< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث فقه الاقتصاد

39/06/08

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : العلمانية في الاقتصاد

ان تاريخ نشأت العلمانية في القرنين الرابع عشر والخامس العشر الميلادي وبعضهم قال في ستينيات القرن العشرين وبعضهم اكثر من ذلك او اقل

وبعضهم نسبه العلمانية إلى أرسطو طاليس الفيلسوف اليوناني نظرا لعبارته المشهورة (ان الإنسان مدنيا بطبعه لا حاجة الى قوانين الإلهية تنظم هذه المدنية) فاستفادوا من هذه العبارة ومن مقولته المعروفة انه لا حاجة الى الدين فصل عن الامور الأخرى

الا انه بعيدا ان يقول هذا الفيلسوف بهذه المقالة اي بالعلمانية ولم يفكر بهذا التفكير العلماني فان كلامته خالية عن هذا التأثير في الكلية

ثانيا انه يرى بان سعادة الإنسان انما تتحقق باجتماع الخيرات الثلاثة التي ذكرناها خيرات طبيعية ناشئ من الطبيعية وخيرات من بدن الانسان القوة وخيرات نفسية روحية اذا اجتمعت الخيرات الثلاث يكون الانسان سعيدا في حياته لا يكون الانسان مجرد وانه قادرا في قوته وامثال ذلك، لابد ان يتصف بصفات روحية نفسية اهمها الشجاعة والحكمة والعدالة

ثم يشرح هذه الخيرات الثلاثة ولاسيما ما يرجع الى النفس اي الخيرات الروحي النفسية يهتم بها ويقول بان الخيرات الروحية هي المصدر التي تجلب السعادة للإنسان حينئذ، وقبله سقراط وبعده افلاطون هؤلاء الثلاثة منبع اقوالهم هي كلمات الانبياء الا انهم امنو بالأنبياء او انهم لم يؤمنوا بالأنبياء بحثاً اخر بعضهم قال بانهم من الحكماء فمن توهم ان أرسطو يذهب إلى العلمانية او يفكر تفكير العلمانيين غفلة او جهل بمراد هذ ا الرجل

والحاصل ان نسبة العلمانية الى ارسطو طاليس لا يمكن توجيهها ألا أن نقول انها صدرت عن غفلة او جهل بأفكاره

لا إشكال في ان العلمانية من مظاهر الصراع مع الدين الذي هو متوغل في القدم مع كل الأديان الإلهية وان الصراع مع الدين له مظاهر مختلفة على مر العصور والدهور فتارة يكون في طور الوثنية والشرك وتارة يكون صراع مع الدين في طور انا ربكم الاعلى وفي ثالث يكون الصراع في طور الماسونية التي نشأت وترعرعت في اليهودية بعد موسى (على نبينا واله وعليه الصلاة والسلام) وهي التي ادت الى هذا الضلال القديم الموجود مع الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والنصارى والإسلام

وقد كانت للماسونية الدور الكبير في انحراف مسيرة الإنسانية عن منهجه القويم الذي أودعه الله في فطرته وصححته الأديان السماوية فانه يٌقدر ما كان من جهد الأنبياء في سبيل هدايته فكان جهد الماسونية المعارض في سبيل أظلال الناس وسرعان ما اتخذت مسارا فكريا تخريبيا مع اغلب الأنبياء من بني إسرائيل ثم انتشرت في جميع المجتمعات

هذا الصراع مع الدين وسيلة من وسائل الماسونية لانحراف الإنسان مع كل ما يرتبط بسعادته فان مسار العلمانية ودور حياتها في الحواضن الاجتماعية المهتمة بالدعوة أليها وكوظائف وممارسة تجلي في جميع أطره الفكري والثقافي والمنهجي المضادة مع الدين ومفرداته ومع ورجال الدين مع أكثر من صعيدا لم يكن وليدة وقت معين بل استغرق أكثر من قرنين ولكن ظهورها كمصطلح أنما كان في ضل مظاهر وأداور مختلفة وان كان في المسار قد طرأ عليها الجزر والانكماش ولكنها برزت في القرون الأخيرة بصورة أوضح ولاسيما أبرزت النزعات الدينية وتصاعد الدور الفاعل الديني وتوجيهات الروحية وحين اذن تقفز الحواضن المبتعدة الى واجهة الفكر والثقافة وغيرها كلما ظهر الدين ظهرت العلمانية وكلما خفت أمر الدين خفتت العلمانية، وكان من اهم تلك الحواضن الوجود الأنثوي وحضوره الفاعل في صناعة الحياة كما هو كذلك من إعادة البناء وإزاحة الأطر السابقة المسمى بالحداثة نحن ننسى ان العلمانية لها أسباب ووسائل وهذا الدور الأنثوي الذي جعلوه في حياتنا اليومية وسيلة من الوسائل، نقد الأطر السابقة وترميمها أحدث أفكار جديدة تسمى بفكر الحداثة أيضا وسيلة من الوسائل فكان لمسار العلمانية في صعودها وازدهارها او تراجعها او انكماش دورها هو المدار المهم في تاريخ الفكر الحديث المعاصر فلا يصح تحديد تاريخ معين لحدوث هذه الفكرة .

BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo