< قائمة الدروس

بحوث خارج الفقه

الأستاذ الشیخ محمدالسند

34/08/19

بسم الله الرحمن الرحیم

 الموضوع: البكاء على سيد الشهداء (عليه السلام) حال الصلاة
 مسألة 42: إذا كان في أثناء الصلاة في المسجد فرأى نجاسة فيه، فإن كانت الإزالة موقوفة على قطع الصلاة أتمها ثم أزال النجاسة وإن أمكنت بدونه بأن لم يستلزم الاستدبار ولم يكن فعلا كثيرا موجبا لمحو الصورة وجبت الإزالة ثم البناء على صلاته
 مرّ ان بينا ان المختار بكلا الحكمين من وجوب ازالة النجاسة وحرمة قطع الصلاة فلابد من ملاحظة الدليل اللفظي وقد تقدم ذكر أقسام الدليل اللفظي والالتزامي
 والصحيح هو الاعتماد على درجة النجاسة وسعة وضيق وقت الصلاة وامكانية الجمع بين اتمام الصلاة وازالة النجاسة فهنا جهات متعددة وقد مرّ بنا كل ذلك
 بقيت نقطة واحدة في هذه المسألة وهي ان دليل حرمة قطع الصلاة وان كان دليلا لفظيا الاّ انه هناك عنصر آخر لابد من الالتفات اليه وهو ان حرمة قطع الصلاة قد ورد فيه نصوص خاصة معتبرة تستثني حرمة قطع الصلاة لموارد طرو الحاجة المعتد بها ولو كانت هذه الحاجة دنيوية مهمة
 يذكر الأعلام في باب التزاحم بين الحكمين من مراعاة الأهم فالمهم فيما اذا كان هذان الحكمان مطلقان أما اذا كان أحد الحكمين مقيد والآخر مطلق بنحو يمكن ان يزيل قيد المقيّد فلابد من ملاحظة هذا التقييد وأخذه بعين الاعتبار إما من باب الأهمية أو من باب الورود أو غير ذلك فالتزاحم بين الحكمين لابد من ملاحظة اطلاقه وتقييده
 فهنا حرمة قطع الصلاة مقيدة بعدم طرو الحاجة فاذا طرأت الحاجة فترتفع حرمة القطع، نعم لو كان إتمام الصلاة لاينافي الفورية العرفية فلايجوز قطعها
 مسألة 43: ربما يقال بجواز البكاء على سيد الشهداء أرواحنا فداه في حال الصلاة وهو مشكل وان جماعة من فحول محشي العروة كالشيخ محمد رضا ال ياسين والميرزا النائيني والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وجملة من كبّار محشي العروة طعنوا على اشكال السيد اليزدي بشدة وقالوا لااشكال في ذلك
 ولكن جملة من محشي العروة قالوا انه يشكل على الماتن بأنه لم يفصل فان كان البكاء على الامام الحسين (عليه السلام) من الناحية الانسانية ورقة القلب فهذا لايجوز في الصلاة باعتباره دنيوي وأما اذا كان لأجل كسب الثواب في الآخرة فهذا لاينافي الصلاة ولايبطلها باعتباره من البكاء العبادي ففصلوا بين البكاء الديني الراجح وبين البكاء البشري
 وان هذا البحث بالدقة ينطوي على قاعدة فقهية عقائدية تثمر في أبواب ومسائل عديدة فقد مرّ بنا في آخر مسألة من بحث السجود حيث قال الماتن مامضمونه من ان سجود عوام الشيعة في العتبات لا اشكال فيه اذا كان بقصد السجود لله ومسائل اخرى كثيرة مرتبطة بشعائر الائمة (عليهم السلام) ومرتبطة بالزيارات ومرتبطة بالأفعال المضافة اليهم (عليهم السلام) وهذا بحث وسيع ولايختص بخصوص البكاء
 وهذه المسألة حساسة جدا فهي مرتبطة بتنقيح فقهي وعقائدي في قاعدة معينة فلو لم يتم تنقيحها فسنتلكئ ونتردد في مسائل عديدة مرتبطة بشعائر المذهب وان البحوث العقائدية تؤثر على الاستنتاجات الفقهية بشكل واضح وبيّن
 فمثلا السجدة التي مرت بنا في العتبات هل هي جائزة أو غير جائزة هو بحث فقهي وكذا الكلام في البكاء على سيد الشهداء (عليه السلام) في الصلاة وهكذا التوسل بالمعصومين الأطهار (عليهم السلام) بالقول ياعلي يامحمد ويامحمد وياعلي انصراني فانكما ناصران واكفياني فانكما كافيان يامولانا ياصاحب الزمان الغوث الغوث، فهذا من التوسل والاستغاثة بهم (عليهم السلام)
 وان للشيخ جعفر كاشف الغطاء كتاب (منهج الرشاد) لابد من الاطلاع عليه فهذا الكتاب يحتوي على مباحث جدا مهمة في الرد على السلفية والوهابية فهو أول وأقوى من كتب في ذلك حيث نقح المطالب بدقة مجهرية تحليلية صناعية عميقة جدا وذلك لسبب تضلعه في علم الكلام وقد اتكئ على قاعدة معينة في هذا الكتاب وهي نكتة عقائدية عرفانية مهمة وهي ان الاضافة الى المعصوم (عليه السلام) تلقائيا منطوي فيها الاضافة الى الله بشكل مطوي وهذا الانطواء بأيّ فعل يضاف الى المعصوم (عليه السلام) فيه اضافة الى الله فهذا الإنطواء مركوز في أذهان حتى أجهل عوام الشيعة وهو مركوز في ذهن كل عوام الشيعة وفي ذهن كل مؤمن مهما كان جاهلا

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo