< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/04/04

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: المسألة الرابعة من النوع الرابع ( تصوير ذوات الأرواح ) - المكاسب المحرمة.

الرواية التاسعة في الباب من الأبواب التي كنا فيها: - ( لا تبنوا القبور ولا تصوروا صفوف البيوت فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كره ذلك )، وطبعاً بحث القبور يدخل في نفس المطلب مثل ما مرّ بنا.

الرواية العاشرة: - وهي معتبرة أبي الجارود أو الأصبغ بن بباتة والرواية يرويها البرقي عن أبيه محمد بن خالد بن سنان عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة، ومحمد بن سنان توجد قرائن كثيرة جداً على اعتباره وإنما اللغط الذي حوله هو بسبب تخصصه في علوم المعارف، ليس علم الكلام وإنما أسرار المعارف، وأسرار المعارف هي منهجية في المعارف تختلف عن علم الكلام، وربما يقال هي أشبه أو قريبة من العرفان النظري أو لغة العرفان النظري، وهذه اللغة غير مألوفة لدى الكثير من الرواة حتى الفقهاء ولذلك يستوحشون منها، وممن كان ماهراً في هذا الباب سلمان وجابر بن يزيد الجعفي والمفضل بن عمر ومحمد بن سنان وجماعة من هذا القبيل وعادة يوصم هؤلاء بالغلو أو بالخلط، لأنَّ هذا التأويل لأسرار المعارف لغة صعبة وموازينها صعبة لا يألفها حتى الفقهاء، مثلاً الفضل بن شاذان مع أنه متكلم وعنده كتابان في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام مائة منقبة وغيره، فرغم أنه توجد عنده أسرار عجيبة وهو تلميذ محمد بن سنان ولكن ممشاه هو من الطاعنين على ابن سنان فهو بين أن يطعن وبين أن يتوب عن الطعن وهذه قصة طويلة، لأن ممشى الفضل بن شاذان كلامي، فعلى كل لذلك حتى الشيخ المفيد غالباً ممشاه في كتبه كلامي، ولذلك ربما في بعض الأحيان لا يسلم ببعض طوائف الروايات مع عظمة الشيخ المفيد، كروايات الذر ورايات الميثاق، وكذلك الشيخ الطوسي والسيد المرتضى فروايات الذر والميثاق أولوها لأن البحث في نظام اسرار المعارف هو باب آخر غير الكلام، نعم كلام جدال مذهبي حواري يقبلون به، أو بحث عقلي جاف فأيضاً يقبلونه، أما أن يدخل في لغة العرفان النظري نعم له موازين ولكن يحتاج إلى دربة وأنس، ومن هذا القبيل الكثير، طبعاً يوجد غلاة من يلتصق بها الباب ويخلط وهذا زاد الطين بلّة، شبيه العرفان فالبعض فتح باب العرفان وأوّل وهلوس والحال أنَّ هذا ضمن ميزان وإلا فلا، سواء تزيا بالزي الخاص أو بالزي العام، فهو يلصق نفسه بقضايا عرفانية، وربما هو ذاق بعض الشيء وربما التفت إلى بعض الشيء ولكنه فتح باب الهلوسة وهذا مشكل، فعلى كلٍّ هذا باب صعب الورود من دون مراس، وهذا الباب فتح على محمد بن سنان الكثير من الطعن مع أنه جليل كبير، وحينما راجعت النجاشي على ما ببالي أن كل كتب عبد الله بن مسكان الذي هو من أصحاب الاجماع يرويها أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري رئيس قم يرويها عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان، فهي كتب وليست رواية واحدة، فإذاً هذا شيخ اجازة عالم كيف يأتي شخص ويطعن فيه؟!!، يقول ( كل ما رويته من رواية فهو عن حافظة ) فهم ينسبونها إلى ابن سنان ومن هذا التخليط ولكن كل هذه أكاذيب بسبب الحرب العلمية التي تصير بين المتعاصرين فبعض الأحيان تصير هذه القضايا، وإلا محمد بن سنان جليل ، كما أن بعض الطعون على ابن سنان أنه تتلمذ على أبي الجارود زياد بن منذر الزيدي، صحيح أنه زيدي ولكنه من تلاميذ الباقر والصادق وإن كان الصادق عليه السلام لعن أبي الجارود رئيس الفرقة الجارودية في الزيدية، ولكن يوجد عنده تفسير كامل عن الباقر عليه السلام، يعني أن محمد بن سنان تتلمذ على بعض من هم مصدر للطعن أيضاً جر الطعن على ابن سنان، ولكن هدفه واضح، وهو أنه يأخذ أسرار التفسير من أبي الجارود مما رواه عن الباقر أو تفسير جابر بن يزيد الجعفي أيضاً يتابعه يلاحقه، فعلى كل هذه جملة من الأمور، أما صفوان بن يحيى وهو فقيه جليل عابد زاهد يقول كان محمد بن سنان يطير كم مرة وقصصنا جناحيه، فهو زميلهم، ونحن مع احترامنا لصفوان بن يحيى وكونه فقيهاً جهبذاً ولكن ليس تخصه المعارف، لذلك محمد بن سنان يقول أما الحلال والحرام فاذهبوا غلى صفوان في مسجد الكوفة وأما المعضلات فتعالوا لي، وكلام محمد بن سنان صحيح، شبيه زرارة والمفضَّل بن عمر ، شخص سأل مسألة فقهية في محضر الامام الباقر عليه السلام فأراد المفضل أن يجيبه فقال له دع زرارة يجيبه، أما إذا كانت معارف فالمفضَّل، فزرارة باعه أكثر في الفقه بينما المفضل كان باعه في المعارف، فهي تخصصات، فلذك نرى أنَّ الكثير من طعون ابن الغضائري الابن طبعاً هذا بناءً على أنَّ الكتاب كتاب الابن مع أنَّ كتاب الغضائري المتداول لا مستند له وإنما وجد وجادة بعد كم قرن فلا أصل له، والعجيب أنَّ الذي يدعي عدم التساهل في علم الرجال يعتمد عليه اعتماداً كبيراً وكأنه قرآن علم الرجال وهذا امر عجيب فهم يعتمدون عليه حتى أكثر من النجاشي، ولكن نقول إذا كان الارسال هنا معفو عنه كيف الارسال في الروايات لا يكون كذلك فإنه لا وجد فرق؟!!، وقد ذكرت لكم أكثر من مرة أنه على مسلك السيد أحمد بن طاووس ومسلك السيد الخوئي على أساس زعم التشدد في السند توثيق الرواة يعتمد على المراسيل، ولماذا؟ لأنَّ كتب ارجال وساء كان النجاشي أو الطوسي أو البرقي لا يذكرون سندهم إلى توثيق هذا الراوي أو تضعيفه مع انه ليس معاصراً لهم وغنما من قرون سابقة من أصحاب الأئمة، نعم أنا اعترف أنَّ مصادر علم الرجال التي اعتمد عليها النجاشي هي عشرات الكتب ولكن هذا لا يؤدي إلى التواتر الذي يدعيه السيد الخوئي هو أنَّ كل راوٍ ذكر متواتراً حاله من الجرح والتعديل هذه هي دعوى السيد الخوئي، وإذا كانت هذه الدعوى صحيحة فدعوى الاخباريين بأنَّ الكتب الروائية أنها متواترة تكون صيحة ولكن السيد الخوئي لا يقبل بهذا، فلذلك في الحقيقة السيد ابن طاووس توثيقهم وتضعيفهم وجرحهم وتعديلهم بالدقة مبني على الارسال والتسامح في عدم سند أقوال الرجاليين، غاية الأمر بتراكم القرائن أو غير ذلك، نعم تراكم القرائن نحن نقبلها أما انكم تدعون أن الجرح والعديل مسند فلا، فأبداً هو لا إسناد له، وأنتم تعلمون بأنَّ نقل التواتر ليس تواتراً ولا مسنداً أيضاً، والسيد الخوئي نفسه يقول إن دعوى نقل التواتر في القراءات العشر القرآنية لا تزيد الأمر شيئاً وحتى أستاذه البلاغي أو صاحب الكفاية يقول القراءات العشر مرسلة، فهي لا متواترة ولا مستفيضة بل ولا مسندة وإنما اسنادها آحاد وهو قليل ولكن أكثرها مرسلة مع أنه نقل التواتر عليها ولكن السيد الخوئي لا يقبلها، لأنَّ نقل التواتر ليس تواتراً، ونقل الاستفاضة ليس استفاضةً، بل نقل التواتر أو الاستفاضة ليس اسناداً، فإذا كان الأمر هكذا فنفس الكلام يأتي في الجرح والتعديل في كتب الرجال، فهنا السيد الخوئي يغض الطرف وكذلك السيد بن طاووس وكل من يتشدد في السند يغض الطرف أيضاً، وهذا غير صحيح، فهم إذا جاءوا إلى وسط عملية الاستنباط تراهم يتشددون وأنه لابد أن يكون السند صحيحاً أو معتبراً، فأنت في اعتبار السند صغروياً، ولكن في الجرح والتعديل تعتمد على مراسيل فكتب الرجال مراسيل؟!!، ولو قلت إنَّ هذا من باب تراكم القرائن فنحن نقول نحن أيضاً نعتمد في الروايات على تراكم القرائن ولو كانت مرسلة، فهم يبدأون بالإرسال ثم يتشددون في الوسط ثم في نهاية المطاف في الاستنباط يتسامحون ويعتمدون على المراسيل، وكيف يكون ذلك؟ لأن الظهور يعتمد على كتب اللغة سواء النحو والصرف فهذه القواعد المذكورة في كتب اللغة أيضاً هي مراسيل في لسان العرب وصحاح الجوهري وكتاب العين للخليل بن أحمد كلها مراسيل، ولو قلت إنَّ ذلك من باب تراكم القرائن فنقول إنَّ هذا جيد ولكن ليس من باب أنها مسندة وإنما هي مراسيل، فعليك أيضاً أن تعتمد على تراكم القرائن في نفس نقل الروايات، فهم يبدأون بالإرسال ثم يتشددون في الوسط ثم يتسامحون في نهاية المطاف على كتب اللغة، كتب الرجال لا مانع من الارسال وكتب اللغة لا مانع من الارسال، أما كتب الحديث ففيها حساب عسير، فأنت تتصرف هكذا على أيّ وزن؟، إذا كان يجيب الأعلام أن في كتب الرجال أو كتب اللغة هو من باب تراكم القرائن ألا قلتم به في كتب الروايات والاهتمام بكتب الروايات أشد من كتب اللغة وكتب الرجال، فإنه مسلم أنَّ الاهتمام فيها أكثر، فإذاً صارت وتيرة النغمة ليست على وتيرة واحدة وإنما هي وتيرة مقلوبة، هذه ذكرناها مراراً وربما ينسى ذلك فيلزم التركيز على هذا حتى لا ينسى، فكتب الرجال عندهم الارسال لا يضر وكذلك كتب اللغة في الاستظهار، أما في كتب الحديث في وسط الاستدلال فهو يضر، ولكن نقول إذا كان هناك العلاج في البداية والنهاية بتراكم القرائن ففي الوسط أيضاً يكون العلاج بتراكم القرائن من دون فرق.

فالمهم أنَّ كلامنا كان في محمد بن سنان، وقد اسقطوا عنه روايات كثيرة، والحال أنَّ الأجلاء الكبار رووا عنه مئات الروايات، توجد رواية صحيحة السند يترحم فيها الامام الجواد على صفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وسعد بن سعد وغيرهم شخص آخر، يعني نجوم تلاميذ الامام الرضا الامام الجواد بعد موتهم يترحم عليهم، ولكنهم يقولون إنَّ ترحم المعصوم أعم من التوثيق، ولكن هذا عجيب، فإنَّ الامام يدرجه مع النجوم وليس من النكرات، فالسند صحيح ولكن النجاشي يضعفه، فالمهم أن الاجتهاد في علم الرجال قليل والتقليد في علم الرجال متفشي، فهذه الرواية معتبرة ويه معتبرة الصبغ بن نباتة لذلك أبو الجارود زيد بن منذر يروي عن الاصبغ بن نباتة الذي بقي بعد عاشوراء ويروي عن أمير المؤمنين، ( عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:- من جدد قبراً أو مثل مثالاً فقد خرج من الاسلام )[1] ومثّل مثالاً يعني مجسماً أو تصويراً، وهذا اصله حديث نبوي مروي عن النبين وهذه ( جدد قبراً ) قرئت بنسخ مختلفة ( من حدد قبراً ) و ( من جدّث قبراً ) م ( حدّث ) و( من خدّد قبراً ) أربع أو خمس نسخ أو ست نسخ أو المعنى يختلف، ونسخ الحديث هذه موجودة عند العامة وأيضاً موجودة عندنا في المصادر، فتعيينه في ( جدد ) كما أراد الوهابية محل كلام، ( أو مثل مثالاً فقد خرج من الاسلام ) واضح أنه من الكبائر لا أنه حرام فقط، فخطورته هي هكذا، والبعض قال لعل المراد به الصنم وإلا كيف يخرج من الاسلام؟!!، وهناك قبور الكفار الذي مرّ بنا تأويله أمس.

الرواية الحادية عشر: - وهي رواية يرويها البرقي عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة البطائني، والبطائني مطعون عليه ولكن من روى عنه في زمن استقامته يعول على تلك الروايات، وإذا روى عنه واقفي فلا يعلم أنه روى عنه أيام استقامته وإنما ربما روى عنه في أيام انحرافه، كما أنَّ القاسم بن محمد هل هو شخصيتان أو شخصية واحدة فهل الجوهري هو نفسه كاسولا القمي الأصفهاني أو غيره؟ يعني بعد اللتيا والتي صاحب جامع الرواة يصرّ على أنه شخصية واحدة لقرائن ذكرها، فذاك توجد قرائن على وثوق حاله، والمشهور لا يطرحون روايات البطائني أما التي وراها عنه الامامية فلا يطرحونها وكذلك التي رواها عنه واقفي لا يطرحونها وإنما يجعلونها مؤيداً ولذلك ملأوا بها الكتب، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: - ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاني جبرئيل فقال يا محمد إن ربك ينهى عن التماثيل )[2] أي التحريم والتماثيل بتصوير النقش أو تصوير التجسيم.

الرواية الثانية عشر: - وهي أيضاً عن المحاسن عن محمد بن علي وفي نسخة أبي جميلة، وأبو جميلة هو محمد بن علي الصيرفي أو سمينة والصحيح توثيقه مع أنه طعن عليه، فإنَّ الفضل بن شاذان يضعفه يقول ستة من الكذابين المشهورين المفضل بن عمر ومحمد بن سنان ومحمد بن عيل الصيرفي .... فالمهم ان كل هؤلاء الستة الذين استهدفهم هم من نجوم رواة أصحاب المعارف، وقطعاً هي ليست كذباً في الحياة اليومية وإنما هي روايات هو لا يتحملها، والعجيب أن الفضل بن شاذان يقول لتلاميذه لا ترووا عني في حياتي ما رويته لكم عن محمد بن سنان، فإذا كانت روايات محمد بن سنان ضعيفة ولا يعتمد عليها فلماذا يقيد في حياته أما إذا مات فيخرون بها؟!!، إذا واضح أنَّ القضية ليست تابعة لموازين واقعية وإنما يوجد تشنجات عصرية تعيشها أجنحة وتكتلات، وإلا فما هو الفرق الآن بين رواياته في الكلام، فلذلك هذا التحامل والطعون من فرقاء الرواة من الفرق المختلفة معهودة، ونعم التعبير يذكره صاحب الحدائق حيث يقول إنَّ نفس التعاصر يكون سبباً للتشنجات كثيراً ما، فيجب ألا يؤخذ كلام معاصر في معاصر على محمل الجد تماماً، فإنه كثيراً ما يصير عنصر سببه تطرف الحساسيات، فعلى كلٍّ عن أبي محمد علي أبي جميل الصيرفي، وهو ثقة عندنا ، عن سعد بن طريف، وأيضاً هو قابل للتوثيق وهو يروي كتاب الديات المعتمد عليه عن أي جعفر عليه السلام قال:- ( إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله هم المصوّرون يكلفون يوم القيامة أن ينفخوا فيها الروح )[3] ، يعني أنها من الكبائر، يؤذون الله بمعنى أنهم يتطاولون على حدود الله وهذه يمكن أن يفهمها الانسان ولكن كيف أنهم يؤذن رسول الله وما ربط رسول الله بعالم الخلقة فإنه لابد أن يكون له ربط، وهذا يشير غلى مقام الولاية التكوينية لسيد الرسل صلى الله عليه وآله وسلم.

الرواية الثالثة عشر: - وهي قابلة للاعتبار، عن أبي عبد الله عليه السلام: - ( أنه كره الصور في البيوت )[4] .

الرواية الرابعة عشر: - يرويها نفس البرقي عن ابن العرزمي - وهو جيد - عن حاتم بن اسماعيل - وهذا الشخص لا يستحضرني حاله - عن جعفر عن أبيه: - ( أن علياً كان يكره الصور في البيوت )[5] ، ولكن مرّ أنَّ هذه لا تدل على الحرمة لقرينة اقتناء الامام الصادق أو الكاظم عليهما السلام ولو اقتناء أهلهم للصور والتماثيل حتى المجسمة للأطفال.

الرواية الخامسة عشر: - رواية البرقي وهي صحيحة السند عن موسى بن القاسم - ولعل الذي في بالي أنَّ القاسم لا بأس به إن لم نجزم بذلك - عن علي بن جعفر عن أخيه موسى: - ( أنه سأل أباه عن التماثيل، فقال:- لا يصلح أن يلعب بها )[6] وهذه مسألة أيضاً ذكرت وهي أنه هل يصلح أن يلعب بالتماثيل أو لا ؟ فتقتنى شيء ويلعب بها شيء وتصوّر وتجسم شيء آخر، فـ( لا يصلح أن يلعب بها ) يعني حرام.

ولكن هذه الرواية خدش فيها السيد الخوئي عدة خدشات في دلالتها على حرمة اللعب بالمجسمات، وقال هي لا تدل على ذلك.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo