقريباً ابن إدريس في كتابه المتطرفات لا ينقل عن الكتب الأربعة وإنما ينقل عن ثلاثين مصدر هذ الثلاثين مصدر إن لم أكن مستبهاً هذه المصادر هي مصادر للكتب الأربعة، والسيد الخوئي إشكاله على مصادر ابن إدريس أن ابن إدريس لم يبين طرقه إلى هذه المصادر والحال أنه متقدم على المحقق الحلي بنصف قرن والمحقق الحلي يقول إنه في زماننا هذا الفقهاء أولاً يعولون على هذه المصادر وثانياً يعوّلون على الكتب الأربعة وإن كانت الكتب الأربعة جليلة عظيمة ولكن هذه المصادر لازالت مشهورة متواترة، وهذه نكتة مهمة في التراث يلزم الالتفات إليها، فضلاً عن زمن الشيخ الطوسي فإنه في زمن الشيخ الطوسي هذه المصادر أليست مشهورة؟!! لو تأملنا في سند الشيخ الطوسي هو الشيخ الطوسي والنجاشي يصرّحان في كتابيهما الفهرست يقولان نحن لسنا بصدد كل الطرق، ومع ذلك هذه الكتب المشهور نقول كلا بل إسناد الشيخ الطوسي إلى هذا الكتاب المشهور لزرارة أو لابن أبي عمير أو الحسن بن محبوب فيه ضعف فالرواية ضعيفة، وهذا جداً في غير محلة، فلاحظوا هذه الطبقات كيف تكون المحقق الحلي في القرن السابع وابن إدريس في القرن السادس والشيخ الطوسي في القرن الخامس، في القرن السابع هذه المصادر مشهورة حيث أنَّ المحقق الحلي لا يجد على نفسه لزاماً أن يذكر طريقه إلى هذه المصادر، كما لا يجد على نفسه لزاماً أن يذكر طريقه إلى الكليني، لأنَّ الكتاب مشهور جيلاً بعد جيل، لذلك الميرزا القمي صاحب القوانين والكثير من الكبار قالوا إنَّ الكتب المشهورة ليست الطرق التي فيها فإن كلامنا ليس في الطرق التي في الكتب المشهورة وإنما كلامنا في الطرق إلى الكتب المشهورة، يعين طرق الطوسي إلى الكتب المشهورة، لأن الطرق التي هي في التي ليست بالضرورة أن تكون مستفيضة لرواية واحدة، طرق الكليني إلى الامام لا يلزم أن تكون مشهورة مستفيضة ولكن طرق الطوسي إلى الكليني مستفيضة فيوجد فرق بين الطرق إلى الكتب والطرق التي في الكتب، فلا يلزم الخلط بين هذين، النجاشي صدقوني الآن قريب ثلثي النجاشي الآن نطويه ترجمة ترجمة ونعمل به تحليل مجهري ونستخرج منه تاريخ هوية المذهب بشكل مذهل جداً، هو النجاشي دائماً يقول وها الكتاب له طرق أذكر احداً منها، فالنجاشي نفسه يذكر واحداً منها فماذا تريد أكثر من هذا، فكلامه في الكتب المشهورة وليس في الكتب غير المشهورة أما غير المشهورة فلك ان تناقش فيها ولكن هذه كتب مشهورة وأصحابها مشهورين، أما أنه يقول كلا فإن طريق الشيخ أو الصدوق إلى الكتاب ضعيف؟!!، فلاحظ أن نفس العبارة ونفس النغمة الرجالية الحديثية التي يذكرها النجاشي والطوسي في هذا المجال نقلت لكم أن الصدوق في بداية افلقيه يقول إنا عندي تاب فهرست جمعت فيه كل طرقي إلى الكتب أما في من لا يحضره الفقيه لم أذكر كل هذه الطرق وإنما سأذكر واحداً منها ليخرج الكتاب من الارسال إلى الاسناد، فدققوا أن كلامنا ليس في الطرق التي في الكتب التي نقل عنها الصدوق وإنما كلامنا في الطرق إلى الكتب، ونحن إذا لم نميز بين هذين البحثين الرجاليين فنحن لا نرعف أبجديات البحث الرجالي، فطرق إلى الكتب يعبرون عنها في علم الرجال بالمشيخة، ولماذا سموه مشيخة؟ لأنَّ هذا كتاب موجود ومنسوخ ومطبوع ومشهور بين الأصحاب، الشيخ الصدوق جيلاً بعد جيل عن مشايخهم عن مشايخهم رووا له هذا الكتاب عن يونس أو عن ابن عمير، اصطلاحاً هذه الطرق مع انهم رواة ولكن اصطلاحاً يسمونها مشيخة وهذا يسمونه الطريق إلى الكتاب، بخلاف الطريق الذي يكون في الكتاب، الآن هذه بحوث مهمة يلزم الالتفات إليها، الآن لاحظ الكافي للكليني وما هو فرقة عن الفقيه والتهذيب والاستبصار؟ الكليني لم يبتدئ السند بصاحب الكتاب، فملاً الصدوق يقول روى زرارة يعني ينقل عن كتاب زرارة لأنه توجد عنده مصادر ومنها كتاب زرارة وهو ينقل عنه وفي آخر الكتاب الصدوق يذكر طريقه إلى كتاب زرارة فيقلو روى يونس بن عبد الرحمن عن جميل بن دراج عن الصادق عليه السلام، فابتداء السند الذي ذكره الصدوق او الذي يذكره الطوسي في التهذيب أو الاستبصار يشير إلى أنَّ هذه الرواية نقلت من صاحب الكتاب، فإذاً هذه رواية في كتاب مشهور، الطريق إلى الكتاب يسمونه المشيخة، الكليني لم يفصح لنا عن هذا المطلب وإنما دمج طريق المشيخة مع الطريق الذي في الكتب التي رواها، طريقه إلى الكتاب مع الطريق الذي في الكتب جعله طريقاً واحداً متصلاً، ولذلك إلى الآن لم ينجز هذا العمل وهو أننا نفرز في كتاب الكافي بين مشيخة الكافي والكتب التي روى عنها الكافي، وهو يمكن إنجازه وفيه فوائد رجالية عجيبة ولكنه لم ينجز إلى الآن وتوجد آليات لإنجازه لا نريد الخوض فيه لأنه يصير بحثاً رجالياً، فالمهم أنَّ هذه من ألف باء البحوث الرجالية وهي أن نميز الطريق إلى الكتاب والطريق في الكتاب ولكن هذه محطّة الكتاب يلزم أن تعرفها، ففي التهذيب والاستبصار والفقيه سوف تعرفها، أما في الكافي فلا تعرفها إلا بقرائن،.

ونذكر لكم نكتة عند المشهور قبل السيد الخوئي: - وهي أنَّ المشهور أنهم في الطرق إلى الكتب المشهورة لا يكترثون كثيراً لأنها مشهورة، الآن هل يستطيع الآن شخص أن يقول من أين اتد هذا الفقيه إلى هذه الرواية فيقال له إنه أخذها من الكافي فول قال ما هو طريقه إلى الكافي؟ فيقال له إن الطريق إلى الكافي مشهور أو متواتر أو مستفيض جيلاً بعد جيل فلا يحتاج إلى الطريق، هكذا الحال في القرن الرابع والخامس والسادس والسابع فإنه توجد كتب مشهورة ينقلون عنها مستفيضة، فعلى كلّ المجلسي ذكر عن الميرزا القمي هذا المطلب وربما عن النراقي وربما الكثر من الكبار وعندهم قرائن كثيرة على أنَّ هذه الكتب مستفيضة متواترة ولا يناقش في الطريق إليها فإنها مشهورة متداولة بين الأصحاب، وهذه نكتة يلزم الالتفات إليها، لذلك السيد أحمد بن طاووس في زمنه في القرن السابع يقول عندي عدة طرق ليونس بن عبد الرحمن في جامعه الصغير والحال أن السيد بن طاووس في القرن السابع، ولذلك أن الكتب المشهورة عادةً طرقها مستفيضة، فهذا البحث الرجالي يحتاج إلى تتبع وتأمل وتروّي وحتى علم الحديث.

يقول السد بن طاووس ( ورِّيتُ ) يعني روي لي بعدة طرق ( إلى يونس بن عبد الرحمن في جامعه الصغير ) يعني حتى أن الجامع كان بيد ابن طاووس ( بإسناده قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام:- جعلت فداك أخبرني عن علم النجوم ما هو؟ فقال: - هو علم من علم الأنبياء ) يعني أصله هو علم وحياني وعدة روايات دالة على هذا، ( قال قلت:- كان علي بن أبي طالب يعلمه؟ فقال:- كان أعلم الناس به )[1] ، إذاً الأئمة أحد مصادر علومهم هذا.

ولا بأس أن نذكر فائدة نأتي بها وهي مطابقة لمضمون الرواية:- وأنا كنت أذكرها بقرينة من القرآن الكريم وإلان وجدت قرينة من الروايات وهي أن الأئمة عليهم السلام حينما يولدون يقرأون التوراة والانجيل والزبور ويوجد في الرواية ( ولو حضر موسى لقال إنه افصح وأتقن واقوى في تلاوة التورة مني ولو حضر عيسى لقال إن هذا الامام أعلم بتلاوة الانجيل مني ولو حضر داود ... )، وهذا مطلب ذكرناه في الآيات القرآنية الدالة عليه وإلا فهذه الرواية لم آخذ الشاهد منها ولكني قلت أنَّ مقتضى الآيات هو هكذا، وهو أنَّ أهل البيت عليهم السلام عندهم علم القرآن الكريم كله والقرآن الكريم يهيمن على الزبور، فإذاً هم أعلم بالزبور، وفعلا هذا موجود في الروايات ( ولو أتى داود لوجد أن الامام الذي ولد الآن هو أعلم بتلاوة الزبر منه )، وهذا نفس المطلب موجود في علم النجوم، هذا هو معنى أنَّ وراثة الأئمة لمن قبلهم ليس بمعنى كونهم تبعاً للأنبياء السابقين وإنما بمعنى أن الله تعال يرث السموات والأرض ولو أنه ليس بمعنى الألوهية وإنما أصل علوم الأنبياء هو منهم لا أنهم تبع وهذه نكتة لطيفة معرفية مطابقة لمفاد هذه الرواية، وكم في المعارف من قارّات ومساحات غير مكتشفة يحتاج إلى باحثين يبحرون فيها.

الرواية الثامنة: - ومنه نقلاً من أصل من اصول أصحابنا اسمه كتاب التجمل بإسناده عن جميل عن زرارة عن أبي جعفر عمن ذكره، الأغا بزرك الطهراني يقول العجيب أن مكتبة ابن طاووس عجيبة غريبة في كل كتب تراث الشيعة فقط في الرجال عنده مائة ونيف من كتب القدماء، والسيد الخوئي أيضاً ايد كلام الأغا بزرك وقال ما قال الأغا بزرك صحيح فابن طاووس عنده مكتبة عظيمة، فلذلك كتبه الروائية فيها درر في علم الحديث وعلم الرجال وأيضاً في الاستدلال، ( ومنه نقلاً عن ...عن أبي جعفر عمَّن ذكره قال:- كان قد علم نبوة نوح عليه السلام بالنجوم )[2] ، يعني أحد براهين النبوّات بالنجوم، فاليهود اكتشفوا نبوة سيد الأنبياء بالنجوم، يعني مضافاً إلى ما ذكر عندهم في التوراة، وهذا أمر لطيف لم يلتفت إليه المتكلمون وهو أنَّ أحد براهين أئمة أهل البيت عليهم السلام هو علم النجوم وليس بمعنى الكهانة وإنما نفس قواعد علم النجوم تبرهن غمامة الأئمة الاثني عشر وتبرهن بنبوة سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وتبرهن نبوة الأنبياء، نفس علم النجوم لمن يحيط به، ( كان قد علم نبوة نوح عليه السلام بالنجوم )، يعني كان علم النجوم متفشي في زمانه فعلموا نبوته بالنجوم، وتوجد روايات عند الفريقين أن اليهود أحد مصادر علمهم بنوبة سيد الأنبياء هو من علم النجوم، ولا بأس أنَّ هذه القضايا المعرفية نذكرها لأنها لم تترجم، فإنه توجد روايات كثيرة عن الأئمة ان الكثير من الكهنة المعاصرين لسيد الأنبياء عند ولادته تنبهوا بولادته وأنه نبي وأنه يملك الأرض وغير ذلك، فكيف يستند الأئمة إلى الكهانة؟ هنا سؤال له جواب وهو أن جوابه هو نف الكلام، فصحيح أنَّ الشيطنة والجن لا يعوّل عليها ولكن كما يقول ( النجوم حق والعين حق والسحر حق )، وحق لا أنه حق في مقابل باطل وإنما توجد مساحة من التكوين فهو أمر تكويني لذلك يصلح أن يكون برهاناً، ( كان قد علم نبوة نوح بالنجوم )، يعني يمكن أن يستفاد منها برهان، في المساحة البديهية منها كل العلم المساحة البديهية من ذلك العلم لا كلام فيها لذلك توجد روايات كثيرة من طرق أهل البيت عليهم اسلام أن السحرة والكهنة ليس فقط في نبوة سيد الأنبياء وإنما حتى في قضية موسى فلماذا قتل فرعون المواليد من ببين اسرائيل لأن السحرة أخبره بأنه سيأتي نبي منهم فهم اخبروه بعلم النجوم، ﴿يقتّل أبناءهم ويستحيي نساءهم﴾[3] ، وهذا بنص القرآن الكريم، وحتى إبراهيم عليه السلام أن نمرود صنع بقوم إبراهيم كالذي صنعه فرعون بقوم موسى، ومن اين عرف ذلك ؟ إنه نفس الكلام، مما يدلل على أنَّ أحد براهين نبوات الأنبياء هي هذه العلوم الغريبة وإن كانت محرّمة، وهذه نكتة مهمة في باب المعارف أو باب علم الكلام، ولو ان المتكلمين تجنبوا هذا الأبحاث ولكنها موجودة.

الرواية التاسعة: - وهي في كتاب ابن طاووس أيضاً بإسناده عن علي عليه السلام قال:- إنَّ نبياً من الانبياء طلب منه قومه أن يعرفوا آجالهم وغير ذلك فعلمهم علم النجوم وبعد ان توفي ذلك النبي من عندهم حاربهم داود لأنهم كفروا بمنهاج نبيهم السابق فحاربهم دود فكان يهزم وهم ينتصرون فقال ربِّ إني أقاتل في سبيلك وهم يقاتلون في سبيل الشيطان ولا يقتل منهم أحد فقال لأنهم يعرفون بعلم النجوم من يقتل أن يموت فلا يخرجونه في الحرب فلا يقتل منهم أحد فطلب دواد من الله تعالى أن يغير الأمر عليهم:- قال:- ( فدعا الله عزّ وجل فحبس الشمس عليهم فزاد النهار واختلطت الزيادة بالليل والنهار فلم يعرفوا قدر الزيادة فاختلط حسابهم، وقال علي عليه السلام:- فمن ثم كره النظر في علم النجوم )[4] ، وهذه الرواية تدل أولاً على أنَّ أصل علم النجوم هو علم وحياني، وثانياً أنَّ علم النجوم المتداول عند البشر فيه زيادة ونقيصة فلا يبتُّ به ولكن الأصل له حقيقة ، فإذاً هذه الرواية دالة هذه الجهات التي مرت بنا.

الرواية العاشرة: - وهي موجودة في الكافي وقد قرأناها.

الرواية الحادية عشرة: - وهي يذكرها ابن طاووس أيضاً في زمن الامام الكاظم عن بني نوبخت حيث كانا أهل بيت عريق في علم النجوم والنائب الثالث من نسلهم، فاستفتوا الامام الكاظم عليه السلام: - ( أنهما كتبا إليه نحن ولد بنو نوبخت المنجم وقد كنا كتبنا .. )[5] ، وهذه فائدة رجالية عقائدية لا باس أن نذكرها وهي أنه توجد شبهة يطرحها الآن الحداثويين أو الوهابية أو العلمانيين أن مذهب الامامية الاثنا عشرية هو من صنع الشيخ المفيد والطوسي والسيد المرتضى أما قبلهم فلا يوجد هذا الشيء، وقد جردنا في النجاشي متكلمي الشيعة بالأسماء الذين عندهم كتاب في الامامة ومباحث الامامة وأبوابه في القرن الأول والثاني والثالث، يعني قبل أن يولد الشيخ المفيد بالمئات، فلاحظ هذه هي هوية المذهب وكتبهم مسندة وواصلة إلى النجاشي فأين المفيد والطوسي والسيد المرتضى، فحينما يقول النجاشي إنَّ أصل علم الرجال والفائدة العظمي في علم الرجال في أول صفحة من كتابه الرجال وفي أول صفحة من كتاب الفهرست للشيخ الطوسي يقول إنَّ الفائدة العظمى لعلم الرجال أن تثبَّت به هوية المذهب عقائدياً وهذه نكتة في الصميم ذكرها النجاشي في أول صفحة من كتابه، والطوسي في أول صفحة من الفهرست، أعظم تعريف وجدت لعلم الرجال هو ما ذكره هذان العلمان، وهذه فائدة لا تفوتنا موجودة في كتاب النجاشي وفي الفهرست عشرات وعشرات المتكلمين من علماء الامامية في القرن الأول وسيما الثاني والثالث وحتى قبل الغيبة الصغرى وهذين شواهد هوية المذهب ومعالمه من فطاحل البشر، يعني العشرات أمثال مؤمن الطاق والطيار وهم عندهم كتب لا أنهم فقط علماء، يعني نفس وجود مؤمن الطاق هو أحد براهين المذهب والطيّار أحد براهين المذهب وهشام أحد براهين المذهب، فهذه براهين معالم هوية المذهب فهذه يلزم ألا ننساها وأمصالهم من الكبا، كذلك زرارة هو نفسه من براهين المذهب، وهذا من كلام المفيد ولس كلامنا، نفس زرارة هو برهان للمذهب لأنه مذهب في الفقه وغير ذلك وكذلك محمد بن مسلم وابو بصير وهذا في القرن الثاني لا القرن الثالث أو الرابع فهل تظن أن هذا المذهب نشأ الآن؟!! كلا بل هو مذهب أصيل في أعراق التاريخ وأعراق صدر الاسلام، كما أنَّ مالك الأشتر وعمّار وسلمان هم من براهين المذهب أيضاً وهلم جرا، يعني نفس العلماء الأفذاذ في كل جيل وفي كل قرن يقول الشيخ المفيد في الارشاد هم براهين للمذهب وللإمامة لأنهم نجوم عصرهم وخضعوا لأئمة أهل البيت عليهم السلام، فهم نجوم عصرهم في العقل واللب والعلم وخضعوا باستكانة وانقياد تام لهؤلاء الأئمة، وهذا برهان من البراهين لذلك الأئمة عليهم السلام يقولون ( وجعلنا بينها وبين القرى التي باركنا فيها قرىً ظاهرة )، والقرى الظاهرة هم علماء الامامية، وهذا نفسه يشير إليه هذا البرهان، فهذه القرى الظاهرة يعني أعلام وهذه هوية، فالذي كتبه الاغا بزرك أو السيد محسن الأمين أو كل كتب الرجال أصل فائدتها ه اثبات هوية المذهب عقائدياً وتراثياً ، هذا تفسير لهذه النكتة الرجالية نفسها، فالمهم أنَّ هذه الرواية هي:- ( كتبا إليه نحن ولد بني نوبخت المنجّم وقد كنا كتبنا إليك هل يحل النظر فيها فكتبت نعم والمنجمون يختلفون في صفة الفلك فبعضهم يقول إن الفلك فيه نجوم والشم والقمر وهو معلق بالسماء وهو دون السماء وهو الذي يدور بالنجوم والشمي والقمر والسماء فإنها لا تتحرك ولا تدور ويقولون دوران الفلك تحت الأرض وأنَّ الشمس تدور مع الفلك وتغيب في المغرب تحت الأرض وتطلع بالغداة من المشرق، فكتب:- نعم انظروا في علم النجوم ما لم يُخرج من التوحيد )[6] ، يعني ما لم تقولوا إنَّ الله هو فوق كلَّ ذلك قدير، فلا يعوّل على الخلوقات وإنما يعوَّل على الخالق وهذه هي الضابطة.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo