< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الأصول

37/05/20

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : اسباب التعارض
السبب الثالث : الدس والتزوير في الروايات ذكره جملة من الاعلام ومنهم السيد الصدر قده قال ان الدس والتزوير من اعداء اهل البيت عليهم السلام وهو متعارف بين الاصحاب وهو من اهم عوامل التعارض وان الائمة احاطوا اصحابهم علم ذلك الشيء حتى يكونوا على حذر وينقل رواية في المقام تدل على ذلك استفيد منها تهويل الامر في الدس والتزوير
فقد روى الكشي في رجاله عن محمد ابن عيسى ابن عديد عن يونس ابن عبد الرحمن ان احد اصحابنا سأله وانا حاضر فقال له يا ابا محمد ما اشدك في الحديث واكثر انكارك لما يرويه اصحابنا فما الذي يحملك على رد الاحاديث فقال حدثني هشام ابن الحكم انه سمع ابا عبد الله عليه السلام يقول لا تقبلوا علينا حديثا الا ما وافق القران والسنة او تجدون معه شاهدا من احاديثنا المتقدمة فان المغيرة ابن سعيد لعنه الله دس في كتب اصحاب ابي احاديث لم يحدث به ابي فتقوا الله ولا تقولوا علينا ما خالف ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم فاذا حدثنا قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله، فقال يونس وافيت العراق فوجدت بها قطعة من اصحاب ابي جعفر عليه السلام ووجدت اصحاب ابي عبد الله متوافرين فسمعت منهم واخذت كتبهم فعرضتها من بعد على ابي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها احاديث كثيرة ان يكون من احاديث ي عبد الله عليه السلام وقال لي ان ابا الخطاب [1]كذب على ابي عبد الله لعن الله ابا الخطاب وكذلك اصحاب ابي الخطاب يدسون في هذه الاحاديث الى يومنا هذا في كتب ابي عبد الله فلا تقبلوا علينا خلاف القران فانا ان تحدثنا حديثا بموافقة القران وموافقة السنة)
فقد استفادوا من هذا الحديث ان الدس والتزوير كان شيئا كثيرا في عصر الائمة عليهم السلام وقد نبهوا اصحابهم الى ذلك، وجعل السيد الصدر هذا السبب من اهم عوامل منشأ التعارض بين الروايات، ولكن لو لاحظنا نفس هذا الحديث وغيره لا نستفيد منه هذا التهويل من الحديث فقد كانوا اصحاب الائمة على دراية تامة بهذه الامور ولذلك اخذوا الحيطة في نشر الاحاديث والاحاديث مرت بمراحل ثلاثة :-
المرحلة الاولى : من بعد ارتحال النبي صلى الله عليه واله وسلم الى اواخر العصر الاموي ففي هذه المرحلة كان اخفاء للأمة الطاهرين واخفاء اثارهم ولم ينقل حديث منهم لكي يكون دس وتزوير .
المرحلة الثانية : من اواخر العرص الاموي الى اوائل الغيبة الصغرى ففي هذه المدة اتيح نقل احاديث الائمة وتداولها ونشر كتبهم وصار لمذهب اهل البيت شأن عند المسلمين ومع شدة السلطة الزمنية لإخفاء المذهب ولكنه استقرت دعائمه واركانه وان انشأوا مذاهب اخرى لمعارضة مذهب اهل البيت وهنا يأتي احتمال ادس والتزوير ولكن دس وتزير بحيث يكون تهويل الامر الى هذا الحد وان احاديثهم مجموعة من الدس والتزوير فليس الامر كذلك كما ورد عن ابن ابي العوجاء انه دس اربعة الالف حديث فهذا كذب من عندهم وليس الامر كذلك نعم حدث دس وتزوير ولكن ليس بهذا التهويل والدليل على ذلك نفس الحديث المتقدم فان الامام ارشد اصحابه وحذرهم من الدس والتزوير في الاحاديث .
المرحلة الثالثة : هي ما بعد عصر الغيبة الصغرى الى مرحلة جمع الاحاديث في اوائل عصر الغيبة الكبرى فقد نقل الاعلام الاحاديث عن مصادر موثوقة وجمعوها وحفظوها كالكتب الاربعة وغيرها حتى وصلت الى الجرح والتعديل والذي لا يخلوا من الاجتهادات الخاصة وليس كل اجتهاد مقبول وتفصيل هذا الكلام يحتاج الى بحث يأتي بمحله ان شاء الله
فهذا المنشأ غير تام وان وجد فهو بدائرة ضيقة وليس بتلك السعة لكي يقال من اهم عوامل التعارض
السبب الرابع : تقطيع الروايات ونقلها بالمعنى فقد اذن الائمة عليهم السلام ان تنقل الروايات بالمعنى ولا شك انه يدخل فيه الاجتهاد من زيادة ونقيصة وهكذا فربما يتغير المعنى فيقع التعارض بين الروايات ولذلك ان اصحاب الكتب الاربعة ينقلون الرواية بزيادة وبكتاب اخر بنقيصة وان كان نفس المعنى .


[1] وهو المغيرة ابن سعيد.

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo