< قائمة الدروس

الأستاذ السيد علي السبزواري

بحث الفقه

37/02/01

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع : بحث التقية

كان الكلام في الاستدلال بالآيات الشريفة على مشروعية التقية ووصلنا الى اية وردة في مؤمن ال فرعون (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)[1] وهذه الاية صريحة في التقية بقوله يكتم ايمانه من رجل جبار يريد ان يقتل نبي من انبياء الله ولا اشكال في ان هذه تقية ومن مصاديقها لما تقدم من ان المراد من التقية كتمان الحق واظهار خلافه وقد اجمع المفسرون ان هنا تقية استعملها المؤمن الذي مدحه الله بانه يكتم ايمانه وهي اعظم صفة بان يوصف الانسان من الله تعالى بالمؤمن وهو لم يظهر الايمان بل ابدى النصيحة لفرعون بان لا يقتل موسى عليه السلام .

ومنهم من يقول انه اظهر ايمانه في مجلس فرعون عندما اعترض على قتل موسى ، وهذا خلاف سياق الاية بل هو كتم ايمانه فان الكلمات الواردة في هذه الاية تدل على انه كتمانه للحق وقوله يا قوم فهو ينسب نفه اليهم وهو لم يقل شيء بل ابدى النصيحة ولذلك جمع من المفسرين اظهروا بعض الخصوصيات لهذه الاية الشريفة كما ذكر ابن الرازي في تفسيره قال انه لما سمع مؤمن ال فرعون (ذروني اقتل موسى) لم يصبر على ذلك واظهر هذا الرأي امام فرعون

وذكر بعض المفسرين ن هذا الرجل لما اظهر الايمان في هذا المجلس وهو مجلس طغيان وكان امر في غاية الخطورة فلذلك جازاه الله بان ذكر اسمه في القران الكريم تكريما له وان الله لم يصف هذا الرجل بالمنافق بل وصوفه بالمؤمن فهذا دليل على مشروعية التقية ومما يدل على عظم هذا الرجل ما رواه المتقي الهندي في كنز العرفان الصديقون ثلاثة حبيب النجار مؤمن ال ياسين مؤمن ال فرعون وعلي ابن ابي طالب الذي هو اشرفهم واعلاهم) وهذا الحديث رواه غير المتقي الهندي

ومن الآيات قوله تعالى (مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[2] فلا ريب في ان الاية تدل على جواز استعمال التقية ومشروعيتها وبقائها لم تنسخ بأية اخرى بل ان هذه الاية تبين ان التقية التي كانت مشروعة في الاديان السابقة لم تنسخ ايضا فقد استعمل التقية اهل التوحيد لحفظ انفسهم من طغيان الكفار والظالمين

وقد اجمع المفسرون ان هذه الاية نزلت في عمار حيث انه كان تحت ظلم المشركين ونطق بالكفر وكان قلبه مطمئن بالإيمان والقرطبي يقول بهذه الاية ان المكلف اذا نوى الكفر بقلبه كان كافرا وان لم يتلفظ بلسانه واما اذا نوى الايمان بقلبه فلا يكون مؤمن بحال حتى يتلفظ بلسانه ولا تمنعه التقية والخوف في ان يتلفظ بينه ما بين الله انما تمنعه التقية ان يسمعه غيره


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo