< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

40/06/05

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: الكلام في قاعدة الاعانة.

لا بأس أن نذكر بعض النتف من حواشي المحققين على كلام الشيخ الأنصاري على قاعدة الاعانة نها قاعدة مهمة ، وأحد الزوايا التي أثارها المحققين من المحشين على الكاسب أن قاعدة الاعانة على فرض التسليم بها على النمط المذكور غاية الأمر فيها هي مفاد تكليفي وليس مفادها وضعي ، ، الآن مت ى التكليف هل التكليف التحريمي يفيد الفساد الوضعي أم فهذا بحث صحيح أنه ذكره الأصوليون في النهي يقتضي الفساد ، وهو مبحث حساس بصراحة وليس هو صناعة أصولية محضة صراحة بل هو صناعة أصولية ممتزجة بامتياز مع الصناعة الفقهية الخوض فيه بنكاته وبتفاصيله مفيد جداً ، أحد الأبواب التي تعطي للإنسان صناعة أصولية أو فقهية من علم الأصول هو هذا المبحث ، إذا شئنا أن نعّبر بتعبير جيد للإخوة الذين يجمعون مباحث أصول القانون وينسونه من الموارد التي فيها طابع صناعي فقهي في أبواب الأصول جملة من الأبواب كما أن في علم الأصول طابع كلامي ، يعني فيه اللون الكلامي ممتزج مع الأصول بشدة ، فأبواب الأصول متنوعة الطابع ، كما أن بعض أبواب الأصول يغلب عليها طابع البحث البلاغي من العلوم العربية علوم الأدب واللغة والقريب الصلة الوطيد الصلة بعلم الأصول هو علم البلاغة ، وبشكل أقرب علم المعاني ، علم المعاني هو علم وطيد الصلة جداً بعلم الأصول ، كما أنَّ علم المعاني والبيان وطيد الصلة بعلم التفسير ولكن علم المعاني أكثر ، أحد علماء النجف الأشرف شيخ أغا نجفي أو شيخ علي روحاني وهو من كاشان كان هنا متمرساً في تدريس كتاب المطوّل وكان بارعاً جداً فيه ، السيد محمود الشاهرودي المدفون فوق الرأس أو الذي كان أكبر سنّاً من السيد الخوئي وكان اسبق في دري النائيني من السيد الخوئي ، يعني حظر عن صاحب الكفاية أيضاً ، كان درسه بعد درس هذا الشيخ ، وعمداً كان يأتي قبل الوقت بخمس دقائق أو عشر دقائق ويجلس عند عتبة الباب فهذا الشيخ يتحير ويرتبك فسأله سيدنا هل تريد أن أنهي الدرس قبل ذلك ؟ فقال له: كلا بل أنا عمداً أجيء قبل ذلك لأنَّ النكات البلاغية التي تذكرها والمرتبطة بعلم المعاني تنفعني كثيراً وتذكرني بقضايا.فالمقصود أنَّ هذا الشيخ الذي كان متمرساً في حوزة النجف الشرف وكان ثرياً أيضاً فالمهم هو درّس دورتين تفسيريتين في حوزة كاشان وأحد تلاميذه الشيخ قراءتي وأحد زملائنا الشيخ صراف زاده الذي توفي عن عمر يناهز التسعين ، فالمقصود أنا أذكر هذا المطلب ، وهو أنَّ علم المعاني مفيد جداً لعلم التفسير ، الزمخشري كتابه الكشاف إنما صار بارعاً فيه لأنه في الأصل عالم بلاغي مفردات لغة فلاحظ كتب الزمخشري ، فعلم المعاني لا يفوتنكم ، فإنه توجد عندنا ثلاث علوم في البلاغة وعلم المعاني - المطوّل - علم تحليلي يعض على قوالب المعنى ، علم تحليل معنوي صرف فهو يشتغل بالمعاني ، وهذا الجزء الأول من البلاغة نصف علم البلاغة هو علم المعاني أي كتاب بلاغي تلاحظه نصفه علم المعاني والنصف الثاني منه علم البيان ، سدسين منه علم بيان وسدس واحد علم البديع ، ثلاث أسداد علم المعاني ، ليس أنَّ علم المعاني شيء مهم.فعلم الأصول بعض أبوابه طابعها صناعي فقهي ، وهذه من أسرار المهنة تنفع حتى في العلوم الدينية ، بعض علم الأصول بعض أبوابه فيها طابع صناعي فقهي ، لذلك الذين عندهم صناعة فقيه يصيرون أقوى في نفس علم الأصول ، علم الأصول بعض أبوابه لها طابع كلامي فالذين لهم باع في علم الكلام يكونون أقوى فيه ، مثل الميرزا القمي أو مثل الشيخ الطوسي والمفيد فهؤلاء جهابذة في الكلام وحتى السيد المرتضى ، مثل الحج هو بحث كلامي وطابع اللون الكلامي فيه قوي والذي لا يصير قوياً في علم الكلام يضعف ، بعض أبواب علم الأصول طابعها تفسيري فالذي يكون قوياً في علم التفسير يصير قوياً فيه مثل حقيقة النسخ ، نسخ الشرائع مع بعضها البعض ومن هذا القبيل ، أصلاً معنى العلاقة بين الكتاب والسنَّة هو بحث كلامي وتفسري ، ما معنى الحج أربع فهل هي أربع أو واحدة وهل توجد فدارلية او كونفيدرالية بين الحجج أو دول مستقلة ؟ وهذا بحث حساس في الحجج ، فعلم الصول كل ابوابه متنوعة اللون ، وهذه فائدة معترضة ولكنها نفيسة مفيدة.مثلاً باب الصحيح والأعم مرّ بنا ما في المكاسب المحرمة ذكرنا أنه يوجد فيه طابع صناعي فقهي قوي فإذا أردت أن تصير قوياً في الصناعة الفقهية اذهب إلى باب الصحيح والأعم ، اذهب إلى باب النهي يقتضي الفساد ، أيضاً مقدمة الواجب صناعة فقهية توجد فيها مع الصناعة الأولية ، هذه الأبواب تقويك في الصناعة الفقهية والصناعة الفقهية غير الصناعة الأصولية ، والصناعة الفقهية إذا لم يستطع الانسان أن يميز بينها وبين الصناعة الأولية فلا زال لم يشتم الاجتهاد من بعد ، كما أنَّ الذي لا يستطيع ان يميز بني الصناعة الفقهية والعارضة الفقهية فهو لم يشتم رائحة الاجتهاد ، العارضة الفقهية ما هو فرقها عن الصناعية والذوق الفقهي ما هو فرقة عن الصناعة الفقهية والعارضة الفقهية ، وكل هذه الأمور ذكرها الأعلام. وهذه فوائد معترضة مهمة لها صلة بالبحث.

نرجع إلى البحث:- النهي يقتضي الفساد ، تارةً في العبادة ، يحتاج إلى صناعة فقهية في بحث العبادات فما هي العبادات وهل هي مركبات أو غير ذلك وما هي حقيقة المركبات وغير ذلك ، أيضاً النهي عن المعاملات يقتضي الفساد قسمان ، هناك استفحلت الدقة الأصولية والصناعة الفقهية ذكر الأعلام أنه الفرق بين الفساد في العبادات والفساد في المعاملات ، وأنا اجمالاً ذكرت هذه الأمور ، النهي يقتضي الفساد أو لا يقتضي الفساد أي النهي التحريمية التكليفي ، فكلامهم اصلاً في النهي التحريمي التكليفي وليس كلامهم في شيء آخر وإلا لو كان النهي وضعياً فهذا تحصيل حاصل ، لأنَّ النهي الوضعي يقتضي الفساد ، إنما الكلام في النهي التكليفي ، متى النهي التكليفي يقتضي الفساد أو لا يقتضي الفساد ؟ ، وأنا فقط أنبه لفهرست اجمالية وليست تفصيلية فحتى الفهرست التفصيلية لا أريد الاشارة إليها فضلاً عن الأدلة والأقوال ، فهذه فهرسة اجمالية ، والحر في ابتغاء العلم تكفيه الاشارة ، فهناك ذكر الأعلام تارةً النهي التكليفي كذا وتارة النهي التكليفي كذا وتارةً النهي التكليفي خاص وارد في المعاملة وتارةً النهي بينه وبين المعاملة عموم وخصوص من وجه وتارةً أعم وغير ذلك بحوث كثيرة وتارةً النهي عن السبب وتارة النهي عن المسبب وتارة النهي عن أثر المسبب ، فكل هذه البحوث والأقسام والأنواع ذكرها الأصوليون وبحثوها ، فلاحظ هذا البحث طول وتفصيل وطو وعرض حتى نلتفت إنَّ قاعدة الاعانة محرّمة هي قاعدة تكليفية في الأصل وليس مفادها وضعي وهذا يلزم الالتفات إليه فهل تقتضي الفساد في المقام أو لا ؟ ، طبعاً مثل ﴿ أحلّ الله البيع ﴾ قالوا إن أحل كلتيهما وضعي وتكليفي ، ﴿ أحلّ الله البيع وحرم الربا ﴾ قالوا حرّم الربا حرمتان وضعية وتكليفية ، أما في ﴿ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ﴾ قالوا هذه لا تعاونوا تكليفية ، أما متى التكليفي المحض يفيد التحريم الوضعي الفساد الوضعي ظ هذا حوالة على الذي بحثوه في بحث الأصول النهي التكليفي متى يقتضي الفساد يعني متى يقتضي الحرمة الوضعية ، النهي التكليفي المحض مع أنه محض ولكن قد يقتضي الفساد في جملة من الموارد بضوابط ، فالذي بحثوه في الأصول غير موارد ﴿ حرم الربا ﴾ فـ﴿ حرّم الربا ﴾ أصلاً هو دليل خاص نفسه يدل على حرمتين ، مثل ﴿ حرّم عليكم الميتة ﴾ كما يقول العلامة الحلفي منتهى المطلب وغيره تقريباً لكلام القدماء يقول أصلاً هذه ﴿ حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ﴾ ليس فيها حرمتان فقط بل فيها ثلاث حرمات حرمتان تكليفيتان وحرمة وضعية ، وهذا أوضح ، وهذا ليس من مبحث الأصوليين ، إنما مبحث الأصوليين إذا كان النهي تحريمي تكليفي محض متى يقتضي عقلاً الفساد الوضعي يعني التحريم الوضعي بضوابط ذكروها هناك على اختلاف الأقوال بينهم ، هنا في المقام هذا المطلب وهو أنَّ قاعدة حرمة الاعانة هي حرمة تكليفية وهل تفيد الفساد ؟ طبعاً في المكاسب المحرمة كما مر بنا من بادية البحث إلى الآن أنَّ الأعلام بحثهم أعم من الحرمة الوضعية والتكليفية ، وبالذات التكليفية بالتبع أو معها الوضعية مقرونة ، فهذه ملاحظة ذكرها الأعلام أنه غاية ما سيقتضي في حرمة الاعانة في المقام حرمة تكليفية محضة أما الوضعية فتحتاج إلى ضوابط تكون مستلزمة للتحريم الوضعي لأنه ليس كل تحريم تكليفي محض يقتضي الفساد بل بضوابط ، وليس كل تحريمي تكليف محض لا يقتضي الفساد وإنما يوجد فيه تفصيل على اختلاف أقوالهم في التفصيل ، وهذه نكتة ذكروها لا بأس به.

وهناك نكتة أخرى ذكرها المحشين على المكاسب:- وأنا أذكرها لأنَّ زبدة كلماتهم مفيدة صناعية مثمرة في المقام ثم نأتي إلى مرحلة أخرى وقواعد أخرى في نفس هذا المبحث وهي يبيع العنب أو التمر على من يعلم أنه يجعله خمراً ، فهناك قواعد أخرى سنخوض فيها ثم نذكر محصل مجموع القواعد ، وقبل أن نغادر هذه القاعدة إلى قاعدة أخرى نقول إنَّ هذه نُتَفٌ لطيفة ذكرها الأعلام.

فهناك نكتة أخرى:- وهي أنَّ العون والاعانة لغةً واستعمالاً أيضاً في الأدلة استعملت تارة بمجال وسيع ، يعني حتى بلحاظ المقدمات البعيدة ، ولغة أيضاً يصدق ، وتارةً يستخدم على التواطؤ الذي مر بنا يعني يوجد تباني وتواطؤ وظاهرة سلوكية اجتماعية أو سلوكية سياسية أو سلوكية اعتقادية ومن هذا القبيل وهذا صحيح ، فإنه توجد موارد متعددة في العون والاعانة وما شابه ذلك سيما هنا ليس فقط هو كما مر وإنما تعاون ، وأنه تارة يستخدم مع التواطؤ ، والقصد الذي ذكره العلام بالعبارة العصرية الحديثة ونحن نأتي بعبارات ثقافية في البحث لأن الموضوعات الابتلائية الآن كلها بعبارات عصرية وليست بعبارات للفقه التقليدي الخاص بالحوزة العلمية ، فيلزم على الانسان أن يعرف بيئة الموضوعات التي يعيشها في الحياة المعاصرة ، فإذاً هذه سلسلة التمهيد العوم بالمعنى الأعم والاعانة بالمعنى الأعم هذه كل من يخوض في مجتمع تلقائياً يصب في ذلك ، وسبحان الله أحد الفلسفات المذكورة في القرآن الكريم لحرمة العيش في مجتمع كافر هو هذا في سورة الأنفال خطاب عن المسلمين الذين لم يهاجروا إلى المدينة المنورة يعني لم يهاجروا إلى دار الاسلام سبحان الله مكة المكرمة وواقعاً من ملاحم الدين العظيمة في الدين وفي القرآن مكة المكرمة قبل أن يفتحها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعتبرها القرآن غير دار الاسلام ، في سورة الانفال يخاطب الله عزّ وجل المسلمين أنَّ المسلمين الذين لم يهاجروا ﴿ ما لكم من ولايتهم من شيء ﴾ لأنهم يعيشون في نظام مدني فاسد ، نعم إن استنصروكم ليس في البعد المدني وإنما استنصروكم في الدين فانصروهم ، الآن الذين يعيشون في المهجر أخذوا مواطنة مدنية هناك ليس لهم حقوق مواطنتكم ، بينما ربما تجد أهل كتاب يعيش معك هنا له حقوق مواطنة مدنية وهاذ موجود في الفقه أما ذاك يعيش هناك يصير ولاءه المدني إلى هناك وإن كان ولاءه الديني ليس لهم ، فلاحظ ولاء مدني ، يعني سلسلة فعالياته المدنية تصب تعاقباً ولاءً في ذاك النظام ، ولو أنَّ هذا قد يكون من باب بذرة توسع ديموغرافي للمسلمين فهو بهذه النيّة المهاجرين والمهاجرات أمرٌ جيد ، فهذه النيّة صالحة إذا كانت نيتهم التغيير الديموغرافي وزرع بؤرة نور هناك فهذا أمر جيد ، وإلا من حيث الأصل فلا ، هذا التعبير القرآني في سورة الانفال ﴿ ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء فإن استنصروكم في الين فعليكم النصرة ﴾ يعني تحمونهم ، مما يدل على أنه في النسيج الاجتماعي عجيب تلقائياً ، وهذا نفس بحث ﴿ المؤمنون بعضهم أولياء بعض ﴾ لذلك يوجد حذر في أنَّ الذي يعيش هناك يلزم أن يحذر ، أحد كبار العلماء رحمة الله عليهم مع أنه طبعه ليس كذا في الجانب السياسي ولكنه كان شديد الحذر ممن يعيش في الغرب سيما من رجال الدين ، وأنا قلت لماذا ؟ فقال: إنَّ هذا تلقائياً من حيث لا يشعر يتأثر ( من عاش في قوم أربعين يوما ... ).

فعلى كلٍّ هذا ليس هو الكلام ، وإنما الكلام هو فلسفة الهجرة والتعرّب ، معنى التعرب هو هذا ، طبعاً قد يكون الانسان عنده مسؤولية وعنده هدف كنشر نور أهل البيت عليهم السلام ونور الدين فهذا شيء عظيم ، وتوجد عندنا روايات تذكر أنه ( إن مات حُشِر أمّةً لوحده ) ، أما إذا لم يكن عنده هدف سوى رخاء المعيشة وغير ذلك فهذا لا فائدة فيه ، فلاحظ نفس بحث ﴿ وتعاونوا على البرّ ﴾ ، فأنت مسارك في نظام نسي مؤمن حتى في الروايات شخص أراد أن يهاجر من الكوفة في زمن الامام الصادق عليه السلام ويعيش في المدينة والتي أن فيها إمام معصوم فيقول له ارجع ولماذا لأنه هناك نسيج مؤمن.

هذه التطبيقات لقاعدة التعاون تشمل حتى بحث العيش في المجتمع سواء كان المجتمع المؤمن أو مجتمع الطرف الآخر ، وهذه لها تأثير ، أيضاً هناك شخص أراد أن يهاجر من الكوفة إلى مكة فقال له ارجع ، فواضح أنَّ المساهمة في دار الايمان أعظم من المشاركة في دار الاسلام ، لذلك الفقهاء قسّموا دار ايمان ودار اسلام - اسلام ظاهري - ودار كفر ودار حرب ودار غير حرب ، هذه بحوث كلها مرتبطة بهذا البحث ، بحث النسيج الاجتماعي ، خوض الانسان في النسيج الاجتماعي هو نوع عون ولو كان بعيداً ، أنت أيّ مهنة عندك فأنت تبذل خدمة طوال حياتك من حيث تشعر أو لا تشعر وتقدمها إلى كيان الايمان عكس ذلك في الطرف الآخر ، أحد الأعلام الكبار حفظه الله تعالى وهو قد ترعرع ودرس في النجف وهو الآن ليس في النجف يقول إنه حتى الزبّال في النجف الأشرف هو أشرف من كذا في مدينة أخرى ، لعظمة وقدسية هذه المدينة المساهمة في مدنيّة هذه المدينة شيء عظيم ولكن لا أحد يعلم بذلك ، فلاحظ أنَّ هذا هو ﴿ وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ﴾ ، فأنت في أي نسيج.

هذه لمحات من الفقهاء في ذيل قاعدة التعاون فلاحظوا كم هو وسعها من حيث لا تشعر يوجد ، ولا يبعد أن هذه الروايات الوردة في أن البيتوتة في النجف الأشرف أعظم فضلاً من تسع ليالي قدر ، والبيتوتة في كربلاء أفضل وأعظم من ليلة قدر واحدة ، وهذا ليس عبطاً وإنما يصبّ في نفس البحث ، وفي رواية معتبرة السند أوردها صاحب الوسائل في أبواب جهاد العدو عن الامام الباقر عليه السلام وقد ذكرها الفقهاء في باب الجهاد ، يقول الامام الباقر:- ( الجوار للمراقد المقدسة جهاد ) ، فلاحظ هو نفس البحث ، وتوجد روايات أخرى في هذه القاعدة - وأنا اعتذر توسعت ولكن لكي يصير الانسان عنده بصيرة في الفقه الاجتماعي أو الفقه المدني ما شئت فعبر ، لأنَّ هذه القاعدة مرتبطة بهذا الفقه - ، توجد عندنا روايات في أبواب وجوب الحج وهي صحيحة السند أنه لو خليت مكة المكرمة من المقيمين المتوطنين وجب على الوالي أن يسكن فيها من بيت المال من يتوطن ، كذلك المدينة المنورة ، كذلك ذكر الفقهاء تبعاً لهذه الروايات المراقد المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وطوس .... وهكذا ، وهذا واضح فإنه دار إيمان فالجوار جهاد في سبيل الله ، نفس الجوار.فهذه من تتمات زوايا ونكات لطيفة ذكرها الفقهاء المحشين المحققين في ذلك هذه القاعدة ، وتوجد نكات أخرى سنذكرها ثم نذكر الخلاصة لهذه القاعدة الفقهية فيلزم أن يلم بها من زواياها المختلفة.

 

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo