< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/05/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

الرواية التاسعة: - ينقلها السيد بن طاووس في رسالة النجوم ورسالة النجوم هي ( فرج المهموم ) من كتاب تعبير الرؤية وهذا كتاب افتقد وهو كتاب من كتب الكليني اسمه تعبري الرؤية هذا الكتاب فقد ولكن في زمن بن طاووس لا يبعد أنه كان مستفيضاً ومتواترا وقد وصل إليه، وهذه وظيفة عظيمة تقع على عاتق الحوزات العلمية والعتبات الشريفة وهي تجديد طباعة كتب الحديث لكي لا يندر وجودها، وسبحان الله كتب حديث أصلية يعني ليست فرعية، افترض أن كتب صاحب الوسائل تعتبر فرعية، وفرعية حسب منطق علم الحديث يعني هو اعتمد فيها على مصادر قديمة، ولكن كتب المجلسي وكتب الفيض الكاشاني والسيد هاشم البحراني وتفسير نور الثقلين للحويزي هذه كتبهم ليست أصلية أما مثل كتبا الشيخ الطوسي والمفيد والراوندي والسيد المرتضى والصدوق غيرهم هذه كتب أصلية إلى ما بعد الأصلية وإلا فهم أيضاً استندوا إلى كتب أصول قبلهم، فالمقصود أنَّ تجديد طباعة كتب الحديث واجب عقائدي وواجب ديني ضروري بالغ الأهمية وليس مستحباً مثل طباعة القرآن الكريم، فبحمد الله بحسب استقراء الكثير من الجهات أن القرآن الكريم أوفر كتاب على وجه الأرض، وهذا ليس صدفة وإنما هو واجب وضروري، توفر كتب الحديث وطباعتها سيما الأصلية واجب من الواجبات العظيمة، وهذا يوجد عندنا تقصير كبير، والحمد لله بعض العتبات طبعت كتاب مكارم اخلاق النبي وأهل بيته للراوندي فإنَّ الراوندي كتبه تعتبر مصدر لأنَّ بينه وبين الشيخ الطوسي واسطة أو واسطتين، واتفاقاً أني راجعت رواية عنده حول الامام صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف فوجدت ان متنها يختلف عن رواية دلائل الامامة للطبري وعن نفس الرواية عند الشيخ المفيد في الارشاد، فإنه يرويها عن راوي يغاير الراوي عند دلائل الامامة للطبري راوي آخر وطريق آخر ولكن نفس متن الرواية باختلاف، فلاحظ أن الراوندي هو نفسه مصدر، فالمقصود أنَّ كتب الروايات من الضروري جداً طباعتها ولا أقل النشر الالكتروني وهو سهل جداً، وحتى تراثنا الآن تراث الفقه أو التفسير وغيرها وبالدرجة الألى كتب الحديث ثم تصل النوبة إلى ما بعدها ولا يوجد مبرر لعدم نشرها الكترونياً، فعلى كل يجب إنشاء مراكز علمية لهذا لأن هذا ليس وظيفة دور النشر فإن دور النشر ليس لديهم كفاءة علمية كي يراعوا صحة ودقة الطرف وإنما هي وظيفة الحوزة العلمية في الساس وهي من الوظائف العظيمة الكبيرة وليس أمراً مستحباً ، وهذا اوجب حتى من اطعام الفقراء والمساكين لأنَّ هذا هو الين وهو الهوية وهو أكبر من إنشاء كذا وكذا وأمور أخرى وإنما هذا قضية مركز يهتمهم بطباعة كتب الحديث أمر ضروري لأنه تراث وهوية الدين، لأنه ضاعت علينا كتب كثيرة فبعض الكتب وصل إلى الرقن السابع بل بعض الكتب وصلت إلى صاحب الوسائل في القرن الحادي عشر ولكن ضاعت الآن خلال ثلاث أو أربعة قرون فإذا لم يكثّر فسوف يضيع، ليس سلسلة التواتر تضيع فقط وإما حتى تضيع حتى الآحاد وتنقرض، وهذه نكتة مهمة وهي أن بعض الأمور متواترة إلى قرون ولكن بعدها انقط التواتر وانقطعت الصادر ، وليس عبطاً الشهيد الأول يقول في الفوائد والقواعد أن المتأخرين يعتمدون على نصوص المتقدمين لا يعتبرونها أنها موجودة عندهم وإنما يعتبرونها تامة الصدور لأن الكثير من التراث قد ضاع، ولكن هذا الباقي يولد لنا علماً اجمالياً، والسيد البروجردي لذلك يقول إذا اتفق جملة من المتقدمين على فتوى وإن لمم يصل إيلنا النص، فعلى أقل تقدير هذا ملزم للفقيه بالاحتياط لأنه يحصل علم اجمالي فلا يستطيع أن يجري البراءة او الاستصحاب لأنه ضاع الكثير من التراث، فطباعة كتب الحديث ضرورة قصوى.

نعود:- ففي رسالة علي بن موسى بن طاووس السيد رضي الدين بن طاووس نقلاً من تاب تعبي الرؤيا للكليني بإسناد الكليني عن محمد بن بسام قال:- ( قال أبو عبد الله عليه السلام قوم يقولون النجوم أصحّ من لرؤيا )[1] ، وهذه الرواية رويت بألفاظ عديدة وبطرق عديدة، وهذه نكتة نكررها دائماً وهو أن الرواية الواحدة إذا كان يوجد عند الباحث نفس طويل يستطيع أن يستخرج متنها من عدة مصادر وبعدة ألفاظ وبعدة طرق، وهذا من الآليات الكبيرة جداً للوقوف على القرائن في معنى ظهور هذه الرواية، لأنه لفظة واحدة تكون في طريق آخر تكون في متن الرواية تكشف لك الرماد بشكل واضح وأجلى، وللأسف ان كتب الحديث لم تصحح على هذه الوتيرة لو أنها تصحح طرقها وغنما تصحح طباعتها، لم تصح طباعتها إلى الآن على هذا النمط، الفقيه أو المفسر أو المتكلم ربما يكون مستعجلاً وهو يريد المصدر والحال أن ذه الخطوة لم تنجز بعد، فعلى كل إنما أكرر التنبيه على هذه النكتة لما فيها من خطورة كبيرة على الاستنباط، حتى التاريخ مصدر ينقل لك الواقعة من زاوية ومصدر آخر ينقل الواقعة من زاوية أخرى وهكذا مصدر ثالث ينقلها من زاوية ثالثة وهكذا فتصير الصورة واضحة والكثير من التساؤلات سوف يجاب عنها، شبيه هجوم القوم على دار فاطمة كيف هي الملابسات وكيف حصل فلو راجعت المصادر وجمعت الزوايا تلاحظ أن السيناريو صار كذا واخيراً وقفت على كتبا الهداية الكبرى فوجدت أنه ذكر ثنايا التفاصيل أوضح من مصادر أخرى ف هجومهم على دار الزهراء عليها السلام، فإنه يتبين انهم هجموا عدة مرات ولس مرة واحدة فإن السيناريو مختلف، فلاحظ كيف تصير الصورة واضحة لدى الانسان، أو حادثة السقيفة وما حدث من ملابسات السقيفة وموقف لواحدٍ من الصحابة ومن الحواريين فإذا لم يبحث الأمور والصور لا تير الصورة واحة عنده وإنما تبقى الكثير من التساؤلات والابهامات، فالمقصود أنَّ التتبع في المصادر يجلي ويوضح الحقيقة اكثر فأكثر في الاستدلال وفي التاريخ وفي الروايات وفي الاستنباط، العجلة والسرعة في حسم نتائج البحوث دائماً فيها خلل وهذا منهج مخل، فدائماً الباحث يحاول أن يلاحظ المزيد من تراكم التتبع فسوف يجلي له الحقائق، فهذا نفسه السائل قال:- ( قال أبو عبد الله عليه السلام قوم يقولون النجوم أصح من الرؤيا وذلك هو كانت صحيحة [ هكذا كانت ][2] ، وأنا نسيت ذلك لأن روايات النجوم في البحار عقد لها بابين باب في كتاب السماء والعالم الباب العاشر والباب الثاني عشر وذكر عدة طرق وعدة متون في أحد الطرق والمتون في البحار لم ينقل عبارة ( وذلك هو كانت صحيحة ) وإنما ( وذلك كان ) يعني يعين كانت النجوم أصح من الرؤيا، ( حين لم ترد الشمس على يوشع بن نون )، ويوشع بن نون هو وصي النبي موسى وقبره في مدينة أصفهان، لأنَّ النبي داود كان عنده عاصمتين فلسطين وأصفهان، فقبر يونس بن نون قبره في أصفهان في نفس مقبرة مليئة بآلاف العلماء من علماء الامامية وهي مقبرة لها روحية عجيبة واسمها ( تخت فلان )، فعلى أية حال ( قال ذلك ) يعني كان ذلك ، فلاحظ المتن الذي هو هنا وهو ( وذلك هو كانت صحيحة ) فالعبارة فيها ارباك بسبب الراوي أو الرواة، ( وذلك كان صحيح حين لم ترد الشمس على يوشع بن نون، وفي فرج المهموم للسيد بن طاووس ( وذلك كانت صحيحة )، ولا نريد التوقف كثيراً ولكن فقط هذا من باب العبرة في الاستظهار فلاحظوا كم هو مؤثر مراجعة الكتب والمصادر الكثيرة، ( حين لم ترد المشمس على يوشع بن نون وعلى أمير المؤمنين عليه السلام فملا رد الله عز وجل الشمس عليهما ضل فيها علماء النجوم فمنهم مصيب ومخطئ )[3] ، وهنا الكلام وهو أن النجوم أصح من الرؤيا، الرؤية ما هي حجيتها والنجوم ما هي حجيتها؟، فعلى كل هذ بحث طويل رؤية الانبياء هي وحي أما رؤية غير الانبياء ليست وح أما أنه ما هو دورها فهذا بحث يرتبط ببحث افقهي وعقائدية لا نريد الخوض فيه الآن لأنَّ الكثير من الفرق الضالة تتشب بالرؤى، وهناك الكثير ممن يجب على هذه الفرق الضالة يجيب بأن الرؤى اصلاً ليست بحجة فإذاً لا قيمة لها أصلاً، وهذا خطأ، فوجدت دعاوى من يدعون السفار أو النيابة وهذا بحث جدلي طويل عريض كالفرقة البابية والبهائية وغير ذلك، وسيأتي بحث الرؤية للشيخ الأنصاري ولا أذكر أين ذكر بحثها في المكاسب المحرمة.

وما هو ربط علم النجوم بالرؤيا؟ أصل الربط هو أنَّ رؤى البشر النائم الروح إذا صعدت عن عالم الجن إلى عالم الملائكة فيف الروايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام فكل ما تراه صادق وإذا شوغبت واحتبست بعالم الجن فما تراه اضغاث احلام كاذب، فإنه توجد روايات عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في ذلك، بالتالي أن رؤية غير المعصوم لا يمكن أن تكون صادقة على الدوام وإما فيها صدق وفيها كاذب، ففيها اضغاث أحلاف وفيها غيرها، وبناءً على ذلك لا يمكن تثبيت الحجية برؤيا غير المعصوم، ومن أبين البيانات لرد شبهة حجية الرؤيا وما شابه ذلك هو أن الرؤيا ليست اشد أو أكبر او أعظم من اللقاء الحضوري من البشر مع المعصوم عليه السلام، فزرارة الآن حينما يلتقي مع المعصوم فإنَّ المعصوم كلامه وحي ولكن تلقي زرارة وفهم زرارة وتسجيل الذاكرة عند زرارة هل هو وحي ؟ كلا، فلاحظوا أنَّ مركز البث الصادق هو وحي أما الجهاز المتلقي من المعصوم أو من النبي هذا الجهاز المتلقي ليس بمعصوم، نعم هو حجة ظنية حتى بالنسبة إلى زرارة، أليس الحس يقين؟ نعم ولكن الحس ليس وحياً، وهذه نكتة مهمة، وليكن الحس قطعياً ويقيناً ولكنه ليس وحياً، وهل يوجد فرق بني الحس والوحي؟ نعم يوجد فرق كبير، وليس هذا فقط بل يوجد فرق بين الوحي والعقل فضلاً عن الحس، هو العقل درجته في الحجية لا تقايس بها الحس عند كل البشر وعند كل المدارس المنطقية فإنَّ العقل يرى ما لا يراه الحس فكيف تقايس الحس بالوحي والحال أن الوحي أعظم من العقل لأنَّ الوحي يرى ما لا يمكن أن يراه العقل إذاً تلقي زرارة غاية الأمر هو حس وليس وحياً ، فمثلاً يقال إنَّ هذا الشخص صارت له مكاشفة فرأى أمير المؤمنين عليه السلام، فأعظم بهذا وأنعم ولكن هل كان أكثر من مالك الأشتر الذي كان في حياة أمير المؤمنين أو ميثم التمار أو باقي حوارييه فإنَّ ما صدر من المعصوم واد أما تلقي مالك الأشتر أو ميثم التمار أو أبو الطفيل أو صعصعة أو سلمان أو أبو ذر أو غيرهم تلقيهم غاية الأمر هو حس والحس حجيته ليس كحجية الوحي، وهذه نكات مهمة يلزم الالتفات إليها فكيف بك بالرؤيا أو المكاشفة، صحيح أنَّ هذا انكشف له البرزخ ورأى المعصوم ولكن سلمان أيضاً يرى المعصوم أيضاً في الحضور ، خمسة من المعصومين وهذه عظمة طبعاً، وأيضاً مثلاً فلانة أيضاً رأت كذا ولكن فلانة تبقى فلانة، وأعوذ بالله لا اريد أن أقول إن هذه ليست عظمة ولكن هاذ لا يجعل الدليل وحيانياً وإنما هذا حس وذاك وحي، فحتى لو قال أنا رأيت المعصوم واقترض أنه رآه ولكن النظر في الرؤية يختلف عن رؤية الحي للحي، هذا مثلاً تشرف جزماً برؤية الامام عليه السلام ولكن هل سمعه أو فهمه يجعل وحياً؟ كلا لا يجعل وحياً ولا يصح أن أترك الوحي من القرآن والسنة القطعية للمعصومية لحسِّ شخص معين؟!!

حجية الظن ليس حجية الوحي، الآن موجود أنَّ هذا نائب خاص، ولماذا؟ لأنه تشرف، وهذا لا ينكر ولكن قصد الحجية الخاصة فهو ليس راوٍ فإنَّ النواب الأربعة ليسوا رواة، الفقهاء ليسوا رواة فكيف بالنواب الأربعة، هذا الذي يحصل له مكاشفة او تشرف أو كذا التشرف سواء كان مع صاحب العصر والزمان عل الله تعالى فرجه الشريف أو مكاشفة مع المعصومين وأعظم من هذا الشيء وأكرم ولكن ليس معنى أنه صار وحياً، إن هذا ليس وحياً وإنما هو حس، الآن أنا مثلاً أراك جالساً في الكوفة وزرارة انطلق من الكوفة إلى الامام الصادق عليه السلام ونقل لي هذه الرواية ولكن الرواية بالنسبة لي هي خبر واحد ويسمونها خبر واحد، حتى زرارة الذي تلقى من الامام الصادق عليه السلام هذا الكلام إذا أتاه بقية أصحاب الامام الصادق قال سنة قطعية عن الصادق عليه السلام هو هذا، لأن التواتر أكثر حتى من الحس لأنَّ التواتر، لأنَّ زرارة لا يمكن أن يأخذ كل ما عند الامام الصادق عليه السلام، بخلاف جمهور طائفة الموالين الامام الصادق عليه السلام لذلك يقربون للامام الصادق عليه السلام أكثر من زرارة.

نعود:- فالرؤيا لاحظ أنها بين افراط وتفريط، فبين من يجعلها حجة ووحي والحال أنها ليست وحياً، والكثير من الكبار وأنا شخصياً هكذا رأيت الكثير من الكبار عندهم مكاشفات ولكن في هذا الباب لا يوجد عنده باع علمي لا يستطيع أن يترجم المكاشفة، وحينما يصير جدل يتنبه بعد ذلك، فالكثير ممن عندهم صفاء توجد عندهم مكاشفات ولكن الذي يراه لا يستطيع أن يترجمه والحال أنه مترجم في القرآن الكريم وفي روايات أهل البيت علهم السلام ولكنه غير ملتفت، فهو يشاهد بقلبه أو بعينه القلبية البرزخية أو ما وراء البرزخية ولكن لا يعرف ما هي ترجمته وما هو مؤداه، ونحن لا توجد عندنا مكاشفة ولكن اطلاعنا على الآيات والروايات في العلوم الحوزوية وهي علوم أهل البيت عليهم السلام فذها أعظم من مكاشفة بشر غير معصوم، لا لأنَّ علمنا زائد ولكن روايات أهل البيت كثيرة، فإنَّ روايات أهل البيت فيها علم أزيد من رؤية جبرئيل صدقتم أو لم تصدّقوا، هذه الروايات التي لا يعتني بها البعض أو يستخف بها هي فيها أشياء أزيد من مكاشفات جبرئيل، والله بالله تالله الروح الأمري أعظم من جبرئيل وهو القرآن الكريم وفي القرآن الكريم أسرار إذا لم يعلم النبي صلى الله عليه وآله ولم وأهل البيت عليهم جبرئيل بها فسوف لا يلتفت إليها جبرئيل، فلا تذهب إلى خلف ذلك، فإنَّ جبرئيل يسأل من النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أمور وهو لا يعلم أنها موجودة في القرآن الكريم، جبرئيل مسؤول عن التسجيل الصوتي أو المعنى للقرآن أما المسؤول عن حقائق القرآن ليس جبرئيل وإنما مسؤول حقائق القرآن وخزينة حقائق القرآن هو الروح الأمري، ومع ذلك لا نقول بأن الرؤيا باطلة وأنه لا شيء فيها أصلاً، نعم هي ليست حجة ولكن ما هي فائدتها؟ الرؤية سواء كانت صادقة أو لا، وحتى الصادقة فكلامنا في الصادقة هو هكذا فكيف بكب الكاذبة وكيف بك بالمرددة بين الصادقة والكاذبة، فكلامنا الآن كله في الرؤيا الصادقة فكيف بالرؤيا المرددة بين الكاذبة والصادقة فإنها ليست بحجة يعني وحيانية وليست بحجة إنسية، ولكن مع ذلك هل هي عديمة الفائدة؟ هنا يحصل الاختلاف، فالعلامة الطباطبائي ينقل عن الميرزا علي القاضي أو هو يقول إنَّ الرؤى حتى أضغاث الأحلام لها فائدة - لا أنَّ لها حجية وإنما لها فائدة غير الحجية - فلاً عن الصادقة وهذا مذكور في الروايات، وحتى الشيخ الانصاري ذكر هذه الرواية التي فيها فائدة الرؤيا مع أنها ليست بحجة ومع أنها غير ذلك ولكن فائدتها ما هي ؟، شبيه أنَّ علماء الامامية أن النيابة الخاصة انقطعت ولكن مع ذلك علماء الامامية يصرون على أنَّ التشرّف باب مفتوح في الغيبة، فمن جهة يقولون إن النيابة الخاصة مقطوعة بالضرورة من جهة أخرى تقولون بأن التشرف حاصل بالضرورة فيلزم أن نفهم ما يقولون، الرؤيا مذكور أنها له لها فوائد كثيرة فإنَّ فوائدها ليست محصورة بالحجية وإنما هي ليست محصور بالحجية، فإذاً ما هي فائدتها؟ فائدتها هي التصور فأن التصور مهم، الآن باب الاستشارة كم يوجد تأكيد عليه في الروايات من شاور الرجال زاد عقله وغير ذلك فأنت المشير هل هولك حجة عليه؟ كلا وإنما توجد فائدة عظيمة للاستشارة بحيث إذا لم تكن تعتنِ بها فأنت سفيه، فمن قال لك إنَّ الفوائد منحصرة بالحجة، نعم لابد أن يصير المعوّل على الحج ولكن هناك فوائد ضرورية، الفوائد هي أصل التصور فإن الجل المركب اين والجهل البسيط أين، يقول ليس عنده تصديق وليست الحجية تصديقية، نعم ليس حجية تصديقية ولكن التصور موجود عنده، أصلاً شخص لم يدخل هذا الوادي ولا يعلم أن ليس بداخل فيه فهذا جهل مركب عنيف شديد بخلافه حينما يتنبهن ففائدة الرؤية أن الله تعالى خلقها أنها تنبه البشر ما هو البرزخ وما هي الآخرة فإنَّ هذا تصوّر فنفس التصور مهم، وسنكمل هذا البحث لأنه بحث يرتبط بالفقه وبالعقائد ايضاً وبالدعاوى الموجودة فيها.


[2] هذا في مصدر آخر.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo