< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/02/03

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : بحث التقية

ان للتقية مصاديق ومراتب متفاوتة والمصاديق فقد تكون بين مسلم وكافر وذكرنا ان الآيات ذكرت بعض مصاديقها وقد تكون بين مسلم ومسلم وقد يستدل عليها بان المناط من التقية هي صون النفس من الضرر ويستدل على ذلك بجملة من الآيات منها قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة)[1] فان الانسان اذا اضطر الى عمل محرم خوفا على نفسه او ماله ونحو ذلك فلو لم يعمل بالتقية وقع بالتهلكة وهو حرام لا اشكال فيه فيجب استعمال التقية لدفع الضرر وهو يشمل بين مسلم ومسلم

وقد ذكر السيد الوالد في هذه الاية قال وهو يدل على حرمة الاقدام على ما يخاف الانسان على نفسه او عرضه او ماله ، فلو لم يعمل بالتقية وارتكب الامر الذي يريده لوقع تلف على نفسه او اهله او ماله وهو يدل على الحرمة والآية ظاهرة في هذا المعنى .

وذكر علماء العامة ايضا بالنسبة الى هذه الاية فقد قال الفخر الرازي ان هذه الاية تدل وجوب حفظ النفس وحرمة القاء النفس في الضرر فوجوب حفظ النفس والقاء النفس في الضرر والتلف ولو كل او بعضا

ومن الآيات التي استدل بها قوله تعالى (لا حرج عليكم في الدين) والحرج لغتا الضيق وهو يتحقق اذا لم يستعمل التقية ومن الآيات التي استدل بها قوله تعالى (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[2] فقد ورد في تفسير هذه الاية عن الامام الصادق عليه السلام قال التي هي احسن التقية ) ونستدل بهذه الاية على ان التقية لا تختص بخصوص دفع الضرر عن النفس بل تشمل حتى جلب محبة الاخرين وقد نقل السرخسي في هذه الاية كلام ايضا يرجع الى هذا المعنى .

واما المصدر الثاني : السنة المطهرة وهي على قسمين ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وما ورد عنه عملا وقولا في التقية وما ورد عن المعصومين في التقية وقبل بيان القسمين لابد من التنبيه على شيء وهو سيأتي ان بعض الروايات ان النبي ص استعمل التقية مع قومه وهل هناك تقية على الانبياء وتوهم بعضهم ان الانبياء لا يستعلمون التقية وهذا التوهم باطل قطعا فان للتقية مراتب فقد تكون في اظهار كلمة الكفر وقد تكون في تكذيب التبليغ وقد تكون في كتمان الحق ونحو ذلك وهذه المراتب لا تصدق على الانبياء ابدا فالنبي لا يمكن ان يستعمل التقية في هذه الامور الثلاثة لانه ينافي الغرض ومهمته بالدعوى وقد ورد فيهم لا تأخذهم في لله لومة لائم ولعل من ينكر تقية الانبياء والمرسلين يريد هذا القسم وهو صحيح

ولكن في غير ذلك فلا بئس في استعمال التقية ربما يحجب بعض الحق عن قوم وظهره لقوم اخرين وهذا لا ينافي اصل الدعوى وربما يمسك عن اظهار بعض الدعوى ويظهره في زمن اخر لانه ليس كتمان الحق بالكلية انما الكتمان لغرض خاص لإظهاره في زمن معين ومناسب وقد ذكرى هذا بعض علماء السنة فقال السرخسي في المبسوط في معرض حديثه عن تقية عمار ابن ياسر فقال الا ان هذا النوع من التقية يجوز لغير الانبياء والمرسلين واما في حقه عليهم السلام فلا يجوز عليهم التقية اذا رجع الى اصل الدين الحق وهو مركب من الدعوى الى الحق وهداية الخلق والتبليغ واما في غير ذلك فلا بئس .


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo