< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الأصول

37/05/21

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : اسباب التعارض
السبب الخامس : ضياع القرائن فلا ريب ان كل نص يكتنفه قرائن سواء كانت مقاليه او حاليه او سياقات في البين فلا اشكال في ان القرائن الحالية توجب ظهور المعنى في المراد ولكن هذه القرائن ليس دائما تنقل سيما الحالية منها فلربما يتغافل عنها فيوجب التعارض وقد نبه الائمة عليهم الى السلام الى ذلك كرواية مال الصبي انت ومالك لأبيك وسياق هذا القول كان في غير المورد الذي سمعه وهي رواية حسين ابن ابي العلاء في تفسير قول النبي انت ومالك لأبيك قال قلت لأبي عبد الله ما يحل للرجل من مال ولده؟ قال عليه السلام قوته بغير سرف اذا اضطر اليه، فقلت له قول رسول الله ص للرجل الذي اتاه فقدم اباه فقال له انت ومالك لأبيك؟ قال ع انما جاء بأبيه الى النبي فقال يا رسول الله هذا ابي ظلمني ميراثي من امي، فاخبره الاب انه قد انفقه عليه وعلى نفسه فقال النبي ص انت ومالك لأبيك) فكانت قرينة في البين فحذفت ونقل الكلام من غير قرينة انت ومالك لأبيك .
بل هناك قرائن ارتكازية تنشأ من ظروف النفس ومن الحالة الاجتماعية التي عليها العامة وهي غالبا ما يتغافل عنها اعتمادا على ارتكازيتها فينقل الراوي النص من دون القرينة اعتمادا على ظهورها، ومن هنا نذكر في موارد متعددة من الفقة ان الموضوعات التي ذكرت في الروايات مثل الغناء وغير ذلك لابد من ملاحظة الحالة الاجتماعية وظروف النص فان ذلك يتغير عبر العصور وهو محسوس ومشاهد فيتغير المعنى ويتغير الحكم حينئذ فعلى الفقهاء اذا ارادوا تعين الموضوعات في النصوص لابد من ملاحظة حالات النصوص بالرجوع الكتب التاريخية التي تحدد مورد ذلك الموضوع طبقا لظروف النص فيرافع الاشكال وهو اجمال النصوص فحينئذ اذا اعتمد عليه المشهور اصالة عدم القرينة فينشأ التعارض ولا تصل النوبة الى هذا التعارض اذا لاحظنا ظروف النص .
السبب السادس : ظروف الراوي وحالات السائل فانه لما يسأل الامام عليه السلام ويحكم على طبق حالاته وله حالة من حيث العلم والجهل ومن حيث عروض النسيان عليه والمرض وغير ذلك من الحالات فتختلف الاحكام من حيث ظروف السائل فاذا نقلت على نحو العموم ينشأ تعارض بين هذه الرواية وبين رواية اخرى نقلت بنفس الموضوع ومن هذه الروايات رواية وردت في كتاب الحج صفوان عن ابي أيوب قال حدثني سلمة ابن محرز انه كان يتمتع حتى اذا كان يوم النحر طاف بالبيت والصفا والمروة ثم رجع الى منى ولم يطف طواف النساء فوقع على اهله فذكره لأصحابه فقالوا فلان قد فعل مثل ذلك فسأل ابا عبد الله عليه السلام فأمره ان ينحر بدنة، قال سلمة فذهبت الى ابي عبد الله عليه السلام فسألته فقال ليس عليه شيء، ثم رجعت الى اصحابي فأخبرتهم بما قال لي فقالوا اتقاك واعطاك من عين كدره فرجعت الى ابي عبد الله عليه السلام فقلت اني لقيت اصحابي فقالوا اتقاك فقد فعل فلان مثل ما فعلت فأمره ان يذبح بدنه فقال عليه السلام صدقوا ما اتقيتك ولكن فلان فعله متعمد وهو يعلم وانت فعلته وانت لا تعلم فهل كان بلغك ذلك فقلت لا والله ما كان بلغني فقال عليه السلام ليس عليك شيء) فحكم خاص بحالة الجهل وذاك حكم مختص بحالة العلم فاذا نقل الحكم على نحو الاطلاق فينشأ تعارض .
وقد نقلوا اسباب اخرى للتعارض منها النسخ لكنه لم يكن بعد عصر النبي صلى الله عليه واله وسلم اذ هو المشرع واما الائمة فهم يبينون الشرع فلذلك لا يكون النسخ سبب مهم وهو لا يوجب التعارض في البين .
البحث الثالث : اقسام التعارض
القسم الاول : التعارض الغير مستقر وهو الذي ينشأ من اول وهلة من دون ان يستحكم بين الدليلين فلا يسري الى دليل الحجية .
القسم الثاني : التعارض المستقر وهو الذي استقر واستحكم بين الدليلين لحصول التنافي والتكاذب بين دلالتهما او مدلوليهما مما يسري الى دليل الحجية .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo