< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الرجال

37/07/06

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: أصحاب الإمام الصادق وبنو فضال

أقول: إن توثيق الشيخ المفيد وان كان واضحاً ومقبولاً لكونه مفيداً من المتقدمّين وممّن يعتمد عليه في التوثيق وغيره، إلاّ أنه لا ظهور في كلامه على أن مراده من الأصحاب الموثقين هم الذين ذكرهم ابن عقدة حتى يقال إن الشيخ ذكر في رجاله ما ذكره ابن عقدة، ويكونون معروفين حينئذٍ ولا يوجد عندنا قرينة تدل على أن مراد الشيخ المفيد من الأصحاب الموثقين هم الذين ذكرهم ابن عقدة لا سيما وان الكتب الرجالية كانت كثيرة في زمن الحسن بن علي بن محبوب إلى زمن الشيخ، فقد بلغت على ما قيل نيفاً ومائة فيمكن أن يكون مقصود الشيخ المفيد من الرجال الموثقين هم المذكورون في هذه الكتب.

وأمّا التوثيقات الصادرة بعد الشيخ المفيد فهي راجعة إليه مضافاً إلى أنها صادرة من المتأخرين وتوثيقاتهم لا يعتمد عليها لكونها مبنية على الحدس.

وأمّا بالنسبة لكلام السيد أبو القاسم الخوئي (ره) فهو مبني على كون عبارة الشيخ المفيد ناظرة إلى ما ذكره ابن عقدة. وبما أنه لم يثبت ذلك فإشكالات السيد ابو القاسم الخوئي (ره) لا موقع لها حينئذٍ، وان كان كلامه بالجملة صحيحاً لو كانت عبارة الشيخ المفيد ناظرة إلى ما ذكره ابن عقدة، وانما قلنا صحيحة بالجملة، لإنه قد يرد على ما ذكره من أن أحمد بن نوح زاد على ما جمعه ابن عقدة ممن روى عن الصادق (ع) إلاّ أنه مع ذلك لم يبلغ عدد ما ذكره الشيخ أربعة آلاف، فإن المذكورين في رجاله لا يزيدون على ثلاثة آلاف إلاّ بقليل.

وجه الإيراد هو ما ذكره المحدث النوري(ره) من أن ما اسقطه في باب أصحاب الصادق (ع) اثبته في باب أصحاب أبي جعفر الباقر (ع)، وفي باب أصحاب أبي ابراهيم موسى بن جعفر (ع) لأن بعض اصحاب الصادق (ع)، أدرك عصر الإمام الباقر (ع)، كما أدرك عصر الإمام الكاظم (ع)، فأكتفى الشيخ في رجاله في الباب المعقود لخصوص أصحاب الإمام الصادق (ع) يذكر من اختص بالصادق (ع) ولم يدرك الإمام الباقر (ع) ولا الإمام الكاظم (ع)، ولكن ابن عقدة جعل المناط كل من روى عن الصادق (ع) وان كانت له رواية عن غيره. والخلاصة إلى هنا لا يظهر من كلام الشيخ المفيد أنه ناظر إلى من ذكرهم ابن عقدة، وعليه فلا تصل النوبة إلى المناقشة، والله العالم.

وأمّا بنو فضال ومشايخهم فقد أدعى وثاقتهم ووثاقة مشايخهم، وقد استدل لذلك بما روى عن الإمام أبي محمد الحسن العسكري (ع) أنه قال :( خذوا ما رووا وذروا ما رأوا )[1] . وهذه الرواية أورده الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بهذا السند عن أبي محمد المحمدي، قال: حدثني أبو الحسين بن تمام، قال: حدثني عبد الله الكوفي خادم الحسين بن روح، قال: سئل الشيخ يعني أبا القاسم رضي الله عنه عن كتب ابن أبي العزاقر بعدما ذُمّ وخرجت فيه اللعنة فقيل له كيف نعمل بكتبه وبيوتنا منها ملاء قال: أقول فيها ما قاله أبو محمد الحسن بن علي (ع) وقد سئل عن كتب بني فضال فقالوا: كيف نعمل بكتبهم وبيوتنا منها ملاء فقال: (خذوا ما رووا وذروا ما رأوا).[2]

وقد اعتمد الشيخ الأنصاري على هذه الرواية وحكم بصحة روايات بني فضال. قال في كتاب الصلاة عندما تعّرض لرواية داود بن فرقد، وقال: روى الشيخ عن داود بن فرقد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله (ع)، قال: إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر حتى يمضي بمقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات فإذا مضى مقدار ذلك فقد دخل وقت الظهر والعصر...)[3] .

ثم قال وهذه الرواية وان كانت مرسلة إلا أن سندها إلى الحسن بن فضال صحيح. وبنو فضال ممّن أمروا بالأخذ بكتبهم ورواياتهم...ألخ، وقد استشكل على هذه الرواية تارة من حيث السند، وأخرى من حيث الدلالة. وأمّا من حيث السند فهي ضعيفة بجهالة عبد الله الكوفي خادم الحسين بن روح، وقيل بجهالة أبو الحسين بن تمام، ولكن الإنصاف أن هذا الرجل وثقه النجاشي.

وأما من حيث الدلالة فهي لا تدل على الأخذ بجميع كتبهم وان اشتملت على ضعف أو جهالة أو ارسال بل مفادها ان فساد العقيدة لا يضّر بالرواية، إذا كانوا على الإستقامة في زمانها. وبالجملة فكما أنه قبل فساد العقيدة لم يكن يؤخذ برواياتهم فيما إذا كانت الرواية مرسلة أو عن ضعيف أو مجهول الحال فكذلك بعد فساد العقيدة. وهل بنو فضال في حال انحرافهم يكونون أحسن حالاً من حال الإستقامة حتى يؤخذ برواياتهم الضعيفة في حال الإنحراف ولا يؤخذ بها في حال الإستقامة ان هذا لشيء عجاب. وبنو فضال هم الحسن بن علي بن فضال وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال وأخوه علي بن الحسن بن علي بن فضال.


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo