< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/02/02

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:تجب الجماعة في الجمعة وتشترط في صحتها
كنّا في صدد استعراض الروايات المؤكدة على استحباب صلاة الجماعة خصوصا اليومية منها وخصوصا في الأدائية، ولا سيما في الصبح والعشاءين[1]خصوصا الصلاة اليومية الأدائية وبالأخص الصبح والعشائين، منها:
صحيح عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفجر فأقبل بوجهه على أصحابه فسأل عن أناس يسميهم بأسمائهم. فقال: هل حضروا الصلاة ؟ فقالوا: لا يا رسول الله فقال: أغيب هم؟ قالوا: لا، فقال: أما انه ليس من صلاة أشد على المنافقين من هذه الصلاة والعشاء، ولو علموا أي فضل فيهما لا توهما ولو حبوا[2]
موثق السكوني، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من صلى الغداة والعشاء الآخرة في جماعة فهو في ذمة الله عز وجل، ومن ظلمه فإنما يظلم الله، ومن حقره فإنما يحقر الله عز وجل [3]وهاتان الروايتان المعتبرتان في الصبح والعشاء
ورواية صحيحة الى ابن ابي عمير عن علي بن ابي حمزة البطائني عن ابي بصير، والبطائني هو رئيس الواقفة وكان وكيلا للإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) فهذا الشخص يفصّل في رواياته ولاتطرح جميعها فان الروايات التي وردت قبل إنحرافه فتقبل وأما رواياته التي وردت بعد إنحرافه فلا تقبل بل تطرح ويمكن تمييز ذلك بالراوي فان كان الراوي عنه امامي إثنا عشري فتقبل الرواية لأنه قد رواها أيام استقامته والاّ فالرواية صدرت أيام انحرافه وكذا الكلام بالنسبة للعبرتائي حيث قاطعه الأصحاب بعد إنحرافه
لذا فلايمكن تلخيص علم الرجال بآراء النجاشي أو آراء ابن الغضائري أو آراء الشيخ لأن نفس السيرة العلمية من رؤوس المذهب لايمكن الغائها من أصحاب الامام الكاظم والامام الرضا والامام الهادي والامام العسكري (عليهم السلام) وأصحاب الناحية المقدسة (عليه السلام) لايمكن الغاء تمام سيرتهم العلمية
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى المغرب والعشاء الآخرة وصلاة الغداة في المسجد في جماعة فكأنما أحيى الليل كله [4]
بعد ذلك يقول الماتن وخصوصا لجيران المسجد أو من يسمع النداء، وقد ورد في فضلها وذم تاركها من ضروب التأكيدات ما كان يلحقها بالواجبات لكن كما مرّ فان وجه الوجوب ليس فقد فضيلة الجماعة بل انها ترتبط بطابع ولاية المعصوم والانتماء الى هذا النشاط الديني
ففي الصحيح: الصلاة في جماعة تفضل على صلاة الفذ أي الفرد بأربع وعشرين درجة، وفي رواية زرارة قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يروي الناس أن الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين، فقال (عليه السلام): صدقوا فقلت : الرجلان يكونان جماعة ؟ قال (عليه السلام): نعم، ويقوم الرجل عن يمين الإمام . وفي رواية محمد بن عمارة قال: أرسلت إلى الرضا (عليه السلام) أسأله عن الرجل يصلي المكتوبة وحده في مسجد الكوفة أفضل أو صلاته مع جماعة ؟ فقال (عليه السلام): الصلاة في جماعة أفضل، مع أنه ورد أن الصلاة في مسجد الكوفة تعدل ألف صلاة، وفي بعض الأخبار ألفين، وعن الصادق (عليه السلام) الصلاة خلف العالم بألف ركعة، وخلف القرشي بمائة [5]
مسألة 1: تجب الجماعة في الجمعة وتشترط في صحتها[6]وهذا تقريبا متسالم عليه في الأدلة وسيأتي بحثه في صلاة الجمعة والعيدين
وكذا العيدين مع اجتماع شرائط الوجوب، وكذا إذا ضاق الوقت عن تعلم القراءة لمن لا يحسنها مع قدرته على التعلّم فهذا تقصير منه ومع التقصير فيجب عليه ان ياتي بها جماعة ولربما ظهر من عبارة المتن انه لاتصح منه فرادى
هنا عدة من المحشين اختلفوا مع السيد اليزدي حيث قالوا انه يجب عليه تكليفا لاوضعا فلانه قصر فلأجل ان لايؤثم على تقصيره فتكون صلاته تامة، اما اذا قلنا تكليفا ووضعا فهذا يعني لاتصح منه الفرادى اذا قصر في تعلم القراءة
وأما إذا كان عاجزا عنه أصلا فلا يجب عليه حضور الجماعة وإن كان أحوط [7]ففرق السيد اليزدي بين القاصر عن التعلم فيجزيه ان ياتي بالفرادى ولايلزم بالجماعة لايلزم وضعا ولاتكليفا
ربما بعض المحشين استشكلوا على الماتن من ان كلامه في القاصر متدافع مع ماذكره في المقصر، فقالوا ان كانت القراءة في الجماعة تامة وقراءة الفرادى ملاكها ناقص والنقص بنحو معتد به ولزومي فلافرق بين القاصر والمقصر، فاشكال هذا البعض في صلاة الجماعة لوجوبها على المقصر ولم تجب على القاصر
ثم ان هذا اللزوم على المقصر لزوم تكليفي او وضعي فان كانت قراءة الجماعة تامة والقراءة غير الصحيحة في الفرادى ناقصة فلابد ان يكون اللزوم تكليفي ووضعي
هنا يوجد تحليل صناعي كي ينجلي الابهام في هذا البحث، وهو هل ان صلاة الجماعة مع صلاة الفرادى في عرض بعضهما البعض أو ان التخيير بين الجماعة والفرادى من قبيل القصر والاتمام وبعبارة اخرى مالفرق بين القصر والاتمام في مواطن التخيير وبين القصر والاتمام في غير مواطن التخيير؟ فاذا اتضح المثال في البحث فندخل في القراءة


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo