الموضوع : الوضوء – احكام المسح

ذكر السيد الماتن جواز المسح على الخف والحائل عن الاضطرار وان يكون الضرر مستوعب للوقت ولا يجوز للمكلف ان يبادر الا اذا دل على استمرار العذر دليل

الامر الثاني : ما ذكرناه في الاصول من ان التكاليف الموقتة التي تحصر بين المبدأ والمنتهى اذا كان المكلف قادر على الاتيان بفرد من افراد الطبيعي لابد من تأخير ذلك التكليف الى ذلك الزمان الذي يمكنه اتيان الفرد فلو اتى بالفرد الاضطراري مع قدرته على اتيان الطبيعي فلا يجزي ونرجع الى اشتغال الذمة فالدليل اما ان يكون عرفي استفدنا من ادلة التكاليف الاضطرارية واما دليل عقلي وهو كلي طبيعي موقت بين المبدأ والمنتهى فلابد ان يأتي به المكلف في افراد الكلي الطبيعي فاذا تمكن في ضمن فرد في الوقت فيجب تأخيره الى اخر الوقت الا اذا كان العذر مستوعبا .

قال رحمه الله : واما التقية فالأمر فيه اوسع فانه لا يجب ترك العمل والذهاب الى مورد اخر اذا امكنه اتيان التكليف الاختياري بخلاف الضرورة كما انه لا يجب رفع المال في رفع التقية بخلاف سائر الضرورات ، والكلام يقع في المقام الثاني وهي التقية في اتيان التكاليف الاضطرارية ويقع البحث في التقية ضمن امور :-

الامر الاول : في مادة هذه الكلمة واشتقاقها اذ ان هناك خلاف بين اللغوين في ان كلمة التقية من وقى او من تقى فأما من فعول او من فعيل وهذا يشعر ان هناك خلاف بين اللغوين في ان اشتقاق هذه الكلمة ومبناها قال ابن دريد[1] عن ابي بكر ان الاختيار عندي من فعيل فأبدلوا الياء الاولى في الثانية والدليل على ذلك جمعه اياه اتقياء كما قالوا ولى واولياء فمن الجمع نستفيد انه على وزن فعيل ، ومن قال انه فعول انما قال به لانه اشبه فعيل فجمع كجمع فعيل ، وقال ابو منصور اتقى يتقي كان في الاصل اوتقى فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وابدلت منها التاء وادغمت فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا ان التاء من نفس الحرف فصارت الاقوال ثلاثة فعول وفعيل وافتعال

وذكر في القاموس في باب الواو والياء والتوقيه الكلاءة والحفظ واتقيت الشيء وتقيته اتقيه تقى وتقية وتقاء ككساء حذرته والاسم التقوى ، وذهب اخرون انها من فعول فقالوا وقاه الله وقيا ووقايتا وواقيتا صانه وفي الحديث (فوقى احدكم وجهه من النار) وقيت الشيء اقيه اذا صنته عن الاذى وهذا اللفظ وقى خبر اريد به الامر وتوقى واتقى بمعنى واحد .

والظاهر انه لا اختلاف في المعنى فان مادة واقيه تدل على الحفظ والوقاية عن الشيء فان هذه المادة محفوظة في جميع اشتقاقات هذه الكلمة