< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

40/06/19

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: قاعدة وجوب دفع المنكر.

كان الكلام في قاعدة وجوب دفع المنكر يعني بمناسبة بحث العلام في هذه المسألة في المعاوضات أنه المعاوضة وبيع العنب لمن يعلم أنهي صنعه خمراً كمثال لمطلق المعاوضة كالاجارة والمزارعة وغي ذلك يعني يتعاض على عوض بأي معاوضة من المعاوضات هي في نفسها محللة ولكن لمن يعلم أنه سيستثمرها في الفساد هذا جائز أو ، فأحد أطراف البحث في هذه المسالة هي وجوب دفع المنكر وهذه القاعدة هي بنفسها هامة وإن كان البحث في المقام مثمر وكلّي ولكن الأهم الآخر في البين هو معرفة هذه القاعدة ويه قاعدة وجوب دفع المنكر وهي غير رفع المنكر - النهي عن المنكر - لأنه بالتالي هذه قاعدة دفع المنكر مدى حدودها وقيودها شروطها وهلم جرا ، فهي قاعدة مهمة سيما أنه يتبادر إلى الذهن أن غاية الدين والشريعة وما شابه ذلك هو الوصول إلى اقامة المعروف ، ليس فقط الأمر بالمعروف وإنما اقامة المعروف ودفع المنكر ، أي الاصلاح في الأرض ودفع الفساد فهذه القاعدة مهمة من هذه الجهة ، واللطيف من الأعلام في المقام إذا راجعتم شروح المكاسب أو بحوث المكاسب المطبوعة لهم أنهم هنا ربطوا البحث في القمام يعني في تطبيق قاعدة دفع المنكر ربطوها في بحث في الواجب الكفائي لما مر بنا أمس أن البحث في الواجب الكفائي هو بحث في المسؤولية العامة ، والمسؤولية العامة شيء مهم ، ربما الانسان دائماً يفكر في المسؤولية الفردية ، هي المسؤولية العامة على عاتق الفرد ولكن هناك مسؤولية فردية على عاتق الفرد مسؤولية اشرية فردية على عاتق الفرد وتارة مسؤولية عامة على عاتق الفرد وهذا بحث مهم جدا ً، حتى أنه في جملة من الأدلة القرآنية والروائية أن مسائلة الانسان عن المسؤوليات العامة عكس ما يتبادر إلى ذهننا ، فإن مساءلة الانسان عن المسؤولية العامة قبل مساءلته عن المسؤوليات الفردية ، وهذا خلاف ما هو مرتكز خطأً في أذهان العامة ،ومرت بنا عدة آيات في سورة البرقة في التفسير عدة هذه الآيات دالة بكل صراحة وبشكل بيّن الآن مثلاً من باب المثال عتاب الله تعالى على بني اسرائيل كله على المسؤوليات العامة وبغلظة ، فهو لا يسألهم على المسؤوليات الفردية بقدر ما يسألهم بشدة وقوة على المسؤوليات العامة ، نحن نظن أنَّ المساءلة في القبر هو على المسؤولية الفردية ، حتى هذا بعد العقائد لأنه طابع عام ومسؤولية عامة ، فالمساءلة في القبر هو عن دينك وعن ربك وعن نبيك وكتابك وعن قبلتك حتى في الروايات الصلاة إن قبلت قبل ما سواها نحن ننظر إليها بعداً فردياً ، كلا بل اقامة الصلاة غير أداء الصلاة اقامة الصلاة يعني طابع عام ومسؤولية عامة وهي غير أداء الصلاة.

فعلى كل نحن لسنا بصدد هذا الأمر وقد بحثناه في عدة أيام في التفسير وقد ذكرنا طائفة من الآيات والروايات الكثيرة في هذا المجال ربما قبل أسبوعين أو أكثر أو أقل بحثناه في التفسير مفصّلاً ، وهذا المطلب موجود بكل بوضوح في القرآن الكريم ولكنه من العجيب أن مقلوب ومعكوس في الذهنيات العامة لدى كافة المسلمين أو المؤمنين وكأنما البعد الفردي هو العقبة والكبرى ، هذه العقبات الخمسين التي يجتازها الانسان في البرزخ ، لذلك لاحظ الولاية فالولاية هي مسؤولية علامة ( لم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية ) يعني الطابع العام والمسؤولية العامة ، الحاكمية الحكومة بيد من تجعلها في المجتمع وفي كل مسؤولية ، اين الولاية من الصلاة ؟! ، يعني الصلاة في بعدها الفردي وإلا فالصلاة في بعدها المجتمعي تكون شعبة من شعب الولاية ، فالمقصود أنه مرتكز خطأً في ذهننا أنَّ المسؤولية الفردية أكثر ما يسأل عنها الانسان في البرزخ والقيامة والعقبات بينما الأدلة صريحة جداً في أن المسؤولية العامة التي على عاتق الانسان أوّل ما يسأل عنها ، ما هو دورك في مشروع أهل البيت ، ما هو دورك في الفساد في الأرض ، ولذلك من والتي وما عاديت ، وواليت وعاديت يعني أنت اصطفافك ومشروعك أين ؟ خطوة خطوة عن مشروعك وعن كل ولاء تواليه سياسي اقتصادي أمني اجتماعي ثقافي ، فهل تظن أنَّ الأمر من دون سؤال نكلا بل أو ما تسأل عليه ، فالمسؤولية العامة أو ما يسأل عليها الانسان وهي أهم شيء ثم بعد ذلك تأتي المسؤولية الفردية عكس ما يظن ، يعني مقدار تكليف الانسان اثم الانسان ثواب الانسان في المسؤولية العامة لا تقايس بالمسؤولية الفردية أبداً ، كثيراً ما يقع اشتباه عند الانسان ﴿ ولا تزر وازرة وزر أخرى ﴾ ، ﴿ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ﴾ فإن هذا له معنى آخر لا أنَّ البعد الفردي أهم من البعد الاجتماعي ، يعني أنت في نفس مسؤوليتك العامة أنت تقوم بها ذلاك يأخذ مشروع آخر اصطفافات أخرى ولاءات أخرى وليجة أخرى وهذا بحث آخر فإنه لا يضرك بل المهم أن تقوم أنت بالمسؤولية ، فأنت لا تتواني في المشروع والمسؤولة العامة في مشروع الاصلاح حتى لو تخاذل الآخرون أو مالوا ان انحرفوا.

فالمقصود اجمالاً أنَّ المسؤولية العامة على خلاف ما يتخيل ، وليس الولاية هي لسان ومعرفة فإن هذه ليست هي كل الولاية إنما الولاية واليت وعاديت في كل الحقول البيئات ، يعين نوع هوية تجسيم ، وذلك هنا الأعلام في المقام قالوا خياطة ابرة في مشروع الجائرين كبيرة من الكبائر لا تغفر عند الله ، وبالعكس خياطة ابرة في مشروع اولياء الله هذه عظيمة.

فالمسؤولية العامة أجمالاً على خلاف من توهم ، فهي أكثر وأهم من المسؤولية الفردية الخاصة ، حتى أنَّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال لابنته العظيمة الصديقة فاطمة عليها السلام إن أمير المؤمنين عليه السلام مشغول بالمسؤولية العامة فلا تشغليه بالمسؤولية الأسرية ، وأسرة من هي ؟ إنها أسرة أصحاب الكساء ، أسرة تربية قيادات الدين والعوالم مع ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة أنَّ لا تشغلي عليّ فإنه مشغول بالمسؤولية العامة ، فالمسؤولية العامة غير ما نحن نظن فهي أعظم من المسؤولية الأسرية ، ليس تفريطاً بالمسؤولية الاسرية بل الكمال كل الكمال هو التنظيم والتبويب والتنسيق ولكن إذا أردنا الأولويات ، فالإنسان يسأل عن المسؤولية العامة قبل أن يسأل عن المسؤولية الأسرية ، وقبل أن يسأل عن المسؤولية الفردية ، المسؤولية العامة هي الشغل الشاغل الذي تسأل عنه من واليت ومن عاديت بهذا اللسان التقليدي المرموز المجمل هو هذا ، أي بلحاظ المسؤولية العامة ، لذلك حتى في يوم الدار أصلاً نفس سيد الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم نبوته ورسالته مسؤوليته العامة أعظم من مسؤولياته بما هو إنسان بما هو فرد وإنما بما هو رسول وبما هو نبي ، يوم الدار وحديث الدار متواتر عند الفريقين ولا ريبة فيه وهو سبب نزول قوله تعالى ﴿ وأنذر عشريك القربين ﴾ أصلاً بداية المفاتحة التي فاتح بها النبي بني هاشم أنَّ لهم المسؤولية الخاصة دون كل الناس ( بعثت إليكم يا بني هاشم خاصة وبخاصة ) ، لأنهم غرفة القيادة فهذه مسؤولية عامة وليس البعد الفردي ، فدوماً المسؤولية العامة ليس شيئاً يتهاون فيه كما نتخيل ، لكن صراحة عكس هذا موجود في أذهاننا والحال أنه ليس كذلك.

فهذه المسؤولية العام من أيّ اكتشفوها والتي بالاصطلاح القانوني الحديث يسمونها المسؤولية العامة ؟ الفقهاء يرمزون إليها بالاصطلاح القديم الفقهي أو الأصولي باسم الواجب اكفائي ، فحينما يصير واجباً كفائياً فهذا علامة واضحة على المسؤولية العامة ، أحد الضوابط على المسؤولية العامة هو الواجب الكفائي ، زيارة الحسين عليه السلام زيارة الأئمة عليهم السلام واجبة أو لا ؟ نحن نبحثها في الواجب الفردي العيني والحال أن الواجب الكفائي أهم مسؤولية عامة اعظم من الواجب الفردي فأين تتكلم انت اين العيني من الكفائي ؟!! ، الكفائي اقامة معالم الدين احياء هذه المراقد احياء هذه المشاعر ﴿ في بيوت أذن الله ﴾ وأذن يعني أمر لا أنه بمعنى الإذن ، وهو مثل ﴿ فلا جناح عليكم أن تطوّفوا ﴾ هذا أمر ، فلاحظ أننا ننسى بعد الواجب الكفائي ودوماً نركز خطأ منهجياً تبويباً تفكيراً في البعد الفردي ، ولا مشاحة في أن نركّز على البعد الفردي ولكن لماذا نتغافل عن أهمية البعد الكفائي ؟ ، فإذاً هذه المسؤولية تقوم على مَنْ ؟ ، رحمة الله عليه أحد المراجع في النجف جاء إليه أحد واستشكل على بعض المعزين ، فقال له: عليك أن تسكت لأنَّ هذا الواجب الكفائي الذي يقوم به المعزون أنا وأنت متقاعسون عن القيام به ، فالمقصود أنَّ جانب البعد الكفائي مهم جداً ، وطبعاً هذه نفس الدراسة العلمية واقامة الحوزات العلمية من أعظم الواجبات الكفائية بلا شك ، ولكن المقصود أنه توجد هناك واجبات كفائية عديدة يلزم الالتفات إليها ، نسأل عن زيارة الحسين عليه السلام هل هي واجبة أو لا في البعد العيني ولكك ناسي البعد الكفائي.

في روايات أبواب الحج كما بحث الفقهاء وركزوا على البعد الفردي وأنه متى تكون حجة الاسلام وغير ذلك ولكن روايات مستفيضة كلهم متفقون عليها أن الحج لا يعطّل ، لأنَّ حجة الاسلام واجب كفائي بغض النظر عن كونها واجباً فردياً ، بيت الله لا يعطل حتى في غير الحج بل حتى في العمرة ، ولو عطّل ليس في موسم الحج فق وإنما لو عطّل في أيام السنة لما أمهل الناس ، بل توجد روايات خاصة صحيحة ومفتى بها لو أن المؤمنين عطلوا بيت الله الحرام حتى في أيام العمرة لما أمهلوا ، وما أمهلوا يعني عذاب عاجل أخروي يصطلمهم في دار الدينا وهل هذا أعظم أم حجة الاسلام ؟!! واضح أنَّ هذا عظيم لأنه يعاجل ، ولم نسمع بان حجة الاسلام في الروايات يعاجل العاصي لها بينما إذا عطّل بيت الله الحرام لما أمهلوا المتخاذل وغير المتخاذل فأيهما أعظم المسؤولية العامة أو الفردية؟!! ، فنقصد إنَّ هذه الحسابات الفقهية نحن ركبّناها وننشئها فقط في الوجوب الفردي والنظرة الفردية ، صحيح أنَّ هذا بُعدٌ لابد من لحاظه ، ولكن هذا ليس هو كل الفقه وليس هو كل المسؤولية ، ولا هو أهم في نظر الشارع ، يعني نحن نتكلف الأهمية بحث آخر وإلا بحسب موازين الشارع ليست هي الأهم ، كما ورت نصوص في الوسائل في أبواب وجوب الحج أيضاً أن المدينة المنورة وقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعطل ولو عطّل لكذا وكذا ، يعني واجب كفائي ، نفس مدينة مكة المكرمة والمدينة النبوية المنورة لو خليت من المقيمين الموطنين وجب على الوالي أن يستوطن فهيا ، هذه واجبات كفائية ، بتعبي الرواية الصحيحة عن الباقر عليه السلام في أبواب الجهاد الجوار للمراقد المقدسة جهاد ، فهذه كلها واجبات كفائية.

فالمقصود أنه باعتبار تركيز الأعلام هنا في قاعدة دفع المنكر على الواجب الكفائي لنعرف ما هو الواجب الكفائي ، لا أننا نميز الواجب الكفائي في علم الأصول بأدوات صناعية ، بل لنلتفت أن غالب الواجب الكفائي اهم وأعظم من الواجب الفردي وهذا عكس ما نظن ونقول لأن العيني لابدية وحصرية في المكلف فإذاً هو أهم ، كلا ، بل في باب التزاحم من جهة أنه من يتصدى أمرٌ ولكن كملاك غالباً وأكثرياً الواجب الكفائي أهم ملاكاً من الواجب العيني ، فهذه نكات مهمة يلزم الالتفات إليها في الواجب الكفائي والمسؤولية العامة ، فالمسؤولية العامة علامتها كما ذكر الأعلام هنا في المقام الواجب الكفائي.

هنا الأعلام انبروا إلى صناعة فقهية وأصولية مزدوجة مهمة وهي أنه كيف نقولب بميزان معادل صناعي علمي الواجب الكفائي حتى نعرف ضوابطه ، وهذا بحث مهم أنصافاً ، يعني بحوث المفروض أنهم يذكرونها في علم الأصول في الواجب الكفائي لم يذكروها ذكرها الأعلام هنا ، فتشوا أي بحث في علم الأصول هذه الأبحاث التي بثها الأعلام هنا في الواجب الكفائي من فحول محشي المكاسب أو تقريرات بحث المكاسب للأعلام الماضين بحثوا هنا في القالب المعادلي للواجب الكفائي بما لم يبحثوه أصلاً لا رائحة منه في بخث الأصول ، بحث الأصول كأنما هو بحث مبهم مجمل في الواجب الكفائي ومروا على ذلك وإن كان في بحو العراقي والشيخ محمد تقي الاصفهاني أخ صاحب الفصول وصهر الشيخ جعفر كاشف الغطاء بحث بحثاً جيداً في الواجب الكفائي في علم الأصول ولكن يبقى هذا المقدار بينما هنا عدة نظريات ذكرها الأعلام في القالب المعادلي الحقيقي الصناعي الأصولي والصناعي الفقهي للواجب الكفائي ، وهو بحث مهم ، يعني يكف تميز المسؤولية العامة - الواجب الكفائي - ثم هذه المسؤولية العامة معادلتها وتركيبتها كيف هي حتى أنا الفرد لا أحاسب على التفريط في هذه المسؤولية العامة ، واللطيف أن تراجعوا جملة من الكلمات وأنا انصافاً جذبني ها البحث وحاولت قدر المستطاع أن أتابع كلمات الأعلام في المقام ، والطيف في المقام ايضاً قالوا أنه ليس من خاصية الواجب الكفائي ضرورة أن تكون المحاسبة إما على الكل مجموعاً أو يعذَّر الكل ، وهذا اشتباه قد يكون مرتكزاً عن الواجب الكفائي يعني المسؤولية العامة وأنه ليس بضروري ، في الواجب الكفائي يقولون في الواجب الكفائي المحاسبة استقلالية كلّ مستقل عن الآخر اصلاً في هوية الواجب الكفائي لا ضرورة أن تكون المحاسبة مجموعية ، نعم المحاسبة على أمر مجموعي على مسؤولية جماعية صحيح ولكن المحاسبة ليست مجموعية وإنما كل يحاسب مستقلاً ، أنت يسألك الله ماذا فعلت وما هو دورك ، الأعلام قالوا في المحاسبة في المثوبة والعقوبة على المسؤولية العامة مستقلة لكل فردٍ فرد ، وهذه نكتة مهمة جداً بينما في الأذهان أن الواجب الكفائي إما أن يؤدى فالكل ينجي أو لا يؤدى فالكل يغرق ، كلا ، فإنَّ القضية ليست هكذا ، صحيح أنَّ الواجب الكفائي طبيعته مرتبط متماسك ولكن في المساءلة كلّ مستقل عن الآخر ، أنت ماذا فعلت لا يهم ماذا فعل الآخر ، واللطيف أن القرآن الكريم أيضاً هكذا فهو في موارد الواجبات الكفائية يحاسب مستقلاً استغراقاً أنت مستقلاً وأنت مستقلاً وأنت مستقلاً وهذا أمر عجيب مركوز في أذهاننا عكس ذلك ، وهذا هو الذي يسبب كما يوقل العلام والسيد اليزدي يصرّ على هذا الشيء ، مع أنَّ السيد اليزدي دخوله في الجانب السياسي ليس كصاحب الكفاية ، وأنتم تعرفون الثورة الدستورية في إيران مع ذلك السيد اليزدي يصر على هذا المطلب وليس السيد اليزدي فقط وإنما البقية ايضاً في الحواشي أنَّ الواجب الكفائي أنت مسؤوليتك مستقلة ، صحيح هو كفائي هو مجموعي ولكن مسألتك ومحاسبتك مستقلة أنت وهو وذاك وذاك ، وهذه نكت مهمة في تعريف الواجب الكفائي مغفول عنها وهي أنَّ المساءلة في الواجب الكفائي مستقلة ، وهذه خاصية مهمة جداً.

على ضوء المساءلة مستقلة خلافاً لما يتوهم في الواجب الكفائي أنَّ الواجب الكفائي مجموعي ، هنا يقول العلام هنا في المقام الواجب الكفائي ايضاً ، ننعم لأنه إذا كانت المساءلة مستقلة والتنجيز والتعذير مستقل فلا محالة إناء الحكم في الواجب الكفائي ليس حكماً واحداً وإنما هو في الحقيقة أحكام متعددة مع أن المركوز حطأ في أذهاننا أن الواجب الكفائي حكمه واحد غاية الأمر يعاقب عليه الجميع بينما الأعلام هنا يصرون أنه في الواجب الكفائي ولو أنَّ الغرض واحد والملاك واحد ومجموعي ما شئت فعبّر إلا أنَّ الحكم استغراقي متكثر وفيه جنبة استقلال ، كلَّ بلحاظ المسؤولية تجاه مسؤولية الفرد تجاه مسؤولية العامة مستقل وهذه خاصية ثانية عجيبة في الواجب الكفائي عظيمة ذكرها وأصرّ عليها الأعلام في المقام ، هذه خاصية ثانية اتفقوا عليها فيما بينهم ، هذه ثلاث خواص ذكرنا في الواجب الكفائي من بداية الحديث اليوم إلى الآن ، أهمية الواجب الكفائي ملاكاً في كل الأبواب الفقهية في جل الأبواب الفقهي هذا هو الأول ، والثاني مساءلة الانسان تجاه الواجب الكفائي ستكون أشد في حاضرة ومستقبله في القبر والبرزخ والثالث أن الواجب الكفائي المحاسبة فيه مستقلة وليست معية ، الرابع أن نفس الواجب الكفائي ولو أنَّ موضوعه واحد وملاكه واحد وواحد حتى في الخارج إلا أن الحكم متعد متكثر استغراقي بعدد الملفين وهذه نكتة مغفول عنها وهي مهمة جداً ، يقال هو ميت واحد لم نصل عليه ولكن هذا ميت واحد ولكن بعدد صلِّ وأنت صلّ فذها ألأمر أي يقوم به فهذا بحث آخر ولكن الخطاب استغراقي استقلالي متكثر ، وهذه نكتة نفيسة جداً ، هذه أربع خواص نقلناها عن الأعلام في المقام وربما توجد خواص متقف عليها ربما أذرها فيما بعد عند تذكرها.

والآن دعونا نذكر أقوال الأعلام في المعادلة الصناعية والقالب الصناعي الذي اختلفوا فيه في تصوير الواجب الكفائي يعني المسؤولية العامة فكلٌّ صور تصويراً ، وهذه التصويرات نحن نرى أنَّ مجموعها هو الأكمل ، لأنَّ كلّ منهم نظر إلى مساحة معينة وأبواب معينة ونظّر لذلك ونعم التنظير ، ولكنه ليس كاملاً شاملاً ، وإنما مجموعها أكمل ، وهذا بحث مهم حتى لو يكتب وهو المسؤولية العامة والواجب الكفائي وطبيعتها فهو بحث هام ومثمر وجيد سيما الكثير من الواجبات الكفائية معطّلة ومطروحة على الأرض ولا نظن أننا سنسأل عنها والحال أنا سنسأل عنها.

إذاً وصلنا إلى هذه النقطة وهي أنه هناك أقوال في القالب المعادلي الصناعي لتصوير حقيقة الواجب الكفائي الذي هو وجوب دفع المنكر واجب كفائي ما هو القالب لتصوير القالب الكفائي أو قل المسؤولية العامة ؟

هناك جملة من التصويرات التي ذكرها الأعلام:-

التصوير الأول:- ونذكره بشكل إجمالي ثم نذكر بقية الأقوال غداً ، التصوير الأول هو ما اختاره السيد الخوئي في خصوص دفع المنكر لا في كل الواجب الكفائي ، وهو أننا نلتزم بالواجب الكفائي في خصوص قاعدة دفع المنكر ، ودفع المنكر قاعدة هامة ، مسؤولية عامة ، سيما هو منكر والمنك في الأبواب كثير ودفع المنكر هو نوع من اصلاح الأرض ، يقول هذا إنما نلتزم به في أبواب معينة لا في كل الأبواب هي الدماء والأعراض والأموال الخطيرة وفي حماية بيضة المسلمين أو بيضة المؤمنين وعدم كسر شوكة المسلمين أو المؤمنين ، السيد الخوئي يقرّ بأنَّ شيئاً يمس حومة المؤمنين يجب دفع هذا الفساد ولا تخلّى المسؤولية ، والسيد الخوئي ينظر لذلك بقوة ، شيء يوجب وهن حومة المؤمنين وبيضة المؤمنين او المسلمين يجب دفع المنكر هذا وداعش مصداق من هذه المصاديق سواء كان داعش عسكري أو داعش سياسي أو داعش اقتصادي أو داعش أمني وهلم جرا ، يجب دفع المنكر وهذا واجب ويجب تعجيز المفسدين فالسيد الخوئي يقرّ بهذا الشيء ، ويوجد مورد آخر يضيفه السيد الخوئي وهو موارد أصحاب البدع والضلالة ، فهؤلاء لا ينفع معهم النهي عن المنكر بل يجب دفع المنكر الصادر منهم ليس بالقوة الساخنة بل حتى بالقوة الناعمة ، بل هذا أنجع ، ولكن يجب تعجيز آلياتهم التي يروّج بها الضلال ولو بالقوة الناعمة لا خصوص القوة ، واتفاقاً القوة الناعمة أذكى وأفضل ، ففي هذه الأبواب يقول السيد الخوئي نعم نعلم بأنَّ وجوب دفع المنكر لا محالة وهو مسؤولية لا تتوقف على أنَّ الآخرين قاموا بها أو لم يقوموا بل يجب الانبراء لها.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo