< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الأصول

37/04/26

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : قاعدة القرعة

وقد فصل بعض العلماء في الاستخارة فقالوا تارة يكون المقصود منها طلب الخير من الله تعالى لانه ملهم الخير وبيده الامور ولا اشكال في مشروعية هذا القسم وتارة نريد ان نثبت بالاستخارة معرفة الواقع الذي يستخير عليه بحيث تكون مواضعه بين المستخير وبين الله تبارك وتعالى باعتباره خير مستشار ومشير وانه بيده ازمة الامور وانه ينصح المستشير ويعطيه الخير ، ولكن هذه المواضعة بهذه الكيفية لا ريب في انها راجحة شرعا وعقلا ولو جعل هذه المواضعة بعلامة لها بان يأخذ افعل ولا تفعل فهذا في حد نفسه لا اشكال فيه لانه يريد ان يعرف الوقاع والمواضعة بينه وبين الله تعالى بهذه الكيفية بان يأخذ مسبحة او رقاع ويستخير فلا اشكال اما اتيان هذه المواضعة على نحو المشروعية فهذا امر غير سديد نعم ان قلت هو على نحو رجاء المطلوبية فلا اشكال ولعل ما ذهب اليه المحقق الهمداني يشير الى هذا القسم

ثم قال ان هذا هو الحق أي نأتي بهذا القسم من الاستخارة بقصد رجاء المطلوبية وليس بقصد التشريع وبشرط ان لا يعطل العقل والمشاورة وهذا القيد اتى به من قوله عليه السلام في دعائه (اللهم انك خير مشاور) وهذا يدل على ان المشاورة انتهت وانحصرت بالله تعالى ، الا ان التحقيق ان الاستخارة هي طاعة وعبادة لله تعالى لان فيها تسليم الامر لله لانه خير اختاره لي وهذا ما نستفيده من جملة من الروايات سواء كانت استخارة ذات الرقاع على ضعف سندها ففيها هذا الدعاء وغيرها من انواع الاستخارة بالكلية وحقيقة الاستخارة طاعة وعبادة لان فيها هذا النوع من التسليم والتفويض لله تعالى وعلى هذا سيرة العلماء وسيرة المتدينين ولا شك انهم يرجعون للاستخارة بعد نفاذ كل الطرق فاذا كانت مشاورة او نصيحة من احد يلتزم من دون الرجوع الى الاستخارة اما اذا اضطرب الامر ولا يوجد نصيحة فيرجع الى الله ويستخير

اما الاستخارة لمعرفة الغيب فهذا خارج عن مفهوم الروايات ولا سيرة العلماء تثبت ان هناك غيب نريد ان نحققه وهذا لابد من تصحيحه لان الاستخارة ليس فيها رجم بالغيب ولا هي معرفة الغيب بل هي دعاء لطلب الخير فمن خالفها فهو وهم لابد من ازالته او جهل فلابد من ارشاده ورفع الجهل عنه فالاستخارة بجميع طرقها ليست فيها الا حقيقة الطاعة والعبادة وخلاف ذلك لا شأن للاستخارة بها واما من جعل شرط بعدم تعطيل العقل فانه لم يقل احد ان الاستخارة تعطيل العقل بل هي من صميم العقل ان يرجع الى الله ويطلب الخير منه فلا ريب ولا اشكال في مشروعيتها والادلة تشملها .

واما الفرق بين الاستخارة والقرعة وانهما يشتركان في انهما تفويض الامر لله تعالى ولا القرعة تثبت حكما تكليفيا في البين لان موردها الشبهات الموضوعية المقرونة بالعلم الاجمالي ولا طريق لإزالة تلك الشبهة كذلك الاستخارة لم تثبت حكم تكليفي على المكلف بحيث اذا خرج الخيرة حسن يجب العمل بها فليس الامر كذلك ، ويختلفان بان القرعة يجب الالتزام بها عند الخصومة والاستخارة لا الزام بالعمل بها .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo