< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

40/07/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: القسم الثالث ما يحرم لتحريم ما يقصد منه شأناً بيع السلاح من أعداء الدين

نستعرض الآن الروايات الواردة في هذه المسألة ، وسبق أن مرّ بنا أنَّ هذه المسألة وهي حرمة بيع السلاح على أعداء الدين أصل هذه المسألة كما نبه على ذلك السيد الخوئي وقبله السيد اليزدي وبعده السيد الخميني وغيرهم من الأعلام الكثير قصدهم من هذه المسألة تطبيق لقواعد وأحكام اهم من هذه المسألة إنما هذه المسألة عبارة عن آلية من آليات برنامج أكبر أو وظيفة اكبر تستطيع أن تقول وهي أنَّ هناك وجوب تنامي قوة المؤمنين في كل ابعاد القوة هذه هي الوظيفة الأصل ، وهذه وظيفة يخاطب بها كل فرد فرد من المؤمنين والمسلمين في قبال اعداهم ، نعم هناك فرق بين العد وغير العدو والمسالم والمهادن أقسام ودرجات ، المباينة تعني التوتر والهدنة على درجات والصلح على درجات كما مرّ بنا والمعاهد والمسالم والعداوة على أنواع وأقسام فتوجد عداة فكرية عقائدية وتوجد عداوة سياسية وتوجد عداوة مالية ، فالعداء على أنماط وأنواع أيضاً ، فكل هذه يجب أن يكون هناك تمييز فيما بينها ، فأصل هذا الحكم وهو حرمة بيع السلاح على أعداء الدين ، وأيضاً جملة من المحشين هنا قالوا هذا الحكم وإن كان يختلف شدة وضعفاً ولكن إجمالاً الأدلة تشير غلى أنه من الكبائر بل هو عظيم من العظائم ، فإذاً هذه المسألة ليست كالمسائل التي مرت بنا ، يعني هي أشد خطورة من بيع العنب على من يصنعه خمراً أو بيع الخشب على من يصنعه آلات موسيقي أي البعد الاخلاقي ، وإنما هذه المسألة مرتبطة بنظام ولاية أهل التي عليهم وبمشروع أهل البيت عليهم السلام ، وبمشروع الايمان وكل المسائل الفقهية التي ترتبط عن قرب بمشروع نظام الايمان سواء كانت بصيغة دولة أو بغير صيغة دولة فلا يفرق هذا الشيء حينئذٍ تكون من الأحكام البالغة الأهمية جداً شبيه الدفاع عن بيضة الدين حيث يتعاظم ملاكها اعظم من غيرها.

فإذاً هذه المسألة وهي حرمة بيع السلاح على أعداء الدين متنزّلة تطبيق آلية من آليات ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ هذا الخطاب بتسالم من علماء الامامية مفعّل وغير مجمّد في الغيبة الكبرى بأي صيغة من الصيغ وبأي آلية من الآليات أعدوا لهم ما استطعتم من قوة في مقابل من يخالجه نية العدوان على المؤمنين أو على المسلمين ، هدف القوة وتناميها وتوسعها ليس التطاول والتجاوز والتعدي حتى على الكفار وإنما فلسفته الردع ، ولذلك هذه البحوث ذكرتها في كتاب عدالة الصحابة أنَّ ماهية وهوية حتى الجهاد الابتدائي عند فقه الامامية بشواهد ضرورية في الفقه الامامية وليست شواهد اجتهادية ، لأنه إذا كانت شواهد اجتهادية فالمسألة تكون اجتهادية تابعة لاجتهاد ذلك المجتهد من علماء الامامية ولو المشهور ولكن تبقى اجتهادية ، وأما تارة القضية فوق التسالم فهي ضرورة او تسالم فيكون طابع معلم المذهب ، وقد ذكرنا شواهد فقهية في الأبواب في كتاب عدالة الصحابة بينت أنَّ فلسفة وغاية الجهاد الابتدائي الذي هو غير دفاعي بالدقة بالمنطبق العصري غايته دفاع وردع وليس تطاول وتعدي على الآخرين ، أما كيف فهذا بحث طويل ، لذلك هذه الآية الكريمة تجمع كل وظائف الجهاد والدفاع ووظائف فقه الدولة وهي ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ حسب تصريح السيد اليزدي والخوئي والخميني ، تنامي القوة لنظام الايمان ، نعم تنبثق من هذه القاعدة قاعدة أخرى وهي حرمة تقوية أعداء الدين ، العلامة الحلي في كتبه يقول كثيراً وإن كانوا مسلمين ، يعني أعداء الايمان ، أو مسلمين أعداء للإسلام حتى الاسلام الظاهري الصوري وما أكثره ، وهذا تقريباً تسالمت عليه كل كلمات الفقهاء ، وربما اقرأها لكم يعني الشيخ المفيد صرّح أنَّ المراد بأعداء الدين يشمل حتى فئات من الملمين الذين يبيتون أو يبرمجون ويبنون خطوات للاعتداء على الايمان والمؤمنين أو الاسلام والمسلمين فهو يشملهم ، فهذا يصرحون به فالمراد من الدين في الرتبة الأولى الايمان وفي الرتبة الثانية الاسلام الظاهري.

فلاحظ كيف أنَّ الخارطة كيف هي واضحة عند كلماتهم ، وهذه المسألة لا تراجعوا فيها حواشي المكاسب فقط بل حاولوا أن تراجعوا في هذه المسألة من الصدوق والمفيد والسيد المرتضى والطوسي في كتبه وابن براج وابن زهرة والحلبي وابن إدريس والمحقق الحلي والعلامة وعلماء الحلّة إلى أن تصل إلى صاحب الجواهر وغيره من المتأخرين ، وهذا برنامج كما سيتبين لنا وظائف اساسية لمسؤولية وعهدة الايمان نظام الايمان والولاء للإيمان ، عند هؤلاء العلام اجمعون عبر هذه القرون أن اعداد القوة وتناميها وتوسعها في كل المجالات أمني أو علمية أو آلية سياسية نظام سياسي ، يعين الدولة الظاهرة هذه آلية من آليات القوة ووكلها فهذه القاعدة مفعّلة ووظيفة أساسية عند كافة علمائنا ، الآن شخص يريد أن يكتب رسالة في هذا المبحث وجذوره فسوف يرسم خارطة مهمة ، وهذا مهم فكل واحد يأخذ بعد فيها ولك واحد يأخذ زيّاً فيها فهي مهمة جداً ، طيلة هذا الاشتغال عشرات السنين لم أجد هكذا افصاح من علماء الامامية عن خارطة الطريق في الغيبة الكبرى ما ذكروه في مثل هذا الموضع ، وفي مثل هذه الأيام بحث في هذا المبحث أكثر وأكثر فتستحق أن يكتب فيها الانسان كتاب ورسالة لأنها تعطيك خارطة كبرى متسالم عليها في زمن الغيبة الكبرى بين علماء الامامية وهذا شيء مهم وضروري ، فمن المهم جمع الكلمات وتحليلها وتبويبها وتنقيها وفقراتها وأدلتهم التي يستندون إليها فإنَّ هذا شيء مهم جدا ً، فإذاً آية ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ لا يخصصها علماء الامامية بحال الحرب فالتفت إلى ذلك ، خطأ الكثير من الباحثين حتى من الفقهاء الماضين من استدل بهذه الآية الكريمة في خصوص باب الجهاد والدفاع ، كلا بل بتصريح من علماء الامامة أنَّ هذه الآية تسمل حتى حالة السلم هذه الوظيفة موجودة وليست مختصة بحال الحرب وخوف الحرب وقد مرّت بنا هذه المسألة إما هدنة أو مباينة أو سلم ، والهدنة درجات ، هدنة أكيدة وتوجد هدنة متوسطة وتوجد هدنة معاهدة وصلح والصلح وثيق وصلح غير وثيق إلى أن تصل إلى المباينة وهي التوتر واشتداد العداوة أرضية نشوب الحرب إلى أن تصل إلى الحرب ، فيوجد تسالم هاهنا من كلمات علماء الامامية أنَّ ﴿ أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ هذه الآية أوّلاً هي مفعلة الآن ولا يشترط في تفعيلها حضور المعصوم فهي ليست مشروطة بحضوره ، فهذه الآية الكريمة مشروع عظيم وقلادة كبيرة وخارطة مركزية كبيرة إلى الوظيفة في الغيبة الكبرى ، فهي ليست شعاراً وليس كلاما ثقافياً وإنما هو كلام عليم صناعي وهو أنَّ آية ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ بضرس قاطع السيد الخوئي لا يقول أنا هذا رأيي الاجتهادي بل يقول هذه بداهة ، فراجعوا كلمات المتقدمين أنَّ آية ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ بضرورة مذهب الامامية وبضرورة الدين آية غير معطّلة وآية غير مجمّدة في الغيبة الكبرى ، لذلك هذه الروايات الشريفة الواردة في هذا الباب وهو الباب الثامن من أبواب ما يكتسب به لا يكترثون بها بقدر اكتراثهم بالآية الكريمة يقولون هذ شرح للآية الكريمة وبند صغير من بنود الآية الكريمة ، أصل البحث هو الآية الكريمة ، أصل هذه المسألة وهي حرمة بيع السلاح على أعدا الدين هي آلية وفرع يسير من تلك القاعدة التي هي ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ ، سواء كان قوة مالية أو بنكية أو نظام بنكي عالمي أو عملة أو سلاح مصنع أو اقتصاد قوي أو زراعة قوية غير ذلك ، ويسمونها كما مرّ القوة التي تقلب ميزان القوة ، واللطيف تعبير العلماء هنا يقولون إن المراد من ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ حرمة بيع السلاح ليس المراد أي قوة ونُتَف من القوة الفردية ، وإنما المراد تلك القوة التي تستلزم قلب موازين القوى بين شعبين أو بين دولتين أو بين فئتين ، يعني سلاح استراتيجي سواء كان نفطاً أو غير ذلك ، كما الآن في العرف البشري الاستراتيجية وهي كلمة اللاتينية تعني السيطرة التي توجب قلب موازين القوى بين محاور بشرية ، هنا الأعلام يقولون إنَّ ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ تشير إلى هذا المطلب وأنَّ هذه الآية الكريمة مفعّلة.

فإذاً أوّلاً هذه الآية هي الأساس ، وثانياً إنَّ هذه الآية الكريمة مفعّلة في الغيبة الكبرى وفي غير الغيبة الكبرى وليست مشروطة بحضور المعصوم أو في خفائه ، وثالثاً إنَّ هذه الآية ليست مخصوصة بالجهاد في حالة الحرب ، بل حتى في حالة السلم وحتى في حالة وردية السلم بتنصيص من الأعلام فإنَّ ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ أنت دوماً تسعى إلى القوة ولكن الغاية كما مرّ ردعية وليست تطاولاً على الآخرين وإنما دفاع ، ويسمونه الآن دفاع ناعم في مصطلح العرف البشري ، يعني دفاع من دون حرب أفضل تجنب عن الحروب هو الردع عن الحروب أي تخوّف الطرف الآخر من أن يشن الحرب أفضل سلم هو الاخافة من الحرب الردع عن الحرب ، وهو أعظم أنواع السلم ، وطبعاً هو من آليات السلم ، لأنه توجد آليات أخرى من السلم ، فالغرض هو الأمن وليس الغرض أو اشعال الحروب ، وهذه نقطة مهمة في آية ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ التي هي كما مرّ بأنها قمة المركز في رسم خارطة المسؤولية في الغيبة الكبرى لأنها ليست مخصوص بحال الحرب وليست مخصوصة بحال المباينة بل هي حتى في حال السلم ، لذلك الفقهاء هنا قالوا يحرم بيع السلاح على أعداء الدين حتى في حال السلم والسيد الخوئي متشدد جداً أشد من المشهور أو أحد الشهرتين فإنه يتبنى أحد الأقوال المشهورة فهو يقول حتى في حال عزّ السلم يحرم بيع السلاح على أعداء الدين الكفار ، أما من المسلمين فيفصّل ولكن مع ذلك مع اشتداد العداوة يقل حتى في حال السلم وإن لم تكن هناك مباينة لا يجوز ، فلاحظ أنه توجد عندنا سلم هدنة صلح وتصير رمادية مباينة وتصير حالة حرب ، فحتى في حالة السلم الوردية يقول السيد يحرم بيعهم ، يعني هذه الآية ليست مخصوصة بباب الدفاع وباب الجهاد بتسالم الفقهاء وإنما تعم كل الأبواب ، دائما كنت أنبه وفود جامعية من المؤمنين وما شاء الله توجد غفلة على مستوى أساتذة جامعات ومستوى نخب سياسية وكتل سياسية ما الفرق بين التخصصات العصرية السيادية والتخصصات الخدمية .؟ أصلاً لا أحد يعلم بذلك ، توجد عندنا وزارات خدمية وتوجد وزارات سيادية ، كلا بل كل وزارة خدمية فيها جانب سيادي ويوجد جانب خدمي ، هذه الآية قول ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم ﴾ أعدوا لهم كفاءات سيادية ، الخدم خدّام شرفاء ولكنهم خدم وليسوا أسياد أصلاً مغيّب عن الوعي العام الاكاديمي وغيره ، ما هي التخصّصات السيادية ، فتوجد أمّية في معرفة التخصصات ، أمية مستفحلة إلى النخاع سببها أنَّ هذه الآية الكريمة جعلناها وراء ظهورنا وهي ﴿ وأعدوا لهم منا استطعتم من قوة ﴾ ، والحال أنه بتسالم علمانا في هذه المسألة يقولون هذه وظيفة كبرى ليس فوقها من وظيفة كبرى ، الجهاد أو الجهاد الدفاعي أحد فروعها ، أصل الوظيفة والمنظومة الكبيرة هي هذه ، شغل شاغل وليس على مدار أربع وعشرون ساعة وإنما على مدار العمر كله ، وسبحان الله أنت لاحظ لا توجد آية في القرآن الكريم تتحمل فريضة من الفرائض ليس فهيا تقييد وجوب ولا فيها تقييد واجب ولا يوجد فهيا تقييد سقف العمل ، فليسلها قيود وجوب ولا قيود واجب لا كماً ولا كيفاً وإنما هو أفق مفتوح على أكبر مصراعيه ، وهل لاحظت وظيفة في الشريعة هي هكذا ؟!! ، فتابعوا القرآن الكريم وآيات الأحكام وظيفة وفريضة مثل هذه الآية ليست موجودة ، فهذا شيء مهم ، وهذه نكات مهمة نحرزها من كلمات علماء الامامية في خصوص هذه القضية ، فإذاً خارطة الاستدلال وبنية نظام الفقه فقه المسؤولية العامة فقه الوظيفة الفقهية الولائية لولاء الايمان عند علماء الامامية بالتنصيص بقالب فقهي عندهم الوظيفة الكبرى هي اقامة نظام الايمان سواء كان نظاماً اجتماعياً أو نظاماً ثقافياً أو أي نظامٍ كان ليس صيغة الدولة فقط إنما صيغة الدولة هي أحد الآليات وإنما اقامة نظام الايمان ، وهذا سعي حثيث لا هوادة فيه ، ولعل هذا ألمر خاص بشريعة سيد المسلين ولا اتثور أنه موجود في الشرائع السابقة ، فـ ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ ليس يعطل بحال من الأحوال.

القاعد الثانية كما يقول العلماء الأعلام تنبثق من هذه القاعدة وهي حرمة تقوية أعداء الدين ، فتارةً يقولون الكفار وتارة يقولون أعداء الدين مطلق اعداء الدين وإن كانا من الملمين أعداء الايمان أو حتى أعداء ظاهر الاسلام كأن يساوم على ثوابت الاسلام مثلاً ، وهذه القاعدة الثانية يعتبرونها تحت خيمة القاعدة الأولى التي هي ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ ، بعد ذلك يذكرون بأن الدفاع والجهاد الدفاعي ايضاً من فروع هاتين القاعدتين ، حتى باب الجهاد كلّه من فروع هاتين القاعدتين فلاحظ كيف أن هاتين القاعدتين كيف هما وسيعتان.

فلاحظ الخارطة الصناعية التي يبينونها فإنَّ هذا مهم الفقيه إذا لم يعِ الملاكات المنصوص عليها والمدلل عليها أهمية ورتبة كيف يوازن أبواب الفقه وكيف تير عنده سياسية فتوائية وسياسة تدبيرية في الفتوى وفي رعاية المجتمع المؤمن أو المسلم فإنه يلزم أن يعرف الخريطة وكيف يشخص الفقيه الأهم من المهم ، إنه بهذه الرتب الصناعية ، بعد ذلك يقولون ومن فروع هذه القواعد والمسائل تأتي مسألة حرمة بيع السلاح على أعداء الدين.

فإذا لم تقرأ هذه المسألة بهذه الخارطة القواعدية الخلفية لم تلتفت وتفهم الروايات الخاصة بهذه المسألة ، هذا هو نصّ الأعلام ، في ظل هذا الجوّ فلاحظ هذا ممشى الفقهاء ، وهذه فائدة صناعية لملكة الاجتهاد الفرق بين ممشى السطحي والممشى الاجتهادي الفقاهتي وهو أنَّ النص لا تتعامل معه بمعزلٍ عن القواعد العامة فإنَّ هذه قراءة خاطئة للنص الخاص الوارد في أي مسألة ، وهي قراءة سطحية قشرية جمودية ، إنما تفهم النص وعمق النص وغور وغوص مضمون النص بأن تقرأه في ظل تلوين القواعد العامة العمومات العامة التي هي بمثابة أصول دستورية في الفقه وفي الدين ، مراراً هذا المبحث اثرناه ونثيره ، هذه فائدة معترضة ، حينئذٍ نأتي إلى الروايات الخاصة في المقام فإذاً كيف نقرؤها.

وعلى ضوء هذا التحليل قبل أن نقرأ الروايات الخاصة أّكر جملة من كلمات الأعلام كقران عامة تؤثر في قراءة هذه النصوص الخاصة:- وهي أنَّ يعض الأعلام مثل السيد الخميني قال بأنَّ هذه النصوص وردت في بيئة المؤمنون لم يكن لهم نظام دولة ، في عصر المعصومين سيما في زمن الصادق أو الباقر عليهم السلام ، أما دولة المختار صارت ورجعت ، فالكلام يقوم بالدولة غير المعصوم أي نواب المعصوم مثل المختار ، ولعل المختار أول دولة يقوم بها غير المعصوم من اتباع المعصوم عليه السلام ، فلعها أول دولة ، ولذلك هذه لها سابقة عظيمة للمختار الثقفي أنه أوّل بادرة في اقامة أمارة - ولا نقول دولة - أي أمارة من الأمارات يقوم بها تابع من تابعي المعصومين علهم السلام ، وهذه تجرية مهمة جداً وعظيمة جداً ، وترحّم الامام السجاد على المختار وغير ذلك وهلم جرا فهذا بداية تجربة اعداد قوة ، فالمهم أنه توالت بعدها دول شيعية كثيرة من اتباع أهل البيت عليهم السلام كدول الزيدية في شمال إيران ، يعني شيعة بالمعنى العام ، وغير ذلك ، وكلامنا في عهد المعصومين عليهم السلام حتى في دولة الأدارسة في أقصى المغرب توجد بعض الشواهد على أنها بإيعاز من الامام الصادق عليه السلام شيئاً ما أو غير ذلك ، وهذا غير بحث الثورات وإنما بحث الدول.

فعلى أية حال جملة من محشي الكاسب يقولون إنَّ النصوص وردت في مورد لم تكن هناك دولة اثنا عشرية فيلزم أن نقرأها فميا إذا أقيمت دولة يرعاها اتباع أهل البيت فإن الحال يختلف هنا ، فيقولون إن هذه قرينة يلزم أن نأخذها بالحسبان ، وفي جلستين أو ثلاث ذكرنا هذا المطلب وهو أن الفقهاء في باب البغاة استناداً إلى كلام أمير المؤمنين عليهم السلام قسموا تارة الخارجين على نظام المؤمنين أو نظام المعصوم في حالة هدنة مع أنهم توجد عندهم عداوة ولكنهم مسالمين مهادنين ، وتارة يباينون المؤمنين ويبيتون الحرب فتصير مباينة وفي كلام امير المؤمنين عليه السلام الخوارج مادامت يدهم في أيدينا ولم يشنوا علينا حرباً ولم يخرجوا علينا بالسيف لهم دخول المساجد ولهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ولهم من بيت المال ، ولكن حينما بدأ الخوارج يتجمعون ويخرجون عن المجتمع الايماني ونظام الايمان وتجمعوا في النهروان أو حروراء أو غيرها من الموارد فهذه يسمونها مباينة ، يعني إنه لا يريد أن ينضوي تحت دولة الايمان وإنما يريد أن يصنع دولة داعشية ، فهذه يسمونها مباينة ، هذه الدرجة هي مباينة ، فإذا شن الحرب يعني من الخضراء إلى رمادية فإن المباينة رمادية أو صفراء ثم بعد ذلك تصير حمراء ، والمقصود من هذا المطلب وهو أنه في نفس أرض المسلمين في أرض واحدة يريد أن يباين ، فتارة يكون في أرض أخرى ليس تحت سيطرة المؤمنين أو كيان المسلمين فهذا بحث آخر ، وتارة يكون في نفس هذه الأرض يريد أن يباين ويشكل نظاماً آخر فهذه يعبرون عنها بالمباينة فدلتين في أرض واحدة لا يمكن وكيانين في أرض واحدة لا يمكن ، فهذه يسمونها مباينة ، هذه المباينة يعني هي منشأ للحرب ، يعني أنَّ الدرجة ارتفعت من خضراء إلى صفراء تنذر إلى أن تصل الأمور إلى الحمراء ، هذه الدرجات يقولون يجب أن نقرأها في الروايات ، وهي ليست ضابطة ثابتة ، يقول الفقهاء هذه الروايات يجب أنَّ لا نقرأها ، لأنَّ الموضوعات متحركة متبدّلة ، فإنَّ الظروف والبيئات تختلف مصداقاً وتطبيقاً وصغروياً ، هذه نكتة نفيسة جداً أشار إليها الأعلام ، فلاحظ أنَّ قراءة النص تحت ظل القواعد تختلف عن قراءته جموداً على حرفية ألفاظه.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo