< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/01/22

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:تأسيس العموم لمشروعية صلاة الجماعة
كان البحث في تأسيس عموم لمشروعية صلاة الجماعة، وقلنا ان العموم نحتاجه في حيثيات متعددة كحيثية عموم مشروعية الجماعة في كل فرائض الصلاة وهو بمثابة العموم في الموضوع، ومن الحيثيات هو الاحتياج الى أدلة الجماعة من حيث هيئة الجماعة وستأتي صور وشقوق عديدة في هيئة الجماعة، ومن الحيثات لعموم صلاة الجماعة هو هل يسوغ الائتمام مع اختلاف نوعين من الفريضة أو لايسوغ، فلابد من الوقوف على هذه الجهات في بداية هذا الفصل وسنتابعها في مسائل اُخرى
ووصلنا الى استعراض جملة من الطوائف في هذا العموم في هذا الباب وقد استعرضنا اللسان الأول وهو لسان صحيحة زرارة
اللسان الثاني: النهي عن صلاة الجماعة في النافلة
وان الاستفادة الصناعية من هذه الطائفة هو ان النهي عن الجماعة يدل بالفحوى وبالاقتضاء ان هناك مقتضي للعموم موجود بمعنى ان دليل العام موجود أو بمعنى توهم وجود العموم
وان النص العام أكثر اصالة في التشريع من النص الخاص وان كان لابد من الفحص عن الدليل الخاص ولابد من مراعاة النص الخاص أو الحاكم أو الوارد أو المزاحم فلابد من مراعاة هذه الاُمور لكن لايصح ان نشك في ان النص العام هو الأصل في المشروعية
فهنا النواهي التي وردت عن الجماعة في النافلة اما لوجود العموم وقد خصص أو لاجل ان العموم ليس عاما للنافلة وهذا يفيد في المقام فان دلالة العام ولو في نطاق الفرائض بمثابة من القوة بحيث أوجب الوهم لدى المتشرعة انه يعم النافلة فمفروغ عنه العموم في باب الفرائض
صحيحة الفضلاء أنهم سألوا أبا جعفر الباقر (عليه السلام) وأبا عبد الله الصادق (عليهما السلام) عن الصلاة في شهر رمضان نافلة بالليل في جماعة ؟ فقالا : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلى منزله ثم يخرج من آخر الليل إلى المسجد فيقوم فيصلي، فخرج في أول ليلة من شهر رمضان ليصلي كما كان يصلي فاصطف الناس خلفه فهرب منهم إلى بيته وتركهم، ففعلوا ذلك ثلاث ليال فقام في اليوم الرابع على منبره فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن الصلاة بالليل في شهر رمضان من النافلة في جماعة بدعة، وصلاة الضحى بدعة، ألا فلا تجمعوا ليلا في شهر رمضان لصلاة الليل، ولا تصلوا صلاة الضحى فان تلك معصية، ألا وإن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار، ثم هو نزل وهو يقول: قليل في سنة خير من كثير في بدعة [1]فهنا النهي عن النافلة، وفي كتاب الدعائم قال (لاتصلوا النافلة ليلا في شهر ولاغيره في جماعة فان الذي صنعتم بدعة) فهنا نرى الاختلاف بين متن الدعائم وبين المتن الذي رواه اُصول الأصحاب
معتبرة سليم بن قيس الهلالي قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان: اتباع الهوى، وطول الامل، - إلى أن قال - قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، متعمدين لخلافه فاتقين لعهده، مغيرين لسنته، ولو حملت الناس على تركها لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي، أو قليل من شيعتي - إلى أن قال والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلاّ في فريضة، وأعلمتهم اجتماعهم في النوافل بدعة، فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الاسلام غيرت سنة عمر، نهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا، وقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري [2] وهذا البيان من أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس خاصا بشهر رمضان
ورواية مستفيضة عنهم (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه واله): أيها الناس إن هذه الصلاة نافلة ولن تجتمع للنافلة، فليصل كل رجل منكم وحده، وليقل ما علمه الله من كتابه واعلموا أنه لا جماعة في نافلة [3] وهذا هو نفس المتن في الدعائم المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن طرقنا
فالمتن الواحد لوحدة المروي كثيرا ماتفوت الرواي كلمة أو يعترية الوهم فقد يشوب الراوي اختزال فيكون ضبط المتن عبارة عن مقابلة المتن ومقارنة متون عديدة لمروي واحد لكي يقف الانسان على الصورة الصحيحة للمتن فإن ضبط الفاظ الحديث ليس بالأمر السهل فلايصح الإتكال على الآخرين في ضبط الحديث بل لابد للفقيه ان يضبط الفاظ الحديث ويتقنها بنفسه

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo