< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/04/27

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

كنّا في الرواية الرابعة من أبواب آداب السفر الباب الرابع عشر، وأبواب آداب السفر هي مجموعة أبواب عقدها صاحب الوسائل في باب الحج، وهذه الرواية الرابعة، كما مرّ بنا أنَّ لها طرقاً عديدة جداً ستأتي مراراً وحتى أنها موجودة في نهج البلاغة فنفس متنها موجود في النهج مع اختلاف في الألفاظ، لذلك مرّ بنا أمس أنَّ الشيخ المفيد في كتابه ( الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ) يذكر في سير الأئمة من سيد الأنبياء إلى سيد الأوصياء وسيدة النساء وهلم جرا، مثلاً يقول إنَّ هذا الخبر مستفيض في كتب السير والآثار، وهذا الكتاب من مجلدين عبارة عن تلخيص ما كان عنه من مصادر عن كتب السير والآثار، فالشيخ المفيد عند الخبر الصحيح هو ليس بحجة كما تعلمون أن هذا مبناه، ولعل قائل يقول إين يعمل القدماء قوة المتن؟ واضح ان الشيخ المفيد الحلبي وابن زهرة وابن إدريس وسلّار كلهم لا يعتدون بالخبر الصحيح، يعني أنَّ السند الصحيح بمفرده عندهم ليس حجة، وقد نقل الشيخ الأنصاري ذلك في حجية خبر الواحد وإنما يعوّلون على المتن وشاهد المتن، أما السند لو كان درجته أنه صحيح أو موثق أو فيه ارسال فإن الطريق هو أحد القرائن وجزء القرائن، وهذا مبنى يتعصّب له الشيخ المفيد والصدوق ويتعصب له حسب نسبة الشيخ الانصاري في جملة من كلمات الصدوق ويتعصب له السيد المرتضى حتى أن السيد المرتضى يقول إنَّ هذا من معالم مذهب الامامة، وهو أننا لا نعتمد على الطريق وإنما الطريق هو أحد القرائن وجزء القرائن، هذا هو مبناهم، فالمشكلة بين الفقيه والمحدث هو هذا، فالمحدث يجمد على جمود الألفاظ ولكن افلقيه هو وراء المعنى وليس وراء صورة أزياء الألفاظ والفقيه ليس وراء المعنى فقط وإنما وراء معنى المعنى ومعنى معنى المعنى موجود، فيقول إنَّ جنس المعنى موجود وجنس جنس المعنى موجود وهذا شيء مشترك فهو يسمى فقيه لأنه فهيم، فهو يعمل سمة الفهم، فإذا بقينا وراء جمود الألفاظ وجمود قالب المعنى فسوف تصير أزمة في الاجتهاد، نعم لابد من الموازين وكلن هذا هو فرق الفقيه عن الرواية وهذه هي حجية الفقيه وفرقها عن حجية الراوي.

فالشيخ المفيد في كتاب الارشاد حينما يعبّر ( تواترت به أو استفاضت به الآثار السير )[1] ، أما أنَّ هذه المصادر لم تصل إلينا فهذا بحث آخر، ونحن نتساءل الآن وهو أنَّ السيد الخوئي مبناه في كلمات النجاشي في الجرج والتعديل أو الطوسي أو العقيقي يقول وإن لم يذكروا لنا طرقهم إلى التوثيق أو الجرح ولكن نحن نعلم علم اليقين أو نطمئن أن عندهم مصادر كثيرة، فحينما ينقلون عن بعض المصادر الكثيرة فهذا مستفيض أو متواتر، هذه هي دعوى السيد الخوئي في الرجال وهي أنَّ أقوال الرجاليين القدماء يعتمد عليها لأنَّ المصادر متواترة عندهم وإن لم يذكروا السند فهي حجة، ومن أين أثبتَّ أنه يوجد عندهم تواتر؟ قال:- إنَّ الاغا بزرك ذكر ذلك، فهو يتمسك بكلام الاغا بزرك ويكون عنده حجة، فحينما يقول إنَّ الاغا بزرك أعلم في الرجال هو السيد الخوئي وهو نفسه يتكئ عليه في موارد عديدة من الرجال، والأغا بزرك نقل أنه في مكتبة السيد ابن طاووس هناك مائة ونيّف مصدر رجالي والسيد بن طاووس في القرن السابع فكيف بك بالنجاشي في القرن الرابع والخامس، وهذا المبنى للسيد الخوئي إذا بنى عليه فكيف بالكلام الذي نص عليه الشيخ المفيد الذي هو أستاذ النجاشي حيث قال إنَّ هناك قضية حول وقائع سير الأئمة أو حول سيرة عاشوراء قال لقد تواترت بها المصادر وقد نصّ على ذلك، أما النجاشي فلا يقول إنها استفاضت وإنما قال إنَّ هذا ثقة أو ضعيف أو مغموز فيه، بينما الشيخ المفيد يقول لك إني أنقل من مصادر قد وصلتني وهذه المصادر مستفيضة وأنا أنصّ على أني رأيت حِسّاً أنَّ هذه المصادر مستفيضة، ولكن السيد الخوئي يقول كلا فإنَّ هذه الواقعة مرسلة وأنا لا أستطيع أن أعتمد على كلام الشيخ المفيد، وكيف لا تعتمد على ذلك فإنَّ هذا نقل للتواتر هو حجة أو هو نقل للاستفاضة وهو حجة وإن لم يصل إلينا فكيف لا تأخذ به؟!، وهذا من باب الشيء بالشيء يذكر صناعاً أحببنا أن نذكره كمادة لذلك الشيخ الأنصاري اكترث بنقل التواتر والاجماع.

نعود إلى الرواية: - وقد وصنا إلى هذا التعبير من قبل الامام عليه السلام وقد يوجد سؤال وهو أن الامام لماذا استدل فإن المنجم قال له لا تسر في هذ الساعة وإنما سر في ساعة أخرى حيث قال ( لا تسر في هذه الساعة وسر بعد ثلاث ساعات لأنك إن سرت في الساعة أصابك كذا وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت )[2] ، فالمنجم في كلامه تكلم عن الساعة واي ساعة يريد فهل يقصد من الساعة هو القيامة أو ساعات الحدث وساعات الوقوع؟ إنَّ هذا هو مراده فإن المنجم حينما يتكلم عن الساعة فهو يتكلم عن ساعة النحس أو السعد أو ساعة الخير أو ساعة الشر، فهم يقصدون منها الساعة التي يبرم فيها القضاء والقدر، يصير إيجاد شيء، فإذاً حديث المنجم عن هذا وليس عن القيامة، كما أنه مرّ بنا روايات كثيرة يسأل فهيا الامام الصداق عليه اللام والأئمة أي علم عندكم أعظم؟ فيذكرون مادر العلوم ثم يقولون إنَّ أعظم كل شيء هو الأمر الذي يتنزّل الآن فالآن الحدق فالحدث فهذا هو أعظم علومنا، وحتى أعظم من الكتاب المبين وأم الكتاب، لأنَّ هذا العلم يمرّ بكل مصادر ومراحل العلم السابقة وبالبداء الأكبر والبداء الأكبر الذي هو علم خفي قد استأثر به الله تعالى عن كل الخلائق، فأصلاً هذا برهان عقلي من الأئمة عليهم السلام، وهو أعظم علومهم، وتوجد عندنا روايات في الآداب الفقهية وأيضاً لها وجهة عقائدية وهي موجودة في الوسائل في أبواب تجهيز الميت يقول خلنا على الامام الصادق عليه السلام فوجدناه يلح في الدعاء - وطبعاً هذا غير دعاء الندبة الي يقيمه الامام الصادق حول صاحب العصر ولازمان وإنما هذه واية أخرى - فيقول نحن خفنا على الامام الصادق عليه من إلحاحه بالدعاء ثم جاءه خبر بأنَّ هذا الطفل وهو من أبناء الامام الصادق عليه السلام قد توفي، فحينما سمع بذلك دخل الامام داخل الدار ثم خرج ووجهه متهلل وقد ادّهن وتعطّر فسألناه ما بال ذلك الطفل فقال لقد مات، فعجبنا من ذلك وقلنا له إنك حينما كان حياً كنت في وجل واضطراب أما حينما مات صرت في طمأنينة وراحة؟ فقال:- ( نحن قوم نلح في الدعاء قبل أن يبرم القضاء فإذا ما وقع القضاء ولو على خلاف ما أحببنا أحببنا ما أحبَّ الله لنا رضينا بما رضي الله لما )، وهذه ضابطة عجيبة وهي انه متى ترضى ومتى تلح، فمثلاً شخص تقول إلى الآن لم يقع القضاء فأنا لا أدعو الله تعالى لأني أحبَّ ما أحبَّ الله لي من القضاء، وهذا غير صحيح، فإنَّ هذا هو محل الدعاء، فعليك أن تدعو ولكن لا تدعو بشكل إذا اوقع الله تعالى خف ما تريده تسخط على الله فإن هذا خطأ، بل عليك أن تلحّ في الدعاء ولكن في نفس الوقت وطّن نفسك بأنك منقاد لله تعالى استجاب لك أو أوقع على خلاف ما تريد لأنه أعلم بالمصالح، وهذا بحث تورّط فيه حتى العرفاء وحتى علماء الاخلاق، وحتى بقية الأنبياء وقعوا في ترك أولى فيه.

فتلك الرواية لماذا هي مربوطة بـ( أبرم القضاء ) فهي قالت ( نحن قوم نلح في الدعاء على الله فإذا ما أبرم القضاء ووقع رضينا بما ضي الله لنا )، لماذا؟ لأنه فيه البداء الأكبر، فيه ما يخفى عليهم ما استأثر الله تعالى به عليهم، وهذا هو بيت القصيد في تخطئة علم النجوم، فإنَّ علم النجوم ليس هو العلم الناقص عند المنجمين وإنما حتى علم النجوم الكامل عند الانبياء فليس للأنبياء أو الأوصياء الحق في أن يجزموا بعلم النجوم الكامل عده لأنه لعله في الثانية الأخيرة يدخل البداء الأكبر على الخط فإذا جاء البداء الأكبر فإنَّ الله عزَّ وجل يغير حتى مواضع النجوم فتتغير كل الحسابات، هذا في علم النجوم الكامل فكيف بعلم النجوم غير الكامل الذي هو عند المنجمين، فالفاصل بين ما سيق ما علموا كبير فكيف يبني الانسان على كلام المجمين، فإذاً صارت ثلاث مراحل، نكتة الخطأ عقد الأمر على علم النجوم بهذا اللحاظ، يعني الحرمة العقائدية تصير واضحة والحرمة التكليفية أيضاً تصير ضابطتها واضحة والكراهة التكليفية أيضاً تصير واضحة.

إذاً هذا المنجم تركيزه على الساعة ليس هي ساعة القيامة وإنما ساعة ابرام القضاء والقدر الذي يدخل على الخط البداء الأكبر فإن البداء الأكبر إذا دخل على الخط فحتى العرش لا يستطيع أن يفعل شيئاً وتوجد عندنا روايات في ذلك، وهذا من عظمة الوحي وعلوم أهل التي عليهم السلام، وحت الكتاب المبين وهو القرآن لا يستطيع أن يفعل شيئاًن وحتى الأسماء لا تستطيع ان تفعل شيئاًن الذي يصنع ما يصنع هذا اسم اخطبوطي يسمى الاسم المستأثر، فهذا الاسم إذا دخل على الخط غيّر كل ما في العوالم حتى عالم الأسماء الذي هو أعظم عالم على الاطلاق في عالم الخلقة، فالمقصود أن اسم المستأثر الذي دخل على الخط هو منه البداء الأكبر ولا يعلم بهذا أحد غير هل البيت عليهم السلام، فهنا إذاً مراد المنجّم من الساعة هي ساعة القضاء والقدر، فإذا دخل اسم المستأثر على الخط فهو يقوّم الأسماء فضلاً عن العرش والكرسي فإنَّ بين العرش وعالم الأسماء عوالم لا متناهية، فإنَّ العرش العظيم هو بالنسبة لها عصفور أو قطرة في بحر، فإذاً كلام هو في هذا ، فلاحظ أنه ( فقال أمير المؤمنين عليه السلام:- من صدقك على هذا القول فقط كّب بالقرآن إن الله عنده علم الساعة )[3] ، وهذه ليس ساعة القيامة فقط بل القيامة سميت ساعة لأنها ابرام قضاء وقدر، أحد ابرامات اسم المستأثر وإلا فالبحث عام فلاحظ هذه هي النظرة المعرفية لكلمة الساعة عند أمير المؤمنين عليه السلام أين هي ومفسّري البشر وعلماءهم اين هي، ( إنَّ الله عنده علم الساعة ) أي هذه الساعة التي يصير فيها ابرام والتي يدخل فيها اسم المستأثر أي البداء الكبر، فلا تنفع علوم العرش ولا علوم الكري تنفع ولا علوم أم الكتاب تنفع ولا علم القرآن ينفع، نعم هذا الاسم المستأثر يحيط الأول والآخر، وحتى الاسماء لا تنفع فإنَّ هذا هو أب الأسماء وعرشها، فهذا هو معنى الساعة يعني الابرام فإذا أبرم الشيء ووجد عيناً فلا بداء، لذلك عليه السلام ( فقد كذَّب بالقرآن إنَّ الله عنده علم الساعة )، فإنَّ الله عنده علم الساعة يعني أنه امتياز خاص به فهو استأثر به هذا هو المعنى يعني أن البداء الأكبر عند الله، ( نحن قوم نلح في الدعاء قبل أن يبرم القضاء والقدر فإذاً ما اوجد وابرم نسلم لما أوجده الله )، ( وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام )[4] هذا هو معنى التوكّل، والعرش يأتي يخبرك بشيء فهذا من باب فرض المحال ليس بمحال، ولس بمحال يعني تفكيراً، فلو أخبرك العرش بشيء ليكن إيمان بالله فوق العرش، فلو أخبرك جبرئيل بشيء ليكن توكلك على الله أعظم من جبرئيل أو اسرافيل أو عزرائيل، لا أنه يأتيك شيطان أو جني فإن هؤلاء لا قيمة لهم، فإن الملائكة المقربين لو اخبروك بالله ليكن توكلك على الله أزيد منهم قبل أن يبرم القضاء فإنَّ أصل قضية يونس عليه السلام هي هذه، فإنَّ يونس عليه السلام هو نبي مرسل ولكن صار توكل قوم يونس على الله أزيد من النبي يونس عليه السلام والحال أنه نبي معصوم ولكن كان إيمانهم بالله أكبر فكشف الله عنهم العذاب، وهذا هو بيت القصيد، وهو أنه ليكن التوكل على الله أكبر، فلا يغل يدي الله تعالى لا العرش ولا النار ولا الجنة ولا الكرسي ولا الأسماء، بل الله تعالى فوق كل ذلك، وهذا توكل على الله عظيم، وهذا هو بيت القصيد في بحث تحريم النجوم، وهو أنَّ هذه مجرد مخلوقات والله تعالى لا يجعلها مجارياً تشمل كلّ شيء فإنَّ من اعتقد بذلك فهو مخدوع ومغرور بها، لذلك يقول سيد الأنبياء صلى الله عليه وله وسلم وهذا شيء كالمعجزة حيث يقول ( تفاءلوا بالخير تجدوه )، فأنت تفاءل بالخير فإنه حتى لو كان الله قد وكّل كل الملائكة يبرمون هذا الشيء ولكن أنت تفاءل بالخير فالله تعالى يدخل اسم المستأثر على الخط فيجنبك هذا الشر، والتفاؤل ليس في اللسان فقطن وجربوا هذا ولاحظوا كيف يكون هذا وهذا شيء معجز، فحتى لو كان الشر أمامك كصِدام سيارات أو أي شرٍّ معين فحينما تتفاءل بالخير فسوف يتغير المشهد في الثانية الأخيرة فإنَّ الله على كل شيء قدير، وكذلك العكس ( تفاءلوا بالشر تجدوه )، ولو قال شخص إنَّ الشر قد وقع، ولكن نقول عليك أن تتفاءل الآن بالخير لما سيأتي فإن هذه القدرة موجودة عندك فلو تفاءلت بالخير سوف يتبدل هذا الشر إلى خير، هذا هو معنى التوكل على الله، فأصل بحث التنجيم هو هذا وهذا هو لبّه، ( إنَّ الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) فأي إنسان يحتّم ما سيأتي فسوف يؤاخذ من قبل الله، فلا تحتّم حتى لو كانت الأسباب موجودة فلعله يدخل على الخط في آخر شيء البداء الأكبر، فيد ليست مغلولة فلا هي مغلولة لا بالعرش ولا بالكرسي ولا بأم الكتاب ولا بأي شيء ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) بل فوق أم اكتاب ، ( وما تدري نفس باي أرض تموت إن الله عليم خبير، وما كان محمد يدّعي ما ادّعيت )،[5] فإنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع أنه يعلم البداء الأكبر، ولكن بعض العرفاء يصير فرعون في نفسه، ولكن نقول إنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ليس عنده علم بذلك فكيف بك؟!!، في الرواية عن الامام الصادق عليه السلام أنه لماذا عبّر الخضر بتعبير حينما قتل النفس فقال له موسى أقتلت نفساً فمع أنه مأمور بأن يقتله وخشي أن يأتي بداء قبل التنفيذ ولذلك نسب الارادة إلى نفسه ولم ينسبها إلى الله تعالى، فلاحظ أن أولياء المصطفين في آخر لخطة يتوجس بأنَّ السلطة هي لله تعالى فلعله قد يتبدل الأمر في آخر لحظة، ( ما كان محمد يدّعي ما ادعيت، أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من صار فيها صرف عنه السوء والساعة التي من صار فيها حاق به الضر، من صدقك بها استغنى بقولك عن الاستعانة بالله )، وهذا هو بيت القصيد للتحريم العقائدي أو الفقهي للنجوم، ( من صدقك بهذا استغنى بقولك ) فأصلاً هذه الرواية برهان ولا تحتاج إلى سند مع أنه توجد أسانيد عديدة لها ، ( من صدقك بهذا فقد استغنى بقولك عن الاستعانة بالله في ذلك الوجه وأحوج في الرغبة إليك في دفع المكروه عنه وينبغي أن يوليك الحمد دون ربه عزّ وجل )، ففلسفة البداء هو تمحض اللجوء إلى الله تعلى وفلسفة البداء تمحّض التوكل على الله تعالى لا على الأسباب، ( فمن آمن لك بهذا فقد اتخذك من دون الله ضدّاً وندّاً، ثم قال عليه السلام:- اللهم لا طير إلا طيرك )، يعني أنَّ الخوف منك لا من غيرك فإنَّ كل الأسباب منك، ومن ذا الذي يبلغ هذا الايمان الذي لا يخاف من العرش ولا يخاف من النار وإنما يخاف من الله تعالى فهذا بحث آخر، لا أن يخاف من الشياطين والأبالسة والسباع، ويوجد عندنا في الروايات إنَّ أول درجات الشيعي أن يسيطر على السباع فالسباع لا تستطيع أن تؤذيه، فإذا أراد شخص أن يمتحن نفسه في أنه بلغ أدنى درجات التشيّع أن يأمن من افتراس السباع فلا تستطيع السباع أن تفترسه، ( اللهم لا طير إلا طيرك ولا ضير إلا ضيرك )، فلا تدَّعي كذا وكذا، ( ولا ضير إلا ضيرك ) يعني لا تنسبها حتى إلى النجوم ولا العرش ولا لجبرئيل ولا للروح، ( ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك )، وهذا هو التمحّض في الخلوص، ثم التفت إلى المنجّم وقال ( بل نكذّبك ونسير في الساعة التي نهيت عنها ).[6]


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo