< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الأصول

37/05/12

بسم الله الرحمن الرحیم

الموضوع : اسباب التعارض
السبب الثاني : التقية ولا ريب في ان لها الدور الكبير بحياة الائمة عليهم السلام وشيعتهم لانه لم يضطهد احد مثلهم في تاريخ الاسلام والتقية لها السبب الرئيسي في نشوء التعارض بين الروايات لان الائمة اضطروا الى ان يظهروا حكما غير الحكم الواقعي لحفظ شيعتهم
ومن الاسباب المهمة للتقية دفع الخطر عن الائمة وشيعتهم من ظلم ال امية وبني العباس ومنها الظروف الخاصة التي اقترنت بالمسلمين بعد رحيل النبي صلى الله عليه واله وسلم ودخول امم اخرى في الاسلام، ومنها العادات والموروثات التي استورثها المسلمون وجعلوها كالمسلمات عندهم، ومنها المذاهب المختلفة التي نشأة في عصر الائمة الطاهرين حيث اضطر الامام عليهم السلام ان يراعي ما هم عليه وغيرها من الاسباب .
وللتقية مظاهر مختلفة فمنها ما يكون بيان حكم يوافق احد مذاهب المخالفين او فتاوى بعض فقهائهم ولا ريب في ان المذاهب الاربعة حدثت في مرحلة متأخرة ولم تكن موجودة قبل ذلك، ومنها انهم كانوا يبينون الحكم مسندا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم دفعا لاحتجاج المخالفين والا يكفي ان يذكروا لشيعتهم الحكم من دون ان ينسب الى النبي صلى الله عليه واله، ومنها انهم لم يتعرضوا الى ما يوجب النفرة ويثير الضغائن (الطائفية) كذكر الخلافة والخلفاء تجنبا، ومنها انهم كانوا يذكرون فتاوى مذاهب الاخرين لا لأجل تثبيت تلك المذاهب انما لدفع ضررهم ثم ذكر الحق لإظهاره ايجاد الالفة بين المسلمين .
والروايات منها ما رواه ابو بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال سألته عن القنوت ؟ فقال عليه السلام في ما يجهر فيه بالقراءة، فقلت له اني سألت اباك عن ذلك فقال في الخمس كلها فقال عليه السلام رحم الله ابي ان اصحاب ابي اتوه فسألوه فأخبرهم بالحق ثم اتوني شكاكا فأفتيتهم بالتقية)[1] ويظهر من ذلك ان التقية لا تختص فقط مع العامة بل حتى مع الخاصة ايضا وما الوجه منها .
ومنها رواية ابي عبيده عن ابي جعفر عليه السلام قال، قال لي يا زياد ما تقول لو افتينا رجل ممن يتولانا شيء من التقية؟ قال فقلت له انت اعلم جعلت فداك، قال عليه السلام ان اخذ به اجرا وان تركه والله اثم)[2] فهذه الرواية تبين ان من يأتي بعمل مخالف لعمل التقية فلا يؤخذ منه بل يكون مأثوم وايضا هذه الرواية تبين منشأ التقية والعمل بها .
ومنها روايات محمد ابن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال، قال ابو جعفر في القنوت ان شئت فاقنت وان شئت فلا تقنت قال ابو الحسن واذا كان التقية فلا تقنت وانا اتقلد هذا)[3] فيريد الامام عليه السلام ان يقول انا ايضا اعمل هذا لكي يزيل الشك الموجود عند اصحابه .
ومنها ما رواه عبد الله ابن زرارة قال، قال لي ابو عبد الله عليه السلام اقرأ مني على والدك السلام وقل انما اعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون الى كل من قربناه وحمدنا مكانه بإدخال الاذى في كل من نحبه ونقربه وعليك بالصلاة الستة واربعين وعليك بالحج ان تهل بالأفراد وتنوي الفسخ اذا قدمت مكة فطفت وسعيت فسخت ما اهللت به وقلبت الحج عمرة الى ان قال هذا الذي امرناك به هو حج التمتع فالزم ذلك ولا يضيق صدرك والذي اتاك به ابو بصير من صلاة احدى وخمسين والاهلال بالتمتع بالعمرة الى الحج وما امرنا به من ان يهل بالتمتع فلذلك عندنا معاني وتصاريف)[4] فان هذه الرواية تبين سبب التقية وهي من الروايات التي يأتي محلها المناسب على ان اصحاب الائمة مع هذه الشدة في التقية يمكن ان يكونوا مجاهيل او انه ليس في الامر شيء سوى الثقة وغير الثقة .
ومنها خبر معاذ ابن مسلم النحوي عن ابي عبد الله عليه السلام قال بلغني انك تقعد في الجامع فتفتي الناس ؟ قلت نعم واردت ان اسألك عن ذلك قبل ان اخرج ان اقعد في المسجد فيجيئني الرجل فيسألني عن الشي فاذا عرفته بالخلاف لكم اخبرته بما يفعلون ويجيئ الرجل اعرفه بمودتكم وحبكم فأبره بما جاء منكم ويجيئني الرجل ولا ادري من هو فأقول جاء عن فلان كذا وجاء عن فلان كذا فأدخل قولكم في ما بين ذلك قال عليه السلام اصنع كذا فاني اصنع كذا) وهذه الرواية تدل على انه كانوا يذكرون احكام وفتاوى العامة ولكن في حق ومع ذكرهم لذلك كانوا مع الحرص على اصل الدين وقوامه .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo