< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الأصول

37/03/09

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : يجب احراز التكليف لجريان القاعدتين

المبحث التاسع : يشترط في القاعدتين احراز التكليف وجداني او تعبدي ثم يشك في انه صحيح او غير صحيح فلابد للمكلف اولا ان يحرز التكليف ثم يدخل في العمل فيشك في الاثناء او بعد الانتهاء ، والكلام في هذا الشرط يقع من ناحيتين :-

الناحية الاولى : يشترط ان يحرز المكلف تمام ما يرتبط بالعمل المركب من الاجزاء والشرائط والموانع فيحرز التكليف ويشك بالعمل من ناحية النسيان او السهو وبعبارة اخرى ان المكلف لابد ان يدخل بعمل يعلم بخصوصياته والا لا تجري قاعدة التجاوز ولا قاعدة الفراغ والدليل واضح ان القاعدتين انما تجريان في مقام الامتثال واسقاط التكليف فلو شك في عمل هل فيه جزء او فيه شرط وغير ذلك فلا تجري قاعدة التجاوز ولا قاعدة الفراغ فالمكلف لابد ان يحرز التكليف ثم يشك في العمل مطابق للمأمور به فالشك يأتي من ناحية تطبيق العمل مع المأمور به فحينئذ تجري قاعدة التجاوز في اثناء العمل وقاعدة الفراغ بعد العمل .

الناحية الثانية : ان الشك الذي يحصل للمكلف في اثناء العمل او بعده تارة يكون من ناحية الغفلة والنسيان والسهو واخرى يحصل من ناحية الدهشة والاضطراب وثالثا يحصل من ناحية احتمال الترك العمدي واخرى يحصل من ناحية الجهل تقصيرا او قصورا ، والكلام في هذا يقع في صور :-

الصورة الاولى : ما اذا كان الشك في العمل بعد احراز التكليف واحراز الخصوصيات لهذا العمل فيدخل بالعمل ويشك في صحته وفساده من ناحية الغفلة والسهو والنسيان وهو المورد المتيقن من جريان قاعدة التجاوز في الاثناء وجريان قاعدة الفراغ بعد الانتهاء ولا يحتاج الى الاعادة .

الصورة الثانية : ما اذا كان الترك من ناحية الاحتمال الترك العمدي انه حصل عنده شك في ان الجزء الذي يشك في صحته من ناحية العمد والاختيار فهل تجري قاعدة التجاوز اذا كان اثناء العمل والفراغ اذا انتهى من العمل ؟ والظاهر عدم جريان القاعدتين ودليلهم اما بناء العقلاء او الاخبار وقد تقدم ان بناء العقلاء من ناحية اصالة عدم الغفلة والسهو والنسيان فاذا دخل الشخص في عمل يعلم انه ذو اجزاء وشرائط فان قصده اتيان العمل تام لو حصل له شك انما يحصل له من ناحية الغفلة والسهو والنسيان فأصالة عدم السهو والغفلة والنسيان جارية ، واما الاخبار فانها لا تدل على التعبد الصرفي وهذا ما ذكرناه سابقا انما تدل على امر مركوز في الانسان ان كل من يدخل في عمل فانه يعلم ذو اجزاء وشرائط يكون البناء على اتيان العمل تام لكن الشارع الاقدس قال اذا حصل للشخص شك من ناحية السهو او الغفلة او النسيان الغى هذا الاحتمال فالشارع منَ عليه ولكن لا يلغي الشك اذا كان بسبب الترك العمدي لذلك قالوا يشترط في جريان قاعدة التجاوز ان لا يكون الشك من ناحية الترك العمدي والفقهاء استفادوا ذلك من قوله عليه السلام المتقدم .

الصورة الثالثة : نفس الصورة السابقة لكنه دخل في الصلاة من ناحية قاعدة واستصحاب وشك حصل له ودخل في الصلاة ثم حصل له الشك فهنا شكان شك حصل له قبل دخوله في الصلاة وشك حصل بعد الخروج من الصلاة ، اما الذي حصل له قبل دخوله بالصلاة فقد ارتفع بجريان الاصل واما الشك الذي يحصل من بعد الصلاة فانه يسري ويلغيه كما لو كان شاك في الطهارة الحدثيه وعنده حالة سابقة فستصحبها ودخل في الصلاة وحين دخوله في الصلاة يشك في الطهارة الواقعية ثم بعد الصلاة حصل له الشك الساري الى قبل الصلاة فرفع اليقين السابق فلا يجري الاستصحاب فهل صلاته صحيحة ونجري فيها قاعدة التجاوز والفراغ ام اننا نحكم ببطلانها ؟ المعروف بينهم عدم جريان القاعدتين في مثل هذه الصورة .

الصورة الرابعة : ما اذا دخل في الصلاة عن جهل اما في الحكم وهو ما اذا كان لم يعلم ان السورة بعد الفاتحة هل هي واجبة واما الجهل الموضوعي ما اذا يعلم بوجوب الاستقبال وصلى الى احدى الجهات احتمالا انها بعد الصلاة تكون قبلة فهل تجري قاعدة التجاوز والفراغ في هذه الصلاة قالوا بعدم الجريان في مثل هذه الصورة لان مدركهما اما بناء العقلاء وهو لا يشمل الا السهو والنسيان والغفلة واما الاخبار فهي ترشد الى ان كل انسان يريد ان يدخل بعمل مركب يكون باني على اتيانه تام من حيث الاجزاء والشرائط فاذا حدثت غفلة وسهو ونسيان الشارع منَ عليه بإلغاء هذا الشك ولكن هذه الاخبار لا تشمل ما اذا كان الترك عمدي او عن جهل بالحكم او بالموضوع ، ومن هذا يظهر حكم ما اذا كان الاجتهاد ناقصا من ناحية القصور او التقصير وكذا لو قلد وكان تقليده ناقصا لا تجري قاعدة التجاوز ولا قاعدة الفراغ .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo