< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

41/03/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: النوع الرابع ( ما يحرم الاكتساب به لكونه عملاً محرماً )، تشبه الرجال بالنساء وبالعكس- المكاسب المحرمة.

الرواية الثانية في الباب السابع والثمانين من أبواب ما يكتسب به:- وهي يرويها الصدوق عن أبيه عن محمد بن يحيى العطار الذي هو شيخ الكليني وهو شيخ روائي أشعري قمي جليل، عن محمد بن أحمد هنا أحمد بن محمد الذي يروي عنه محمد بن يحيى العطار محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري القمي صاحب دبة شبيب، وأمس مرّ بنا أن تمييز المشتركات في أسانيد الرجال من أعضل العضال على مهرة علم الرجال وليس بالشيء السهل وإنما هو صعب جداً، فعندما تقرأ ما تقرأ من مفردات الرجال هذا لا يكفيك في فهم أحوال الطريق ما لم تميز هنا أنَّ أحمد بن محمد هنا من هو وهذه الطبقة من هي سيما إذا كان يوجد تقارب في الطبقة بين الاسم المشترك كيف تميزه واي واحد هو من الخمسة أو العشرة أو الاثنين أو الثمانية فهذه نكات مهمة يسمونها تمييز المشتركات، فهي عن محمد بن أحمد عن أحمد بن أبي عبد الله وهو البرقي، فلاحظ أحمد بن محمد هنا طبقة وهي طبقة الهادي والجواد فأحمد بن محمد اثنين وكليهما شهرين جليلين ثقة أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، ولكن حينما يقولون أحمد بن عبد الله واضح أنه البرقي لأنَّ محمد بن خالد البرقي الكوفي الذي هاجر مع ابنه أحمد من الكوفة إلى أطراف قم في قرية يقال لها بركرود، فبرقي هي قرية في ضواحي قم يسمونها بركرود، فالمقصود أن أحمد بن عبد الله هنا هو الكوفي البرقي، عن أبي الجوزاء، وأبي الجوزاء أياً ما كان قد وثّق وهو زيد أو إمامي ولكنه وثّق، عن الحسين بن علوان، والحسن ببن علوان قيل إنه عامي ولكن استحسن حاله، وقيل إنه زيدي ولعله هو الأقرب والحن أخوه والحسين بن علوان، وعمرو بن خالد فإنه وثِّق وهو راوٍ لكتاب عن زيد بن علي وأقوى الأنظار فيه أنه زيدي ثقة صاحب كتاب، ولكنه ضعّف لأنه منتمي إلى الزيدية وأصلاً كل رواياته عن زيد، هي البترية هل هي زيدية أو هي عامية ؟ لأنَّ البترية المعروف عنهم أنهم يقولون شبيه افترض بالإخوان المسلمين الموجودين الآن وهي حركة اصلاحية اجتماعية بترية في زمن الامام الصادق عليه السلام، فمثلاً الاخوان المسلمين يختلفون عن بقية فصائل العامة فيوجد عندهم هم التغيير واصلاح النظام فهذا هم التغيير واصلاح النظام من أين أتى إليهم فإن بني أمية قالوا إن السلطان ظل الله في الأرض وطاعة الخليفة واجبة بلغ ما بلغ إلا إذا أن يظهر كفراً، فتغيري الحكم من أتى إليهم؟ إنه تأثر بالنهج الشيعي العام لأنه هو الذي يطالب بتغيير الحكم واصلاحه واصلاح المجتمع فأصل الاخوان المسلمين ناشئين من البنّا والبنّا ناشئ من محمد رشيد رضا ومحمد رشيد رضا ناشئ من محمد عبده ومحمد عبدة ناشئ من جمال الدين الأفغاني فسلسلة التـأثر يرجع إلى الجهة الشيعية اجمالاً بغض النظر عن كونهم تأسلفوا وترجموا المذهب السلفي إلى منهج اجتماعي وتغييري، فعلى أي حال هل البترية هم زيدية أو أعم من الزيدية أو غيرهم من العامية؟، والزيدية فرق متعددة والكثير من الفرق الزيدية لا تتبرأ من السقيفة ورجال السقيفة فسموا بترية بهذا اللحاظ، ولكن الزيدية تؤمن بأصل الامامة كنص إلهي لذلك يختلفون عن البترية العامة لأنها لا تؤمن بنص الامامة ولكن تحب أهل البيت والاخوان المسلمين من هذا القبيل من البترية العامة وليس من البترية الخاصة ولكن يوجد عندهم نهج تغيير بهذا اللحاظ، وتوجد رواية عن الامام الصادق عليه السلام لو كان البترية صف من المغرب إلى المشرق لما أعز الله بهم شيئاً من الدين، فعلى أي تقدير فالمهم أن عمرو بن خالد هنا زيدي، فلاحظوا كيف أنَّ المدارس الكلامية تؤثر على فهم المدارس الروائية والرواة، فإذا لم تكن عند الانسان خلفية كلامية في الفقه والملل والنحل لا يستطيع أن يلتفت إلى مشارب الرواة ومساراتهم، ها ما يراد ويقصد من ان علم الرجال يعتمد على علم الكلام وأن المستوى الكلامي والمعرفي للرجالي يؤثر على فتاواه وآراءه الرجالية فيقول هذا غالي وهذا غير غالي فاصلاً مبانيه في الكلام ما هي فيقول مثلاً هذا عامي وهذا خاصي وهذا غير عامي وهكذا كذا وهلم جرا، فلذلك الوحيد البهبهاني والعلامة بحر العلوم والمير داماد والمحقق البحراني الشيخ سلمان الماحوزي كلهم أصروا على أن طعون كثيرة وحتى عند الشيخ محمد حسن كاشف الغطاء عنده رسالة ليفة في رجال العامة وهي مفيدة وكذلك الأميني عنده رسالة وجيزة في رجال العامة وكذلك السيد عبد الحسين شرف الدين موجودة عنده رسالة فكل هؤلاء الأعلام يقولون عن أكثر الجرج أو التعديل عند أرباب الجرح والتعديل من الفريقين مبني على مباني كلامية، فإذا ًهذا مبحث حساس، تنقيح القواعد الكلامية مؤثر ومعرفة المباني الكلامية التي يستند إليها الطاعن منهم، الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي رحمة الله عليهم يأوّلون عالم الذر بتأويلات عجيبة غريبة إلى أن وصلت النوبة إلى العلامة الطباطبائي والملا صدرا والحال أن كل هذا مبني على أنَّ الروح جسمانية الحدوث وهذا ليس بصحيح أبداً، حتى بالبرهان وبالعرفان وحتى ببيانات الوحي الروح تجسمها ليس بهذا الجسم وإنما قبل ذلك خلق الله الروحن وهذا مبحث يؤثر على بواب فحينما يأتي الانسان إلى عالم الذر ولو أن الشيخ المفيد يقبل عالم الذر وعالم الطينة وغير ذلك ولكن حينما يقول شخص بذلك يقول عليه إنه مخلّط غالي والحال أن مبناه غير صحيح، فأقول إن هذه نكات مهمة ولا تقل إنَّ علم الرجال ليس له ربط بعلم الكلام، كلا بل هو صميم جداً، مثلاً إذا كان شخص قراءته للإسلام قراءة علوم اجتماعية وليست قراءة ميتافيزيقية وإنما الدين عنده فقط بعد اجتماعي وكل ما هو ميتافيزيقي يقول هذا خرافات غنوصية وغير ذلك والحال أنه هل الله تلمسه اجتماعياً والجنة تلمسها اجتماعياً؟!! إن كل شيء له موطنه فالمقصود أننا لا نريد الدخول في هذه المباحث ولكن نقول إن الكثير من القراءات لعلم الرجال حقيقة مبنية على مباني كلامية، الآن شخص مذهبه اجتماعي مادي ولو اسلامي إيماني ولكن عنده نزوع مذهب اجتماعي ولكن عليه أن لا ينفي الميتافيزيقيا، فليست كلها فيزيقيا ( أي فيزياء ) وإنما يوجد ( ميتا ) يعني يوجد وراء الفيزياء فتوجد روح ونظام روح وهو أعظم وأخطر وأعقد وأغمض من نظام المادة والفيزياء، فلا افراط في هذا ولا ذاك وإنما لابد من التوازن، فإذا توجد مدارس كلامية كثيرة حتى داخل المنهج الامامي وحتى المذاهب الأخرى وبعضها مشتركات فهه الأمور يلزم أن ننكرها فقبل أن نقول آراء الرجالي ماهي علينا أن نرى مبانيه الكلامية والمعرفية والعقلية ما هي فلا نستطيع أن نتغاضى عن الجار الذي يستند إليه الرجالي، أما أنك تختار هذا المذهب فاختاره ولكن ليعلم أنَّ هذا اجتهادي فتوى رجالية اجتهادية وليست فتوى رجالية بديهية، لذلك ترى بحر العلوم عنده مسلك والمير داماد عنده مسلك آخر فأصلاً الممشى الكلامي للوحيد البهبهاني شيء آخر، وأنا في نظري هو اشد حتى من صاحب الحدائق وهكذا بحر العلوم والمير داماد وهلم جرا، فمقصودي هذه مشارب لا نستطيع أن ننكرها أما أن الانسان يختار أي مدرسة فهذا امر آخر، ولكن هذه موجودة ومؤثرة في علم الرجال هذا اجمال الكلام.

نعود إلى ما كنّا فيه ، فعمرو بن خالد قيل عنه زيدي وهو الأصح وقد مرّ بنا أنَّ البترية قد تطلق على بعض الزيدية وعن بعض العامة، أصلاً كيف نشأت فرق التصوف والباطنية إنَّ هذا بحث مهم ويؤثر حتى على الرجال وحتى على الكلام ، ما هي حقيقة السبأية عبد الله بن سبأ السيد الخوئي اعتمد على كلام السيد مرتضى السكري وأن عبد الله بن سبأ شخصية خرافية وهمية، كلا بل هي لها حقيقة وليست وهمية وما حيك عنها عبارة عن ضجيج اعلامي كاذب من الطرف الآخر ، نعم هو عنده انحراف ولكن ليس الذي يقولونه ، وكذلك ابو الخطاب عنده انحراف وملعون ولكن ليس الذي يقولونه فهذه القضايا يلزم أن نلتفت إليها، حتى المدرسة الفقهية في الرواة تختلف عن المدرسة المعرفية في الرواة، المدرسة الفقهية دائما تهاجم المدرسة المعرفية في الرواة ولا أقول هذا ليس بصحيح ولكن لابد من وجود توازن، ولو هذا الهجوم المتبادل لا يحصل توازن ولكن أيضا المدرسة المعرفية فيها مدارس، كيف الآن في الحوزات العلمية توجد مشادات بين المدارس المعرفية والمدارس الفقهية وهذا موجود أيضاً في زمن الأئمة وحتى بين المدارس المعفية بينها مشادات وكذلك بين المدارس الفقهية يوجد بينهم مشادات، وكما يعبر الراوي يقول في مسجد الكوفة جماعة زرارة يصلون في وقت كذا وجماعة ابي بصير يصلون في وقت كذا وتوجد في هذا المجال روايات صحيحة السند، فحتى المدارس الفقهية يوجد بينها مد وجزر ولكن هذا لا يعني أننا لا نوازن، العراقي يقول المعاصر داء لا يمكن اغفاله فهذه القضايا كلها موجودة لابد أن نأخذها كلها بالحسبان ولا نغفلها في بحوث الرجال، ونحن الآن المعاصرين أحدنا يرى أنَّ هذا الطرف فاسق مطلق وذاك يرى أن ذاك الطرف فاسق مطلق، ومن هذا القبيل توجد هكذا تجاذبات وتشددات، وإلا ليس فقط في هذا العصر وإنما كانت موجودة في كل الأعصار، لذلك لابد من الموضوعية وبنظرة مجموعية بدلاً من أن تكون نظرة احادية البعد، ( عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي )، لذلك هذا السند يسمونه سند زيدية ولكنهم ثقة، وحتى في بعض الموارد السيد الخوئي يبني على هذا السند أما كيف السيد الخوئي هنا لم يراجع؟!!فهاذ بحث آخر ( عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليه السلام أنه رأى رجلاً به تأنيث في مسجد رسول الله عليه وآله قال اخرج من مسجد رسول اله يا من لعنه رسول الله صلى الله عليه وآله )، فواضح أن يرتكب محرم ، وهنا يوجد عنوان التأنث فتأنث الرجل حرام فإذاً في مقابله ترجل المرأة حرام أما أن هذا العنوان كم درجة فيه فهذا يلزم بحثه، وليس قصة لعن ولكن هكذا الاجهار من أمير المؤمنين عليه السلام واخراجه من المسجد واضح في انه ارتكب معصية، ( ثم قال علي عليه السلام سمعت رسول الله صلى اله عليه وآله يقول لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال )[1] فإذاً التأنث أو الترجل نوع من أنواع التشبه وإلا فالعنوان الأصلي هو التشبه، حتى في حديث آخر ولكنه مرسل ذكره الصدوق ( أخرجوهم من بيوتكم فإنهم أقذر شيء )[2] ، وبهذا الاسناد يعني الزيدية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:- ( كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالساً في المسجد حتى أتاه رجل به تأنيث فسلم عليه فرد عليه السلام ثم أكبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الأرض يسترجع ثم قال مثل في أمتي إنه لم يكن مثل هؤلاء في أمة إلا عذّبت )[3] وعذّبت يعني أنها من الكبائر، لأنَّ العذاب في الدنيا إنما يرسله الله عزّ وجلّ إذا ارتكبت الأمم الكبائر وكبائر الكبائر وليست الصغائر فهذا أيضاً يدل على أنه محرم ومن الكبائر.

إذاً هذا الباب فيه عدة روايات معتبرة ورد فيها عنوان حرمة التشبه وعنوان حرمة التأنث أو الترجّل.

وأيضاً في كتاب النكاح في أبواب النكاح المحرم الباب الرابع والعشرون وأبواب حدّ اللواط الباب الثالث الحديث الخامس: - طبعاً باب تحريم السحق على الفاعل والمفعول وتحريم اللواط ولكن ليس كلامنا في هذا فإنه اقصى أنواع التشبه وهو أشد أنواع التشبه وأشد انواع التأنث والترجل وهذا مفروغ منه ولكن نحن نريد العنوان العام، الحديث الخامس في هذا الباب، الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن القاسم عن جعفر بن محمد عن الحسين بن زياد عن يعقوب بن جعفر، وأنا راجعت ذلك من مدة مديدة أحوال علي بن القاسم وجعفر بن محمد والحسين بن زياد ولكني نسيت ذلك، عن يعقوب بن جعفر ، ولكن وجه الدلالة في الرواية أنه قال ( سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام أو أبا إبراهيم عن المرأة تساحق المرأة فكان متكئاً فجلس وقال ملعونة ملعونة الراكبة والمركوبة وملعونة حتى تخرج من أثوابها ) وأثوابها مقصوده عليه السلام أن الذنب يكسب الانسان ثوباً، وسمي الذنب ذبناً لأنه جوهر ظلماني يتبع الانسان، والآن غير الجوهر الظلماني الذي يتبع الانسان فهذا الثوب ( ولم تلبسك الجاهلية من مدلهمات ثيابها ) أي الهيئات الاخلاقية تكون لدى الانسان في ملكوت البرزخ غير المرئي للإنسان، وحتى في ملكوت الدنيا والعالم البرزخي الأدنى تكون بهيئات وهذه تكون كأثواب يتقمصها بدن الانسان غير المرئي، فيقول عليه السلام ( ملعونة حتى تخرج من أثوابها ) أي قبل أن تصير ملكات، فالأثواب هالات معينة ظلمانية نتيجة ارتكاب الكبائر، ( فإنَّ الله وملائكته وأولياءه يلعنونها وأنا ومن بقي في أصلاب الرجال وأرحام السناء فهو والله الزنا الأكبر ولا والله ما لهن توبة قاتل الله لاقيس بنت إبليس ماذا جاءت به )، يعني أصل هذا الفجور هو من شياطين الجن علموها للإنسان، ( فقال الرجل:- هذا ما جاء به أهل العراق[4] ، فقال:- والله قد كان على عهد روسل الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يكون العراق وفيهن قال رسول الله لعن الله المتشبهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء )، هذه الرواية وأمثالها يقول السيد الخوئي لا نستطيع أن نتمسك بعموم المتشبهات، لأنه هنا جعلت في الرواية مصداق الفجور اللواط التأنث من الملوط به والسحاق ترجّل من المساحِقة للمساحق بها، فإذاً المراد من التشبه هذه الدرجة، ولكن نقول إنَّ هذا مصداق ذكر لا أنَّ الحرمة مقتصرة على هذا المصداق، بدليل الرواية التي بعدها، وإلا الروايات المعتبرة التي مرت بنا قبل قليل ذكرت التأنث فلأنه عنده ميوعة قال رسول اله صلى الله عليه وآله إنَّ هذه من الكبائر وهو من المتشبهين والحال أنه لا يمارس هذه الأعمال، فالميوعة هي في نفسها من الكبائر بغض النظر عن كونها مقدمة لهذه الأعمال توجب العذاب.

الرواية السادسة في نفس الباب:- وهي عن الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن عبد الله، وعلي بن عبد الله ظاهراً هو الواسطي وهو ثقة في هذه الطبقة، وإن كان علي بن عبد الله في هذه الطبقة مشترك بين كثيرين، وعبد الرحمن بن محمد يعني اثنين يروون عن أبي خديجة، وأبي خديجة هو سالم بن مكرم فعلى كلٍّ الرواية معتبرة عن ابي عبد الله عليه السلام قل:- ( لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال وهو المخنثون واللاتي ينحكن بعضهن بعضاً )، يعني التأنث حرام، وكذلك الترجّل حرام أيضاً، فأقصى شيء هو الفجور يبدأ من التأنث والتأنث درجات، فإنَّ طبيعته عنوان تشكيكي ويبدأ حتى من لبس اللباس وهلم جرا، مثل الألبسة التي يروجها الغرب لشبابنا وكأنما هو فتاة تتأرجح في قسمات جسمها، فبالتالي هذا نوع من التأنث ويصدق عليه عنوان التأنث، فإذاً هذا ليس مخصوصاً بالفجور كما احتمل السيد الخوئي بل هو أعم.

هذه روايتان في هذا الباب.

وأيضاً في أبواب اللواط كتاب الحدود أبواب حدّ اللواط الباب الثالث الحديث الخامس: - وهي موثقة السكوني قال:- ( قال أمير المؤمنين عليه السلام إذا كان الرجل كلامه كلام النساء ومشيته مشية النساء ويمكّن من نفسه يُنكَح كما تُنكَح المرأة فارجموه ولا تستحيوه )[5] ، طبعاً هنا الرجم مخصوص بالملوط به وواضح في أنَّ أفعاله هذه من المحرّمات، فكلامه كلام النساء يعني هو محرّم، لأنه تأنث، ومشيته مشية النساء يعني هي تأنث ومن المحرّمات الملابسة لمحرم أكبر فهي محرمة أيضاً، لا أنها ليست محرمة، وربما بالفحص تجد أدلة أخرى في الأبواب الأخرى المشابهة مثل أبواب ما يحرم بالنكاح أو أبواب ما يكتسب به وأيضاً بواب حدّ اللواط فول راجع الانسان هذه الأبواب لتوفر على روايات أكثر فأكثر في تحريم عنوان التشبه وعنوان التأنث أو الترجّل فإنه محرم من المحرمات.

إذاً تمت الكبرى، ويقع الكلام في ضبط عنوان الموضوع، وما هو معنى التأنث وما هو معنى الترجّل وما هو معنى التشبه فهل كل مشابهة بين الرجل والمرأة حرام أو لا؟

أول نقطة في العنوان بعد حصلنا على هذه الكبرى من عدّة روايات:- وأنا مطمئن أنَّ هناك الروايات كثيرة أخرى لم نوردها وكفي بذلك استفاضة وتمامية لجزم المشهور لحرمة عموم عنوان التشبه وعموم عنوان التأنث أو الترجّل ولكن يبقى الكلام في الموضوع وحدود ما هي لضبطه، السيد الخوئي أثار عدة صور لا بأس بأن يتعرض لها الباحث، ولتنقيح هذا الموضوع قبل أن نختم البحث فيه ونحن الآن في مرحلة تفصيل البحث وقوقه، فأولاً عنوان التشبه كما مرّ بنا، وحتى عنوان التأنث أو عنوان الترجّل هو عنوان تشكيكي بالاصطلاح المنقي أو هو متفاوت الدرجات بالاصطلاح اللغوي، وتوجد رواية لم نقرأها الراوي فيها يروي عن فاطمة بنت أمير المؤمنين عليه السلام وقد بلغت من العمر عتياً، فالمهم أنها ذكرت له عليها السلام أنه ( حتى المرأة ولو كانت عجوزاً الترجّل بدرجات خفيفة مكروه لها فلا تعطّل المرأة نفسها )، يعني قرطيها أو قلادة أو ما شابه ذلك، فحتى هذه الدرجة مكروهة فتوجد درجات خفيفة جداً من التشبه حكمها الكراهة، وتوجد درجات مثل جلوس المرأة في نادي الرجال فهذا نوع من الترجّل وهو من أخلاق قوم لوط ومن هذا القبيل فبالتالي هذه نكتة أولى في ضبط الموضع وأنه ذو درجات ، فالخفيفة منه بلا شك أنه مكروه، نعم حينما تشتد وتصير ميوعة وترجّل من قبل المرأة فهذه الدرجات تصير محرّمة، الآن مصاديق الترجّل في المرأة أيضاً بعض الألعاب الرياضية هل هي ترجل للمرأة وكيف ذلك وما هي فلسفتها يجب أن نبحثها، فتوجد صور عديدة سنواصل الحديث عنها.


[4] ويقصد أن هذه روايات اهل العراق.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo