< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/07/14

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:لو دخل في الصلاة مع وجود الحائل جاهلا به لعمى أو نحوه لم تصح جماعة
لازلنا في المسألة الحادية عشر وهي مالوحصل الحائل والمصلي غافل عنه فهل تقع صلاته الفرادى صحيحة تلقائيا أم ان هذه الصلاة لاتقع فرادى بل تقع صلاة جماعة فاسدة
وهذا البحث من تداخل طبايع الواجبات وهو بحث كما مر بنا صناعة فقهية حساسة ومر بنا جملة من الامثلة وان مهارة الفقيه ان يدقق في تداخل التحليل الصناعي للطبايع
ومن باب المثال فان السيد الخوئي التزم ان صلاة الغفيلة تتداخل مع صلاة نافلة المغرب وهذا بحث في التداخل في المسببات فهو مرتبط بطبيعة تشابه وسريان الطبايع في بعضها البعض وان كان لها زوايا مختلفة
وبناء على التقريبات التي مرت فان الانسان يستطيع ان يصلي صلاة جعفر الطيار في صلاة الظهر أو العصر وهكذا صلاة أمير المؤمنين (عليه السلام) وصلاة الزهراء (عليها السلام)
ومن باب المثال فان صلاة النبي (صلى الله عليه واله) ركعتين لكن خمسة عشر مرة تقرأ صورة القدر في كل حالة من الحالات في القيام والقعود والركوع والسجود و... ومعه فتكون صلاة النافلة كالديكور لصلاة الفريضة، فان سريان الطبايع لابد من الالتفات اليه فانه بحث مهم
فنرى الآن ان دخول مكة محرم الاّ ان يأتي بالنسك من حج الإفراد أو القران أو العمرة او نيابة فهذا لايهم بل المهم واللازم هو ان يكون الداخل الى مكة لديه الطبيعة المأخوذة في النسك، وهذه البحوث مهارات مختلفة للفقية بلحاظ مراحل الاستنباط التي هي ثمانية مراحل كما يذكر في الحالات المتوسطة لمراحل الاستنباط
فالمقصود ان الصناعة الفقهية وهي أحد المراحل التي يربي الفقيه ملكته العلمية فيها هي شبيه الصناعة الاصولية من ناحية الاعتماد على التحليل الدقي العقلي المجهري وهذه التحليلات ترتبط مع بعضها البعض بمثابة المعادلات، وان الصناعة مرتبطة بهذين الضلعين فان كانت المواد فقهية فتكون الصناعة فقهية وان كانت المواد اصولية فتكون الصناعة اصولية
هنا نقول لو كانت لدينا صلاة جماعة فاسدة فهل تقع فرادى فيكون البحث ان الفرادى هو نفس الجنس الطبيعي فاذا قامت الجماعة فقد تشكل الطبيعي بصورة الجماعة والاّ فقد تشكل الطبيعي بحيال نفسه القائم بنفسه وهو الفرادى
وقد مر ان قاعدة (لاتعاد) تصحح وتعالج الخلل في اصل طبيعة الصلاة ولاتعالج (لاتعاد) الهيئة النوعية والصنفية للصلاة وهذا امر مهم في باب الصلاة فان الخلل الواقع في الطبيعة تتكفله (لاتعاد) اما الخلل الواقع في النوعية والصنفية فان (لاتعاد) حيادية تحاهه فلا تنفي ولاتثبت شيئا تجاهه
وهذا البحث لو أردنا ان نربطه ببحث ما مر من الجماعة والفرادى وطبيعة الصلاة فان (قاعدة لاتعاد) تعالج أصل طبيعة الصلاة ومعه فستصح الصلاة فرادى وان بطلت الهيئة النوعية أو الهيئة الصنفيّة وهي هيئة الجماعة
وان القائل بالبطلان يقول ان القائل بالجماعة وان بطلت هيئة الجماعة فيها الاّ ان هذه الهيئة للجماعة فتقع وتوجد الهيئة للجماعة الاّ انها تقع فاسدة بمعنى انها تقع غير تامة، وهنا معنى آخر للصحة والفساد وهو الوجود والعدم فان الصحة والفساد في الأسباب والمسببات يدور أمرها بين الوجود والعدم ففي بعض الموارد يكون الصحة والفساد هو الوجود والعدم
فالبطلان قد يعني عدم وجود الجماعة كما ان البطلان قد يكون بمعنى ان الجماعة موجودة لكنها فاسدة ومع فساد الجماعة فهي ليست فرادى بل هي جماعة فاسدة ومعه فيشكل تصحيحها حتى مع (لاتعاد) لأنها جماعة وليست فرادى، وهذا هو وجه ماورد في جملة من الموارد من ان الصلاة باطلة فلابد من اعادة الصلاة
فوجه القول ببطلان هذه الصلاة ان هذه الصلاة لايمكن ان تقع فرادى بل هو اما ان تكون الجماعة صحيحة أو ان تكون الجماعة فاسدة فهي ليست فرادى أصلا فلا تشملها (لاتعاد) فالصلاة باطلة لأنها جماعة وهي جماعة فاسدة
ومن شواهد الصحة انه لوسلمنا ان هيئة الجماعة تباين الفرادى ولكن دور امام الجماعة في صلاة المأمومين عند العامة انه يتحمل كل شيء عن المأموم فالماموم صورة عاكسة عن امام الجامعة، ولكن ائمة البيت (عليهم السلام) ردوا هذا المبنى فقالوا لايتحمل الامام شيئاً عن المأموم الاّ القراءة ومعنى ذلك ان الامام لصلاته كيانها الخاص وللمأموم في صلاته كيان خاص
والخلاصة ان الجماعة هي نيابة الامام عن المأموم في القراءة فقط فصلاة الجماعة هو نحو أداء للقراءن ومعه فان القراءة ليست بركن، فان الروايات التي تقول يعيد أو يعيدهما وما شابه ذلك بلحاظ انه ربما زاد ركوعا في المتابعة فحصل الخلل في الأركان ومن ثم كان الأقوى هذا الوجه الثاني

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo