< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/04/07

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع: لو قصد الاقتداء بهذا الحاضر باعتباره زيد فبان غيره
كان الكلام كما مرّ في مايلزم قصده في صلاة الجماعة باعتبار ان الشك الثاني هو فيما لو قصد امام الجماعة وظهر انه واجد لشرائط الجماعة فهل هناك خلل من ناحية ماقصد لم يقع وما وقع لم يقصد
ومرّ بنا أيضا ان اللازم في تحقق الائتمام بإمام الجماعة الإشارة اليه ولو بعنوان الإجمال وهو الاشارة الإجمالية أما الهوية التفصيلية فهي غير دخيلة في قوام تحقق الائتمام به، فمن ثم يكون قصد الجماعة قد تحقق
إلاّ ان السيد اليزدي يُبدي الخلل ليس من ناحية ماهو اللازم من القصد بل يبدي الخلل من ناحية الإرادة والاختيار، وقبل توضيح حقيقة كلام السيد اليزدي لابد من الالتفات الى بحوث الأفعال القصدية حتى في العبادات والمعاملات
وهنا نذكر زوايا اخرى هي من تحقيقات متأخري هذا العصر وضروري للانسان ان يلتفت اليها وهي ان القصد في الأفعال القصدية في العبادات أو في المعاملات أو في الايقاعات فالقصد في الأفعال فيه ثلاث جهات وزوايا غير ماتقدم من الزوايا وهذه الزوايا هي، أولا: المنوي أو المقصود، ثانيا: منشأ القصد وهو الداعي للقصد، وثالثا: الجسر الرابط بين دواعي القصد والمقصود وهو نفس الإرادة ونفس فعل الالتفات بالمعنى المصدري
فالنية والقصد تارة يُراد منه الزوايا الاولى وهو اسم المفعول وهو المقصود والمنوي وتارة يقصد الفقهاء أو المتكلمون أو علماء الإخلاق يقصدون من القصد والنية اسم الفاعل وهو الدواعي والمناشئ وتارة يقصدون من القصد نفس الفعل كحدث وهو نفس المصدر وفعل الارادة، فلدينا ثلاث مقامات في نية العبادة ونية القربة وغيرها من الأفعال القصدية في باب العبادات أو باب المعاملات
وان نفس المقصود الذي مرّ بنا وهو الاسم الذي هو اسم المفعول هو على طبقات فقد يكون المقصود منه الوجود الخارجي وقد يكون الذي في افق الذهن وحتى الموجود في اُفق الذهن فهو على طبقات
كما ان دواعي القصد هو على طبقات ودرجات وليس على درجة واحدة فمثلا لو اشترى اللحم لأجل الضيوف فإن الضيافة هي من دواعي الشراء لكنها لاتقييد البيع فسواء تحققت الضيافة أم لم تتحقق فان البيع على حاله لأن الداعي طبقات، فدواعي القصد درجات وطبقات فبعضها بعيد لاصلة له بالفعل ولابماهية الفعل وبعضها قريب له صلة منوّعة ومصنّفة لماهيّة الفعل
كما ان هناك مقولة عقلية يستفيد منها الفقهاء والاصولييون وهي ان الغايات في وجودها الذهني سابقة وفي وجودها الخارجي لاحقة فمثلا لو ذهب الأب بولده للمدرسة لأجل ان يتعلّم الولد فان التعلم هو يقع لاحقا لكنه في وجوده الذهني فان صورة تعلم الإبن سابقة فالغاية بوجودها الذهني سابقة وبوجودها الخارجي لاحقة
والغرض من بسط بيان الزاوية الثانية هو ان الدواعي التي مرّت بنا واختلافها عن الزاوية الاولى فالمقصود في الزاوية الاولى هو المنوي والمقصود بينما الذي ذكر في الزاوية الثانية هو دواعي القصد فان الدواعي في اُفق الذهن سابقة وملتفت اليها وفي الوجود الخارجي متأخرة فقد يقال ان الزاوية الثانية عين الزاوية الاولى
فان مامر بنا هو ان الدواعي منطلقات لفعل القصد وهناك مقصود وهو اسم مفعول فما الفرق بين الدواعي وهو الزاوية الثانية وبين متعلق القصد ومتعلق اللحاظ ومتعلق القربة وهو الزاوية الاولى فما الفرق بينهما لأنه ايضا مقصود فلابد من جعلهما قسم واحد وليس قسمان
هنا لأجل الالتفات الى هذا المطلب نقول كما ذكروا في علم المعقول وعلم الاصول وهو ان العلل والمعلولات دائما هي سلسلة وهذا المعلول لهذه العلة هو علة لمعلول رابع والمعلول الرابع هو علة لمعلول خامس، فمراد الأعلام عند التمييز بين الزواية الاولى والثانية المراد منه الأمر النسبي فان نفس هذا الداعي بالقياس للذي قبله يكون مقصود ومنوي وهذا معنى مامرّ بنا من ان المنوي ذو طبقات ودرجات، فعندما يقال داعي وعندما يقال منويّ أي مدعو اليه فالمغيا هو المقصود والغاية هي الداعي
وعليه فلابد من الالتفات الى ان التقسيم الثلاثي هذا في العمل الواحد قابل للتكرر والتعدد فالداعي مقصود وقصد فان الفعل القصدي ربما تترامى فيه القصود ولذا يحرص الأعلام في العبادات والمعاملات على التدقيق ان القصد طبقات هنا سواء مقصودا أو داعيا أو كفعل مصدري للنفس
بالنسبة لكلام السيد اليزدي فيقول في بيان الخدشة والإشكال فهو لايقصد من جانب لمقصود ولامن جانب الداعي بل يشكل من جانب القصد والإرادة فيقول بأن الخلل موجود في الارادة ولايكفي تصوير تمامية المقصود فقط بل لابد من تحقق الارادة والالتفات واللحاظ فان القصد له ثلاث أركان وزوايا كما مرّ
فيقول المصنف ان الإرادة هنا غير متحققة مع كون امام الجماعة غير ماقصده المأموم، فلابد ان نلتفت الى ان القصد له ثلاث زوايا واركان وجهات وان القواعد الأربعة التي تقدمت وهي (ماقصد لم يقع وماوقع لم يقصد) و (الداعي أو التقييد) و (الاشتباه في التطبيق) و (تعدد المطلوب ووحدة المطلوب) فهذه القواعد الأربعة التي مرت بنا اجمالا هل كل منها يرتبط بزاوية غير الزاوية التي ترتبط بها الزاوية الاخرى أو ان كل منها يرد في زاوية متحدة مع الزاوية الاخرى واحتمال ثالث انها جميعا مرتبطة بمجموع الزوايا الثلاثة؟ فلابد من ان نتحرى جواب هذا السؤال قبل ان نجيب على كلام السيد اليزدي

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo