< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

40/06/20

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: قاعدة وجوب دفع المنكر.

كان الكلام بين الأعلام معرة إذا راجعنا حواشيي الفحول على المكاسب أو تقريرات المكاسب لهم أثر الأعلام هنا بحثاً في حقيقة الواجب الكفائي بما لم يثيروه في كتاب أصولي ، يعني هنا دققوا في الواجب الكفائي بتدقيق صناعي لم ينجزوه في علم الأصول وانصافاً هنا البحث حساس جداً ، لأنَّ الواجب الكفائي في نفس كلام الأعلام يعني المسؤوليات العامة والحق العام وهناك هم يلمسون أن هناك موع من القعود أو التقصير أو العصيان العام والترك للكير من الواجبات الكفائية تحت معاذير سببها الأول هو الجهل وعدم الوعي لقالب الواجب الكفائي، وتعبيرهم حتى لدى أهل العلم فضلا عن عموم المؤمنين مركوزات خاطئة في حقيقة الواجب الكفائي فما هي حقيقة الواجب الكفائي ، مرّ بنا كلام السيد الخوئي ولو أنه كلام فيه تنقيح من جانب وفيه وعدم تنقيح من جوانب عديدة ولكن انجزها الآخرون مثل السيد اليزدي والسيد الخميني وغيرهما من الأعلام في تنقيح الواجب الكفائي ، السيد الخوئي كما مرّ بنا أمس يقول في الجماء أو في النفوس أو الأعراض الخطيرة أو بيضة الملمين أو بيضة الدين أو بيضة الايمان يعني الحومة المركزية أو موارد قوة وشكة السملين أو قوة وشوكة المؤمنين قال ضرورة العقل والدين والمسلمين قائمة على أن دفع المنكر فيها أمر لازم ، دفع المنكر يعني من المقدمات البعيدة يجب أن تُفشِل مخطط الذي يريد أن يقوم بالمنكر سواء كان عدواً أو كان منتسباً للمؤمنين او المسلمين وليس مرادهم أن تسدّ المقدمات بأسلوب ساخن بل حتى لو كان بشكل ناعم فلعله أنجح وأنجع ولكن بشكل تفوّت الفرضة ، فعند السيد الخوئي الأمور واضحة بدرجة الضرورة ، طبعاً هذه النفس المحترمة الواحدة هكذا فكيف بك بقوة الايمان ودار الايمان ، عند السيد الخوئي واضح الأمر أنه من المقدمات البعيدة يلزم أن تصع وقايات ، الآن هذه قوة المؤمنين في الاقتصاد وقوة المؤمنين في العلم وقوة المؤمنين في الأمن وقوة المؤمنين في الاقتصاد قوة المؤمنين في الوعي الثقافي إذا أنت أيها المكلف وقفت استيقظت دون الاخرين إلى جانب ثغر من الثغور آلية من الآليات واجب عليك بلا ترديد الحيلولة دون وقوع الفساد في حومة المؤمنين أو حومة المسلمين ، فنعد السيد الخوئي واضح في هذه الموارد ، مثل أيضاً موارد الاضلال طبعاً شدة وضعفاً ، فهاذ المقدار سلّم به السيد الخوئي ، يعني أعطاني ضابطة لقاعدة وجوب دفع المنكر وهي هذه الضابطة.

هذا كلام السيد الخوئي.

طبعاً هنا لاحظوا نستطيع أن نقول إنَّ السيد الخوئي ليس فقط في وجوب دفع المنكر وإنما في جملة من الواجبات الكفائية التي ملاكها شديد عند السيد الخوئي تصير حالة استنفار وطوارئ ولو من مقدمات بعيدة ، وقد سلّم بذلك السيد الخوئي ، بخلاف بقية الواجبات الكفائية فإنه لم يسلّم بها ، ولكن هذه ضابطة أيضاً لا بأس بالالتفات إليها.

أما السيد اليزدي:- فأصل خلاصة مبناه أنه يقول في الواجبات الكفائية في تحقيق حقيقة الواجب الكفائي والوجوب الكفائي ، فهو يقول ليس من المعقول أنَّ هذا الوجوب الكفائي أن يصير مترابط لكل مكلف مع المكلفين الآخرين ، يعني مثلاً الآن كيف أنه في وجوب الصلاة يجب تكبيرة الاحرام والقراءة والركوع والسجود أولها التكبير وآخرها التسليم أليس هذا ترابط ، فهو يقول ليس من المعقول أن تقولوا في الكفائية يوجد ترابط ، هذا خلاصة مدعاه وهو يمهد له بأمور كثيرة ، وأنا أريد أن نلتفت إلى أصل مدعاه ثم أدلته التي يذكرها.

وهذا المبنى نافع جداً ، وهنا أيضاً في وجوب دفع المنكر المسؤولية العامة ، يقول ليس من المعقول أن يكون الوجوب الكفائي موجبا مترابطاً مع الآخرين ، لأنه إذا علناه وجوباً مترابطاً مع الآخرين كلٌّ سيلقي الخذلان أو التعذير أو التقصير على الآخر وسوف يخرج الكل غير مقصّر وغير مرتكب للذنب وهذا خلاف الضرورة التي هي أنَّ الواجب الكفائي إذا ترك يأثم الكل ، وهذا خلاف الضرورة من جهة أنَّ القدرة للجميع موجودة فتبقى هذه المسؤوليات العامة متروكة ، وأمس ذكرت لكم أنَّ الخواجة نصير الدين الطوسي في شرح التجريد الذي يدرس قروناً في الحوزات الامامية يقول عدم ظهور صاحب الأمر وعدم قيام دولة آل البيت عليهم السلام بسبب نفس المؤمنين وعبارته ( وغيبته منا ) فهذه صارت شعار عند العلماء ، وهذه مسألة مهمة جداً فرج البشرية وفرج الأرض وفرج السماوات والأرض أين الخلل في ترك المسؤولية ؟ حسب كلام الأعلام هنا في المقام في وجوب دفع المنكر يقولو سببه عدم الوعي العلمي لحقيقة الواجب الكفائي ، إذا نعقل حقيقة الواجب الكفائي طبعاً العلم من التفقّه بالدين والعلم بالدين والعلم بأمور الدنيا طبعاً هذه أساب عديدة لإعداد القوة والمسؤولية والقيام بالمسؤولية يعني أحد المسؤوليات أيضاً هو﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾ نفس الاعداد ، والطيف أن هذا الاعداد حسب كلام السيد اليزدي مع أن السيد اليزدي سيره في قبال الآخوند شيء آخر ، يعني السياسي المخض جداً هو صاحب الكفاية ، وهو الذي أشرف على الثورة الدستورية في أيران التي يسمّونها المشروطة ، مع ذلك السيد اليزدي يقول كل الواجبات الكفائية مرتبطة بآية ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ﴾.

وهنا توجد نكتة عجيبة سنبينها في مبناه ، فالسيد اليزدي يقول إنَّ الواجب الكفائي الذي يمثل المسؤولية العامة الآن أنواع في الواجبات الكفائية في الدين إذا فسّرنا الوجوب الكفائي بالترابط فهذا نوع من انهيار المسؤولية وأداء المسؤولية وسيكون اخفاقاً وهذا لا يمكن الالتزام به.

ودعونا نلتفت إلى كلام السيد اليزدي وشرح كلامه:- الترابط بين الوجوب في الواجب الكفائي إما أن يكون من جهة قيود الوجوب وإنما أن يكون من جهة قيود الواجب وهذه نكتة صناعية مهمة ركز عليها السيد اليزدي ، ترابط من جهة قيود الوجوب يعني تقول بجب على هذا الفرد أن يقوم بالمسؤولية العامة مشروطاً بأن الآخر يقوم به أيضاً مثل الثقل الكبير لا يستطيع ان ينهض به إلا المجموع فهذا الفرد يجب عليه بشرط قيام الآخر وبشرط عدم ترك الآخرين هنا إذا قيدنا الوجوب بالآخرين فكيفية تقيديه بالآخرين ما هي فهل هي بهمة الآخرين أو نية الآخرين أو عدم ترك الآخرين أو فعل الآخرين أو تهيؤ الآخرين كل هذه احتمالات جودة في الوجوب الكفائي قالوها في الأصول ولكن هنا في الفقه يقولو هذه التقييدات في الوجوب الكفائي ليست بصحيحة لأنه يستلزم الاخفاق في الوجوب الكفائي فإذاً التربط في الوجوب الكفائي إن جعلناه بتقييد وشرطية في الوجوب الكفائي لكل فردٍ فرد سوف يسبب خلاف ما هو ضروري وهو أن الكل يترك ويتارك ويكن غير مذنب وهذا خلاف الضرورة فلا يمكن تفسير الوجوب الكفائي بالتقييدات المترابطة في الوجوب ، هذا تصوير في الوجوب الكفائي وهو يقول إنَّ هذا التصوير خاطي وليس بصحيح وهذا هو الذي يسبب فشل الأمة وفشل المؤمنين بالقيام بالمسؤولية العامة ، أو أنَّ الترابط يرجع إلى الواجب وليس إلى الوجوب وأنتم تعلمون قيود الواجب مثل الاستقبال ومثل الطهارة ومثل الساتر هذا يسمّونه قيود الواجب ، وما الفرق بين قيود الوجوب وقيود الواجب ؟ قيود الواجب أنت تسعى نحو انجازها لا أنها هي تسعى إليك ، قيود الوجوب هي تسعى إليك إن تحققت فنعم إن تحققت الاستطاعة وجب عليك الحج وإن لم تتحقق الاستطاعة فلا يجب عليك الحج ، فلا يجب عليك أن تسعى لتحقيق الاستطاعة هذه قيود الوجوب ، أما قيود الواجب أنت تسعى إليها لأنَّ المفروض أن الوجوب موجود وفعلي ، هنا يضع السيد اليزدي اصبعه الصناعية الدقيق وهو أنه لا يمكن أن تجعلها قيود وجوب أما أنك تريد أن تجعلها قيود واجب فهذا له وجه ، ولكن يلزم أن تعرف أنَّ لازم ذلك أنه كما أنك تسعى لأداء الواجب عليك أن تسعى لحثّ الآخرين ، لأنه حتى لو كان هناك ترابط بينك وبين أعمال الآخرين فهذه من قيود الواجب التي أنت عليك كما تأتي بأصل الصلاة تأتي بالساتر وبالاستقبال وبتهيئة الماء للوضوء لا تقل اللازم علي الصلاة فقط بل اللازم عليك حتى القيود ، أنت تسعى إليها وأنت يلزم أن تعبّئ وتحث حتى لو رأيتهم متخاذلين عليك أنت تعيد لنهضة والاستنهاض وتقول لهم هذه المسؤولية العامة يجب أن نقوم بها.

فإذاً في باب الترابط الموجود في الوجوب الكفائي إن جعلناه من قيود الوجوب هذا صار اخفاق وباب للمعاذير وباب للألقاء المسؤوليات عن الكاهل وهذا لا يمكن الالتزام به ، أما إذا جعلناه من قيود الواجب وليس من قيود الوجوب فبالعكس فكما عليك أن تنبري وتذهب لتجاهد داعش وغير ذلك تذهب وتحث الآخرين على ذلك ، فكما عليك يجب أن تأتي بالخندق المسار الذي أنت عليه يجب عليك أن تحث الآخرين لأنه لا ينتج القيام بهذا العبء الكبير إلا بشكل جماعي ، يعني ليس فقط أنت مسؤولاً عن نفسك وإنما أنت مسؤول عن نفسك ومسؤول عن قيام الآخرين أيضاً وبيان القرآن الكريم معجز ﴿ المؤمنون بعضهم أولياء بعض ﴾ ، فأنت ليس ولي نفسك فقط وإنما لك ولاية على الآخرين أيضاً ، ولاية جماعية بهذا المعنى وليست ولاية أنك تُحاكِم ، إنما تحث الآخرين ، فإذاً إذا كان في الواجب الكفائي ترابط من جهة الواجب فلا مانع ، أما إذا كان ترابط قيود الوجوب فهذا لا يمكن تصوّره ، وهذا تصوير ناعي دقيق ولطيف للواجب الكفائي أنه ليست القيود في الوجوب وإنما القيود في الواجب فأنت كما أنه عليك أصل مسؤولية الواجب وهو الصلاة ايضاً عليك أيضاً مسؤولية المقدمات ، فعل الآخر وفعل الآخر وهلم جرا ، فهذا التصوير يمكن تصويره

وأنا الآن ربما أمزج بين كلام السيد اليزدي وكلام الآخرين أيضاً ولكن لأجل تصوير ووضوح المطلب من كلام الآخرين من الفحول.

هذا الوجوب الذي يتجه في الواجب الكفائي يمكن تصويره وجوب واحد ولكنه منتشر على كلّ المكلفين ويمكن تصويره وجوبات متعددة ، فالوجوب الكفائي وجوب واحد أو هو وجوبات ؟ هنا السيد اليزدي يصر على أن لا تجعلوه وجوباً واحداً وإنما اجعلوه وجوبات متعددة ، فإنه ممتنع أن تجعلوه وجوباً واحداً وإنما اجعلوه وجوبات ، يعني وجوبات استقلالية بعضها عن البض ، الوجوب الاستقلالي صار بماذا هل صار بالاستقلالي في الواجب أو في الوجوب ؟ إنه في الوجوب ، هنا يصير خلط كثير وعدم وعي كير في المسؤولية العامة ، ولو أن العمل مسترك ولكن الوجوب ليس مشتركاً وإنما هو وجوب مستقل ، افترض من باب المثال عملية جراحية لابد أن يقوم بها فريق من الأطباء ، فالعمل مشترك ولكن الوجوب ليس مشتركاً وإنما الوجوب مستقل فأنت قم احث الآخرين كما مرّ بنا ، فكما أنَّ الواجب عليك أن تقوم بعملية جراحية للمريض عليك حث بقية الفريق الطبي أن يقوم بهذه العملية ، ففرق بين كون العمل مسترك وبين كون الوجوب مشترك إذا كان العمل مشتركاً والوجوب غير مشترك فلا يوجد مخلص للمعاذير ، لأنَّ الوجوب مستقل عليك ومستقل على ذاك فأنت كما عليك أن تشارك في العملية الجراحية للمريض عليك أيضاً أن تحث الآخرين ، صحيح أنَّ العمل مشترك هذا دفع داعش لا يمكن أن يقام إلا بدفع مشترك لا أن الوجوب مشترك كلا بل الوجوب مستقل وأنت سوف تسأل عن هذا العمل المشترك مستقلاً ، وأمس مرّ بنا أنَّ الأعلام تساءلوا على أن مساءلة الانسان عن الواجب الكفائي مساءلة مستقلة لذلك هنا الأعلام لا نخلط بين الوجوب المستقل والاجب غير المستقل ، وليكن الواجب غير مستقل ولكن الوجوب مستقل مسؤوليتك أنت مستقلة عن مسؤولية ذاك وإن كان عملكم مشترك تجاه قضية واحدة ، وهذه نكتة مهمة جداً.

ولعل هذا هو تفسير الحديث النبوي الشهير العظيم المروي عند الفريقين ( لكلكم راعٍ كلكم مسؤول عن رعيته ) ، يعني بنحو الاستغراق مع أنَّ العمل هو شيء واحد ، وليكن شيئاً واحداً ، ولكن المسؤولية مستقلة تجاه هذا العمل الواحد ، تجاه دفع داعش تجاه ، دفع الفساد في البلاد ، ولكن المسؤولية مستقلة ، لا أنَّ العمل مستقل ، وليكن العمل غير مستقلاً ، يجب أن تتعاون يجب أن تتكافل ولكن أنت مسؤول مستقل لماذا لم تكافل لماذا لم توجد جو التكافل لماذا لم توجد جو كذا ، وإن لم يعمل ذاك فإنَّ مسؤوليتك مستقلة ، أما العمل فهو مترك ولكن المسؤولية مستقلة ، وهذه نكتة صناعية نفسية جداً ، الآن مثل الصلاة فإنها لا تتم إلا بالتكبير والقراءة والركوع والسجود وماء وساتر وتحديد القبلة وتحديد الوقت ولكنك مسؤول على أن تلم هذا الشمل مستقلاً وإن تخاذل الآخرين فإنَّ خذلان الآخرين لا يعذرك وإن كان عمل لابد منه ، أنت كما أنك مسؤول عن نفسك أنت مسؤول عن عمل الآخرين ، وهذه نكتة مهمة جداً ، لا انك فقط مسؤول عن دفع داعش بل أنت مسؤول عن دفع داعش وإنما انت مسؤول عن إنهاض الآخرين ضد داعش ، أنهاض نفس ﴿ قوا أنفسكم وأهليكم ﴾ فالعمل مسترك الواجب مترك وليس الوجوب إنما الوجوب ثوابك عقابك حشرك مستقل فرد فرد نسأل لماذا تأخر ظهور فرج أهل البيت الفرد الواحد لا ربط له ولكن ما هو دورك وماذا فعلت فلعلك أن زر ينفتح منه ألف زر والله تعالى قد أودع فيك هذا الشيء ، وما عليك من الآخرين بل عليك أن تقوم بدورك ، واللطيف النبي داود في قصة طالوت في سورة البقرة تعرفون أنه معنى العمالقة في كتب التاريخ أو كتب الروايات يعني دولة عظمى لا أنه طويل القامة ، العمالقة اصطلاح في الثقافة القديمة معناه الدول العظمى وجالوت كانت عنده عملاق من العمالقة يعني عنده دولة عظمى في زمن النبي موسى عليه السلام كانت مسؤولية النبي موسى الذي هو من أولي العزم أن يحرر فلسطين من الدولة العظمى ﴿ قالوا إنَّ فيها قوماً جبّارين ﴾ يعني دولة عظمى ، ﴿ اذهب أنت وربك فقاتلا ﴾ ، ﴿ قال إنها محرّمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ﴾ ومات موسى وهارون في التيه بسبب تقاعس هؤلاء ، فالمهم أتى إلى طالوت ملأ من بني اسرائيل ﴿ إذ قالوا لنبيٍّ لهم ابعث لنا ملكا نقاتل ﴾ يعني على الأقل نقوم بهذه المسؤولية ونحرّر المدينة المقدسة بدلاً من التيه في البراري ، ﴿ قال هل عسيتم أن كتب عليكم القتال ان لا تقاتلوا ﴾ فقالوا له عن شاء الله تعالى سوف نقاتل فقال ﴿ إنَّ الله بعث لكم طالوت ملكاً ﴾ وبدأت الخلافات وغير ذلك ﴿ قالوا أنى يكون له الملك ﴾ من البداية فالمهم لو بقيت طالوت معهم لما صار حلاً ، ﴿ إنَّ الله مبتليكم بنهرٍ .... ﴾ ، فهذا مثال على المسؤولية وكيف هو التقاعس عنها ودراستها في القرآن الكريم كما يبين أهل البيت عليهم السلام إلا أن داود حاف فقري راعي قصير القامة ولا توجد عنده آلات حرب وإنما لديه مقلاع صيد عصافير مع بعض الأحجار فكل الجيش الذي مع طالوت ضحكوا عليه فقال لهم دعوني أذهب معكم ، فلاحظ هذه الهمَّة ، هذه هي المسؤولية الوجوب مستقل وإن كان الواجب مشترك ، ولم يستطيعوا أن يقتلوا جالوت وحتى طالوت مع أنه إمام معصوم لم يستطع أن يقتل جالوت ، يعني يهزم الجولة العظمى بل الله جعل هذه الهزيمة على يد هذا الشاب الفقير، ﴿ فقتل داود جالوت ﴾ ، فالله يريد أن يقول هذه هي الهمَّة ، الهمَّة إذا كانت مستقلة تحرّك الكل ولو كانت الهمَّة لفرد ، لا تتقاعس لا تتصاغر ما آتاك الله فالله يجعل الشيء العظيم في الآليات الصغيرة ، ولا تقل ما أستطيع ان أفعل بل عليك أن تنهض ، التفكر ليل نهار ، من واجبات المسؤوليات العامة التفكير ليل نهار ، وكما يقول الامام الصادق عليه السلام أن العدو لا ينام يفكر ليل نهار ، فهو يكابد ليل نهار ، ﴿ كلّ نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ﴾ أنت تنام وذاك لا ينام ، أنت لا تفكر وهو يفكر ليل نهار ويحاسب محاسبات ليل نهار ، فالمقصود هذ نكتة مهمة ، يعني هم في الحقيقة طبقوا الواجب الكفائي ولو للثروة ولو للسيطرة بدقة ونحن طبقنا المسؤولية العامة بشكل معكوس ، فهنا هذه النكتة مهمة وهي أنه في الواجب الكفائي لا يوجد ترابط في الوجوب والمسؤولية ﴿ المؤمنون بعضهم اولياء بعض ﴾ أنت مسؤول ، أيضاً مسؤول عن اثارة الآخرين تجاه هذا العمل المشترك وهذه نكتة مهمة نفيسة ، فإذاً والوجوب ليس وجوباً واحداً بل هي وجوبات مستقلة ولا ينافي أنَّ العمل المشترك.

يقول كيف يصير العمل مسترك واحد دفع داعش والعدوان على البلد والحال أنَّ الوجوبات مستقلة وكيف يمكنني ذلك ؟!! ، لا تقل هكذا ، أنت ليس واجب عليك أن تقوم بالمسؤولية وإنما عليك أنت تعد الآخرين أن يقوموا بالمسؤولية ، لأنه قيد واجب وليس قيد وجوب ، وهذا التصوير شيء عظيم ، لذلك ﴿ وأعدوا لهم ما استطعتم ﴾ ليس فقط عليك أن تقوم بالمسؤولية وإنما يلزم أن تهيء وكل واحد مسؤوليته مستقلة يهيئ الآخر ويعدّه وينميه ينمي طاقات المؤمنين ينمي طاقات المسلمين حتى تكون حومة المؤمنين وحومة المسلمين قوية أما أي شيء في الجوانب المختلفة سواء في الشعائر أو في غير ذلك ، هذا تصوير السيد اليزدي.

هنا السيد اليدي يأتي بشواهد أخرى كثيرة على هذا المبنى في الوجوب الكفائي ، وواقعاً هي صناعة لطيفة ظريفة وأنا ربما قراتها وتلذذت بها ولا أبالغ لكم أنه ربما قرأتها خمسة عشر مرة ولازالت فيها نكات مع أني قرأتها قديماً ، ولكن قرأتها جديداً ، وفيها نكات صناعية مهمة ، لأنه حسب كلام السيد اليزدي وآخرين من فحول المحشين على هذا المبحث سببه عدم الوعي العلمي ، كيف الآن شخص ينشرها كوعي في الوسط العلمي بل في الوسط العام للمؤمنين هذه نكتة مهمة وهي انه ما هي حقيقة المسؤولية العامة التي هي الواجب الكفائي ، كيف نترجم الواجب الكفائي لنفسنا وللمؤمنين وهذه نكتة مهمة ، لذلك هنا توجد نكات كثيرة يجب أن نتريث بها في كلام السيد اليزدي وكلام الآخرين ، وسنواصل هذا المطلب شيئاً فشيئاً.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo