< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/04/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: - المسألة السادسة من النوع الرابع ( التنجيم ) - المكاسب المحرمة.

توضيح للمسألة فقط فنذكر التقسيم في التنجيم نفسه ولا نطيل في المقدمة وإن كانت المقدمة أعظم من ذي المقدمة، ما مرّ في كلام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والشيخ محمد رضا المظفر كان على أساس دور الاقرار لا دور الانكار، الانكار شيء يشترك في اثره أسس الدين وأصول الدين وضروريات الدين وقطعيات الدين سيما الثلاث الأسس والأصول والضروريات، وهذا شيء مشترك لا أنَّ المراتب تختلف، فإنكار المعاد حكمه حكم إنكار النبوة والتوحيد، وإنكار الصلاة حكمه حكم إنكار المعاد وحكم إنكار الامامة وحكمه حكم إنكار النبوة وحكم إنكار التوحيد فكلامنا ليس في الانكار فإن الانكار شيء مشترك بين الأسس والأصول الضروريات الثلاث وإنما كلامنا في الاقرار، فإن الاقرار بالأسس هو مفتاح المفاتيح إما للإسلام الظاهري أو للإسلام الواقعي وهو الايمان، هنا يوجد فرق مبدَّه في عند كل علماء الامامية بل عند كل المذهب أن المعاد ليس من أسس الدين وإنما هو من أصول الدين، وأسس يعني المفتاح، لم يشترط فقيه من مذاهب المسلمين لكي يدخل الداخل في الاسلام أو في الايمان أن يتشهد ولا بد أن يقر بالمعاد حتى أن السيد الخوئي رغم أنه جعل المعاد في صف التوحيد والنبوة أو غيره من الفقهاء ولكن بالدقة ارتكازهم وتسليمهم بهذه البديهة الفقهية هي تعطي الفرق بين المعاد من جهة وبين الامامة من جهة أخرى، الولاية أو النبوة أو التوحيد لابد ان تقر بها كي تدخل في حضيرة الامان وإلا فلا تدخل، بخلاف المعاد، نعم بعد أن تدخل في حضيرة الاسلام أو حضيرة الايمان فحينئذٍ تطالب بأن تقرّ بالأصول الأخرى كالمعاد والرجعة والجنة والنار والساعة والصراط والقيامة والملائكة وبقية الكتب والأنبياء، ولاحظوا أيضاً أنه في الدخول في الاسلام لم نطالب بأن أشهد أنَّ إبراهيم نبي الله، حتى في أصل الايمان لم نطالب بأن نتشهد بأن نوج نبي اله أو عيسى روح الله لا في الدخول في الاسلام الظاهري ولا في الدخول في الايمان لكن في الدخول في الايمان لا يكفيني هذا اجمالاً، وإنما أكون مطالباً بالشهادة الثالثة تفصيلاً أربعة عشر معصوماً، نعم بقية الأنبياء بالاجمال فإنه لا مانع من ذلك وتخل الايمان ولكن بعد ذلك تطالب بأن تؤمن بجميع الرسل وتتعرّف عليهم وتتعرّف على الجنة وعلى الصراط، وهذه نكات مهمة جداً مبدَّهة في الفقه، على ضوء هذه النكاة المبدهة لذلك ذكرنا أن المعاد ليس في مصاف الامامة والولاية فضلاً عن أن نقول أركان الفروع من الصلاة أو غيرها، المعاد الكبرى ليس له خطب في الدين كخطب الولاية وكوقع الولاية والامامة وهذه مبدهة في الفقه ولا تقل أين الدليل فإنَّ الأدلة متكاثرة متظافرة مبدَّهة لا بنازع فيها أحد لا أنها في مذهب الامامة وإنما حتى في مذاهب المسلمين إلا أن يخرج عن المسلمين بالمرة فيصير علمانياً فيصير اسلامياً علمانياً مركبا أما اسلامي محض من أي مذهب من مذاهب المسلمين لابد ان تكون عنده أسس الايمان هي مقدمة حت على المعاد، نعم المعاد هو من أصول الدين وليس من أسس الدين وهو المفتاح التي ندخل فيها الدين، وهذا لم يلتزم به احد من مذاهب المسلمين بخلاف أسس الايمان وأسس الاسلام، هذه نكتة الفرق بين الاقرار وبين الانكار فلا نخلط بين المطلبين وهذه من البديهيات ولذلك هذه المباحث كبحث الحدود للمرتد أو بحث الاسلام مطهر من المطهرات في كتاب الطهارة فهو كتاب الطهارة ولكن بما انه قد بحث الايمان والاسلام في كتاب الطهارة بحث معنى الايمان ومعنى الاسلام فبحثه الفقهاء بحوثاً مشتركة مع المتكلمين وكذلك في بحث أن الكفر منجس بحثوا بهذه المناسبة كفر مقابل الايمان أو كفر مقابل الاسلام.

وخلاصة هذه الجلستان أو الثلاث أنه توجد عندنا حرمة عقائدية وتوجد عندنا حرمة فقهية فهما سنخان ونوعان، هنا الفقهاء في باب التنجيم ذكروا ان الروايات الدالة على مساحات وأقسام وأنواع من حرمة التنجيم بعض لسانها حرمته عقائدية، وبعض لسانها حرمة فقهية، وبعض لسان هذه الروايات كراهة شديدة جداً مشتبهة في الحرمة ينين مشتبهة بالحرمة ولكن ليس فيها حرمة فقيهة وبعض لسانها مساحة الحلال المتفق عليه، ونستعرض الآن كلمات الأعلام في الأقوال وأنه متى تكون حرمة التنجيم عقائدية ومتى تكون حرمته فقهية ومتى يكون التنجيم مشتبه كراهة شديدة فيه شبهة حرمة يعني معرضية حرمة، ثم بعد ذلك نذهب إلى الروايات ولسانها، وطبعاً هذا في بحث التنجيم لعلم التنجيم خصوصية بهذا الحاظ نذكر بما مر بنا قبل جلسات من أن التنجيم تارة يبحث في علم التنجيم كتعلم التنجيم وتارة نبحث في عملية التنجيم يعني استنباط كشف المستقبلي أو الراهن أو الماضي وكلامنا في المستقبلي، وهذا يعبرون عنه باستنباط المخفي أو المستور من أحكام النجوم، وهو نفسه عملية التنجيم وهذه زاوية ثانية مرت بنا في التنجيم، وتارة توجد زاوية ثالثة في التنجيم وهي أنَّ اعتقاد الانسان تجاه هذه الأحكام ما هو؟، وطبعاً الآن الحرمة العقائدية ترتبط بالزاوية الثالثة، وتوجد زاوية رابعة ترتب بالحرمة الفقهية وهي تبني برنامج عملي من الانسان مع أحكام التنجيم، مثلا ينجّم لأجل أن يكون سفره متى أو أنه متى يتزوج ، فها تبني عملي وهذا ليس بقول مطلق وإنما توجد قيود سيأتي بحثها، فالزاوية الثالثة الرابعة أكثر شيء التركيز عليها، الزاوية الثالثة وهي اذعان الانسان وهاجس الانسان وتصديقه وهو على درجات، أما الزاوية الرابعة فهي التبني العملي كالبرنامج العملي كأن ألاحظ هل هذه السنة هي سنة حروب أو سنة سلم أو سنة رخاء أو غير ذلك، فيقيد برنامجه العملي بها، وهذا بحث تتناوله الزاوية الرابعة وهي زاوية الحكم الفقهي، وطبعاً نفس الزاوية الرابعة او الثالثة إذا لم تكن بقيود الحرمة فقد تكون من مواطن الشبهة كراهة شديدة شبهة وغذا انتفت قيود الكراهة أو الحرمة فتصير عندنا حلية متسالم عليها، عندنا يكره عقد الزاج ولقمر في برج العقرب بل بالعكس تبني هذا ليس مكروهاً فتجنب هاذ العمل بمثل هذا الحكم لا هو مكروه ولا هو مستحب بل بالعكس فإنه من المستحب أن تراعي هذا الجانب، أو في محاق الشهر سواء بالنسبة إلى السفر أو الزواج أو بالنسبة إلى الأعمال أو بالنسبة إلى جماع الرجل زوجته هذه لا شيء فيها، فإذاً زوايا من البحث يجب ان نلتفت إليها في اقوال الأعلام، وقد ذكر جملة غفيرة من الأعلام بشكل مسلم أنَّ هناك أنوعاً من الحرمة العقائدية أيضاً في التنجيم، فهناك حرمة عقائدية تسالم عليها الفقهاء، النوع الأول من الحرمة العقائدية بأن يعتقد بأن هذه النجوم - ولا أريد أن أت بكلمة جامعة - لا أنَّ لها نفوساً وإنما هذه النجوم والأفلاك لها نفوس وارواح وهذا بهذا المقدار كفر وحرام، وهي تفعل ما تفعل مستقلة بإرادتها عن الله عزَّ وجل، هذا هو القسم الأول من الحرمة.

وقبل أن نأتي إلى القسم الثاني والثالث من الحرمة العقائدية نذكر نكتة مهمة: - وهي أنَّ خلاصة الجلسات الثلاثة قلنا هو التمييز بين الحرمة العقائدية والحرمة الفقهي، وهنا نكتة مهمة دائماً يراعيها الفقهاء في الأبواب وهي أنَّ الحرمة العقائدية ذات درجات وليست درجة واحدة، فهناك حرمة عقائدية تخرج المرتكب لها من الاسلام حتى الاسلام الظاهرين وهناك حرمة عقائدية تستلزم خروج المرتكب لها عن الايمان فلا يصح أن تقول هو مؤمن حتى المؤمن الاصطلاحي فلا تستطيع أن تصلي خلفه لا أنه فاسق فقط وإنما حتى لا تستطيع أن ترتّب عليه أنه مؤمن، وهو نوع من الكفر، فإنَّ الكفر درجات ومنها الحرمة العقائدية، وهناك حرمة عقائدية لا تخرج من الاسلام ولا تخرج من الايمان ولن تجعل الانسان ضالاً علاوةً على أنه فاسق، وهناك حرمة عقائدية لا تخرج الانان من الايمان ولا من الاسلام ولا من العدالة ولكنه ضالاً فليس بعادل لا أنه ارتكب فسقاً وإنما صار قاصراً ضالاً ، فيوجد مقصّر ضال ويوجد قاصر ضال ، والقاصر أهون من المقصّر، فإذاُ توجد اربعة اقسام، وهذه نكتت مهمة وليست في بحث التنجيم فقط وإنما في ابحاث كثيرة، أولاً البحث هو الفرق بين الحرمة العقائدية والحرمة الفقهية، وهذا المبحث نفسه بنفسه هو جدل عظيم قام عند الفقهاء وقد نقّح بالنسبة إلى قائلين بوحدة الوجود وقد بحثها الفقهاء في نفس كون الكفر منجّساً وأنه القائل بوحد الوجود هل كافر أو ليس بكافر الوحد الشخصية وغير ذلك، فلاحظوا شرح العروة سواء المستمسك أو تنيح السيد الخوئي أو كتب أخرى من الشروح أو حواشي العروة فقد بحثوها فهناك قسموا هاذ التقسيم وذكروا نفس الكلام وأن الحرمة العقائدية تارة تخرج من الاسلام، وقد أشار السيد اليزدي أيضاً إلى ذلك، وتارةً الحرمة العقائدية تخرج من الايمان وتارة الحرمة العقائدية تخرج من العدالة فهي لا تخرجه من الايمان وإنما يكون مؤمناً ضالاً يعني مشوب بضلالة ومقصّر وتارة يكون مؤمناً فيه ضلالة ولكنه قاصر وليس مقصراً، فإذاً اولاَ توجد عندنا حرمة عقائدية ثم حرمة فقهية والحرمة العقائدية على أقسام.

هنا الفقهاء أيضاً كذلك قالوا في حرمة التنجيم الان القاصر والمقصر ضال وهلم جرا، أيضاً يوجد قسم خامس وهو أنه تتذكرون أنه مرّ بنا أنَّ من الحرمة الفقهية الفرعية ما هو مرتبط بالعقائد وهو فيما إذا كان الدليل ظنياً فسوف يصير حكماً فقهيا أي حرمة عقائدية فقهية فيها قاصر وفيها مقصر، فلاحظ أنَّ الحرمة العقائدية تنقسم إلى كم قسم فهي ليست بدرجة واحدة، البعض ممن يخوضوا في الأبحاث العقائدية وعلم الكلام إذا لم يخوضو في بحوث الفقه فسوف يظنون بأن كل مخالفة لدليل الحق فهو كفر مثلاً، فالتكفيريين بغض النظر عن داعش او الوهابية او حتى في الوسط الشيعي في فترة زمان الشيخ جعفر كاشف الغطاء صار لغط في الوسط الداخلي الشيعي على الوسط الخاص أنَّ الجسم في المعاد الجسماني لطيف أو غليظ فأحد فقهاء شمال إيران أصدر فتوى أن الذي لم يعتقد بالجسم فكذا والشيخ جعفر اشف الغطاء صحح هذه الفكرة في كشف الغطاء فقال ليس الأمر كذلك، فلاحظوا أنَّ هذه الأبحاث كلها محل ابتلاء فإنَّ الضوابط الصناعية الفقهية الكلامية إذا لم يقنا الباحث فسوف يقع في الخلط وحتى بعض الأكابر يحصل لديهم الخلط إذا لم ينقحوا هذه المباحث، فالشيخ جعفر كاشف الغطاء نقح وذكر هذا في بحث المعاد الجسماني فقال إنَّ أصل الجسمية في المعاد ضرورة من ينكرها يخرج عن الاسلام أما كيفية الجسم وأنه غليظ أو غير غليظ لطيف أو قليائي فهذا لا يمكن ادعاء الضرورة عليه، وهذا ذكره في بحث المعاد الجسماني وأيضاً ذكره في بحث الفقه، فيلزم الالتفات إلى أنَّ الحرمة العقائدية خمس أو ست أقسام وليس قسماً واحداً، وربما فقيه وحتى عنده تضلع كلامي ولكنه لم ينقح هذه الابحاث في الفقه والتي هي مزدوجة بين الفقه والكلام فسوف يخلط، وإنما توجد اقسام وأنواع وليست قسماً واحداً، حتى أنه لاحظوا أنَّ هذه الحرمة العقائدية فإن المنكر هو يرتكب الحرمة، فإنَّ مرتكب الحرمة العقائدية هو المنكر الجاحد، ولكن متى يعذَّر هذا المنكر عند الاشتباه وتارة لا يعذّر؟ لقد بحث الفقهاء هذا، مثلاً افترض أنه مسلم مؤمن ولكنه يؤمن بأن يكون النظام البنكي ربوياً فهل هذا ينكر للضروري أو ماذا؟ هذه نكات يلزم بحثها، نعم هو يؤمن بالدين ولكن الدين هو شامل لكل مرافق الحياة ويتدخل في كل الحياة - لا قصة رجال الدين وإنما نفس الدين كتشريع - فهو لا يقبل بهذا ويقول يوجد قسم آخر، وطبعاً توجد مساحات يوجد فيها لغط وأنه المدنية أين واين الدينية وأين العلمانية فهذا بحث آخر ولكن هذا اجمالاً، أو أنَّ الاسلام ليس فيه قضاء ولا يتدخل في السلة القضائية أو السلطة التنفيذية أو أنَّ الاسلام لا يتدخل في كذا وكذا فهذه بحوث، فالمقصود ان هذه البحوث إنما تتضح إذا نقح الباحث في الفقه هذه الأقسام في الحرمة العقائدية، فمرتكب الحرمة يعين هو منكر أو إذا لم يكن منكراً فهو متذبذب مشكك، وقد مرَّ بنا اجمالاً أنَّ الاقرار يختلف حكمه عن الانكار، وتوجد منطقة وسط فلا هو مقر ولا هو منكر ونما هو متذبذب فهل هذا حكمه نفس حكم الانكار او لا، فهذه بحوث يلزم تنيحها كلها، وبصراحة تنقيحها هو في بحث كتاب الطهارة وأن الاسلام مطهر والايمان مطهر وفي بحث الكفر منجّس سواء كفر الاسلام وهناك تفاصيل في ذلك ولا أقول الكل بسط ال في ذلك وإنما بعضهم أوجزه ولكن الكثير من الفقهاء بسطوا الكلام وفي شرح العروة ربما ستين صفحة، فهذه الأمور يجب أن يلتفت إليها الباحث، إذاً الحرمة العقائدية أو المنكر أو قل المشكك المردِّد - مقابل المقر عندنا مرد مشكك أو مشتبه أو فاحص وعندنا منكر أي يجزم بالنفي والعياذ بالله -، فالحرمة العقائدية على أقسام ودرجات، فهنا في بحث التنجيم قال الفقهاء إذا كان يعتقد بأن هذه الكواكب والنجوم والأفلاك وطبعاً الفرق بين الفك وبين الكوكب هو أن الفلك في نظرية الهيأة القديمة هو جسم لطيف شفاف لا يرى يعني هو نفسه المدار الذي يدور فيه الكوكب فبدلاً من أن تقول المدار والمدار هو عرض مدار دائري توهم أن هذا جسم انبوب هوائي شفاف هو ذال يحرك الكوكب هذا يسمّى بالفلك، والآن في البحاث الحديثة ثبت أن الفلك ليس عَرَضاً فهم في فترة قالوا إن الهيأة القديمة خطأ أما الآن فقد رجعوا وقالوا إن الهيأة القديمة صحيحة من هذا الجانب حيث قالوا إنَّ الفلك هو أنه توجد هناك طاقة هي التي تحرك الكوكب وهذه الطاقة جسم لطيف، وقديماً كانوا يقولون الطاقة ليست جسماً ولا مادة ولكن حديثاً الفيزياء يقولون عن الطاقة جسم ومادة ولكنها لطيفة ولها طول وعر وعمق، فالفلك عبارة عن حزمة طاقة أو شيء هي التي تحرك هذا الكوكب، وحتى لو قلت الطاقة المغناطيسية فإنَّ القوة المغناطيسية هي جسم لطيف لا يرى وقد مرّ بنا هذا البحث أنَّ العلامة الطباطبائي في حاشيه على الأسفار أعظم من العلامة ولكن من باب العبرة العلمية فهو قال إنَّ الحديث المروي عند النبي عند الفريقين بأنَّ الأرض على قرنٍ من كذا غير ذلك هذا موضوع فنحن لا نرى بالعين أنَّ الأرض فيها قرن، ولكن بعد ذلك السيد البروجردي على أثر هذا منع العلامة الطباطبائي أنَّ يحشّي على البحار وهناك قصة عليمة طويلة، فأياً ما كان بعد وفاة العلامة الطباطبائي بست سنين أو سبع سنين الفيزياء بعين مسلحة جديدة اكتشفوا أن المجال المغناطيسي الذي يحيط بالأرض وماسك بالأرض شكله شكل قاف كجبل ولونه اخضر وهو عين ما في الحديث النبوي قبل الف وأربعمائة سنة فالعين المسلحة ترى غير العين العادية، فالمقصود اجمالاً أنَّ الفلكيين وحتى العلم الحديث في الفيزياء الفلكية الآن قالوا إنَّ الفلك هو جسم بهذا المعنى.

ولازلنا نشرح القول الأول في حرمة الاعتقاد بالنجوم فقديماً كانوا يقولون هناك جسم وهذا الجسم له روح ونفس واختيار ويتحكم في حركة الكوكب بإرادة مستقلة عن الله تعالى، فالمشتري شكل وزحل شكل والزهرة شك والقمر شكل والشمس شكل وهلم جرا، هذه نظيرة الفلاسفة القدماء ولذلك هذه كأنما هي آلهة، نعم الله عز وجل هو إله الآلهة فهو خلقها ولكن ارادتها مستقلة وتفعل ما تفعل، فقالوا إنَّ الاعتقاد بالنجوم بهذا النمط يخرج عن الاسلام، فلاحظ أنَّ هذه حرمة عقائدية صاعدة جداً، ولكن دقق أين هو الموجب لهذه الحرمة العقائدية والموجب للخروج عن اهر الاسلام هل للاعتقاد بأنَّ لها نفوس فإنَّ الكثير من الكبار كأنما الظاهر منه ذلك حتى المجلسي فهل أن من يعتقد أن لها نفوس وأجسام ولها كذا هو كفر؟ وأقصد أنَّ جملة عباراتهم توهم هذا الشيء، ظاهراً أنه بهذا المقدار لا يوجب الكفر، أولاً إنه قد ثبت أنه جسم ولكنه لطيف وهو الذي يحرك وكواكب، أما كون الجم له نفس فالان في الآيات والروايات فكل جسم له روح سواء كانت روح صامتة كالجدران، ( وقالوا لجلودهم لم هدتم علينا ) فدققوا ان السؤال هو أنه من ين تقولون هذا الشيء ولم يسألونهم من اين علمتم بهذا أو كيف علمتم وإنما يقولن لهم لم شهدتم أي لماذا تؤدون الشهادة علينا، وجواب الجلود أو الأرجل أو الايدي هو ( أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء ) وأنطقنا ليس أعلمنا لا أنه نفخ فينا روحاً وإنما أنطقنا أي كنا صامتون ولكن الآن سنتكلم، وهذا ليس في هذه الآية الكريمة فقط وإنما يوجد في آيات كثيرة، توجد عندنا روايات عديدة بأن الأرض تتكلم مع أمير المؤمنين عليه السلام حتى في روايات بدء الخلقة عند الفريقين، حتى في روايات بدء الخلقة وأن الله تعالى أراد أن يأخذ من الأرض طينة آدم فامتنعت وإبليس تكلم مع الأرض وتوجد روايات كثيرة بين الفريقين وهذه ليس خرافة ولا اسرائيليات وإنما هي حقائق موجودة في القرآن قبل أن تكون في الروايات، والأرض هي كوكب من الكواكب فتكلم وذو نفس ليس مورداً للكفر، إنما الكفر هي كونها آلهة وهي تدبّر وتقدر وارادتها مستلقة وأنَّ لها المرجع والمآل فهذا هو الكفر، لا أن الكفر بالقول بأنها نفوس كما يظهر من الكثير من عبرات الأعلام أو أن لها أجسام، ولو هناك فرق بين هذا المقام وبقية أجسام الجامدة مثل الجدار وغيره، فالرق أنَّ هذه الكواكب أو الأفلاك أو حركة الأدوار عن طريقها مجريات احداث الأرض ، يعني مثل الآن المد والجزر في البحر فإن هذه حركة طبيعية فهي يؤثر عليها بالرح والمد والجرز له أثر على الحياة السمكية عجيبة غريبة وحتى أن له آثار حتى على اليابسة في الأرض فهو يغير الهواء والبخار وحركة الرياح فهي سلسة حلقات في الدورة الطبيعية، فلذلك حينما تقول الكواكب لها نفوس جاء في ذهن الأعلام هكذا فإنه حينما قتول إن لها نفوس وفيها مجريات القضاء والقدر فيقولون إذاً أنت تقول إنها آلهة، هذا هو سبب تحسسهم من ذلك، ولكن هذا المقدار نراه ليس محله وإلا فالملائكة موكلين هكذا وهذا لا ينافي، فإذا كون الارادة مستقلة هو بيت القصيد في الحرمة المغلظة العقائدية، ويوجد قسم ثاني وثالث من الحرمة العقائدية تسالم عليها الأعلام أيضاً سوف نتابعها إن شاء الله تعالى.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo