< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

36/01/18

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع:فصل في الجماعة
مرت بنا في الطائفة الاولى من الروايات الواردة المؤكدة على صلاة الجماعة وان لسانها كان تسجيل العقوبة على ترك صلاة الجماعة لأجل الجماعة وليس لاجل ترك اصل الصلاة
الطائفة الثانية من الروايات المؤكدة على الجماعة: ماظاهره نفي الصحة
صحيحة زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فلا صلاة له [1] وهو نداء المؤذن وليس نداء يوم الجمعة وهذا تخصيص لمن سمع النداء
وصحيح محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: لا صلاة لمن لا يشهد الصلاة من جيران المسجد إلا مريض أو مشغول [2]وهذا شعار عظيم انصافا حيث ترى الشوارع والطرقات ساكته وهادئة لأجل الصلاة
وروايات اخرى عديدة لسانها نفي الصلاة وبقرينة نفي الجماعة فتحمل هذه على نفي الكمال وهو الحزازة والغضاضة
فمجانبة ومتاركة ولي الله مشكل جدا وان عظمة زيارة عاشوراء هو بلحاظ ان الشخص يكون ولي لمن وآلاهم وعدو لمن عاداهم (عليهم السلام) حيث ورد في الزيارة (اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن وآلكم وعدو لمن عادلكم) وهذا هو من العقيدية الولائية والنظام الولائي، وكثير من الشواهد تدل على ان زيارة عاشوراء حديث قدسي حيث يبين الباري تعالى كيفية التعامل مع الأولياء، ولذا فقد قال بعض العلماء السابقين ان من ترك جميع المستحبات فانه يفسق لأن مجموع المستحبات ليس مستحب بلحاظ الوظيفة الفردية
الطائفة الثالثة: التي تعلل هذا التاكيد لصلاة الجماعة وتسجيل العقوبة
صحيح زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال: من ترك الجماعة رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلاة له[3] وان أحد مراتب استحباب متابعة العامة هو ان هيئة الجماعة ليس معلما للسقيفة بل هذه الهيئة مرتبطة برسول الله (صلى الله عليه) ونحن اولى من غيرنا بالحفاظ على هذه الهيئة
معتبرة ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما جعلت الجماعة والاجتماع إلى الصلاة لكي يعرف من يصلي ممن لا يصلي، ومن يحفظ مواقيت الصلاة ممن يضيع ولولا ذلك لم يمكن أحدا أن يشهد على أحد بالصلاح، لأن من لم يصل في جماعة فلا صلاة له بين المسلمين، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فلا صلاة لمن لم يصل في المسجد مع المسلمين إلاّ من علّة [4] فان صلاة الجماعة هي نوع من المراقبة التربوية لأجل التزام أفراد الاُمة بهذه الشعيرة العظيمة وهكذا فان صلاة الجماعة يظهر منها المحافظة على المواقيت كما انه من فلسفات صلاة الجماعة هو ضبط سلوكيات الافرا
فقد ذكر في هذه الرواية الشريفة جملة من الغايات وهي غايات دينية وحسينية فان احدى غايات الشعائر فضلا عن الإعلام فان غايتها ايجاد الجو التربوي فن البيئة الاجتماعية حيث ان البيئة الاجتماعية تؤثر على الأفراد أكثر من تأثير البيئة الفردية
فظهر ان الجماعة كما انها تظهر هذه الامور فانها وان كانت مستحبة الاّ ان تركها يوجب العقوبة لأن نظر هذا المستحب هو حفظ بيضة الدين وكيان الدين فتركة يوجب العقاب
أيضا معتبرة الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) قال: إنما جعلت الجماعة لئلا يكون الاخلاص والتوحيد والاسلام والعبادة لله إلاّ ظاهرا مكشوفا مشهورا، لأن في إظهاره حجة على أهل الشرق والغرب لله وحده، وليكون المنافق والمستخف مؤديا لما أقر به يظهر الاسلام والمراقبة، وليكون شهادات الناس بالاسلام بعضهم لبعض جائزة ممكنة، مع ما فيه من المساعدة على البر والتقوى، والزجر عن كثير من معاصي الله عز وجل [5] وطريق الفضل بن شاذان الى روايات العلل معتبر لدينا
فجعلت صلاة الجماعة لأجل ان تكون العبادة والشعيرة الدينية مشهورة وظاهرة ومعلنة وكونها توجِد بيئة تربوية وملاحظة البعد التربوي وان غايات الشعائر غير داخلة في هوية الشعائر ابتداء وان من غايات الجماعة هو ايصال وإبلاغ النور الالهي
لذا فان بعض الاعلام كالنائيني وغيره يصر على ان غاية الشعائر الالهي هو التدريب على الفداء والمقاومة وهذا هو أحد غايات سيد الشهداء (عليه السلام) فان شعائر الجهاد ليس جهة مخملية ووردية وان كل باب من الاحكام له موطن خاص بحيث لايغلب باب على باب فلكل موضعة وهذا هو الذي يوجب التوازن، فالتوازن في غايات الشعائر يحتاج الى فهم وفراسة الفقيه

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo