< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ محمد السند

بحث الفقه

40/05/23

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: قاعدة وجوب دفع المنكر

كان الكلام أنَّ هذه الروايات المتعارضة بالتالي كيف يمكن الجمع بينها ، روايات الاجارة باعتبار أن يؤاجر المنفعة من دون تخصيص أو تحصيص المنفعة بالمنفعة الحرام إلا أن المستأجر يستثمرها في الحرام - منفعة الدار أو المكان المستأجر ليباع فيه خمراً - وإلا من الأول إذا عيّن المنفعة في منفعة الحرام فهذا يخرج من النوع الثاني الذي نحن فيه ويدخل في مثلاً المسألة الأولى في المنوع الثاني ، أو المسألة الثانية أو المسألة الأولى في النوع الثاني لا في المسألة الثالثة التي نحن فيها لأن المسألة الثالثة التي نحن فيها أنه توجد منافع محرمة وتوجد منافع محللة ومن دون شرط ومن دون هيئة محرِّمة ، فروايات الاجارة ذات لسانين كما مر لسان ( أجره حرام ) ولسان ( لا بأس ) فهي متعارضة والمجوّزة أصح سنداً ، أما الطائفة الثانية هي التي وردت في الخشب وهي إما أن نعبر متعارضة أو متخالفة ، ما ورد في بيع الخشب ليصنع برابط آلات موسيقية ورد الجواز ، وإذا يصنع أصنام وصليب وما شاكل ذلك ورد المنع ، يعني نفس الخشب يصنع كذا ( ممن يجعله ) وليس شرطاً وليس كذا فكفي الجمع وطبعاً هذه الكافة الثانية الباب الحادي والأربعون الطائفة الأولى الباب التاسع والثلاثون ، والطائفة الثالثة الباب التاسع والخمسون الواردة في بيع العنب والتمر ، وهذه كلها على الجواز ، يبيع العنب أو التمر ممن يجعله خمراً أو يبيع العصير ممن يجعله خمراً ، فإما تمر أو عنب أو عصير يجعله خمراً يعني يغليه من دون أن يطهره وهذه كلها على الجواز ، فمر بنا أنَّ الأعلام المشهور شهرة عظيمة قالوا بالجواز في هذه المسألة الثالثة ، لكن نفس المشهور الذين قالوا بالجواز لم يعملوا بأطلاق الروايات ، يعني هذه روايات يبيع العنب ممن يجعله خمراً او التمر ممن يجعله خمراً أو العصير ممن يعمله خمراً لم يعملوا بإطلاقها بل قيدوها بما إذا لم يقص البائع ذلك أو لم يقصد المشتري ذلك ، أما إذا قصد فسوف يحرم الآن تكليفاً أو وضعاً فهذا بحث آخر ، ويحرم تكليفاً فهذا مسلّم ، لأنهم عملوا بإطلاقها من غير هذا التقييد ، بينما هناك قلة من الأعلام منهم صاحب الرياض وقبله وبعده وليس شذاذاً وقد مرّ بنا انه يوجد فرق اصطلاحاً في علم الفقه بين الشاذ والقليل ، وهذه اصطلاحات صناعية في الفقه يجب أن نعرفها ما هو الفرق بين الشاذ والقليل ، إذا لم نعرفه فهذا صعب ، وهي تؤثر على الصناعة الفقهية والترجيح وغير ذلك ، الشاذ في الفتاوى غير الشاذ في الرواية ، وما هو معنى الشاذ في الرواية ، فذها يجب أن نفهمه ؟ لأن الصدوق مثلاً والطوسي والكليني وكلنه قليل قد يعبر عن رواية بأنها شاذة أو الفقهاء يعبرون بأنها شاذة فما هو مرادهم من الشاذة فهل هي ضعيفة ؟ فهذا الاصطلاح مهم لأنهم يقيمون الحديث لك ، وقد تقول إن تقييم الأعلام لا يلزمنا لأنه رأيهم ، ولكن نقول كلا ليس من جهة رأيهم وإنما هو يصف لك شيء صفة نقلية في الرواية فيلزم أن تلتفت إلى أنه ما هو الشاذ في الأقوال والشاذ في الرواية ، الشيخ الطوسي في جملة من الأبواب يقول هذه الروايات شاذة أو هذه الرواية شاذة ، فهل يمكن العمل بها أو لا يمكن العمل بها ؟ هذه اصطلاحات من علم الحديث يجب الالتفات إليها استعملها الفقهاء بما هم متضلعون في علم الحديث - جملة منهم وليس كلهم - فبالتالي يلزم أن لنتفت إليها ، مثلاً الشيخ الطوسي يقول عن الروايات التي رواها الشيخ الصدوق في الشهادة الثالثة في الأذان والاقامة في الفقيه اتفاقاً الشيخ الطوسي أيضاً يورد متونها المعروف المشهور أنَّ هذه الروايات الواردة الخاصة في الشهادة الثالثة في الأذان والاقامة لم تصل إلينا وهذه غفلة عند المشهور كما قال المجلسي الأول لأنَّ الشيخ والصدوق رووا متونها ولكنهم لم يرويا طريقها وفرق بين لم يرويا الرواية وبين أنهما لم يذكرا السند ، الآن مثلاً تفسير العياشي هو متون روايات من دون الطريق وإن كان المؤلف ذكر الطرق والأسانيد ولكن الناسخ بعد كم قرن حذف هذه الطرق ففرق بين أن تقول الرواية لم ترو أصلاً وبين أن تقول أنها لم يذكر سندها فهي قد رويت ولكن لم يذكر سندها ، فإذاً الروايات موجودة ، ومشهور شهرة عجيبة في كلمات الفقهاء غفلةً أنَّ هذ الروايات أصلاً لم تصل إلينا نتيجة عدم الاهتمام بضوابط علم الحديث واصطلاحات علم الحديث والتضلع في علم الحديث ، قد يتخيل متخيل أن الانسان إذا طولب منه أن يتضلع في علم الحديث يعني اسلك منهج المحدثين الاخباريين ، كلا ليس الأمر هكذا بل علم الحديث الفقيه يحتاج إليه والأصولي يحتاج إليه ، لأنَّ الفقيه لا يفتي برأيه وإنما يفتي على ضوء الروايات والروايات هي منظومة وعالم يتشخص شجونه وشؤونه بعلم الحديث كيف الآن علم الرجال يؤثر على الاستنباط كذلك علم اللغة يؤثر على الاستنباط وعلم النحو يؤثر على الاستنباط ومما يؤثر على الاستنباط علم الحديث ، فعدم الإلمام والتضلع في علم الحديث مشكلة ، وإذا لم يتضلع الفقيه في هذا فلا أقل يستعين بمن هو متضلع مثل المجلسي الأول والمجلسي الثاني والصدوق وهلم جرا ، والشيخ الطوسي في بعده فالشيخ الطوسي في حين هو مفسّر فقيه أصولي رجالي متكلم هو محدث أيضاً ، ومحدث لا أنَّ منهجه منهج الاخباريين وإنما يوجد عنده تضلّع في علم الحديث.فعلى لكلٍّ من ضمن الأمور المهمة التضلّع في علم الحديث ، علم الحديث علم مباين ومغاير لعلم الرجال وإن كانا متشابكين كالنحو والصرف ، كيف تفرّق بين علم النحو والصرف ؟ افرز بين علم الرجال وعلم الحديث ، فهما توأمان متكاتفان ولكنهما مختلفان ، والكثير من الأغلاط في الاستنباط تحدث نتيجة عدم سلامة المواد التي يستدل بها نتيجة عدم التضلع في علم الحديث يشبك كلام الشيخ الصدوق في متن الرواية ولا يستطيع أن يميز بين كلام الرواية وكلام الشيخ الصدوق أو بين كلام الشيخ الطوسي في التذهيب ومتن الرواية وهذا موجود إلى ما شاء الله ، هو المتبحرين في علم الحديث كصاحب الوسائل حصل عنده دمج بين كلام الطوسي ومتن الرواية ، أو كلام الراوي قبل الطوسي والصدوق ، الكثير من الرواة يدمج كلامه في متن الرواية ، فأيها المستنبط يلزم أن تميز بين متن الرواية وكلام الراوي ، وهذا تستطيع ان تلتفت غليه بتوسط علم الحديث وإلا من دون لا تستطيع أن تلتفت إليه.فعلى كلٍّ علم الحديث يحتاج إلى مطالسة كتب الحديث ، فإذا لم تطالسها فحتى لو مارست الأصول مليون سنة فالمواد لن تكون سليمة سوية لك ، أحد الروايات في التهذيب من زمن العلامة الحلي إلى كتاب المستمسك أدرج كلام الشيخ الطوسي في متن الرواية على أنَّ هذا المتن من الرواية وببركة أحد المتبحّرين في علم الحديث اكتشف حينها في حوزة النجف عند طباعة المستمسك أنَّ هذا المتن ليس متن الرواية ، حيث صارت غفلة عند العلامة الحلي وجرت إلى ما بعد وينقلب بهذا ظهور الرواية وفي باب حساس ومسألة حساسة ، فلاحظ أنه ثبت العرش ثم انقش ، أي متن الرواية حتى نستنبط منه ، لا ندمج بين كلام الراوي ومتن الرواية أو ككلام الشيخ الطوسي وكلام متن الرواية إلى ما شاء الله تعالى ، وهذا أحد فوائد علم الحديث ، كم سند لهذه الرواية ؟ ، أليس نريد علم الرجال أو نريد أن يصح الطريق ؟ ، نعم كم طريق لهذه الرواية فهل هذا الطريق فيه نسخ أ نسخة واحدة وهل توجد نسخ أو نسخة واحدة وهل يوجد اشتباه في أسماء الرواية وكيف نراجع وغير ذلك ومن هذا القبيل وهذا كله يتكفله علم الحديث ، حتى علم الرجال بدون أن يكون الرجالي متضلع في علم الحديث عمل الرجالي يصير اهوج وبلا اساس لأنه حتت الرجالي يحتاج إلى علم الحديث حتى مثلاً يقول هذه متون رواياته فيها غلو أن هذه رواياته فيها شذوذ أو مخالفة دائمًا لمشرب الطائفة ، كيف يحدد صورة ، أو هذا الراوي مشايخه فلان أو تلاميذه فلان وهلم جرا ، يعني حتى الرجال المواد التي يستقيها لعلم الرجال لابد أن تكون سليمة وإلا سيكون كلامه عبط ، فالإلمام بعلم الحديث شيء مهم جداً ، ومن أفضل الطرق حسب تعلمناه من الكثير من الكبار الذي عندهم هذا الالمام مع أنهم أصوليون وفقهاء أنَّ الانسان مثل الآن في الأكاديمية اعطنا دراسة عن كتاب التهذيب ودراسة عن كتاب الاستبصار وفرقه عن التهذيب ، توجد اسرار في كتاب الاستبصار الذي يفهما يختصر له طريق الاستنباط بسرعة ، لأنه توجد منهجية في الاستبصار اتبعها الشيخ الطوسي تختلف عن منهجيته في التهذيب ، وهذا يؤثر حتى على الفقيه المستنبط ، هناك منهجية في الفقه الرضوي تختلف عن كتاب التهذيب وتختلف عن كتاب الاستبصار ، فلذا علم حديث يجب أن تطالسه وتتمرس فيه ، مثل أن يقول لك شخص أجعل لي دراسة عن هذا الكتاب ومنهجية المؤلف ونقاط ضعف المؤلف ونقاط قوته وميزه عن بقية المؤلفين في حقله وهذا يسمونه نوع من التضلع أو الاطلاع والإلمام بعلم الحديث ، ما هو معنى المشيخة في التذهيب ؟ حقيقة الشيخة ما هي ، الكليني لماذا لم يصنع المشيخة وهل عنده مشيخة أو لا ، ما هي المصادر التي اعتمد عليها الصدوق وهل تختلف عن المصادر التي اعتمد عليها الطوسي أو لا ؟ ، عن المصادر التي اعتمد عليها الكيلين أو لا عن مصادر البرقي وعن مصادر قرب الاسناد وما هي النسبة بين قرب الاسناد ومسائل علي بن جعفر كتابان في علم الحدث ، أذا لم تلتفت إلى هذه القضايا المواد التي سوف تستقيها للاستنباط لن تكون سليمة ووافية وإنما ستكون منقوصة ، صحيح هو سهل لكن هذا السهل يجب أن تقف عليه وتستوعبه وتتمرّس فيه ، أما إذا لم تتمرس فيه فسيكون الفقيه أو المستنبط عنده نقص وعجز في تشخيص المواد السلمة عن غير السديدة مهما يكن ، فعلى كلّ هذه أمور مهمة.ما هي النسبة بين أصول الكافي وبصائر الدرجات ؟ وبين أصول الكافي والبرقي والاختصاص واختصاص للشيخ المفيد ، وهل الاختصاص هو للشيخ المفيد أو هو لعالمٍ قبله ؟ ، وأفضل من حقّق في هذا المجال هو الاغا بزرك الطهراني ، فالمهم يوجد كلام كثير في ذلك وهذا باب يحتاج إل متابعة لسنين ولا يأتي بالعفوية حتى يقوى عليه الانسان أو لا أقل يطلع عليه ولكنه مؤثر تماماً ، بعض كتب الحديث مثل الطبعة التي طبعت في دار الحديث فكم عندهم من لجان جزاهم الله خيراً وجهود كثيرة يبذلونها من أجل ذلك ، أصلاً هنا حوزة النجف الأشرف المفروض أن تقام فيها مدينة دار الحديث لنسخ الحديث كما هي موجودة في المدينة المنورة لطبع نسخ القرآن الكريم وغير ذلك ، فهناك مدينة كاملة بنيت لأجل طباعة القرآن الكريم ، كذلك هم بدأوا يطبعون كتاب البخاري ومسلم فلاحظ طبعاتهم كيف هي ، صحيح هي محرّفة ومحذوف منها الشيء الكثير ولكنها مرتبة ومنمَّقة وغير ذلك وهذا أمر معروف.فالمهم هذه الطبعة لكتاب الكافي الذي طبعته دار الحديث فهو جهد مبارك ولكن رغم هذا في موارد عديدة فاتتهم نسخ ، ليست نشخ في المكتبات المخطوطة وإنما نسخ في تب العلامة الحلي وفي كتب الكركي فهم نسوا هذا المجال ، في كتاب المقدّس الأردبيلي لأنَّ كل واحد منهم نسخة ويقل متن الرواية ويذكر الفاظ متن من الرواية ويعطي مجهرية في الرواية غير التي ذكرها صاحب الوسائل وهي مؤثرة في الاستنباط ، فهذا بعد، فعلم الحديث أمر مهم يعني الاطلاع عليه لا أقل ثقافياً.فلابد أن تأخذ كتاب التهذيب وتقرأ مقدمته وتعرف لماذا بدأ الشيخ الطوسي تدوين هذا التاب فهو فقيه فلماذا حشر نفسه في علم الحديث ، الشيخ المفيد هل كان فقيهاً فقط ومتكلماً أو أنه كان محدّثاً أيضاً ؟ ، وما الدليل على كونه محدّثاً ؟ ومقصودي من كونه محدثاً يعني يلمّ بعلم الحديث وليس منهجه اخباري ومحدّث بل عنده تضلّع في الحديث ، وما الدليل على ذلك فإنه لا يوحد عنده كتاب في الحديث ؟ كلا بل عنده كتاب في الحديث ، جملة من الروايات رواها الشيخ المفيد عند كتاب الفصول المختارة أو أمالي المفيد والاختصاص له وكذلك كتبا أخرى ، وما هو الدليل ؟ دليلنا أنَّ الشيخ الطوسي في الفهرست كل الكتاب التي جعلها مصادر للتهذيب والاستبصار رواها عن أحد الشيوخ المهمة والمحطّات المهمة عنده وهو الشيخ المفيد ما يدل على الشيخ المفيد ليست تضلّعه فقط في علم الفقه وعلم الكلام وعلم الأصول بل حتى في علم الحديث ، حتى أن النجاشي يقول قرأها علينا شيخنا أبو عبد الله يعني المفيد ، أو يقول هذه النسخة لشيخنا أبو عبد الله وليس لشيخنا الحسين بن عبد الله ، أصلاً نكات كثيرة يذكرها الشيخ النجاشي أو الشيخ الطوسي يذكرانها كلها هي دليل على أنه كانت توجد عند الشيخ المفيد دروس كثيرة في علم الحديث ، فالشيخ المفيد جهبذ وكذلك الشيخ الطوسي أيضاً هكذا ، فهو كما أنه فقيه أصولي ولكن مع ذلك يتضلّع في علم الحديث ، ومثل الفيض الكاشاني والمجلسي والحرّ وهلم جراً.فعلى كلٍّ هذا أمر مهم ، يعني على الإنسان أن يطّلع حتى على تاريخ المذهب وعلى هوية المذهب وعلى معلم المذهب ، والكثير من التساؤلات حول تاريخ المذهب ومعلم المذهب وقد نص على ذلك النجاشي ، وقد ذكرت للإخوة أن النجاشي يعرّف علم الرجال لا لأجل استخراج الجرح والتعديل ، النجاشي يذكر في اول صفحة من كتابة يقول تعريف علم الرجال أنَّ الغاية العظمى من علم الرجال هي معرفة هوية معلم المذهب وتراثه ، فراجعوا عبارته ، حتى الشيخ الطوسي ، فالمقصود أنه بالتضلّع في الحديث تعرف هوية مذهبك وهوية تراثك ويلتفت الانسان كيف وصل إليه هذا التراث وغير ذلك ، وهذا أمر مهم وكله يتكفله علم الحديث وعلم الرجال بالمعنى الاجتهادي وليس علم الرجال بالمعنى التقليدي – يعني التقليد في علم الرجال -.ونذكر هذا المطلب ولا نبتعد كثيراً ولكن هذه التوصية أنقلها لكم لأنّا عشناها من الكبار كي لا تفوتكم.ما هو الشاذ في الرواية ؟ وهذا اصطلاح في علم الحديث ، المامقاني عنده ست مجلدات في علم الدراية ، ولكن علم الدراية غير علم الحديث ، فيوجد عندنا علم دراية وعلم رجال وعلم حديث ، علم الدراية إذا صعب الفرق على إنسان فهو مثل الفرق بين علم الاشتقاق وبين علم الصرف وبين علم النحو ، علم النحو وعلم الصرف بينهما تقارب ولكن يمكن أن تميز بينهما أما علم الاشتقاق وعلم الصرف كيف تميز بينهما ؟ إنه يصعب التمييز بينهما فهو صعب الصعاب مع أنهما علمان ، بالضبط هذا هو الفرق بين علم الدراية وعلم الحديث علم الحديث غير علم الدراية ولكنهما متشابهات ، متشابكان إلى أنه ربما يصعب على اللوذعي التمييز بين علم الدراية وعلم الحديث ، مثل الفرق بين علم الاشتقاق وبين علم الصرف لكن بينهما فرق ، لكن أقرب العلوم لعلم الحديث هو علم الدراية ثم علم الرجال ، مثل أقرب العلوم لعلم الاشتقاق هو علم الصرف ثم علم النحو.وما هو الشاذ في الرواية ؟ ، فلاحظ هذا اصطلاح واحد نريد أن نفسره لأنه عليه المدار ، ولماذا ؟ لأنَّ الشيخ الطوسي ذكر عن الروايات التي رويت عن الشهادة الثالثة في الاذان والاقامة أنها شاذة وما مقصوده من شاذة ؟ ، أحد الأعلام المعاصرين حينما كتب كتاب الشهادة الثالثة قال:- من قال أنك استظهرت أنَّ الرواية الشاذة هي صحيحة السند غير المعمول بها ؟ فقلت:- له إنَّ هذا الاصطلاح موجود في كل التهذيب ، فقال لي:- ارسل لي قائمة بذلك ، وفعلاً الكتيب صار كتاباً وجعلنا فيه قائمة في التهذيب والفقيه ، وحينما نقول الشيخ الطوسي محدّث لا يعني أنه اخباري وإنما هو متصلّع في علم الحديث ، أصلاً اصطلاح المحدثين وكتب الحديث في الشاذ إذا كان في الرواية هو صحيح أو معتبر سنداً غير معمول به لا أنه ضعي فالسند ، لذلك في بعض المواضع إذا مانت ضعيفة السند يقول هذه الرواية شاذة وضعيفة السند ، لأنَّ الشاذ اصطلاحاً هو غير المعمول به لا أنه ضعيف سنداً ، ولذلك يضيف حالة أخرى للرواية فيقول ( وهي ضعيفة السند ).وما هو الفرق بين الشاذ في الرواية والشاذ في الفتوى والفرق بين قليل الفتوى ؟ فالبعض ربما يتوهم أنَّ التشهد بالشهادة الثالثة في تشهد الصلاة شاذ ، كلا بل التزم به جملة عديدة من المتقدمين ومن المتأخرين ، الشاذ في الأقوال غير القليل ، فلو أردت أن تقول هو قليل فنعم نسالم معك أنه قليل ، فرق بين الشاذ وبن القليل ، فالشاذ في الفتوى ما هو فرقه عن الشاذ في الرواية ؟ وإلا مثل ما ذكرت لكم أن الشهادة الثالثة في الصلاة أفتى بها الصدوق وأفتى بها والصدوق الابن وأفتى بها الشيخ المفيد ، أما أنه أين تجد المصدر فهذا بحث آخر ، أو أفتى بها العلامة الحلي أو افتى بها سلّار أو أفتى بها النراقي أو أفتى بها صاحب الحدائق أو صاحب الجواهر ، أما أين المصادر فهذا بحث آخر ، فأنت قد تذهب إلى التشهد في باب الصلاة فتلاحظ أهانها ليست موجودة فتقول إذاً هذه النسبة كاذبة ، كلا فقد لا تجده في نفس البحث ونفس الباب بل ربما تجده في باب آخر وهذا معناه هو جهد التتبع ، ففي التتبع تذهب إلى نفس الباب فلا تجدها ولكن حينما تذهب إلى باب آخر بمناسبٍ يجعل حواله على بابٍ آخر.فالمقصود أنَّ زرافات عديدة من الأعلام أفتوا بذلك فالقضية ليست بشاذة ، بل تستطيع أن تقول أقل شهرة ، لا أنه قليل بل فوق القلّة ، فهذه الاصطلاحات يجب أن نلتفت إليها ، ما معنى الشاذ في الفتيا والشاذ في الرواية ، وما معنى المشهور وما معنى الأشهر ، أيهما أقوى المشهور أو الأشهر ؟ المشهور أقوى من الأشهر ، لأنَّ الأشهر يعني توجد شهرتان أحداهما أكثر من الآخر أقوى من الأخرى بينما المشهور هي الغالبية فالمشهور اصطلاح أقوى من الأشهر هذه اصطلاحات في الفقه وفي الحديث يجب أن نعيها.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo