< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/04/28

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

الرواية الخامسة في بالباب الربع عشر من ابواب آداب السفر في الوسائل: - ما رواه الصدوق بسنده عن علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق وهو من مشايخ الصدوق وقد ترجم عليه، وحمزة بن القاسم العلوي توجد قرئن على توثيقه، أما جعفر بن محمد بن مالك وإن غمز فيه الغضائري أو النجاشي، ولكن هناك عدة من المحققين جمعوا قرائن عديدة على جلالته خلافاً لنجاشي والغضائري، عن محمد بن الحسين الزيّات وهو لا يحضرني حاله ولكن أتصور أنه غير مطعون فيه، عن محمد بن زياد الأزدي ابن أبي عمير، وأبن أبي عمير هو محمد وأما والده أبو عمير فهو زياد والد ابن أبي عمير، فانَّ ابن أبي عمير المعروف ليس هو أبو عمير وإنما هو ابن أبي عمير فهو مشهور بأبن أبي عمير، أشهر معرفتنا بأنه محمد بن زياد وإلا فهو نفسه هو محمد بن زياد أزدي، عن المفضل بن عمر، فالرواية لا بأس به:- ( في حديث في قول الله تعالى" وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " .... إلى أن قال: - وأما الكلمات منها ما ذكرناه ومنها المعروفة بقدم باريه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب والقمر والكواكب الشمس واستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه ثم أعلمه الله أنَّ الحكم بالنجوم خطأ )[1] ، فاعلمه ليس بالعلم الناقص بالنجوم وإنما أعلمه بالعلم الكامل بالنجوم، وتوجد عندنا تذكر أنَّ النبي إبراهيم كان يعلم بذلك والنبي إدريس كان يعلم علم النجوم فجملة من الأنبياء كسليمان وغيره كانوا يعلمون به وأمير المؤمنين عليه السلام كان أعلم البشر في ذلك، يعني حتى علم النجوم فيه ( وفوق كل ذي علمٍ عليم )، فمعنى كون علم الأنبياء بالنجوم كامل إلا أن الحكم به يعني البت والبناء هذا الجانب إما هو عقائدي أو فقهي كما مر هو المذحور فيه في علم النجوم، وتحكم فيه يعني تبت به وتتقيد به وكأنه هو مصدر الخير والشر والسعادة والنحاسة، هنا كأنما أنت تنقطع عن التوجه إلى الله تعالى وتجعل يد الله مغلولة من يحث لا تشعر، ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين لأنه يرى الأسباب مسدودة فيصير عنده قنوط وهذا معناه أنه كافر بأن الله تعال قدرته فوق هذه الأسباب، ( ولا ييأس من ورح الله إلا القوم الكافرين ) أي بهذا اللحاظ، ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )، فإذا صار أسير الأسباب واسير المخلوقات فهذا كأنما جعلها في عرض الله تعالى، فهذا هو بيت القصيد فيما مر.

الرواية السادسة: - هي عم الصدوق أيضاً عن أحمد بن السحن القطان وهو شيخ الصدوق، وهو ليس يترحم عليه فقط يعني جملة من المشايخ الذين يترحم عليهم الصدوق يروي عنهم كثيراً ويجعلهم طريقه إلى كتب المشيخة فالأمر ليس بالسهل، عن احمد بن يحيى بن زكريا وهو ربما لا يوجد فيه توثيق خاص ولكن لا يوجد فيه طعن، عن بكر بن عبد الله بن حبيب المزني وهو لم يطعن عليه النجاشي وهو صاحب كتاب معتمد عند الطائفة فعلى كلٍّ له شيء من الحسن، عن تميم بن بهلول أيضاً هذا لم يذكر بطعن ولم يذكر بتوثيق أو قل هو مهمل في علم الرجال ولكن يلزم تتبع طرق كتب الحديث، عن عبد الله بن الفضل عن أبيه عن أبي خالد الكابلي، فعلى كل عدة مجاهيل موجودون في السند، والكثير من المهملين من الرجال هذا الاهمال لا يسبب أنهم مهملون أبدياً وإنما هو بصراحة لم يتم انجاز عمل استنباط رجالي تجاههم فالعبارة الصحيحة هي هذه، فالكثير يقول هذا مجهول أو مهمل بحسب أي مدرسة رجالية؟، فإذا كنا نعتمد ونحصر البحث الرجالي فقط برجال الطوسي والنجاشي والكتب الرجالية القديمة الخمسة فنعم هذا المجهول يبقى مجهولاً مدى الدهر أو يصير مهملاً إلى آخر المطاف أما إذا بنينا على مدارس رجالية أخرى من أن علم الرجال باب الاجتهاد فيه مفتوح وليس منهج علم الرجال التقليد فقط أو الرواية لأقوال الرجاليين فقط بل يمكن الاجتهاد وهو ممشى ومسلك أكثر الرجاليين أو الكثير من الفقهاء، فالكثير من المهمل أو المجهول يتبدل، لأنه حينما تأتي تجد حالة ضعيفة أو حالة معتبرة، وهذه المناهج الرجالية الأخرى من أين لها أن ترفع المهمل والمجهول؟ مثل إبراهيم بن علي بن ابراهيم القمي قرون من زمن الشهيد الثاني او العلامة الحلي إلى المقدس الأردبيلي كانوا يقولون إنَّ الرجل مجهل أو مهمل، أو أنه غير موثق رغم أنه مذكور في علم الرجال فاصر جهد وتنقيح عن هذا العنوان فتظافرت جهود إلا أن وجوه أن واقعه هومن الأجلاء الكبار، وربما كانوا يعبرون عن الرواية التي يقع فيها إبراهيم بن هاشم بأنها محسّنة أو حسنة ولكن بعد ذلك أخذوا يعبرون عنها بالصحيحة ونفس السيد الخوئي يعبر عنها بالصحيحة، ومعنى هذا أنَّ علم الرجال باب الاجتهاد فيه مفتوح فرب مهمل ينكشف ستار الاهمال فيه أو المجهولية، مثل عمر بن حنظلة حيث قالوا إنه مهمل أو مجهول باعتبار أنه ذكر ولو عرضناً في ترجمة أخيه علي بن حنظلة لذلك يعبرون عن روايته حيث قبلها الاصحاب ولكن بعد تظافر الجهود حيث ذكرنا عشرة أو اثنا عشر وجهاً صحيحاً في كونه من أتراب زرارة ومحمد بن مسلم بمعنى أن مقدم عليهم زمناً، وحتى فقاهته لا يبعد أنه بحر وفي بعض الزوايا هو أدق فقاهةً وهو من مراجع وفقهاء الشيعة في الكوفة، فعلى أي حال هذا ثبت بأسانيد صحيحة فتبين أنه ليس مهمل ومجهول وإنما تبين أنه جليل جداً، فإذاً هذه نكتة مهمة وهي أن قضية مهمل أو مجهول علامة عند المحققين أنَّ الجهد الرجالي العلمي لم ينجز حوله بعد، ولو قلت من اين يمكن لنا هذا؟ يجيب السيد البروجردي ويوقل نعم يوجد عندنا نفس تراث الحديث هو أكبر مصدر لعلم الرجال حتى أكبر من النجاشي، يعني نفس مجموع الأسانيد للروايات عبارة عن ملفات حية تبين لنا المسير العلمي لكل راوي، فهي كالفيلم الذي تشاهده فإنها تبين لنا أساتذته من هم وتلاميذه من هم وأين ترتع علمياً فكل هذه الأمور تعرفها من الأسانيد وقد يسمى هذا المصدر تجريد الأسانيد ويسمى طبقات، والسيد الخوئي إنصافاً في هذا الجانب وإن كان لم يستثمره أكثر في الاجتهاد في علم الرجال نعم هو استثمره في زوايا عددية في علم الرجال كتمييز المشتركات وتصحيح النسخ وهذا عمل عظيم لا يستهان به ولكن في أصل التوثيق وعدم التوثيق استخدمه ليس بشكل دائم وإنما استخدمه في بعض الأحيان والحال أنه يلزم أن يستثمره في الجميع ويسمونه علم الطبقات أو تجريد الأسانيد، بل مضامين الروايات الي يرويها هي مصدر آخر، فتستطيع أنَّ هذا الراوي بالضبط، حتى أن أرباب الجرح والتعديل عند الشيعة والسنة من خلال مضامين هذه الرواية تعرف أن هذا جبري أو هو زيدية أو هو فقيه أو هو متكلم، فتظهر هويته بالكامل، ونحن لا نريد الخوض في هذا المجال ولكن نريد أن نقول إنَّ قضية المهمل أو المجهول في الرواة قابلة لإزاحة الستار عنها بالاجتهاد في علم الرجال، مثلا يقولون إنَّ المشهور بنوا على كونه مهمل فكيف تبني على وثاقته أو تبني على كونه كذا؟ نعم يمكن أن يحصل ذلك بالاجتهاد في علم الرجال، فالرواية هي عن الامام وين العابدين يقول: - ( الذنوب[2] التي تغير النعم البغي على الناس .... والذنوب التي تظلم الهواء الحر والكهانة والايمان بالنجوم )[3] ، فلاحظ أنه عليه السلام ركز على الايمان بالنجوم وليس باستنباط النجوم ولا تعلمها ولا استطلاعها وإنما خص الايمان بالنجوم يعني أن تبت بها وتبني عليها وتتقيد بها فإنَّ هذا ليس بصحيح، فهو قال عليه السلام ( الايمان بالنجوم والتكريم بالقدر ) أي القدر الالهي والقدر الإلهي فوق هذا، فإذاً مضمون هذه الرواية صحيح وقويم ومطابق للقواعد

الرواية السابعة: - تفسير العياشي، يعيني مرسل ولكن يمكن أن يقوم جملة من الباحثين ويستخرجون أسانيد العياشي بمقابلة ومقارنة هذه الروايات في كتب الحديث من محدثين آخرين ذكروا سنداً لهذه الرواية، مثلاً هنا يعقوب بن شعيب فإن الصدوق في أماليه ذكر نفس الرواية عن نفس يعقوب بن شعيب بسند آخر فواضح أنَّ السند الثاني هو للعياشي وهلم جرا سيما إذا كان في سلسلة السند واحد من مشايخ العياشي فهنا الأمر يكون واضحاً فيمكن ان يكتب مستدرك أسانيد العياشي، ولكن هذا المشروع يحتاج إلى حذاقة ودقة، قال:- ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى " وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون " قال:- يقولون كان يمطر نوء كذا ونوء كذا وكمنها أنهم كانوا يأتون العرفاء فيصدقونهم بما قالوا )[4] ، وهذا شرط خفي وليس شرك جلي فهو شرط فقهي أو ما دونه وهو الفي جداً فيصير مكروهاً، نعم هذه حرمة عقائدية ولكنها ليست من أصول الدين كما مرّ فمنزلتاها بمنزلة الحرمة الخفية.

الرواية الثامنة:- نفس الرواية المتقدمة لدينا عن أمير المؤمنين عليه السلام وكان يرويها صاحب الوسائل في السابق عن أمالي الصدوق والآن هنا هذه الرواية نفها مروية في نهج البلاغة، فلاحظ أنَّ السيد الرضي مع كونه فقيهاً وأصوليا وأديباً بارعاً وهو أخ السيد المرتضى وهو محدث أيضاً عنده كتاب اسمه خصائص الأئمة وهو كتاب فيه روايات معارف فريدة ومن تلك الروايات الموجودة فيه أنَّ الثقل الأكبر هم العترة أهل البيت، أي العكس، وإن كان ليس فيه التعبير بالثقل الأكبر وإنما العلم الأكبر ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عترتي وعلي وهو العَلَم الأكبر )، وأيضاً فيه أنه ( وهو أنجى لكم ) فهنا توجد مفاضلة لعليّ على القرآن من جهتين من جهة أنه العَلَم الأكبر ومن جهة أخرى هو أنه أنجى لكن وأسهل في التمسك لكم، وللأسف أنه يوجد تداول قليل عند الباحثين لهذا الكتاب والحال أنه كتاب مهم جداً، فلاحظ أن السيد الرضي مع كونه فقيه وأصولي السيد المرعشي يقول إنَّ السيد الرضي فقهياً لا يقل عن السيد المرتضى ولكن غطّى أدبه على فقاهته، والسيد المرتضى في الأدب لا يقل عن أخيه السيد الرضي ولكن غطّى فقهه أدبه، فعلى أيّ حال السيد الرضي هو محدث كالشيخ الطوسي يعني كتب كتباً في الحديث والمصادر وهلم جرا، ( قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج فقال له يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال عليه السلام أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي إن سار فيها انصرف عنه السوء وتخوف الساعة التي إن سار بها حاق به الضر فمن صدقك بها فقد كذب بالقرآن واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه وينبغي في قولك العامل بأمرك اني وليك الحمد دون ربه لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر ثم اقبل على الناس فقال ايها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة )[5] ، فبدلاً من ان يكون لجوئك إلى الله تعالى يصير لجوئك إلى الجن والشياطين أما اللجوء إلى النبي وأهل البيت فهو لجوء إلى الله تعالى، مقابل اللجوء إلى الله هو اللجوء إلى الشياطين، لا اللجوء إلى أنبياء الله تعالى فإنَّ أنبياء الله تعالى هم سبل الله تعالى، ( فإنها تدعوا إلى الكهانة والكاهن كالساحر والساحر كالكافر )، فالساحر يريد أن يغير القضاء والقدر، فيريد أن يضادّ الله في فعله، فهذا أزيد من الكفّار في الظاهر، لأنه في الملكوت يريد أن يدخل على الخط فالساحر والكاهن هو هذا وهو الذي يدخل في الملكوت على الخط الإلهي فيريد أن يعبث وعندنا في الروايات أنَّ بدء انحراف إبليس هو هكذا، فغروره لم يبدا مع آدم وإنما بدأ قبل ذلك، يعني فسح له الله تعالى المجال في قضايا خطرة جداً في عالم القضاء والقدر ليمتحنه فيستدرجه من حيث لا يشعر، وسبحان الله قد يؤتى الانسان حتى اسم من الأسماء ويستدرجه الله تعالى بالامتحان فيرى هل تدخل على الخط الإلهي خلاف مشيئة الله وإرادته أو لا، فالمهم هذه هي حقيقة الكهانة، ونحن عمداً نتوسع في هذا لكي نبين أنه لماذا جعله كالكفر أو السحر كالفكر فإنه بهذا اللحاظ، فإنه عناد ولجاج مع أفعال الله تعالى وتدبيره، ( فإنها تدعو إلى الكهانة والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار سيروا على اسم الله ).[6]

نعم توجد روايات تقيّد وإنه أما الذي يأمن من نفسه أنه لا ينزلق فهذه مستحبة، فهذا بالعكس من يستخدمها بأنها آيات لله ومع ذلك لله البداء، فلاحظ كم هنا توجد أسرار معرفية فهو حكم فقهي، وهذا الذي نقوله دائماً وهو أنه في أبواب روايات أهل البيت عليهم السلام حكم فقهي يدخلك الامام من هذا الباب الفقهي إلى أسرار معارف عجيبة حتى المتكلمون والفلاسفة والعرفاء لم يقفوا عليها والحال أنها من باب فقهي يأخذ المعصوم بيدك إلى بحور سرية في المعرفة، الآن علم النجوم هو علم وحياني ولكن لا تعتمد عليه ولا تقطع التوكل على الله، وهذا ليس فقط في النجوم وإنما حتى في العلم بأم الكتاب، فإنَّ أم الكتاب ليس بالشيء السهل إلا المعصوم، فليس كل الأنبياء يعرفون أم الكتاب وإنما هذا خاص بسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام، إلا المعصوم يتّكل على أم الكتاب ويفسح مجال للبداء الأكبر لله تعالى فهنا يصير الكلام نفس الكلام، وكذلك أيضاً علم النجوم هو نمطٌ آخر، وحتى لو كان قرآناً، مثل القرآن الكريم فإنه حيث يقول ( منه آيات محكمات وأخر متشابهات )، هذه المتشابهات فتنوية زيغية فهي وحي إله ولكن الله تعالى سماه كذلك، فهو مع أنه وحي، فإذا انفرد بالمتشابهات عن المحكمات أصبح المتشابه فتنوي يشعل الفتنة، فإن الفتنة لا تأتي من الشر فقط بل تأتي حتى من الخير، فإنَّ الخير قد يكون فتنه في قبال ما هو أخير منه، هذه معادلات، فهنا هذا ليس خاص بعلم النجوم بل حتى العلوم الإلهية الأخرى، لذلك عندنا متواتر عن أئمة الحقائق وائمة الملكوت وائمة العرش عليهم السلام عندنا أنه ما بعث الله نبياً إلا وقال له لا تغتر بما أعطيته لك فإنه يوجد عندي ملف آخر يلغي حتى الوحي الذي أعطيته لك، وهذا هو معناه، ما يعطي الله البنوة لنبي إلا ومع ذلك يقول له لا تغتر ولا تنخدع، مع أنَّ هذا وحي رحماني وليس مكاشفة شيطانية وليست ملبوسة وإنما ( بالحق أنزلناه وبالحق نزل ) ولكن يقول له احذر فإنَّ هذا ليس هو كل شيء وإنما ( لله الأمر من قبل ومن بعد )، فلا تركن إلى هذا فلاحظ هذا الباب فإنه من علم النجوم تذهب إلى شيء آخر، فهو علم وحياني ومن علم النبوة ومن هذا تذهب إلى كل علوم النبوة فإنَّ الله تعالى فوق التوراة وفوق القرآن فكيف تقول إن القرآن الكريم أعظم من سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم فإنَّ سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم هو وحي دائم مع الله، هو الله تعالى يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم إياك وأن تحبس آمالك في القرآن الكريم فإنَّ البداء الأكبر عند الله تعالى، فهل القرآن هو معلّم للنبي، كلا بل النبي هو المعلّم الأكبر في طبقاته العليا، أما طبقاته النازلة فهذا بحث آخر، كلامنا في أنه هو شيء واحد فمن هو الثقل الأكبر بلحاظ العليا، فلاحظ أن هذا بحث فقهي لعلم النجوم ولكن أهل البيت عليهم السلام يزجّون بهذا البحث إلى بحور المعارف، وهذا الذي ذكرناه في الاسبوع الماضي أن الأبواب الفقهية هي لغة من لغات العقائد وهو باب بفتح لك براهين ونكات في المعارف والكثير من علمائنا الأعلام في قرون متعددة جمعوا بين التضلع في علم الكلام وعلم الفقه.


[2] الذنوب يعني الحرمة.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo