< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

40/06/22

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: قاعدة وجوب دفع المنكر.

كنا في تصوير الواجب الكفائي عند السيد اليزدي وهذا البحث كما مر لم يستوفى في الأصول من كل زواياه ولذا اضطر الأعلام هاهنا أنّ يحرروه ، ولأنَّ الوجوب الكفائي يشكل خطورة وأهمية في معرفة الأحكام الشرعية في أبواب فقهية حساسة كثيرة خطيرة انبرى الأعلام هنا لتصوير وتمحيص الوجوب الكفائي ولأنَّ البحث في المقام وهو وجوب دفع المنكر مرتبط بالوجوب الكفائي بالتالي عرّج الأعلام على الوجوب الكفائي وغلا فبحثهم هو في قاعدة وجوب دفع المنكر ، وقاعدة وجوب دفع المنكر التي هي قاعدة من قواعد المسؤوليات العامة وليست المسؤوليات العامة منحصرة فيها ولكنها قاعدة من قواعد المسؤوليات العامة ومرّ بنا أن التعبير القانوني العصري الوضعي عن الواجب الكفائي يعبر عنه بالمسؤولية العامة ، وأعاود وأؤكد على نفسي والاخوة وهو أن معرفة العنوان المحاذي من القانون العصري للعناوين الفقهية التقليدية ضرورة للنشر الديني ، بل ليس ضرورة للنشر الديني فقط بل ضرورة لتفعيل واحياء الفقه في الحياة المعاصرة فإن تفعيل الفقه في الحياة المعاصرة خطوة جبّارة في هذا المجال معرفة الترجمة الموازية المحاذية للعنوان التقليدي الحوزوي مع القانون القانوني العصري فهذا مهم جداً ، لأنَّه في الحقيقة توجد ثمرة اخرى هي مسببة لهذا المطلب احياء الفقه في الحياة المعاصرة لأنه في الحقيقة الآن الكثير من موضوعات البيئة المعاصرة إذا أراد شخص أن يستوضح حكمها الشرعي يجب أن يلتفت إلى أن هذا العنوان ما هو العنوان المحاذي له في العناوين التقليدية المعروفة في الفقه الحوزوي أو في العلوم الدينية ،فهذه نكتة مهمة جداً.

ونضم ضميمة لهذه الفائدة وهي قد ذكره الكثير من فحول أساطين الفقه وهي أنَّ العناوين الفقهية الموجودة في القرآن الكريم أو في الروايات اكثر بأضعاف من العناوين التي ذكرها الفقهاء في الفقه طيلة عشرة قرون.

ونضيف عبارة أخرى ذكرها الأساطين:- وهي أنَّ الأبواب الفقهية الفصول الفقهية المسائل الفقهية الموجودة في القرآن الكريم وسنَّة المعصومين عليهم السلام أكثر أضعاف العناوين والفصول والأبواب التي عنونها الفقهاء ، هذه الأبواب التي عنونها الفقهاء والفصول والعناوين هذه بضع ما ذكر في القرآن وسنة المعصومين هو الذي تنبه إليه الفقهاء طيلة ليس قرناً واحداً وإنما جهود عشرة قرون أو افترض اربعة عشر قرقرن مع عصر وعهد النص وإلا ما هو موجود من عناوين وأبواب وفصول مسائل وعناوين أكثر أضعاف ، ولذلك هذه احد براهين ان القرآن الكريم وسنة المعصومين والدين يوكب بيئات الآن نحن لا نتفطن إلى شموليته لها وإلى مستجدات ، لأنَّ فقه الدين لا ينحصر فيما تنبه وجهد الفقهاء في استنباطه واستخراجه وهذا بحث آخر وهذا مسار ثالث أو رابع ، مسار الفقه التقليدي ، في الفقه التقليدي مرّ بنا أنَّ الفقه التقليدي ليس هو فقه الأعلام المعاصرين وإنما هو رشحة من رشحات الفقه وإنما الفقه عشرة قرون ، والذي لا يستطلع جهود الفقهاء في هذه العشرة قرون لا يلم بعروق الفقه وجذوره لأن كل جيل له سهم واسهام ، مجموع الأسهم يجب أن تلم بها ، هذا مشار وفيه تفاصيل الذي هو مسار الفقه التقليدي ، وهناك مسار القانون الوضعي فهو مسار وكيف ننتبه إليه وكيف ننتبه إلى العناوين المحاذية في القانون العصري والفقه والوضعي فهذا ضروري جداً ، أصلاً أحد تضلع الفقيه أن يعي الترجمة سواء إذا أتي بقانون عصري يعي ترجمته في الفقه ما هي أو العكس من تضلعه الفقهي وشموليته وقوته الفقهية ، فهذا ينفع قوة ولا أنه يفيد الضعف ، يف في نفس المسار الأول فيه تفاصيل كذلك هذا المسار ، المسار الثالث كما مرّ بنا وهو الأول الأصل في الحقيقة هو مسار العناوين الواردة في تراث الوحي سواء الكتاب أو سنَّة المعصومين عليهم السلام فهذه الأمور كثيراً يومياً الانسان يسمح آيات الله في الصباح الباكر يرى كم هو عدد العناوين والأبحاث لم تثَر في الفقه هي موجودة في القرآن الكريم ، فللك هذا الأمر ذكره فحول الفقهاء ، فيوجد عندنا ثلاث مسارات على أقل تقدير المحاذاة بينها يوجب الوفرة بثراء عظيم في ابحاث الفقه وهذا الذي ذكره الفحول في الفقه الآن بعينه يأتي في العقائد ، يعني الذي يلم بالاصطلاح التقليدي في علم الكلام مع الكلام الجديد مع الفلسفة مع العرفان مع مسار الوحي المحاذاة عدم المحاذاة هذا ينفع الانسان جداً في تضلعه ، إذا لن تأت له من أحد الاشكاليات على الفلاسفة العلّية المعلولية وغير ذلك بل علي أن تأتي له باصطلاح آخر ، أصلاً هذا الاصطلاح لم يرد في الوحي ومن قال إنه كفوء مثلاً ، يعني الذي يحبس نفسه في جو الفلسفة اليونانية مثلاً لا يستطيع أن يدرك مدارس أخرى وهذا اشتباه وقصور ، وكذلك إذا لم يقارنه بمسار الوحي في المعارف فالكلام هو الكلام ، فهذه نكات ليست ففقط في الكلام والعقدية والمعارف وعلم افلقه بل أيضاً الكلام هو الكلام في علم الأخلاق وعلوم الروح وعلوم النفس ، الاصطلاحات الكلامية أو الفلسفية أو العرفانية ، شخص لا يعرف المعارف إلا أن تأتي لله باصطلاحات عرفانية ، ولكن من قال لك أنَّ هذه اصطلاحات عرفانية كثيراً ما الأنبياء والوحي يوصلون عناوين أعظم بعناوين أكثر اثارة أكثر فاعلية أكثر تأثير ، وحتى في العلوم الروحية الكلام هو الكلام ، هذه نكات الترجمة في العلوم بين المسارات المختلفة والاصطلاحات المختلفة تعطي لباحث باعاً ولا تجعله يتيه في ذلك ، يفهم اثارة يفهم الشبهة أو السجال وهذا شيء مهم جداً ، طبعاً أوسع الآفاق بلا شك هو الوحي وإنما هذه النتاجات الأخرى هي نتاجات بشرية.

على كلٍّ هذه توصية منهجية مهمة في الاستنباط في كل العلوم سيما الدينية.

فإذاً بحث الأعلام في حقيقية الواجب الكفائي اضطروا إليه من هذه الجهة ، فإذاً السيد اليزدي وكلمت الآخرين ولا نقول فقط السيد اليزدي ولكن البارز هو السيد اليزدي نقّح وحرر هذا المطلب ، وهذا البحث الذي يثيره الفقهاء يستفيد منه حتى الاكاديميين حتى القانون الوضعي ، وأنا بدون تبجّح وبدون تبختر أقول إنَّ تحقيقات الحوزة حتى في القانون لا تدانيها التحقيقات في القانون الوضعي ولكن لمن يتبحّر ويتوسّع فإنه سوف يستفيد كثيراً ، جامعة أصفهان العام الماضي اكتشفت أنَّ كتاب الشرايع للمحقق الحلي في عهد القاجار أو الدولة الصفوية - حيث حددوا التاريخ - ترجم كتاب الشرايع للمحقق الحلي إلى اللغة الفرنسية ، قبل أن تصير الثورة الفرنسية وقبل أن يؤسس القانون الفرنسي المنتشر الآن في الدول العربية وغيرها ، وأنَّ سبب الكثير من التشابه في بحوث كثيرة للقانون الفرنسي هو أخذاً من كتاب الشرائع المأخوذ من كتاب الشرائع المترجم إلى اللغة الفرنسية ، وأنا لا أريد الخوض في هذه البحوث ولكن هذا مؤثر في التضلّع ويمكن نشر نور الوحي بهذه الآليات ، هذه نفثة منهجية ولكها ضرورية تعطي بصيرة لعقود من السنين للعمل والمسار العلمي للإنسان فلا يمشي الانسان من دون بصيرة منهج في بناء الكيان العلمي ، لذلك ضروري حتى في الحوزة انشاء مركز أو منتدى أو دار أو شيء تعني بالمقارنة وأنا أقصد حوزويين متضلعين يتضلعون في القانون لأنه يصير أقوى وأكفأ.

فإذاً النكتة المهمة التي أثارها السيد اليزدي في الواجب الكفائي أنه الوجوب في الواجب الكفائي عين الوجوب في الوجوب في الواجب العيني ولا فرق بينهما مستقل وغير ذلك ، الاختلاف بين الواجب الكفائي والواجب العيني هو في الواجب وليس في الوجوب ، إنما الوجوب مستقل واستغراقي وانتشاري وغير ذلك وهذا مبحث مهم جداً مرّ بيان آثاره أهميته.

الركن الثاني الذي يركز عليه السيد اليزدي في الواجب الكفائي في توضيح المسؤولية العامة ويا لها من مبحث مهم ، أصلاً قبل أن تبحث الجهاد أو الفقه السياسي أو الفقه المني أو الاقتصادي أو انشاء دولة وغير ذلك ابحث هذ المسؤولية ما هي وما هو الشريان الدموي فيها ؟ الشريان الدموي فيها هو الواجب الكفائي وهي المسؤولية العامة ولذلك هذا الذي انجزه محشي المكاسب فتح عظيم ، حتى في موالاة أهل البيت عليهم السلام والاسهام في مشروعهم وتحمل المسؤولية كما مرّ بنا مراراً.

الركن الثاني الذي ركز عليه السيد اليزدي غير الوجوب ما هو ؟ ، أيضاً هذا الركن الثاني خطير إلى الغاية وإذا لم يتم كأنما ثمرة الركن الأول لا تتم ، الركن الثاني في الواجب الكفائي أو المسؤولية العامة التي يذكرها السيد اليزدي ن فلاحظ هذا مبحث هو روح الأبواب الفقهية فإن طبيعة الأبحاث الأصولية هي هذه ، منهج صاعي أو منهج اخباري ها هنا يعين مثل هذه المباحث للصناعة ، صناعة سيّالة ، فالركن الثاني يؤكد ويصر عليه السيد اليزدي ببراهين سنذكرها باختصار هو أنه يقول إنَّ ما قيل في الواجب الكفائي أنه واجب جمعي أيضاً هذه مسامحة ، يقول صحيح انه جمعي ولكن بالدقة ليس جمعياً ، حمل الحجر ، الآن أنت ترى شركة مقاولات تريدان تبني مسجداً فهل بناء المسجد ينجزه واحد ؟ كلا بل لابد من وجود فريق بنا وفريق كهربائي وفريق كذا مجموعات كيف أنا أقول صحيح أنت صورة تتخيل أن هذا جماعي مجموعي ولكن بالدقة هو فردي ، وكيف ذلك ؟ يقول لأنَّ أصل الواجب الجماعي ليس مقدورا مباشر للأفراد ، فلاحظ هذه دقة هندسية صناعية ثاقبة جداً ، فأنت ينما ترى العمال والبناءين والمهندسين بالدقة ترى أنَّ عملهم يصبّ في شيء مجموعي كمسببات لاحقة أما نفس العمل المباشر فهو فردي جز جزء لبة لبنة ، فيقول ذاك ليس مقدور بالدقة ، المقدور أنت تستسهل بها قطرة قطرة وهذه القطرات تتجمع فتصير حوضاً ، صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين حينما ذهب مع جماعة من الصحابة في صحراء قرعاء فقال لهم اجلبوا لي الحطب فقالوا من أين نجلب الحطب فقال لهم ليأتي أحدكم ولو بالقشَّة فجمعوا ذلك فرأوا أنه صار كومة كبيرة ، فهذه الكومة ليست مقدورة ولكنها تتجمع وتصير كومة ، السيد اليزدي اقتبس نفس الفكرة فيقول إنَّ أصل العمل المجموعي ليس مقدوراً مباشرةً ولا هو مجموعي ، الواجب الكفائي مسببه - وليس السبب - آثاره اللاحقة مجموعية أما هو بالدقة نفسه مثل الواجب الفردي أو العيني ، أنت من زاويتك من خندقك من موقعك من مسيرك من مسارك هذا المسار وهذا المسار وذاك المسار يتجمّع هذا البنّاء وهذا العامل وذاك العامل نعم هناك من ينظم ويدبّر وهو الوالي أو المشرف أو المدير ، يعين هو ينسّق بين ويوالف بين جهود المتكثرة ، فيصبغها حينئذٍ بصيغة مبنى كامل وعمارة كاملة بنيت ، والأصل الاسهام كله هو أبعاضي ، فإذاً لماذا سمي هذا واجباً كفائياً ؟ لأنَّ طبيعة هذا الواجب أن أثره في المجموع ملاكه في المجموع فإذا هذه نكتة مهمة ، وما هي ضابطة هذا الواجب الكفائي بعبارة أخرى ؟ يقول بعبارة أخرى: بالدقة الواجب الكفائي على كل فرد فرد حتى يؤاخذ في القبر والقيامة يقول الواجب عليه أت الواجب عليك أيها الفرد اعدادات مقدمات تهيئة أرضية ، أما ذاك الجسم المجموعي ينوجد من قبل الوالي أو المدير أو المدبر يتكاثف يتجمع يتناسق من مجموع الاعدادات ، وأنت لا يوجد لك اي مبرر أن تتخلى عن هذا المقدار من موقع المسؤولية الذي عليك وتؤاخذ بإثم الجموع لأنك أخللت بثغرة ، أنت من الأول موظف بهذه الثغرة وذاك بتلك الثغرة وذاك بتلك الثغرة فلا تقل لأي أنا ليس علي ذلك ، بل مسؤوليتك أن تؤدي هذه الثغرة قام الآخر بدوره أو لا ، فلا وجد عندك معاذير بل عليك ان تقوم بدورك ، شبيه وصية سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم للرماة في جبل أحد يوم معركة أحد قال لهم سواء هزمنا أو انتصرنا لا تغادروا مواقعكم فإنَّ هذه الحيثية مهمة ثم حصل النصر ثم الفشل أو الهزيمة ثم النصر ، فهنا السيد اليزدي يقول بالذات في العمل الجماعي بالدقة الواجب ليس هو هذا العنوان حتى غسل الميت من يستطيع أن يحمل الميت وحدة ويضعه ويقولبه بل لا بد أن يكون مجموعياً ولكن أنت تعال وساهم بحصتك للإعداد ، هذه الاعدادات تجتمع تولّد جسماً مجموعياً ، طبيعة الواجب الكفائي هي هكذا ، وكأنما السيد اليزدي هكذا يقول ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ وهذه الآية الكريمة عجيبة ويهي من معاجز الآيات القرآنية لأنها عنوان لكل مسؤولية عامة ، عنوان للجهاد عنوان لإقامة الدولة عنوان لإقامة الاقتصاد عنوان لإقامة المجتمع الصالح ، عنوان لكل شيء تريده ، لماذا الله عزّ وجل ركز على الاعداد ولم يركز على ( واتخذوا القوة أو ابنوا القوة أو املكوا القوة استحصلوا القوة ؟ هذه عبارة تقطع المعاذير حيث قال ﴿ وأعدوا ﴾ فصحيح أنَّ القوة لا تقدر عليها فهل لا تقدر على الإعداد أيضاً ؟!! أنت لم تصر سلطان الثروة في الشرق الوسط فلا أقل ابنك أو جارك أو أخوك المؤمن ، فليست قصة بناء نفس ، إذا لم تستطع أن تصير عالماً فلا أقل ساهم ربي أو غير ذلك ، لذلك إذاً ﴿ أعدوا ﴾ يعني الاعداد ، وإذا تتبعنا عنوان الاعداد في القرآن الكريم ﴿ ولوا أرادوا الخروج لأعدوا له ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ﴾ فلاحظ أنَّ الاعداد مسير طويل ، فذلك هنا يصير السيد اليزدي ويقول أبدأً خطأ الذي يفسّر الواجب الكفائي بالإعداد أيضاً المقدمة الموصلة فهذا أيضاً خطأ لأنَّ هذا ايضاً غير مقدور بمعنى الايصال الفعلي القريب ، فمن قال لك أن هذا يوصل أو لا يوصل فإن هذا غير مقدور ، إذا حصرنا الواجب الكفائي بالمقدمة الموصلة المعدة وغير ذلك أيضاً يصير تخاذل ويصير أن الواجب الكفائي يلقى على الأرض وهذا خلاف الضرورة كما يقول السيد اليزيد لا المقدمة بقيد موصلة ما يدريني أن هذا ينفع او لا بل عليك أن تقول نفع أو لم ينفع ، ولذلك السيد اليزدي يقول ركن ثالث في هذا المطلب ، والآن كم ركن صار لدينا ؟ صار وجوب فهو حدد الوجوب وحدد الواجب وهو الاعداد والثالث هو الاعداد ولومن بعيد وليس إلا من قريب ، الرابع الذي يؤكد عليه أو قل هي صياغة أخرى لهذا وإنما اجعله رابعاً السيد اليزدي يقول أصلاً العمل المجموعي حكمة للوجوب في الواجب الكفائي لا أنه هو عين الوجوب الكفائي وهذه عبارة صناعية ظريفة جداً يقول الواجب هو هذه المقدمات البعيدة اعداد فقليلاً قليلاً تمشي حتى تصل ، نفس ذلك البناء المجموعي البناء يتكون فذاك هو حكمة التكليف ، من قبيل الحكمة والغرض وليس هو نفس متن الواجب إنما متن الواجب هو هذه الاعدادات ، إذا فهم الواجب الكفائي والمسؤولية العامة بهذا الطراز في تدوين الرسائل العملية وفي الفقه يصير حينئذٍ احياء لأداء ودفع للتقصير الحاصل في الأمة بشكل عظيم ، وهذا شيء عجيب ، يعني هذه الضابطة عظيمة جداً ، هذا هو كلام السيد اليزدي في المقام وقد تعرضنا قبل ذلك إلى كلام السيد الخوئي وكلام السيد الخوئي كلامه على ضيق دائرته من الضروري الاطلاع عليه وليس بوسع ما ذكره السيد اليزدي.

هناك كلام للسيد الخميني أيضاً لطيف في هذا المجال:- وهو صناعي وحساس جداً ، وأنا لا أنفي ولكني وقفت عليه عنده أما أنه قد التزم به الآخرين قبله أو لا فالله أعلم ، والكلام ليس هو هذا وإنما الكلام هو أنه توجد نكتة نفيسة جداً وهي أنه يقول إنَّ الواجب الكفائي ليس كله على وتيرة واحدة وإنما هذا اشتباه عند تصوير الأعلام ، يقول من الخطاء المنتشرة في هذا التنقيح العلمي والبحث العلمي البحث العلمي أن نجعل الوجوب الكفائي على وتيرة واحدة وهذا ليس بصحيح ، يقول إنه من باب المثال أنَّ بعض الواجبات الكفائي مثل صخرة كبيرة لابد أن تحمل فهي تحمل من قبل جماعة عشرون أو ثلاثون ، ( يا قالع الباب الذي عن حمله ..... عجزت أكفٌّ أربعون وأربع ) ولكن في المصادر الصحيحة التاريخية عجز عن حملة سبعون شخصاً ولكن لا أدري كيف قال الشاعر هذا الشي خطأً ، وإلا فالموجود في الروايات والمصادر عجز عن حمل باب خيبر سبعون نفراً ، فيقول ليس كل الواجب الكفائي هكذا وهو أنَّ تحمل حملاً وإنما هذا نمط ، وإنما يوجد نمط نم الواجب الكفائي يرتبط بطبيعة ملاك الفساد أو طبيعة ملاك الوجوب ، مثلاً الشارع حينما يبغض الزنا فهو لا يبغض الزنا كمجموع مثل الحجر تحمله ، وإنما هذا الزنا مبغوض وذاك الزنا مبغوض وهذه الفاحشة مبغوضة وهذا شرب الخمر مبغوض ، كل فردٍ فرد يوجد بغض من الشارع له ليس فقط المجموع ، لازم ذلك لكي يكون الجو العام صحياً سليماً من الفساد الفحشاء أنَّ هذا الزنا يترك وذاك الزنا يترك وهذا شرب الخمر يترك وذاك شرب الخمر يترك ، صحيح المجموع يساهم ويكون سلامة بيئة وجوّ المجتمع وطهارة جوّ المجتمع وسلامة وصحة جو المجتمع ولكن أيضاً هذا الزنا بنفسه حتى كفرد يبغضه الشارع ، ولو افترضنا والعياذ بالله انتشار لظهرة فساد معينة فإن زيادتها ولو بفرد أيضاً مبغوضة للشارع ، ولا يقال العقدة انفضت كلا بل حتى أي بفرد زيد في ذلك فهو مبغوض للشارع ، وساء كان امتداداً زمانياً أو امتداداً افرادياً لأن المبغوض هو مبغوض للشارع ، إذا كان هكذا حينئذٍ وجوب دفع المنكر هذا العنب الذي لدي مبغوض للشارع أن أمكّنه لمن يصنعه خمراً فها نوع من الخمر وذاك حينما يعطيه عنباً فذاك نوع من الخمر وشرب الخمر ، فيقول الاشتباه والغفلة التي تصير فهي في التشبيه بين الفساد الموجود في الخمر مع رفع الحجر فرفع الحجر واجب كفائي ولكن هذا غير ذاك ، في الجهات ايضاً الكثير من المجاهدين يشتبه فيقول نحن أوّلاً وآخراً لا نستطيع أن نقدر عليهم ولكن أنت تضعف العدو وتنهكه افصل من ترك العدو يأتي بتمام قوته وستولي على هذه المنطقة فهو يستولي منهك غير ما يستولي وهو قوي ، ولذلك أحد فلسفات حرمة الفرار من القتال انه لماذا تفر بل لا أقل أن تكبّد العدو أقصى ما يمكن من الأضعاف ثم بعد ذلك قد يأتي بوجبات أخرى أو قد تصير معوقات أخرى للعدو ، فما يدريك بالحسابات كيف ، من قال لك إما النصر وإلا فلا ، إن هذا خطأ فلا تحدد الواجب الكفائي بوحد معين فإنَّ هذا اشتباه وهذا هو الذي يريد أن يؤكد عليه السيد الخميني لأنه في الواجب الكفائي درجات وأنواع وأقسام ، أحد الاشتباهات التي توجب التخاذل العام عن المسؤولية العامة هو الجهل بأن نمط الواجب الكفائي هو نمط واحد أو درجة واحدة وهذا اشتباه.

وهذه المباحث التي نأتي بها اليوم كلّها مرتبطة بتفسير بمسيرة الحسين عليه السلام إلى كربلاء ، أحد المعان أنه يا ابن رسول الله هل ترجو النصر ؟ ، فقال له هذا محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر الطيار ، فهم لا يدركون الآفاق التي يدركها الحسين عليه السلام ، إما كعكة كاملة أو لا ؟!! من قال لك هذا ؟!! ، أيَّ درجة أنت تكسبها من العدو فهي مكسب ، وهذا عكس ما تظن ، أي اثارة أو أيّ عرقلة للعدو هي مكسب ، فمن قال لا.

فعلى كلَّ لا نستعجل هنا توجد نكات لطيفة في بحث الواجب الكفائي نؤجلها لما يأتي.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo