الموضوع : بحث التقية

ذكر الكليني رحمه الله في الكافي عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام قال : خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية اذا كانت الامرة صبيانية)[1] فان التعبير الدقيق الوارد في هذا الامرة الصبيانية انها فاقدة لكل الموازين الشرعية والقانونية فان المتسلط على امارة اذا كان صبي فانه يعمل بمقتضى شهواته وليس له أي دستور فان في مخالطتهم تريد ان تنصر الحق لكي لا يذهب الحق بالكلية وينشأ جيل على تصرفات الصبيان ومن هنا نستفيد ان معاشرة الائمة مع سلطات زمانهم فان هناك تصرف ومخالطة وهي ليست لأجل دعم منصبهم انما هو لأجل ايجاد وحدة بين افراد المجتمع ونصرة المظلوم اما اذا رأى ان هذه المخالطة لا تفيد فيجتنبون كما فعل الائمة عليهم السلام مع الامويين بعد شهادة الامام الحسين عليه السلام وباجتنابهم بينوا ان هناك حق مسلوب منهم

مضافا الى ذلك نستفيد من تعبير البرانية والجوانية الحالة المزرية في ذلك الوقت فان البرانية على غير الحق والجوانية لابد ان تكون على الحق فخالطوهم لكي يصان الحق .

وفي البحث ابواب الباب الاول وفيه فصول :-

الفصل الاول : في اقامة الادلة على مشروعية التقية ، تمهيد : ان كل مفهوم عقائدي او شرعي يرجع الى العمل لابد ان تكون له صبغة شرعية والا فهو لا اعتبار به والمصادر التي يمكن اقامتها على مشروعية التقية هي ثلاثة الكتاب والسنة ودليل العقل فان لم يردع الشرع عن الدليل العقلي فهو كافي اما اذا ردع الشارع عنه فنتبع الشرع والردع لم يرد عن دليل العقل الذي يدل على مشروعية التقية بل الادلة ترشد الى امضائه

اما في القران فقد وردت التقية فيه لفظا وعملا وبعض خصوصياتها فلا احد يستطيع ان ينكر التقية ودلالة القران عليها ولا نذكر جميع الآيات بل نذكر الواضح منها والكتاب الكريم هو المصدر الاول فقد وردت فيه التقية في موارد متعددة وحكى القران عن عمل بعض المؤمنين الا ان هذا المفهوم القرآني لابد ان يتضح فان التصرف في المفاهيم القرآنية قد كثرة بعد ارتحال الرسول صلى الله عليه واله وسلم واراد جعل القران في حصن لكي لا تدخل الافكار الواهية في مفاهيم القران وجعل حديث الثقلين (إني مخلف فيكم الثقلين إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي)[2] فأهل البيت حصن للقران لكي لا تدخل افهام الزائغين ومع وضوح اية تشريع التقية والعمل بها وخصوصياتها يأتون ويتصرفون ويجعلونها من مفردات النفاق اوليس هذا الظلال بعينه القران يبين والقوم يتصرفون بخلافه .