< قائمة الدروس

الأستاذ الشيخ حسن الرميتي

بحث الرجال

37/06/07

بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع: علي بن الحسن الطاطري

ثم أن هناك جماعة من المشايخ قيل في حقهم أنهم لا يروون إلا عن الثقات، فيكون توثيق من رووا عنه داخلاً في التوثيقات العامة، وهؤلاء المشايخ هم:

١- علي بن الحسن الطاطري أو الطائي.

٢- جعفر بن بشير.

٣- محمد بن اسماعيل الزعفراني.

٤- أحمد بن محمد بن سليمان أبو غالب الزراري.

٥- أحمد بن علي أبو العباس النجاشي.

٦- أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري.

وأما علي بن الحسن الطاطري. فقد ترجمه الشيخ في الفهرست وقال عنه:(كان واقفياً شديد العناد في مذهبه صعب العصبية على من خالفه من الإمامية وله كتب كثيرة في نصرة مذهبه وله كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبروايتهم فلإجل ذلك ذكرناها ...ألخ)[1] .

ولا يخفى ان طريق الشيخ إليه ضعيف بأحمد بن عمرو بن كيسيه فإنه مجهول. وقال النجاشي:(علي بن الحسن محمد بن الطائي الجرمي المعروف بالطاطري وانما سمّي بذلك لبيعه ثياباً يقال لها الطاطرية. يكنى أبا الحسن وكان فقيهاَ ثقة في حديثه وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم وهو استاذ الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي ومنه تعلّم...ألخ)[2] .

وقال الشيخ في العدّة:(ان الطائفة عملت بما رواه الطاطريون...ألخ). والإنصاف ان عبارة الشيخ في الفهرست تدل على ان كل من روى عنه الطاطري مباشرة فهو ثقة. فقول الشيخ وله كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبروايتهم تدل بوضوح على ما ذكرناه. نعم لا نفهم منها أن كل من روى عنه الطاطري فهو ثقة بل القدر المتيقن منها من روى عنهم في الفقه وفي كتبه خاصة لا مطلق الروايات وان لم تكن في كتبه أو لم تكن في الفقه.

وعليه فكلما بدأ الشيخ سند الحديث باسم الطاطري فهو دليل على أن الرواية مأخوذة من كتبه الفقهية لأن الشيخ تعهد أن أول من يبدأ به السند فهو ينقل عن كتابه فيكون الشخص الراوي عنه الطاطري مباشرة ثقة ومن هنا قد استفدنا وثاقة درست الواسطي لرواية الطاطري عنه مع كونه غير موثق من غيره.

وأمّا جعفر بن بشير فقد استفاد المحقق النّوري في المستدرك وثاقة كل من روى عنهم ورووا عنه يقول النجاشي:(أبو محمد البجلّي الوشا من زهاد أصحابنا وعبادهم ونسّاكهم وكان ثقة وله مسجد بالكوفة باقٍ في بجيلة إلى اليوم. وأنا وكثير من أصحابنا إذا وردنا الكوفة نصلي فيه مع المساجد التي يرغب في الصلاة فيها ومات جعفر رحمه الله بالأبواء سنة ثمان ومائتين. كان أبو العباس بن نوح يقول كان يلقب قفحة العلم روى عن الثقات ورووا عنه له كتاب المشيخة مثل كتاب الحسن بن محبوب إلا أنه أصغر منه وكتاب الصلاة وكتاب المكاسب...ألخ)[3] .

قال الشيخ في الفهرست:(جعفر بن بشير البجلّي ثقة جليل القدر...ألخ). وقال الكشي:(جعفر بن بشير من أصحاب الرضا (ع) ). قال نصر:(أخذ جعفر بن بشير رحمه الله فضرب ولقي شدّة حتى خلصه الله ومات في طريق مكة وصاحبه المأمون بعد موت الرضا (ع) ثم... قال: جعفر بن بشير مولى بجيلة كوفي مات بالأبواء سنة ثمان ومائتين)[4] . انتهى

هذا وقد أشكل أغلب الأعلام بأن عبارة النجاشي لا تدل على الحصر. فقوله روى عن الثقات لا يدل على أنه لم يروِ عن غيرهم وغاية ما تدل عليه هو أنه يروي كثيراً عنهم بدليل قوله ورووا عنه. فهل يمكن القول بأنه لا يروي عنه إلاّ ثقة مع أن الضعفاء كثيراً ما يروون عن الإجلاء بل عن المعصومين (ع). والخلاصة ان غرض النجاشي (ره) من هذه العبارة هو مدحه بكثرة روايته عن الثقات وكثرة رواية الثقات عنه في مقابل من يكثر الرواية عن الضعفاء كالبرقي(ره)، حيث ان المعروف عنه أنه يكثر الرواية عن الضعفاء ولذا أخرجه ابن الوليد من بلدة قم هذا أولا.

وثانياً ثبت أنه روى عن صالح بن الحكم وهو ممن ضعّفه النجاشي وكذا عن غيره من الضعفاء كأبي جميلة وأضرابه. وعليه فكيف يمكن الجمع بين شهادة النجاشي بأنه لا يروي إلا عن الثقات مع شهادة النجاشي بضعف أكثر من شخص روى عنهم جعفر بن بشير فهل هذا إلا تهافت. ثم أن قول الكشي وصاحبه المأمون بعد موت الرضا (ع) لا يدل على القدح فيه لأن الذم انما يتوجه إذا هو صاحب المأمون باختياره، وأمّا إذا صاحبه المأمون فلا يدل ذلك على ذمّه لأن الصحبة ليست باختياره. وهل يستطيع أن يعارض المأمون.

 


BaharSound

www.baharsound.ir, www.wikifeqh.ir, lib.eshia.ir

logo